أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد رجب التركي - اجلاف الصحراء وانتكاسة النهضة المصرية














المزيد.....


اجلاف الصحراء وانتكاسة النهضة المصرية


محمد رجب التركي

الحوار المتمدن-العدد: 2742 - 2009 / 8 / 18 - 08:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس من قبيل الصّدفة أن بدأت أعراض التخلّف و الانحطاط تظهر على أهل مصر و بالتّحديد مع بدأ حملة الأسلمة الّتي بدأها شيوخ الوهّابيّة في عصر الاغتناء و كثرة الأموال البتروليّة...؟!

هل من قبيل الصّدفة أن يتوافق حجم و درجة و نسبة تخلّف الامة المصر ية العظيمة (سابقا) مع سرعة و قوة التّرويج و الانتشار للعقيدة السّلفيّة الّتي بدأت و انطلقت فور اكتشاف النّفط و صعود الثّروة من باطن الصّحراء إلى سكّانها من الأعراب و الرّعاة...هل من قبيل الصّدفة أن بدأت شمس هذه الأمّة في الأفول فور شروق شمس الإسلام عليها...لماذا تقدمت كوريا و ماليزيا و الهند و دول أخرى أصغر و أقلّ عراقة و بقيت مصر و الجزائر و المغرب و تونس و ليبيا...لماذا بقيت هذه البلدان كلّ هذه القرون راقدة تغطّ و تضرط في نومها...لماذا ظلّت تُراوح مكانها منذ تقريبا زمن بني يعرب لها...؟!!
الملاحظ أنّه قبل زمن النّفط الخليجي كان النّاس في مصر لا يسمعون عن الحجاب و لا اكياس الزبالة السوداء التي يلتف بها نساء صحراء البداوة .. كما لا يعرفون و لا يدركون أهمّية اللّحية و تقصير الثّوب... و الأعجب من كلّ ذلك أنّ عقيدة القتال أو فكرة الجهاد كان لها مفهوم مختلف و مغاير تماما لما أتت به آلة البترودولار الجبّارة لآل سعود...؟!

في الخمسينات و السّتينات كان النّاس في مصر أقرب بكثير من أيّامنا هذه إلى روح العصر..كانوا أكثر أداءً و أكثر إبداعا...لم يكن هناك تمييزا بين مسلم او مسيحي ..الكل مصريون ..ولقد حاول الاستعمار الانجليزي التفرقة بي المصرين علي اساس ديني لاحكام سيطرتهم ولكنهم فشلوا تماما ..حتي ان تقرير اللورد كرومر قال فية انة لم يسنطيع ان يجد اي رقا بين المسلم والمسيحي الا عند ذهابهم الي دور العبادة قد كانوا متلاحمين تماما ....لم يكن للتجهّم و لا للبشاعة مكان...كان المصريون والي عهد قريب يقدرون الفنّ و الجمال و كانت عقيدتهم المحبّة و البساطة... كانوا فضلا عن ذلك أبعد ما يكونون عن التكلّف و الابتذال و النّمطيّة و التنطّع... و جميعنا يستطيع أن يميّز ذلك من خلال رصيدهم السينمائي و التليفزيوني و حتّى من خلال المشاهدين الّذين كانوا يحضرون حفلات قدماء المطربين أمثال ام كلثوم و عبد الحليم و غيرهما...النّساء في ذلك العصر كنّ يلبسن لباس عصرهنّ و من النّادر أن ترى فتاة أو إمرأة مثلا تغطيّ رأسها... كما من المتعذر رؤية إحداهنّ و هي تلفّ نفسها في كيس زبالة كما يحدث اليوم...أمّا موضة اللّحية و تقصير السّراويل و الجلابيب فكانت منعدمة في أوساط الرّجال...؟!
كلّ هذا و النّاس كانوا يدينون بدين الإسلام... بل كانوا إلى حدّ ما على انسجام و توافق مع دينهم و دنياهم و لا يوجد تعارض صارخ بينهما و إن بقوا كما يراوحون مكانهم منذ الغزو الإسلامي لبلدهم...غير أنّ الأوضاع زادت سوءا منذ أن أخرجت صحراء السّعوديّة أثقالها من الذّهب الأسود و أطلق مشايخها حملتهم الوهابية العالميّة المشهورة إلى كلّ البلدان العربيّة الإسلاميّة...الأمر حينها بدأ يواكب التّغييرات و يستجيب رغما عنه للأثار و الأبعاد المترتّبة الّتي مسّت مباشرة مجتمعاتنا و حياة شعوبنا و أهالينا....
فبدل أن يتنبة المصريون وتتنبة حكوماتنا ومؤسسات المجتمع المدني من جمعيات وروابط ونقابات ونوادي ..بدلا من ان تتنبة و توجّه مجهوداتها إلى مشاريع التّنمية و النّهضة... بدل أن تستفيد من تجارب و خبرات باقي الأمم و الشّعوب القريبة و البعيدة.. نراها تنتكس و ترتكس و يتنكر اقدم شعوب الارض ( المصريون ) لتاريخهم و موروثهم الحضاري الزّاخر و اللاّمع ثم يستهل المصريون في بناء مستحثّات دينيّة و قوالب فكريّة رجعيّة ظلاميّة غيبيّة أبدعتها المشيخة النّفطيةالوهابية من أهل جهل و دجل بلاد الرّمال...!
فالي متي يعود المصريون الي وعيهم الذي فقدوة في خلال ربع قرن مضي تخلفوا فية وتقدمت امم اخري اقل منهم شأ نا ...



#محمد_رجب_التركي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين هي يا اصحاب العقول؟
- بين هجرة العقول وغيبيات زغلول
- رأس الافعي والفتنة
- وان كنت ناسي ...افكرك
- شكوي الي خالق البشر
- لماذا لايفهم المصريون نخبنهم ومثقفيهم ؟
- هل حقا المصريون جبناء كما يقول البعض؟
- كيف ومتي تحول المصريون الي الاسلام وتكلموا العربية ؟؟ (جزء1)
- كيف ومتي تحول المصريون الي الاسلام وتكلموا العربية ؟؟ (جزء2)
- مصر في خطر
- الهوية المصرية المأزومة


المزيد.....




- 20 اقتحاما إسرائيليا للأقصى ومنع رفع الأذان في 44 وقتا بالحر ...
- افرحوا ماما جابت بيبي..ثبتها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يهنئ رؤساء الدول الاسلامية بحل ...
- الرئيس بزشكيان يدعو الى تعزيز التعاون بين الدول الاسلامية وت ...
- بزشكيان يهنئ قادة وشعوب الدول الإسلامية بحلول شهر رمضان
- مجلس الشورى الاسلامي يحجب الثقة عن وزير الاقتصاد 
- وزير الخارجية المصري: وزراء خارجية التعاون الاسلامي يجتمعون ...
- -حالته مستقرة-.. الفاتيكان يطمئن العالم على صحة البابا فرنسي ...
- الفاتيكان: حالة البابا فرانشيسكو مستقرة
- 20 اقتحاماً للأقصى ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- 44 وقتا ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد رجب التركي - اجلاف الصحراء وانتكاسة النهضة المصرية