سلام خماط
الحوار المتمدن-العدد: 2744 - 2009 / 8 / 20 - 09:43
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ما حدث مؤخرا من أزمة بسبب العمود الصحفي للزميل احمد عبد الحسين يدلل بما لا يقبل الشك على تعثر الديمقراطية, فلحرية هي القيمة الأساسية في المجتمعات الديمقراطية المتقدمة وخاصة حرية الصحافة ,وان عدم تحقيق هذه الحرية او الوقوف عائقا أمام تحقيقها سيؤدي الى تهديدها وبزوغ شكل جديد من أشكال الاستبداد ,وهذا يذكرنا بمقولة روسو الشهيرة (لا يوجد إطلاقا ديمقراطية حقيقية ) .
ان من أهم الشروط الذي وضعها النظام الديمقراطي هو تحديد ممارسة صلاحية الحاكم عبر قواعد فصل ورقابة السلطات بالإضافة الى بناء دولة الحق التي تضمن الحريات الفردية والعامة وتضمن كذلك حق المشاركة السياسية في إصدار القرارات او المشاركة في الوظائف السياسية على اقل تقدير ,لقد طرح إعلان حقوق الإنسان الذي صدر عام 1789 مبدأ المساواة بين المواطنين ومنذ ذلك الحين يمسك هؤلاء المواطنون بالمصدر الوحيد للسلطة السياسية أي بمعنى آخر لا يمكن لأي فرد او هيئة ممارسة أي سلطة ان لم تكن نابعة بشكل صريح ومباشر من الشعب ,فإذا ما تمادت السلطة او السلطات المنتخبة في الخروج على مبادئ الديمقراطية وتجاوزت الحدود والصلاحيات الممنوحة لها وفق الدستور فان الرأي العام سوف يكون هو المقياس في رفض او قبول مثل هكذا تجاوزات من خلال الاستطلاعات او الاعتصامات او التظاهرات , وهذا سيؤدي بالتالي الى تضائل شعبية السياسي او الشخص المنتخب ,فالديمقراطية تتمفصل في أربعة أقطاب هي السلطة التشريعية والسلطة القضائية والسلطة التنفيذية والسلطة الرابعة وبما ان الأخيرة لم يشرع لها قانون إلى الآن فلا يمكن اعتبارها سلطة إطلاقا,من هنا يكون مبدأ التكامل بين السلطات معطل بسبب غياب السلطة الرابعة ,إلا أنها (أي السلطة الرابعة ) إذا ما تضامنت مع الرأي العام فسوف تتحول الى سلطة أولى عندما تستطيع ان توقف قرار او تلغي قرار لإحدى السلطات الثلاثة ,وان لجوء السلطة الرابعة الى التضامن مع الرأي العام فهو يعني بما لا يقبل الشك ان المجتمع غير قادر على تمثيل نفسه تمثيلا صحيحا عبر الانتخابات البرلمانية او ان من اختارهم لم يكونوا أهلا للثقة , وما التظاهرات التي نضمها مرصد الحريات الصحفية والتي شارك فيها جموع من المثقفين والأدباء والصحفيين وشرائح أخرى من المجتمع العراقي الا دليل على ما نقول .
#سلام_خماط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟