أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رابحة الزيرة - سقيا رمضان .. من رمضاء المحبة














المزيد.....


سقيا رمضان .. من رمضاء المحبة


رابحة الزيرة

الحوار المتمدن-العدد: 2743 - 2009 / 8 / 19 - 06:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بين يدي شهر الله ليس أجمل ولا أشرف من "الحب" قيمة نفرشه في القلب حصير استقبال لشهر الكرم الإلهي، وباب عطاء نفتحه مصراعاً لخدمة عيال الله، ودار تشريفات لتزكية فضائل الأخلاق، مهما امتلأ العالم بالظلم وتعاظمت قوى الشرّ فيه، فهناك كمّ من الحب الإلهي المبثوث في عالمنا والمتناثر حولنا ما يكفي لإعادة التوازن والنظام لعالم بات "كمن يتخبّطه الشيطان من المسّ" لكثرة ما تُبثّ فيه من أفكار متضاربة ومتناقضة وضبابية تفضي إلى فوضى (فكرية) غير خلاّقة، بل إلى تشويش وخلط في المفاهيم فلا يكاد اللبيب يميّز الحق من الباطل.
ليس حب الله لعباده كحب البشر لبعضهم، وإن كان يشبهه من وجه ولكن يختلف عنه من وجوه، أوّلها أن حبه – سبحانه - غير مشروط، فهو يحب عباده كلّهم، حتى عندما نعصيه بل هو الأشوق لعودتنا إلى سكة الهداية، فقد أُثر عن رسول الله (ص) قوله: "لله أشدّ فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدّة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك .. أخطأ من شدّة الفرح".
كما أن محبّة الله لعباده لا يحدّد نتائجها المعادلات الحسابية، بل قد تبدو بعض تلك النتائج خرافية أو مبالغة ساذجة حين يخاطب الله عباده بقوله: "عبدي أنا وحقّك لك محب، فبحقي عليك كن لي محبّاً، فإنّ مثقال خردلة من الحبّ أحبّ إلي من عبادة سبعين سنة بلا حبّ"، فبعض البشر لا تسمح لهم كبرياؤهم أن يعبّروا عن مشاعر الحب التي يكنّونها لأحبتهم، فضلاً عن المبادرة بالتعبير، فضلاً عن القسم للتأكيد على صدق المحبة، فضلاً عن أن يستجدي المحبّة – وهو الغني عنها – لتكون خردلة من الحب أحبّ إليه من عبادة سبعين سنة، ولكننا أكثرْنا من العبادة على حساب المحبة.
المحبة فن، ولكل فنان بصمته، ولو حاول أن يقلّد غيره فقد إبداعه وتفرّده، ولعلّه لهذا السبب تبقى بعض قصص الحبّ الصادقة والغريبة حيّة تُتداول مراراً وتكراراً فلا تُبلى ولا تُملّ لما تحمله من قيمة إنسانية قلّ نظيرها في زمن تحكمه النظرة المادية، والمنفعة الشخصية، وتتحكم قوانين الربح والخسارة في المشاعر الإنسانية .. سأشارككم ها هنا إحدى أصدق قصص الحبّ التي لن أملّها أبداً لما تعبّر عن جمال روح صاحبها ..
يُذكر أن عجوزاً يناهز الثمانين من العمر ذهب المستوصف لإزالة بعض الغرز من إبهامه، فقال للممرضة أنه على عجلة من أمره لأنّ لديه موعداً مهماً في التاسعة، فسألته: هل هو موعد مع الطبيب؟ فقال: لا، ولكني سأذهب دار الرعاية لتناول الإفطار مع زوجتي التي تشكو من مرض ضعف الذاكرة "الزهايمر"، فسألته: ولكن هل ستقلق زوجتك لو تأخّرتَ عن الموعد؟ فأجاب: إنها لم تعد تعرف من أنا، إنها لا تستطيع التعرّف عليّ منذ خمس سنوات مضت"، فسألته مندهشة: "ولا زلت تذهب لتناول الإفطار معها كل صباح على الرغم من أنها لا تعرف من أنت؟"، ابتسم العجوز وقال: "هي لا تعرف من أنا، ولكنّي أعرف من هي"، فسالت الدموع من عينه وانصرف وهو يبتسم!!
هذا عبد من عباد الله أبقى على وثاق الحب بينه وبين من لم تعد تعرفه وفاء للعشرة التي كانت بينهما، فكيف بربّ العباد الذي "يجتبي صغير ما يُتحف به، ويشكر يسير ما يُعمل له، ويشكر على القليل، ويجازي بالجليل" كما أُثر عن الإمام علي بن الحسين (ع).
وحكاية أخرى حصل صاحبها ذو الأربع سنوات على جائزة "أكثر الأطفال حناناً"، حيث لاحظ الطفل أنّ جارهم المسنّ كان جالساً في حديقة منزله يبكي بحرقة بسبب وفاة زوجته، فذهب إلى الجار وجلس في حضنه، وعندما عاد سألته أمه ماذا صنعت؟ قال: لا شيء، سوى أنني ساعدته على البكاء.
فالحب العذري الصادق لا يعرف العمر ولا الجنس، كما أنه لا يُعلَّم ولا يُلقَّن، ولا يحتاج إلى أموال طائلة، ولا إلى وقت ولا جهد، كل ما يحتاجه قلب صافٍ، خالٍ من الأضغان والأحقاد، ووعي به يحسن اختيار من يحب، ووسيلة التعبير عن تلك المحبة، والزمن سيتكفّل بالبقية، وهل الدين إلاّ الحب..
*******
كانت الفتاة الصغيرة تعبر الجسر مع والدها، فخاف الوالد على ابنته من السقوط فطلب منها أن تمسك بيده، ولكنها طلبت منه أن يمسك هو بيدها، فسألها: وما الفرق؟ قالت: لو أمسكت أنا بيدك فيمكن أن تنفلت يدك من يدي فأسقط، ولكن لو أمسكت أنت بيدي فلن تدعها تنفلت منك أبداً.




#رابحة_الزيرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راية الدين حين تنتصب منكوسة بيدِ حمَلتِها
- رؤية الأحداث بعيون المخرج الإعلامي
- التهويد وطمس الهوية
- المادية وتقزيم الأرواح
- الرحمة الواسعة المفتوحة.. لا مُمْسكَ لها..
- الصلاة لكبح جماح المادية المطلقة من عقالها
- ألوانكم، وورودكم، ومخملكم .. هل تستر عورتكم؟
- مبرّدات لصيفنا الساخن
- طرق على أبواب حصن التعليم المنيع
- إلى عدوٍّ ملّكته أمري!
- أرأيت من ينصب العداء لنفسه؟
- شرنقة الغش تخنق أنفاس الإصلاح
- المرأة والرجل .. عدالة أو تماثل
- الخوف من البوح بالحقيقة أو من ضياعها؟
- دروس النيروز والأم وزهرة النرجس البرّي
- وليذهب الفقراء إلى الجحيم
- المؤسسة الدينية .. من يعلّق جرس الإصلاح؟
- الوثب العالي على التاريخ والجغرافيا
- شفاه أطفال غزّة ترتّل مزامير الرجولة
- الملك العضوض حين يُعضّ عليه بالنواجذ


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رابحة الزيرة - سقيا رمضان .. من رمضاء المحبة