أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - داود السلمان - تزوير الشهادات














المزيد.....

تزوير الشهادات


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 2744 - 2009 / 8 / 20 - 04:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان من ضمن ستراتيجية النظام السابق ان يقضي على كل شيء في الحياة حتى يصبح الانسان العراقي عبارة عن آلة تتحرك بحسب ما يريد النظام نفسه، وقد حقق ذلك بالفعل، وفي تلك المرحلة الصعبة انخفضت وسائل التعليم الى الحضيض واصبح مرتب المدرس والمعلم لا يكفي قوت يومه حيث كان معظم المدرسين والمعلمين يعملون اعمالا حرة بعد الدوام الرسمي .



وكثير منهم قد ترك الوظيفة نهائيا ولم يعد يرغب بها، ونتيجة لضنك العيش والواقع المر الذي مر به الشعب العراقي، فان كثيرا من الآباء يفصلون ابناءهم من المدارس ويزجونهم في مراكز العمل لان التعليم بات لم يجد نفعا لا سيما فترة الحصار الاقتصادي الذي كان اعظم كارثة مرت بالشعب العراقي وقد احرقت الاخضر واليابس حتى كان المواطن يتغذى علف الحيوان، فكيف والحال هذه يحث ابناءه على مواصلة الدراسة ومن ثم التخرج اذا كان المرتب شيئا رمزيا، وكان الاب ينظر الى التعليم على انه تضييع للوقت وهي خطة كانت مدروسة من قبل النظام حتى يزج الجميع في صفوف الجيش لمواصلة الحروب العبثية، وبكلمة ان التعليم في العراق كان قد صار غير مرغوب به، حتى الذي يتخرج من الجامعة فان الجيش بانتظاره لذلك فان الشهادة لم يكن لها اي اعتبار.
وبعد التغيير السياسي الذي حدث في العراق وانبثاق احزاب وحركات وتيارات سياسية شعر الجميع باهمية الشهادة حيث كانت التعيينات لحاملي الشهادات حصرا بالاضافة الى قبولهم بدخول الترشيح في الانتخابات النيابية ومجالس المحافظات وبما ان المحاصصة قد لعبت دورها هنا اي في العملية السياسية وان الاحزاب تقدم مرشيحها على وفق الالية المعمول بها وكان معظم المرشحين لا يمتلكون شهادات، فقد اضطر اغلبهم الى تزوير الشهادات الدراسية وقد شاعت قضية تزوير الشهادات اذ لم تشمل الاوساط السياسية فحسب، بل شملت مستويات كثيرة في دوائر الدولة وبشكل ملفت للنظر وهي قضية لا مبرر لها ويجب ان تأخذ ابعادها القانونية لانها جزء من عملية الفساد المالي والاداري المستشرية في البلاد.
الطامة الكبرى ان الامر قد وصل الى ان التزوير في تولي منصب سفير كما اشارت لجنة التربية والتعليم في البرلمان بحسب ما نشرته جريدة الصباح في العدد الصادر في 23 حزيران 2009 واكد الخبر ان وزارة الداخلية قد القت القبض في تموز عام 2007 على شخص اعترف بتزوير اكثر من اربعة الاف وثيقة باعها الى مسؤولين وموظفين في وزارات ومؤسسات الدولة.
فاذا افترضنا ان هناك عشرة مزورين على اقل تقدير، قد قاموا بتزوير هذا العدد من الشهادات فانها لكارثة قد حلت بواقعنا الراهن ونحن ليس بحاسين.
ان هذا الامر يعكس سوء الحالة التي وصلنا اليها نحن العراقيون، بحيث صرنا نزور اوراقنا لغرض تولي المناصب الحكومية فاذا كان المسؤول او الموظف وصل عن طريق الغش والتلاعب بالاوراق الثبوتية القانونية كيف والحال هذه نؤمنه على انفسنا واموالنا وحقوقنا؟ ومن يضمن لنا انه سوف لا يقوم بغشنا وسرقة اموالنا؟ وهو الذي حصل بالفعل والذي دفعنا نحن ثمنه، صحيح ان مثل هذا يحدث في معظم الدول الا ان ما حصل عندنا في العراق قد تجاوز كل الحدود والتصورات.
من هنا يجب ان تلتفت الحكومة الى خطورة هذا الامر ومن ثم معالجته معالجة موضوعية ولا يجب ان تتهاون فيه قطعا كونه، اذا ما بقي، فسوف يهدم ما بنته الدولة وما سوف تبنيه في المستقبل، فلكي نقضي على الفساد والمفسدين ولكي نضع الامور في نصابها ونسيرها على وفق ما هو مطلوب في خدمة العراق والمواطن العراقي الذي عانى ما عانى من نقص في كل شيء وهو ينتظر من الحكومة ان تقدم له احتياجاته من خدمات وسواها في الامور التي تتعلق بحياته في هذه الظروف الحرجة التي تعصف في البلاد، وعلى رأس هذه الامور قضايا الارهاب وما يتعلق به.
ثم ان الفساد المالي والاداري لا يقل شأنا عن الارهاب لان كليهما يسعى الى تدمير العباد والبلاد وهذه دعوة الى كل الخيرين والطيبين، سواء الذين هم في الحكومة وفي العملية السياسية او في خارجها للقضاء على ذلك حتى نبني عراقنا الديمقراطي بعيدا عن التجاذبات والمهاترات والتشظي.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمليات الارهابية
- النظا م الرئاسي هل يعني عودة الدكتاتورية ؟
- متى تبدأ فترة تعلق الطفل بأبويه ؟
- الأسباب التي صنعت المستبد
- الجنة والنار
- التسامح في القرآن 1/3
- التسامح في القرآن 2/3
- التسامح في القرآن3/3
- فايروس البطالة
- صدام والوليد بن يزيد
- الغربة في شعر محمد عودة
- المجتمع المدني وعلاقته بالدولة
- الحرية الثقافية
- الفساد الإداري واقع ملموس
- القطار السريع
- مسلسل الارهاب
- ظاهرة بيع الادوية
- الفساد الاداري.. جذوره وطرق معالجته
- ولادة الطائفية
- فلسفة الحوار وحاجتنا اليها


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - داود السلمان - تزوير الشهادات