أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ابراهيم خليل العلاف - استراتيجية اسرائيل في البحر الاحمر















المزيد.....

استراتيجية اسرائيل في البحر الاحمر


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 2742 - 2009 / 8 / 18 - 08:20
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ترتبط الأطماع الإسرائيلية في البحر الأحمر، بالأهداف الاستعمارية الغربية والتي تعود إلى الأيام الأولى لإنشاء إسرائيل في قلب الوطن العربي واستمرار دعمها ، وعرقلة نهوض العرب ،والحيلولة دون تقدمهم ووحدتهم. وحتى يوم 16 من آذار/مارس سنة 1949 لم يكن لإسرائيل أية حدود أو وجود أو نقاط وصول إلى مياه البحر الأحمر لكن توقيع اتفاقيات الهدنة المشئومة في 24 من شباط/فبراير 1949 جعل إسرائيل تتحفز للاندفاع جنوبا لتحتل قواتها لسانا ضيقا على خليج العقبة عند أم الرشراش وقد تم في ما بعد إنشاء ميناء (ايلات) المجاور لميناء العقبة الأردني.
ولقد أفادت إسرائيل من حروبها الواسعة ضد الدول العربية في ادعاء ما يسمى في حينه (حق المرور البري في خليج العقبة وفي مضايق تيران التي تربط الخليج بالبحر الأحمر) مع العلم أن مضايق تيران، تعد مياها إقليمية عربية. وقد ركزت إسرائيل جهودها إبان العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 في احتلال شرم الشيخ/ وبدعم من الولايات المتحدة الأميركية، حصلت إسرائيل على امتياز المرور عبر مضايق تيران وخليج العقبة وباتجاه البحر الأحمر والمحيط الهندي أي إلى آسيا وإفريقيا. وكان لهذا الإجراء دور كبير في نجاحها في توسيع نطاق علاقاتها السياسية والعسكرية والاقتصادية مع العديد من دول آسيا وإفريقيا.
وفي 22 من أيار/مايو 1967 قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رحمه الله (1952-1970 )، إغلاق مضايق تيران بوجه الملاحة الإسرائيلية، وطلب من قوات الطوارئ الدولية الموجودة في شرم الشيخ منذ سنة 1956 الانسحاب بعيدا عن الحدود الدولية لمصر، وقد عدت إسرائيل هذا القرار بمثابة إعلان حرب واتخذته ذريعة لشن عدوانها صبيحة يوم 5 من حزيران 1967. وكان من نتائج هذه الحرب احتلال إسرائيل سيناء والاستمرار في الإفادة من مضايق تيران. وفي حرب 1973 عادت مصر فأغلقت بالتعاون مع الدول العربية المطلة على البحر الأحمر مضايق باب المندب جنوبا في وجه الملاحة الإسرائيلية وذلك في محاولة لكسر نظرية الأمن الإسرائيلية القائمة على ضرورة الاحتفاظ بشرم الشيخ لكن ذلك لم يدم طويلا فلقد ساعدت اتفاقيات كامب ديفيد إسرائيل على التمتع بحق المرور في قناة السويس ومداخلها في كل من خليج السويس والبحر المتوسط وقد عدت تلك الاتفاقيات مضيق تيران وخليج العقبة من الممرات المائية الدولية المفتوحة.
يشير الأستاذ صلاح الدين حافظ في كتابه: (صراع القوى العظمى حول القرن الإفريقي) المنشور سنة 1982 إلى أن البحر الأحمر يتمتع بمزايا إستراتيجية واقتصادية وعسكرية فضلا على انه قام بدور تاريخي في الربط بين الحضارات العربية وإفريقيا وفي العصور الحديثة ونتيجة لما حصل عليه الغرب من مكاسب إثر اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح سنة 1492 فأن البحر الأحمر صار ميدانا للتنافس بين الدول الكبرى.
وقد عجز العثمانيون الذين سبق لهم منذ مطلع القرن السادس عشر، أن استحوذوا على أقطار الوطن العربي عن مقاومة الغزو الأوروبي، وطبيعي أن البحر الأحمر كان من بين المناطق التي دار حولها الصراع. وقد حرص الغرب على مساعدة الحركة الصهيونية للاستحواذ على فلسطين وباتت إسرائيل منذ 1948 وحتى الآن قاعدة متقدمة للغرب ومما يلفت النظر أن الولايات المتحدة تحاول بشتى الطرق تطويق الوطن العربي ودعم إسرائيل وإثيوبيا بهدف إثارة المتاعب للعرب وضرب فكرة بقاء البحر الأحمر عربيا والترويج لتحويل مضايقه وممراته العربية الواقعة في نطاق المياه الإقليمية إلى ممرات ومضايق دولية.
عبر ديفيد بن غوريون وهو من ابرز قادة إسرائيل وأكثرهم تشددا وسبق له أن أصبح أول رئيس وزراء بعد إنشاء إسرائيل عن أطماع بلاده في البحر الأحمر فقال سنة 1949: (أنني احلم بأساطيل داود تمخر عباب البحر الأحمر !!) ويحلل العقيد الركن عبد الله رشيد عبد العامري في مقالة له نشرها في جريدة (القادسية) العراقية (25 من شباط/فبراير 1996) بعنوان: (الكيان الصهيوني وعسكرة البحر الأحمر) الأهداف الإستراتيجية الإسرائيلية تجاه البحر الأحمر فيقول: إن البحر الأحمر يعد من اقصر وأسرع الطرق البحرية التي تربط بين الشرق والغرب. فضلا على امتلاكه خصائص جيوبوليتيكية مهمة نتيجة قربه ومحاذاته البلدان النفطية وبالأخص الخليج العربي والجزيرة العربية.
إن محاولة إسرائيل قبل سنوات للتواجد في البحر الأحمر من خلال احتلال بعض الجزر مثل ( جزيرة دهلك) و(جزيرة أبو الطير) و(جزيرة حالب) و(جزيرة زقر) و(جزيرة أبو علي) وبعض جزر الفرسان بالاتفاق مع أثيوبيا واثنتي عشرة جزيرة تقع معظمها عند مدخل البحر الأحمر في باب المندب وإقامة تحصينات عسكرية فيها هذه المحاولة تجيء طبقاً لما سمي(( بإستراتيجية الاقتراب غير المباشر)) والحرص على تأكيد التفوق العسكري والإفادة من المتغيرات الدولية وتطويق وإجهاض أية حركة نهوض عربية.
منذ قرون والغرب الاستعماري، والصهيونية العالمية يعملان على ضرب الاقتصاد العربي، والإيغال في تمزيق الوطن العربي. وطبيعي أن تستند هذه الأطماع إلى مرتكزات الإستراتيجية الأميركية التي وضع أسسها (الأدميرال ماهان) وتقوم على فكرة مؤداها أن من يسيطر على البحار والخلجان والمضايق يسيطر على العالم، لذلك جاء اهتمام الاميركان بالخليج العربي والبحر الأحمر كونهما يلتقيان، حسبما قال زبيغنيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق، بقوس الأزمات الذي يبدأ من جنوب شرقي آسيا والمحيط الهندي. ويشير الأستاذ فاضل جواد في مقال له نشر في جريدة الثـورة يوم 30 من كانون الأول/ديسمبر 1991 بعنوان: (التغلغل الصهيوني في البحر الأحمر) إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تعمل من اجل تطويق منافذ الوطن العربي الجنوبية والشرقية ،وفي نقاط متعددة تعطي إسرائيل فرصة التحرك تحت مظلتها، وخاصة في حالة غياب التنسيق العربي في المواقف المصيرية.
إزاء التحديات تلك تجاه هذه المنطقة الحيوية من وطننا العربي، لابد للعرب من أن يتفقوا على إستراتيجية اعتبار البحر الأحمر من أقصى شماله وباب المندب في أقصى جنوبه بحر عربي (مساحته 17800 ميل مربع وطوله 1200 ميل). ويقينا أن البحر الأحمر، يعد من أعظم طرق المواصلات البحرية في العالم، وقيمته الاقتصادية كبيرة وتمر عبره ثروة العرب النفطية. كما انه يحقق ارتباط المشرق العربي بالمغرب العربي وبدول الغرب وهذا كله يلقي على عاتق صناع القرار العرب مضاعفة الجهد في حماية هذا البحر، وصيانة سواحله وجزره من الأطماع الأجنبية .
وهنا لا بد من أن نذكر ببعض الجهود العربية التي ترجع إلى أيام المد القومي العربي في الخمسينات من القرن الماضي ، والتي كانت تستهدف مواجهة الأطماع الأجنبية وأبرزها المؤتمر الذي عقد في 8 من شباط/فبراير سنة 1955 في القاهرة، وميثاق جدة الموقع في 21 من نيسان/ابريل 1956.
وقد نتج عن تلك المحاولات الاتفاق على موقف استراتيجي بين الدول العربية التي تطل على مياه البحر الأحمر والتعهد بحماية أمنه والرغبة في وضع نظام أمن مشترك لتأمين سلامة واستقلال هذه الدول وما أحوج العرب اليوم إلى الاتفاق على إستراتيجية قومية لمواجهة الأطماع الأجنبية في البحر الأحمر وخاصة في مداخلة وجزره وثرواته.



#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤرح الدكتور ابراهيم خليل العلاف يحدد خارطة الاتجاهات الفل ...
- جريدة الزوراء مصدرا لتاريخ العراق الحديث
- محمد بيومي و100 سنة من عمر صناعة السينما العربية
- طلال صفاوي وريادة حركة النحت الحديث في العراق
- عبد المجيد شوقي البكري ونشاطه السياسي والاجتماعي
- الشيخ عبد الكريم المدرس عالما وفقيها
- صبيحة الشيخ داؤود وريادة الحركة النسائية في العراق
- نزار رؤوف النقيب ومجهوداته الانسانية
- ضرورة تجديد وظائف التعليم العالي في الوطن العربي
- ثورة 14 تموز 1958 واثرها في تنظيم الجيش العراقي وتسليحه
- التعليم العالي الاهلي في العراق :التاريخ -الواقع -المستقبل ! ...
- قصة النشأة الاولى لدائرة صحة نينوى !!
- قصة النشأة الاولى للمحاكم في الموصل
- نحن وتركيا :كتاب جديد للدكتور ابراهيم خليل العلاف
- رسالة بدر شاكر السياب الى شاذل طاقة ..من وثائق التاريخ الثقا ...
- من بدر شاكر السياب الى شاذل طاقة ..من وثائق التاريخ الثقافي ...
- عبد الوهاب النعيمي 1944-2009 وداعا
- رحيل الكاتب والاديب والصحفي المبدع عبد الوهاب النعيمي( 1944- ...
- المدرسة التاريخية والاثارية العراقية تفقد احد أعمدتها :رحيل ...
- هل كان للعراق قدرات نووية ؟!


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ابراهيم خليل العلاف - استراتيجية اسرائيل في البحر الاحمر