أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - عبد الباسط المقراحي طليقاً














المزيد.....

عبد الباسط المقراحي طليقاً


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2745 - 2009 / 8 / 21 - 09:12
المحور: حقوق الانسان
    


ترددت أنباء كثيرة في الآونة الأخيرة، وعبر وكالات أنباء عدة، عن احتمال إطلاق سراح وشيك لليبي عبد الباسط المقراحي. واليوم تم الإعلان عن التوصل لقرار سصدر عن وزير العدل الاسكتلندي ماك اسكيل، بإطلاق سراح عبد الباسط المقراحي، 57 عاماً، العضو السابق في المخابرات الليبية، وأن هذا الأخير سيعود الى بلاده الأسبوع المقبل. والمقراحي هو المدان الوحيد فيما اصطلح عليه لاحقاً بعملية لوكربي التي استهدفت الطائرة البان آم الـ Pan Amالرحلة 103، في 21 ديسمبر/ كانون الأول من العام 1988، والتي قضى فيها نحو 270 راكباً كانوا على متن الطائرة المنكوبة، وذلك لأسباب إنسانية، حسب نص القرار، كون سرطان البروستات الذي يعاني منه قد وصل مراحله الأخيرة. وفي أيار/مايو، كانت طرابلس قد بحثت إمكانية نقله إلى ليبيا على أساس معاهدة حول السجناء بين البلدين. وكذلك قدم المقراحي طلب استئناف جديد حول إدانته مطلع العام، بعد أن خسر استئنافا سابقا في العام 2002. غير أن الأطباء كانوا قد أعلنوا العام الماضي، بأنه مصاب بسرطان البروستات. وقال وكيله إن السرطان تفشى فيه ووصل إلى مرحلة متقدمة، حسب ما ذكرت وكالات الأنباء.

وقد كان الحكم الأصلي الذي صدر على الرجل يقضي بسجنه مدى الحياة، من دون إيجاد أية أعذار مخففة كما جاء في نص الحكم آنذاك. غير أن حسابات السياسة لا تتعرف على كل هذا الكلام، والساسة، عادة، لا يلقون بالاً لكلام وأحكام القضاة، وهم عادة من يصنعونها. فبعد الاختراق الدبلوماسي الليبي للعمق الغربي والذي بدأ بدفع تعويضات قـُدّرت بثلاثة مليارات من الدولارات، أي ما معدل عشرة ملايين دولار عن كل ضحية غربية، (كان ابن العقيد الليبي سيف الإسلام قد وصف عائلات الضحايا بالجشع في وقت سابق من العام الماضي تعقيباً على ذلك)، ومرّت سلسلة التنازلات الليبية عبر تسليم البرنامج النووي الليبي " برغي برغي"، وتفريغه على سفينة خاصة حملته "عزقة، عزقة" وشحنه وورقة ورقة، إلى الولايات المتحدة.

ووصلت ذروة ذلك التألق الدبلوماسي الليبي بزيارة تاريخية وغير مسبوقة لعمق آخر في الغرب الرأسمالي الإمبريالي إلى إيطاليا، البيرلسكونية التي تفوح بفضائح وزيرها الأول الجنسية ومغامراته النسائية الساخنة، ولاسيما الموديل الفاتنة نعومي ليتيزيا، وكانت تلك الرحلة بمثابة المرحلة الأخيرة في سلسلة إغلاق الملفات المتتالية، وربما المقايضات المتبادلة، بعد أن أذعن العقيد الليبي لمطالب الغرب واستسلم أمام الرغبات الأمريكية الواحدة بعد الأخرى، ولاسيما بعد أن رأى بأم عينه كيف اقتلع الأمريكان زميله القومي العروبي، الآخر، "العنيد" صديق الأمريكان سابقاً، من حفرة في بلدة العوجة، وهو بحال يرثى لها. وبدأت من هنا بدأت رحلة التطبيع الليبي مع العالم من جديد، التي بلغت ذروتها الأمريكية في الزيارة التاريخية وغير المسبوقة لأول وزيرة خارجية أمريكية إلى ليبيا في غضون خمسة وخمسين عاماً، وذلك في أيلول (سبتمبر) عام 2008 إذ حظيت باستقبال استعراضي حافل وحار من قبل العقيد الليبي معمر القذافي. ومن الجدير ذكره بأن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون فوستر دالاس كان آخر وزير خارجية أمريكي يزور طرابلس في العام 1953، كما نقلت رويترز في حينه.

ولم تنفع تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الشكلية المعبرة عن الرفض لإطلاق السراح هذا، وهي تعلق على هذا الحدث، وكانت بوجهها الآخر، بمثابة موافقة ضمنية وإعطاء ضوء أخضر، وموافقة نهائية، لإطلاق السراح، الذي يعتقد بأنه قد خرج من تحت عباءة ومن بين أروقة الـ State Department ، ذاتها التي تطلق مثل هذه التصريحات المخادعة، نقول لم تنفع في التخفيف من إيقاع المضامين اللا أخلاقية الفاقعة للسياسة الغربية، في شقها الانتهازي فيما يتعلق بأي حدث، حيث تعلو المصلحة على أي مبدأ وقانون، إذ قالت إن إطلاق المقراحي هو أمر خاطئ كون الحكم يستند على أدلة قضائية. والمنطق يقول، هنا، إذا استطاعت الولايات المتحدة بقوتها الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية أن تجلب، ذات يوم، المقراحي للمحاكمة وتسجنه في اسكتلندة، وكانت تقف وراء ذلك من الباب للمحراب وحتى وقت دخول المقراحي إلى "التخشيبة"، فلماذا لا تستخدم ذات النفوذ والقوة والصلاحية والضغط، لوقف إطلاق سراحه إذا كانت مهتمة، ومعنية، حقاً، بهذا الشكل بالبعد القانوني والأخلاقي للموضوع وتسهر على العدالة الدولية؟ فما عدا مما بدا؟ وإذا كان الغرب المتعاطف إنسانياً مع قضية صحية لعميل استخبارتي سابق واحد، يقف وراء إطلاق سراحه بقوة نظام حكم بترولي، فلماذا لا يأبه للملايين من ضحاياه "الإنسانيين"، في كل من العراق وفلسطين وغير مكان، ويطلق سراحهم أجمعين؟

فما الأذرع "القانونية" التي يشهرها الغرب بين الفينة والأخرى، ويعمل عليها، إلا تغطية لمآرب أخرى، لا علاقة لها بأي مبدأ قانوني ولا حتى أخلاقي. وربما يكون السبب الإنساني والمـَرَضي ذريعة أخرى، "من إياهم"، لا يعطيها نفس الغرب أدنى اهتمامات في سياقات أخرى، لتمرير إطلاق المقراحي، بعد أن فتحت ليبيا، على مصراعيها، أمام طلائع الوفود الدبلوماسية الغربية ورؤساء الشركات المنهارة والتروستات الاحتكارية في الغرب، والتي لا تحركها إلا رائحة النفط، وشهوة المال، وحب اليورو والدولار، وعرفت ليبيا القذافي بحنكة وذكاء كيف تقايض هذا بذاك، وكيف تبتز الغرب قبل أن يبتزها هو بالذات.

كالعادة يوالي الغرب سلسلة سقطاته السياسية، وسياساته الغريبة والمتناقضة، فإطلاق سراح المقراحي، وبغض النظر عن الموقف من الرجل أو غيره، أو للاعتبارات الإنسانية أو القانونية الأخرى المرافقة، ما هو إلا وصمة عار أخرى، تضاف إلى جبين الغرب الرأسمالي، المثقل بالإدانات، والمحرج على غير صعيد أخلاقي وإنساني وقانوني وحقوقي. فهناك، بالتأكيد، إن كان الغرب فعلاً معنياً بأي اعتبار ومعيار إنساني وأخلاقي وإحقاق حق فهناك بالتأكيد قضايا أهم يجب تسويتها والعمل عليها، وعلى غير صعيد، وفي غير مكان، وهي أهم، وأولى وأجدر بإطلاق السراح من عبد الباسط المقراحي.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا العتب على جنبلاط؟
- هل السعودية بحاجة لمهرجان ثقافي؟
- زوال الدولة الوطنية العربية
- المملكة السعودية: اعتقالات بالآلاف من دون محاكمة
- أبناء حكام العرب: شيء يرفع الرأس!!!
- غزة-ستان: بين حصار وحجاب
- خرافة البحبوحات النفطية
- لا لولاية السفيه
- لماذا يطالبون بتحرير فلسطين؟
- سوريا والجيران: أما آن الأوان؟
- ألغت عرسها لأن خطيبها نجم أفلام إباحية
- اغتصاب جماعي ضد نساء دارفور
- الشاي الأبيض للقضاء على البدانة
- امرأة بريطانية على ذمة خمسة رجال في وقت واحد!!!
- إحذروا الكولا!!!
- أسيرة الجنس: الموديل الفاتنة تفر من قصر زوجها الأمير؟
- ما رغريت تاتشر بعد ثلاثين عاماً
- المثلية الجنسية في السعودية
- فضائح ُآل سعود: هل تجلد الأميرة السعودية الزانية؟
- تصحيح التفكير في عقل السوربوني الكبير2


المزيد.....




- عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من ...
- مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات ...
- أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - عبد الباسط المقراحي طليقاً