أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام الصفار - اسفري فالسفور ..........















المزيد.....

اسفري فالسفور ..........


عصام الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 2742 - 2009 / 8 / 18 - 08:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اسفري فالسفورللناس صبح زاهر والحجاب ليل بهيم
الى موقع سافرات ونفتخر.. الى نساء الموقع الجريئات والى كل امرأة ستمزق الحجاب الف تحية

ابتلت المرأة بين الحجاب والنقاب والعبائة" الأقنعة الثلاثة" والأخيرة اي العبائة قد تكون اهون بكثير لكونها اشبه، برداء لونه اسود، اذ اجبرت المرأءة لأرتدائها فالعبائة تغطي جزء من الرأس والجزء الأعظم من الجسد ورغم ازعاجاتها واحيانا تسقط من رأسها لطيرانها بسبب عاصفة خفيفة بينما تسهل بعض الفتيات للهواء ان يطيرها من رأسها لتشعر بحرية ولو لثوان، كما وبين الحين والآخر بحجة تعديله تكشف الفتاة عن اناقتها ورشاقتها وتمرير نسمات الهواء الباردة الى جسدها الذي سخن من ارتداء تلك البطانية" العبائة السوداء" خاصة في الصيف فستشكل عبئا عليها اضافة الى الحر القارض تزيدها سخونة فتتصبب عرقا...
الا ان المرأة لم تستسلم ففي بدايات القرن العشرين الماضي بدأت كما في معظم بلدان العالم لمناهضة التمييز الأجتماعي ضدها من خلال تأسيس منظماتها وصحافتها المستقلة، اذ سبقت تلك الفترة نشاط ثقافي وفكري تنويري قام به ابرز المفكرين والمثقفين التنويريين امثال قاسم امين وحسين الرحال والشاعر جميل صدقي الزهاوي والشاعرمعروف الرصافي والعشرات ثم مئات المثقفين الذين وقفوا الى جانب كفاحهن من اجل حقوقهن ومساواتهن في المجتمع فحصلت على تضامن كبير من المثقفين الرواد خلال نضالهن اليومي.
فكان اول تحد لها في مجتمعات ابتلت بتخلف اقتصادي واجتماعي وثقافي مجتمع يحتاج الى كل طاقته الى مشاركة نصفه المعطل في بناء وتحديث المجتمع هو التخلص من الأقنعة" الحجاب والنقاب والعبائة" والتحرر من السجن والتوجه للعمل لتتحرر اقتصاديا وهو الخطوة الأولى نحو تحررها الأجتماعي فبدأن نشاطهن وتحديهن من مصر هدى الشعراوي الى عراق امينة الرحال..الى سوريا.. والى.. والى. فأخذت ولو ببطئ تختف الأقنعة الحديدية فبدأ المفكرون يكتبون في الصحف عن تحرير المرأة والشعراء تصدح اصواتهم يطالبون بسفور المرأءة ، فقد ابدع الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي بقصيدة اصبحت تدو بين اوساط المثقفين والطلبة وفئات واسعة من المؤيدين لتجديد وتحديث المجتمع العراقي التي يدعو فيها الى سفور المرأءة اذ جاء فيها:
اسفري فالحجاب يا ابنة فهر هو داء في الاجتماع وخيم
كل شئ إلى التجدد ماض فلماذا يقر هذا القديم ؟
اسفري فالسفورللناس صبح زاهر والحجاب ليل بهيم
اسفري فالسفور فيه صلاح للفريقين ثم نفع عميم
زعموا ان في السفور انثلاما كذبوا فالسفور طهر سليم
لايقي عفة الفتاة حجاب بل يقيها تثقيفها والعلوم
وقال أيضا :
مزقي يا ابنة العراق الحجابا أسـفري فالحياة تبغي انقلابا
مزقيــه واحرقيــه بـلا ريــث فقد كــان حارســا كذابــا

كما ان للغناء دوره في مناصرة المرأة فقد غنى المطرب الشعبي العراقي عبدالصاحب شراد اغنية غاية في التحدي في ذلك الوقت، اذ يقول في اغنيته "ذبي العباية سوي علي احسان ذبي العباية ياحلوة النسوان" ذبي العباية ( باللهحة العراقية ارمي العبائة) مما شجع بعض الفتيات الى التحدي ورمين عباءتهن بعد هذه الأغنية..
لقد كانت تلك الفترة تشهد معارك حامية بين دعاة تحرير المرأة كونه مرتبط بتحرير المجتمع وبين الداعين لأستمرار عبوديتها متحججين بمورث من التقاليد والمفاهيم مضت عليها قرون لكن الزمن كان لصالح اصحاب تجديد وتحديث المجتمع اذ انتشرت الصحف والمنظمات النسوية والمؤسسات الثقافية التي تحيزت باغلبها الى جانب تحرير المرأءة على الرغم من التهديد بالقتل والتكفير فكان لأنتشار التعليم والثقافة والتنوير الفكري دوره في ظهور اجيال جديدة ثارت على التخلف والتقاليد البالية وتبنت الحدلثة والتجديد التي دعى لها الرواد فاختفت بدورها الأقنعة (باختفاء طيور الظلام من الشارع ومؤسسات المجتمع والدولة) وبانت هذه الظاهرة اكثر خلال اواخر الخمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي فشهدت مجتمعاتنا خلال تلك السنوات نهضة اجتماعية اقتصادية ثقافية على كافة المستويات تميزت بعدم تعطيل طاقة نصف المجتمع (المرأة) التي ساهمت في البناء الأقتصادي والثقافي وكذلك المشاركة في مؤسسات الدولة كما في حالة توزير المرحومة نزيهة الدليمي في حكومة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم اواخر خمسينات القرن الماضي...
من المؤسف لم تتمكن مجتمعاتنا السير على طريق التجديد والحداثة ولم تتمكن المرأة الحفاظ على انجازاتها العظيمة التي حققتها عبر كفاح شاق وتضحيات كبيرة اذ حصلت ردة على كل الأصعدة رافقتها او بدأتها بالتراجع والأجهاز على حقوق وحرية المرأة واعيدت الى سجنها من جديد بعد ان عادت طيور الظلام لمؤسسات الدولة وفي حالة العراق منذ ان حكمه حزب البعث وتسلطه زحفت طيور الظلام لتعشعش في اهم مؤسسات الدولة وفي مواقع النفوذ والقرار فبدأت حملات قمع واضطهاد منذ شباط 1963 شملت اغلب النساء وتواصلت لاحقا لتتخذ طابعا اكثر تخلفا (فأصبحت مشاهد مثل تمزيق ثياب الفتيات وطلاء سيقانهن بالنفط الأسود من قبل مفارز محافظ بغداد المدعو خيرالله طلفاح مألوفة مطلع السبعينات) وفي مصر شهدت شوارع القاهرة اعتداءات وتحرشات مخزية يقودها ويوجهها طيور الظلام..هذه الطيور التي اعادت المرأة مجددا الى السجن وفرضت الأقنعة "الحجاب والنقاب والعباءة" عليها.
.. فالمرأءة لاتنسى امها او جدتها اللاتي انتزعن حرياتهن الشخصية وحقوقهن المسلوبة وخلعت اقنعة العبودية، منذ عشرات السنين كي تقيل الآن بعد قرن من الزمان بعبوديتها وفرض لبس الأقنعة عليها في ظل مجتمعات تشهد تطورا تكنولوجيا هائلا وتوفر وسائل اتصالات حديثة ومتطورة تستطيع عبرها ان توصل المرأة صوتها لأبعد مكان تكشف فيه الأنتهاكات ضدها للرأي العام العالمي فضلا عن قدرتها في تنظيم فعاليات من داخل سجنها بالتنسيق مع المنظمات النسوية المنتشرة في ارجاء المعمورة. كما لاتقبل ان يتعامل معها المجتمع كعورة وناقصة عقل يفرض عليها ماذا تلبس.
عدا بعض النساء وبسبب التخلف والجهل الذي يسود مجتمعاتنا لا اعتقد ان الشابات برغبتهن يتقمطن بخرقة" الحجاب او البرقع" لولا ضغوط وتهديدات من الأب او الأخ او الزوج وفتاوى من جهلة وببغاوات تضحك من جهلهم الأمم.
وما عليها الا ان تبدأ من جديد لتعيد صفحات نضالها المجيد وتضع يدها بيد مئات الألوف من المتنوريين الداعين الى تجديد وتحديث المجتمع وفي ايادهن سلاح التكنولوجية ووسائل الأتصالات الحديثة والسريعة لم تملكها المرأة في الزمن الماضي فلم يعد شيء يخفى فاصبحت من السهولة ان تتصل النساء فيما بينهن وتنظم نشاطتهن من اجل الحرية والمساواة، مزقي الحجاب وافتخري بانك سافرة!!



#عصام_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى المزبلة ال %9.99


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام الصفار - اسفري فالسفور ..........