جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 2743 - 2009 / 8 / 19 - 08:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قبل عبورنا مدينة طبرق باتجاه مصر هبة النيل والإنسان المصري المكافح نقف عند ترهة ألقاها السيد العقيد أمين القومية العربية الذي أعطيناه حقه في الحلقة الأولى , في زيارته الأخيرة لإيطاليا , حيث نصح رئيسها بيرلسكوني نصيحة ثمينة , بإلغاء الأحزاب الإيطالية والتعلم من تجربة اللجان الشعبية القذافية الخضراء . أي بإلغاء تاريخ إيطاليا ومستقبلها ببساطة .. بعد أن فشل عميله أبو سياف بإقامة خلافة قذافية في أدغال الفيليبين , لعله يحلم بإقامة خلافة ( الدوتشي موسوليني ) في روما .. ولله في خلقه شؤون ..؟؟؟
....
نعود لوادي النيل مولد الحضارة الإنسانية بعد سومر طبعاً لنرى مافعل النظام الديكتاتوري الحديث في تاريخه القريب , قبل الإنقلاب العسكري في 23 يوليو 1952 الذي حولته الديكتاتورية الفردية إلى أداة أجهضت ثورة الشعب والجيش ضد الإحتلال البريطاني والقصر وقطعت الطريق أمام بناء جمهورية برلمانية ديمقراطية كحد أدنى لنضال الجماهير المصرية وبرامج نضالها منذ الإحتلال البريطاني لمصر عام 1882...
وهذا مانمر عليه في محطات النضال الرئيسية خلال هذه الفترة القصيرة التي سبقت عام 1952 من تاريخ مصرالحديث
..تاركين تاريخها القديم الممتد إلى ثلاثة اّلاف سنة قبل الميلاد والذي يحتاج لمجلدات للإلمام بالنضالات والثورات الطبقية والشعبية والإجتماعية والفكرية والدينية الزاخرة فيه , من عهد الفرعون موحد الاّلهة إخناتون ( 1500 ق. م ) الذي صنع الأرقاء والأقنان والفلاحون فيه ثورتهم العارمة ضد الدولة والكهنة والإقطاع إلى ثورةالعبيد ضد الرق والنظام العبودي في عهد الفرعون ( حورس 1200 ق. م ) إلى الثورات العديدة ضدة الإحتلالين اليوناني والروماني ومنها ثورة الأقباط ضد حكم الرومان في القرن الثاني الميلادي بدعم مباشر من جيش تدمر ( زنوبيا ) التي ساهم جيشها بقيادة ( زبدا) في تحريرمصر كلها من الرومان ولو لمدة قصيرة إلى التصدي لغزوات الخارج وأخطرها كان الغزو الفارسي والاّشوري وغزو الهكسوس ,, إلى ثورات الأقباط السكان الأصليين ضد الإ حتلال البدوي بقيادة عمروبن العاص الذي أحرق مكتبة الإسكندرية أكبر صرح علمي في التاريخ القديم بأمر من الخليفة , إلى الثورات ضد ولاة الأمويين والعباسيين والفاطميين والمماليك وغيرهم الذين كان همهم الأول نهب الشعب كله وفوقه تدمير ونهب منازل وكنائس الأقباط وأخذ بناتهم سبايا بشكل خاص وكان يطلق على هذه الثورات : ( ثورات البشامرة ) .. مع استثناءات صغيرة لابد من تسجيلها في عهد عمر بن عبد العزيز الذي عزل والي مصر وأعاد الأموال التي نهبها لأصحابها . وعهد المأمون الذي زارمصر بنفسه وعزل الوالي الذي عينه والده الرشيد , وأعاد للأقباط وغيرهم من المضطهدين والمهمشين حقوقهم ,, لكن بعد وفاته عاد خلفاؤه المعتصم والمتوكل إلى مسيرة الإضطهاد والنهب وتعرض أقباط مصرلجرائم إبادة جماعية حقيقية في عهد الوليد بن عبد الملك وعهد المتوكل - ... أما في عهد صلاح الدين الأيوبي فقد حقق قفزة هامة نحو الوحدة الوطنية مطموسة في التاريخ , بإشراكه الأقباط في شؤون دولته وقتالهم معه الغزو الأوربي باسم " الصليب " حتى تحرير القدس , كما فعل مقاتلو بلاد الشام في عكا والقدس وبيروت ...*
ويحتاج ماتقدم إلى جانب ما يستجد من وقائع لاتزال مدفونة تحت الرمال تنتظر معاول عمال التنقيب وإبداعات العلوم الحديثة التي يحملها علماء الأّثار للتحليل والتدقيق إلى مئات بل اّلاف المجلدات التي صدرت وستصدر بعد كل أكتشاف جديد لكنوز وإبداعات هذا الشعب .
و هذه الحضارة التي كانت مدفونة تحت الرمال لاتعرف البشرية شيئاً عنها إلا ماورد من أساطيروخرافات في التوراة أو مؤرخي السلاطين العرب, ونقلها الاّخرون عنها .. حتى تاريخ غزوة نابليون لمصر 1798 واكتشاف اللغة الهيروغليفية على حجر الرشيد وتحليل العالم الفرنسي شامبيليون لرموزها ...رغم ثورة المصريين ضد الغزو وقتلهم لقائده ( كليبر ) بعد عودة نابليون لفرانسا ...تستحق هذه الحضارة إعطاءها مكانتها وحقها التاريخي في دراسات أخرى مستقبلة إذا توفر الزمن ...*
لذلك سأمر بإيجاز على أحجار الصوى التي رسمت طريق النضال الطبقي والوطني الفكري والثقافي والإقتصادي والثوري في مصر ومحطاته البارزة منذ الإحتلال البريطاني ومعركة التل الكبير عام 1882 حتى أغتصاب ثورة 1952 وتكريس الديكتاتورية العسكرية ,, وهو عمل شاق استغرق جهداً كبيراً , ولا أدعي الإلمام بجميع جوانبه وتفاصيله في هذه العجالة أترك للقراء الكرام الحكم وحرية النقد , غير أنني أعتقد الإلمام بخطوطه العامة التي أرى من المفيد جداً استعادتها لنرى بوضوح جوانب هامة من أسباب الردة الرهيبة والضياع التي أوصلنا إليها الإستبداد المزمن والأنظمة الشمولية التوليترالية والمافيات العنصرية والطائفية... المعادية للإنسان والتقدم ....ولست من الذين بشروا بوفاة هذه الأمة وقرأوا الفاتحة عليها نتيجة استسلامهم للإستبداد و انهزاميتهم وأنانيتهم , ولن أكون .
فالشعوب حية لاتموت ولو أصيبت بكبوات وكسور كبيرة أوصغيرة ستنهض من جديد لتتابع النضال نحو الحرية والتقدم ...
بعد عام 1882 :
========= كانت ثورة عرابي على الخديوي توفيق المستسلم للإنكليز مشابهة إلى حد كبير لثورة يوسف العظمة على استسلام الملك فيصل وفراره وحله الجيش السوري 1920 في سورية , وإن كانت النتيجة واحدة إحتلال الغزاة الإنكليزمصر بعد معركة التل الكبير , واحتلال الفرنسيين سورية بعد معركة ميسلون ,, لكن التل الكبير وميسلون بقيتا النار الخالدة التي أضاءت طريق الثورات الشعبية اللاحقة ضد المحتلين ...
.... بعد ثمانية عشر عاماُ في عام 1900 وقف كرومر عميد الإستعمار البريطاني ليقول بكل صفاقة : ( من يقارن الحالة الراهنة بالحالة منذ خمسة عشر عاماً يرى فرقاً ضخماً , فالشوارع التي كانت مكتظة بدكاكين أرباب الصناعات والحرف من غزّالين وصباغين ونجارين وطرّازين وحذّائين ونسّاجين ...إلخ أصبحت الاّن مزدحمة بالمقاهي والدكاكين المليئة بالبضائع الأوربية , أما الصانع المصري , فقد تضاءل شأنه وانحطت كفايته , وانحطت كفايته مع الزمن وفسد لديه الذوق الفني الذي أخرج في العصر القديم المعجزات من مفاخر الصناعة ) *
لهذا لم يكن هدف الإستعمار البريطاني السيطرة على قناة السويس لتأمين طريق الهند والسيطرة على الملاحة الدولية كما أعلن , وحسب , بل قطع طريق التطور الإجنماعي والإقتصادي والصناعي , وتحوبل مصر إلى مزرعة قطن لمعامل ( لانكشير ) البريطانية وسوق لتصريف البضائع البريطانية ومصدر لقوة العمل الرخيصة . بعد تدميره بواكير الصناعة الحربية والمدنية التي نمت في عهد محمد علي , وهذه السياسة مطبقة حتى اليوم في بلادنا بواسطة جلاوزة الإستعمار القديم والحديث وبقيادة نظام الإستهلاك العالمي الذي تقوده الطبقة الطفيلية الوسطى التي لاتنتج سوى الخدمات وتقامر في البورصة بعد تدمير الصناعة والزراعة الوطنية حتى فقد شعبنا الحد الأدنى من أمنه الغذائي , إلى جانب فقدانه استقلاله الوطني الإقتصادي والسياسي ... وتظهر أمامي حبيبتي دمشق الأصيلة على الشاشة حزينة بعد أن غابت من أحيائها الشعبية الحرف المختلفة وأنوال النسيج وصناعة الزجاج والخشب والنحاس والحديد والمواد الغذائية بمختلف أنواعها وتحولت إلى مقاهي ومراقص ( البوب ) وبيوت للدعارة ... برعاية الطاغية وعساكره ,, كما غاب معها بناؤها الفوقي الأخلاقي والوطني والفكري ,,,,أو وضع في السجن الكبير أو الصغير مكبلاً بالأصفاد والقيود والرقابة الهمجية المستمرة ...
منح كرومر الإقطاع الملتف حول الخديوي ثمن خيانته بإصداره عام 1891قانون يرسي دعائم اللإقطاع ويحرر الملكية الإقطاعية من أي قيد أوشرط ويطلق يدها في استملاك الأراضي السنية ( الأميرية ) التابعة للدولة دون حسيب أو رقيب .. وانتشرت الإستثمارات الأجنبية كالسرطان في البلاد وأهمها محالج القطن ومعامل الزيوت ونمت بين 1882و 1912 كمثال فقط : من 000 326 ,7 إلى 000 152 , 100 لذلك وجد الإقطاعيون وتجار المدن الفرصة بمايملكون من مدخرات ضخمة للمساهمة في هذه الإستثمارات رغم تحذيرات كرومر لهم وشكلت الطبقة البورجوازية الجديدة ( حزب الإصلاح الدستوري ) برئاسة لطفي السيد الذي أعلن : ( ‘ن العلاج لما تعانيه مصر ليس مقاومة الإحتلال والخديوي [ل هو طريق التطور التدريجي للعادات الجديد ... وبينما كان كرومر يعترف بأن مصر تذوب شوقاً للثورة , كان لطفي السيد يعلن أنه يكره الثورة لمجرد فكرة ..) *
في عام 1907 شكلت نخبة من المثقفين المصريين ( الحزب الوطني ) بقيادة مصطفى كامل ومحمد فريد شملت نشاطاته الطبقات الشعبية المناهضة للإحتلال والقصر , ورغم عدم إيمان قادة هذا الحزب بالثورة فلقد لعب دوراً بارزاً في تاريخ مصر ولف حوله الفقراء والعاطلين عن العمل إلى جانب البورجوازية الوطنية .. وبقي مصطفى كامل ومحمد فريد رائدين وطنيين رفضا أي تعاون أو مساومة مع المحتل أو القصر , كما رفضا أي منصب في الدولة ..وسقط تحالف لطفي السيد وحزبه مع الخديوي عباس والإنكليز بعد الحرب العالمية الأولى وتقاسم بريطانيا وفرانسا تركة الدولة العثمانية المعروفة ...
في عام 1906بعد ثورة الفلاحين ضد القيصرية في روسيا عام 1905 انتفض الفلاحون المصريون الفقراء في " دونشواي " ضد الإحتلال والإقطاع وارتكب جنود الإحتلال البريطاني مجزرتهم الشهيرة في المنطقة . وعاد مصطفى كامل لنضاله الإصلاحي – بالقلم واللسان الذي لايغني من جوع .. بينما كانت الجماهير الجائعة المستعبدة تصبو لقيادة ثورية .للثورة حيث كات تشكل 95% من الشعب ونحن على مشارف ثورة 1919 ...
في عام 1908 بعد التظاهرات الطلابية والشعبية التي رفعت شعار ( يحيا الإستقلال يسقط الإنكليز ) التي قوبلت برصاص جنود الإحتلال وهم يهتفون : يحيا الملك . اعتقل محمد فريد لكن قوات الإحتلال اضطرت لإطلاق سراحه أمام ضغط الجماهير بعد رفضه أية مساومة مع مبعوث الخديوي " عثمان غالب " رافضاً طلب العفو .*
وبعد وفاة مصطفى كامل المبكرة – وعلى الأرجح أنه قتل بالسم – توجه محمد فريد نحو الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء , كما دعا لتشكيل نقابات للعمال والفلاحين للدفاع عن حقوقهم أمام الحكومة والملّاك * وبعد نفيه لأوربا مثّل مصر في مؤتمرات الإشتراكية الدولية وعقد في جنيف " المؤتمر الوطني المصري عام 1910 " بمساعدو الإشتراكية الدولية رافعاً شعار – التحرير بالطرق السلمية البرلمانية – ولابد من تسجيل رفض هذاالحزب الإستعانة بالعساكر للإستيلاء على السلطة من ذكر الحادثة التالية : أرسل ضباط الجيش المصري في سواكن – على البحر الأحمر – رسالة إلى مصطفى كامل قالوا فيها :( إننا نضع أرواحنا طوع إشارتك في خدمة بلادنا .... أجابهم : لما كانت الأمة المصرية متألمة ولها حقوق الخلاص من النير الإنكليزي , فنرى للوصول إلى غرضها سبيلين : سبيل الثورة . والسبيل السلمي . فأما طريق الثورة لانريده لأننا .. قوم مشهورون بالدعة وحب السكينة , ونبغض المذابح والجرائم , ومن جهة أخرى فإن لأوربا عندنا مصالح تضر بها الثورة لذلك أعرضنا عن سبيل الثورة الذي نكرهه بفطرتنا واخترنا السبيل السلمي *
أمام هذه السلبية والموقف الإنهزامي والشعارات السرابية المنمقة وتنظيم الحزب الفضفاض كان لابد من من حسم التناقض مع طموح الجماهير الثائرة الذي تجاوز هذا المنطق بتضحياتها ونضالها الطبقي والوطني , ولعدم ولادة الحزب الثوري البديل بعد لحسم هذا التناقض , أتيحت الفرصة للظلامية الدينية لتلعب دورها المخرب خدمة للمحتل والقصر تحت إسم ( الجامعة الإسلامية ) بزعامة الشيخ – عبد العزيز شاوش – الداعية للأمة الإسلامية رافضاً عروبة ووطنية مصر وسيطر هذا التيار على الحزب الوطني فيما بعدوصحيفته ( اللواء ) داعياً علنا للإرتباط بالخلافة التركية * كما يفعل الإخوان المسلمون في هذه الأيام ..؟ وقال محمد فريد في مذكراته : ( إن جاويش لم يزل يحارب الوطنية بالإسلام , وقد قال أخيراً لأحمد بك طاهر في برلين إنه يقلع عن الوطنية أو الجنسية المصرية لأنه لا وطنية في الإسلام ) * ثم هاجر جاويش ليعيش في ألمانيا – كمافعل عصام العطار زعيم الإخوان المسلمين في سورية تماما بعد عام 1963 ...
في عام 1915 حل الحزب الوطني وأعلن زعيمه بعد محمد فريد ومصطفى كامل وهو محمود فهمي حل الحزب والتبرؤ منه - كما أعلن لطفي السيد تبرؤهمن حزب الإصلاح الدستوري ثم حزب الأمة وغادر للدراسة في الخارج وتوفي زعيم النفاق بين القصر والإنكليز الشيخ يوسف الذي وصفه محمد فريد ب ( انتهى بموته ركن النفاق والذبذبة )
وقبل الإنتقال إلى حزب الوفد الذي تشكل من الجناح المساوم والبورجوازية الإنتهازية فيالحزب الوطني بعد إعلان وفاته المفجعة .. لنقف قليلاً عند الحرب الإستعمارية العالمية الأولى الكارثية وويلاتها على شعوب المنطقة ...
على طرفي جبهة القتال في قناة السويس أو ماسميت يومها 1914 – حرب الترعة ضواري المستعمرين الإنكليز وحلفائهم من جهة والأتراك وحلفائهم الألمان والنمساويين من جهة أخرى . وقد وصفت صحيفة التايمز البريطانية بتاريخ 3 نيسان 1919 ماجرى في تلك الحرب فيما يلي : ( كان رجال السلطات ينتظرون رجوع الفلاحين من حقولهم عند الغروب فيحيطون بهم كما لو كانوا من الدواب , وينتقون خيرهم للخدمة في الجيش منهم غلمان في الرابعة عشرة وشيوخ في السبعين , وقد أصبح جلدهم من الأعمال اليومية وسوء التغذية والكساء إلى جانب الأمراض التي تفترسهم إفتراساً حيث كانوا يموتون كالذباب في الصحراء ) ولم يكن الوضع أحسن حالاً على الجانب الاّخر حيث ساق الأتراك شبابنا كالقطعان إلى جبهات القتال شبه عراة جائعين ووضعوهم في مقدمة الجبهة طعاماً لمدفعية وطيران الإنكليز بعد أن نهبوا كل شيْ من منازل الفلاحين , ولم ينج منهم إلا من تمكن من الفرار من هذه الجندية البربرية والحرب الإستعمارية التي لاناقة لنا بها ولا جمل ...وكانت النتيجة المعروفة .. وبقى زيت التل الكبير والثورة العرابية مشتعلاً في النفوس الظامئة للتحرر بعد كل هذه الكوارث وكانت ثورة 1919 وثورات الفلاحين الفقراء وجمهورياتهم المجيدة في الريف المصري , وولادة الحزب الشيوعي المصري وبرنامجه الثوري لتؤكد الموضوعة الماركسية السليمة " الصراع الطبقي " محرك التاريخ والديكتاتوريات العسكرية مجهضة ومشوهة النضال الطبقي والقومي الديمقراطي الذي هو في النهاية نضال طبقي بين الشعوب المضطهًدة والسلطات المضطهٍدة ___ يتبع – لاهاي / 17 / 8
مصادر البحث في الحلقة القادمة وهي كثيرة ..عذراً
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟