محمد بركة
الحوار المتمدن-العدد: 835 - 2004 / 5 / 15 - 10:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أذكرها مهرّبة عند باب دارنا – غرفتنا المستاجرة بعد انتزاعنا من بساتين الرمان.
لم تغب عني ولم أغب عنها إلا لمامًا: اما لاضطراري القسري واما لاضطرارها.
لم أعرف الحياة بدونها وأصر على تجرع تتمة الحياة معها.
هي جريدة الحزب ولكنها جريدة الشعب.
هي مدرسة تعطي ليس أعلى ولكن أغلى شهادة.
مدرسة دون جدران.
ملتزمة غير متزمتة.
صاحبة موقف لكن صدرها واسع.
الكل مسؤول عن بقائها وازدهارها لكنها ليست لفرد او لأفراد.
نور الأمل في عتمة ما بعد النكبة.. لكنها خرجت من النكبة.. لكنها خرجت من النكبة لتشيّد شعبًا.
حافظة الانتماء.. دون تعصب.
حاملة مشعل الاممية.. دون عدمية.
نحن مدينون لها.. وهي مدينة لنا بتجاوز لحظات ضعفها.
هي لنا بتجاوز لحظات ضعفها ونحن مدينون لها لتتجاوز لحظات ضعفها.
فتحت لنا باب العالم.. وأشارت الى طريق واحد.
فتحت لنا باب أمّتنا.. وأشارت الى طريق واحد.
فتحت لنا باب فلسطينيتنا.. وأشارت الى طريق واحد.
احتضنت أسماء المكان والاشياء وأشارت الى طريق واحد.
صانت الذاكرة.. ولم تستغرق في الذكريات.
رممت الذاكرة.. ولم تغرق في النحيب.
واجهت الصهيونية بحدّة، دون ان تقذف بالمواطنة.
واجهت القومجية وهي تصرّ على رفع الانتماء الوطني.
نهلوا منها وحفظوها.... فحفظتهم.
نهلوا منها وشتموها..... فلم تدّع الجفاف.
لاحقتها الانظمة فهرّبها المناضلون الى كل العواصم.
ضمان حياتها ضيّق الحياة على محرريها وطابعيها وموزعيها وعامليها لكنهم لم يفرّطوا بها.
ولأننا الأم الحقيقية رفضنا حكم سليمان وحافظنا على سلامتها في الحلو وفي المر.
تنوع اعداؤها فهاجموها وأقفلوها وحرضوا عليها وشتموها وطعنوها ومزقوها وقاطعوها ومنعوها ولاحقوها وانتحلوها وأبّنوها..... وكانوا يعرفون لماذا: لان اغتيالها هو السبيل لاغتيال الطريق.
وحميناها وصنّاها ووزّعناها ودافعنا عنها ووضعناها تحت الابط وفي بؤبؤ العين..... وكنا نعرف لماذا: لانها السبيل الى الطريق..
وبقاؤها هو شموخ الطريق. نعرف اسماءها جيدًا: توما وطوبي وحبيبي وعاشور ودرويش وخاص والقاسم وعلي طه وجبران ومالك ومجلي والعباسي والياس وابراهيم وعبد الحق.. وكل الذين وضعوا ولو لبنة في شموخها..
كلما تقدمت في السن كلما اردناها أكثر حيوية وشبابًا.
هكذا أريد أن اعرفها.. وهكذا أريد ان أورّث حبّها..
)الاتحاد هي الصحيفة المركزية اليومية للحزب الشيوعي الاسرائيلي باللغة العربية وهي تصدر منذ 13-4-1944)
#محمد_بركة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟