|
شتان بين وبين الأسعار في أعياد المسيح و الأسعار في أعياد الإسلام
حمزه الجناحي
الحوار المتمدن-العدد: 2744 - 2009 / 8 / 20 - 09:41
المحور:
الادارة و الاقتصاد
مناسبات تمر على عالمين ليس مختلفين كليا وليسا بعدين عن الله والمواطنة الحقة فهما (الإسلام والمسيح) اهم ديانتان تعيش في كنفهما البشرية وأعظمها ولكل ديانة منهما لها مناسبتها ولها ايامها التي فيها تعتبر الأعياد الرسمية والدينية في تلك البلدان او في هذين العالمين والذين من الممكن اذا صح الوصف ان نطلق على العالم الاسلامي العالم الشرقي وعلى العالم المسيحي العالم الغربي لعلمي ان المسيحيين يتمركزون ايضا في الغرب والإسلام يتمركزون رعاياه في الشرق والمناسبة الدينية المسيحية في اوربا كاعياد ميلاد السيد المسيح او اعياد الفصح او اعياد الشكر التي يحتفل بها المسيحيون هناك ايضا يحتفل فيها المسيحيون هنا في الشرق في العراق مثلا او مصر او المغرب او جنوب افريقيا والاعياد الاسلامية والمناسبات الدينية كشهر رمضان او اعياد الاضحى او باقي العياد الاسلامية فان المسلمين في امريكا او فرنسا او في البرازيل ايضا يعيشون الايام مثلهم مثل باقي المسلمين في أي مكان.. الحقيقة هناك صفة مشتركة بين قرب تلك المناسبات وهو ما اريد ان اركز عليه وابتعد عن باقي المقارنات الاخرى بين الديانتين ولا اريد بمقارنتي ان احط من هذا الدين وارفع من شان الاخر ابدا لأن الديانتين هما انزلتا على انبياء اولوا عزم وهما لا تختلفان عن بعضهما ابدا في تعاليمهما ولا في فحواهما التوحيدي والتسامحي وحب الغير وماتحب لنفسك يجب ان تحبه لغيرك وما تتمناه لك عليك ان تتمناه لأخيك المسلم او المسيحي والتعاليم ليست خافية على الناس ,, اعود للصفة المشتركة للمناسبات التي هي موضوع حديثي قبل حلول هذه المناسبات وبايام تبدأ العوائل وفي كلتا الحضارتين الشرقية والغربية بالتهيؤ لهما وتبدا تلك العوائل بالتسوق لأعطاء المناسبة وقع خاص متميز عن باقي المناسبات الدينية حتى يصل الامر ان تلك العوائل تنفق في هذه الايام ما ادخرته لأشهر في ايام قليلة احتراما للمناسبة اولا ولأعطاء نكهتها الجميلة بالتسوق والفرح حتى ان اصحاب المحال والمخازن يهيئوا مخازنهم ويبدئون يتكديس المواد المرغوبة في هذه المناسبات للطلب الكبير على تلك المواد التي هي مكملة لأتمام الطقوس الجميلة للاعياد القادمة .. ففي رمضان مثلا تبدا العوائل بشراء كل المواد الغذائية التي تدخل في صنع مائدة افطار شرقية يلتئم شمل العائلة عليها وقت ساعة الافطار وهم يتمتعون باكل وشراب طيب بعد انقطاع يدوم ربما لأكثر من عشر ساعات لذالك فان تلك الموائد تحتاج الى تنوع ونكهات تتفنن ربات البيوت في تصنيعها والحال هذا يدوم طيلة شهر كامل حتى اعياد رمضان المباركة التي تختتم العوائل شرائها بالملابس الجديدة والاحذية للأطفال والكبار ليوم العيدوتتوجه العوائل قبل مجيء الشهر لشراء المواد الغذائية تلك لأن العائلة عند بدا الصوم تصبح شبه عاجزة وهي تعيش صعوبة الصوم من التسوق يوميا فهي تتوجه لشراء ما تحتاجه ولمدة هر والمواد تلك معروفه لدى العوائل مثل البقوليات والنشا والسكر والرز والشرابت والسكاكر وبعض المواد التي تعتبر مهمة في بناء مائدة عامرة للصائمين ... والحال ايضا يقوم بها الاخوة المسيحيين عند اقتراب الاعياد فمثلا في اعياد السيد المسيح تبدأ العوائل المسيحية بشراء الهدايا ويستمر عالم التسوق الجميل للمناسبة من بدايه شهر نوفمبر الى راس السنة أي الى الاول من يناير من العام الجديد من لعب الاطفال والمشروبات الكحولية والعطور والزهور وبعض المصوغات الذهبية التي تقدم كهدايا بين الناس وحتى مستحضرات التجميل يزداد الطلب عليها اسوة بتلك الاشياء التي هي مكملة لبهجة ذالك العيد واعادة احياء التقاليد المتوارثة في المناسبات الدينية والوطنية احيانا .. اذن الحديث عن فترات التسوق في الحضارتين الشرقية والغربية لكن الفرق كبير وليس مشترك بينهما بين ان تصبح جشعا وترفع من الاسعار بسبب قوة الطلب على المواد وبين ان تقلل وتخفض من اسعار المواد لتساهم في تشجيع الناس على المشتريات وهذا مايحصل والتناقض واضح بين الديانتين .. ففي شهر رمضان الاسلام شهر المغفرة والتسامح وغسل الذنوب ومساعدة الفقير وذكر الاموات والصلاوات الكثيرة والتضرع لله ليخفف من الاثام وحضور الاذكار والمجالس والتواصل والتزاور بين المسلمين نرى العجب العجاب في ذالك الموسم وهذه الايام شاهدة علينا الامر هذا لا يعني في العراق حسب بل في كل الدول الاسلامية من المغرب الى تونس الى العراق الى سوريا الاردن كل الدول ترتفع فيها الاسعر بشكل جنوني وخرافي فالمادة التي قيمتها دينار واحد يتضاعف سعرها ويشمل ذالك المنتج المحلي الذي هو صنع في دولنا الاسلامية ففي المغرب مثلا ارتفعت الاسعار هذه الايام بنسبة20%عن ما كانت قبل اسبوعين اوثلاث وفي مصر كذالك وفي العراق ايضا واللحوم والمشتقات الحليبية الاخرى مع العلم ان الشهر هو يسمى شهر الله وهو الشهر الفضيل شهر مساعدة الفقير شهر التضحية بالمال من اجل بسمة طفل فقد ابيه او شهر الامل لكن كل هذه المسميات بعيدة عن الواقع الذي جاء من اجله الشهر فالتجار ينتهزون الشهر لسرقة اموال الناس بحجة قوة الطلب وقلة العرض... اما في الحضارة الاخرى او الجانب الاخر في العالم المسيحي في اعياد المسيح او الشكر او الفصح او عيد العشاق فكل الاسعار تصبح في ليلة وضحاها اقل مما كانت في الايام التي قبلها والمتاجر تبيع حتى بالتقسيط واحيانا تهدي هدايا للزبائن وللناس المارة مجانا اما الميسورين الحال فالتبرعات حاضرة للناس الاقل مستوى معاشي من غيرهم وتقدم الهدايا للفقراء وتتزاور الناس فيما بينهم لتقديم الهدايا او مشاركة الفقراء زادهم في هذه المناسبات السعيدة الحقيقة الاسئلة التي تتبادر وتقفز الى الذهن لماذا هذه التباينات بين المسلمين والمسيحيين لماذا هنا ترتفع الاسعار وهنا تنخفض الأسعار لماذا يجري على المسلمين مالم يجري على غيرهم اين دور الحكومات في مثل هذه الظواهر الدائمة والمستفحلة في مجتمعاتنا الاسلامية الحقيقة الاجوبة معروفة لكني اترك الباب للرد لكل من يقرا هذه الكلمات .
#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المحاكمات الحكومية الإيرانية ..خطوة خاطئة باتجاه التصعيد الم
...
-
إلى فقراء العراق حصرا ..من يصدق فليصدق ومن لا يصدق فأمره إلى
...
-
أجندات واحلام تصنع الفشل ..مدينة الموصل مثالا
-
المتنبي ومقهى الشابندر يقفان اجلالا لأستقبال مثقفي العراق
-
كم نحتاج من السنين بعد ...لنكون كما بشرا ...وهل قَصُرت الايا
...
-
مبدئية الحوارالمتمدن حق مع الحق ...الكاتب احمد عبد الحسين مث
...
-
هم ولدوا هكذا سراق ..نواب عراقيون يسرقون أموالا من الدنمارك
-
من المسئول عن حماية المسئول ؟
-
لماذا يذل العراقي في المطارات العربية ..وهل العراقيون إرهابي
...
-
من الذي يضع الإكليل الأول من الزهور على صفحات المقابر الجماع
...
-
مبروك للعراق ولكل كاتب عراقي ولادة اتحاد كتاب الانترنيت
-
إرهاب مصرف الزوية ,,الفعل ضرورة قتل الحراس,, وردة الفعل ضرور
...
-
ما حكاية إسراف أهل العراق للمشروبات الغازية
-
لا إجابة لأسئلة المسيحيين وسبب استهدافهم... الهجرة الجواب ال
...
-
العلمانيون يستحقون الجوائز أيضا ...احمد جليل الويس مثالا
-
وقفت حائرا لمن اصفق ..للعالم المندائي عبد الجبار عبد الله أم
...
-
حماية المنتج المحلي واجب وطني وشرعي ...المهفة نموذجا
-
الحوار المتمدن.. للمرة الثانية يخرج من حياديته تحت ضغوط سياس
...
-
احمدي نجاد... تعيين رحيم مشائي ليس خطأ ..بل خطوة نحو الدكتات
...
-
البرلمان لا يستطيع استجواب أي مسئول آخر بعد السوداني
المزيد.....
-
الحق اشتري.. سعر الدولار اليوم في السوق السوداء وجميع البنوك
...
-
الكل هيتجوز دلوقتي “اسعار الذهب اليوم عيار 21 يتراجع من جديد
...
-
مبادرة نسوية لإنتاج الخبز في خيام النزوح
-
بن غفير يصف اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله بـ-الخطأ التار
...
-
إيران تعلن التزامها باستمرار صادرات الغاز إلى العراق
-
توقيف 4 موظفين في شركة أجنبية لتعدين الذهب في مالي
-
فاكهة الشتاء الذهبية.. أكبر 10 دول تنتج وتصدر -الكاكا- بالعا
...
-
كالكاليست: حكومة نتنياهو تفشل في التخطيط لإعادة الإعمار
-
السعودية تقر موازنة 2025 بعجز متوقع بـ27 مليار دولار
-
ماذا قالت ميركل في مذكراتها -حرية- عن ترامب وبوتين وقضايا سي
...
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|