حول موقف اليمين في حركة الشيوعية العمالية من الحركة الثورية لجماهير ايران

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2742 - 2009 / 8 / 18 - 08:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

مقابلة نحو الاشتراكية ( العدد 105) مع سردار عبد الله وجليل شهباز عضوي المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي اليســـاري العراقي
--------------------------------------------------------------------------------------

نحو الاشتراكية:

عبر اليمين في حركة الشيوعية العمالية عن موقفه من الحركة الثورية لجماهير ايران في بيان ومقالات. واستند احد ممثلي ذلك التيار في العراق وهو قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي على ان ما يجري في ايران ليس حركة ثورية بل مجرد اعتراضات لخدمة احد اقطاب النظام الاسلامي. لم يصر حزب ريبوار احمد على تقليل شأن ما يحدث ونفي ثورية الحركة بالرغم من الاحتجاجات الضخمة والثورية ضد الجمهورية الاسلامية ؟

سردار عبد الله:

بالنسبة للتيار اليميني في حركة الشيوعية العمالية فقد بات واضحا الان انه يخدم منافع طبقية معينة في المجتمع. لقد اسمينا ذلك التيار باليميني لانه اخذ نفس هذا الموقف منذ عدة سنوات، وهو موقف يميني بسبب كون سياساتهم تجاه الحركات الاجتماعية الثورية وتجاه النضالات الجماهيرية وازاء الهدف النهائي للاشتراكية العمالية اصبحت سياسات يمينية. ذلك الموقف لكورش مدرسي واتباعه قد اتى من ذلك المنبع. ان موقف التيار اليميني من الاحداث في ايران هو موقف موحد وليس هنالك فروقات تذكر. حيث ادعى احد قادة ذلك التيار مؤيد احمد، بان كل القوى في العالم من يسار ويمين تعتبر ان ما يحدث في ايران هو ثورة وانهم، اي تيار كورش مدرسي، الوحيدون الذين يعتبرون ان ما يحدث في ايران ليس ثورة. ولكن الواقع معاكس تماما. فلو نظرنا الى الاعلام البرجوازي الغربي او حتى الايراني وتصريحات ساسة البرجوازية فانهم يقولون بان ما يحدث في ايران ليس ثورة بل احتجاجات ضد نتائج الانتخابات تجري داخل نفس النظام.! الحقيقة هو ان التيار اليميني لكورش مدرسي وريبوار احمد يفكرون تماما كما يفكر اليمين العالمي وابواقه، حول ان ما يحدث في ايران ليس ثورة وانما اعتراضات اجزاء من النظام. ان تيار الشيوعية العمالية وتحديدا الحزب الشيوعي العمالي الايراني بقيادة حميد تقوائي يعتبرون ان ما يحدث في ايران هو ثورة جماهيرية عارمة. الحزب الشيوعي العمالي الايراني لا يدعي بان هذه الحركة الثورية ليس لها افاق، بل يقول انها وبكل وضوح تمتلك افق اسقاط الجمهورية الاسلامية الايرانية وان شعاراتها واضحة وثورية. وحتى لو افترضنا ان هذه الحركة عفوية وليس لها اهداف ثورية في اسقاط نظام الجمهورية الاسلامية، فسؤالي هنا: ولكن اليس لديك واجبات كشيوعي داخل هذه الحركة؟. ان جوابي على سؤالكم حول سبب تقليل ذلك التيار من شأن الاحداث الثورية في ايران هو انهم يخافون الاجابة على سؤال: لم انتم غير متدخلين كشيوعيين ؟ هذا السؤال للناس، انتم تعتبرون انفسكم شيوعيين عماليين فلم لا تتدخلون في هذه الاحداث ؟!. اذن عليهم ان يجيبوا على هذا الموقف بالقول ان ما يحدث ليس ثورة والحركة ليست ثورية وانما عفوية او شعبوية وان من يذهب خلف هذه الحركة هم الشعبويون فقط وليس نحن، لكي يبرروا عدم تدخلهم. ان انعزاليتهم عن الحركة هي السبب الرئيسي وراء موقفهم هذا.

نحو الاشتراكية:

هنالك ازمة سياسية طاحنة في ايران تتمثل في وجود شرخ عميق داخل النظام الاسلامي الحاكم. وهناك في المقابل حراك اجتماعي ضخم وهو ما شاهده العالم بأسره في المظاهرات العارمة، وكذلك رد فعل النظام الاسلامي على تلك الاعتراضات الثورية والقمع الدموي المستمر لها. ان التيار اليميني في حركة الشيوعية العمالية يعتبر ان الجماهير تتحرك للدفاع عن جناح من اجنحة النظام ولكننا نقول ان حركة الجماهير الاعتراضية المتعاظمة هي التي ادت الى احداث الصدع العميق في جسد النظام الاسلامي من اجل اسقاطه برمته. ما تعليقكم على هذا الموقف المقلوب لحزب ريبوار احمد؟

جليل شهباز:

اذا اردنا ان نشخص الوضع الملموس حاليا وما يجري في ايران فانها انتفاضة ثورية بكل معنى الكلمة. لناخذ ما قاله لينين حول مشخصات الوضع الثوري، سنجد انه ينطبق على ما يجري في ايران. يقول لينين هناك مشخصات اساسية. الاولى هي عندما تعجز السلطة الحاكمة عن ادارة المجتمع يحدث داخل تلك السلطة انقسامات سياسية. لو نلاحظ ما يجري في ايران فان هناك انقسام سياسي حاد داخل سلطة الجمهورية الاسلامية حيث نرى ان هناك ما يسمى التيار الاصلاحي من جانب والتيار المحافظ (خامنئي واحمدي نجاد) من جانب اخر، وفي جانب ثالث هناك الحركة الثورية للجماهير. اي ان هناك 3 قوى فاعلة داخل الاحداث الحالية في ايران. المشخص الثاني فانه يقول بانه عندما تبادر فئات الجماهير البعيدة عن الاهتمام بالسياسة في الاوضاع العادية الى التدخل والبدء بالظهور والانجذاب الى العمل الثوري. ذلك ما يحدث في ايران الان. فعبر شاشات التلفزيون والفضائيات نرى ان اغلب مدن ايران الرئيسية تحدث فيها مظاهرات جماهيرية عارمة. ذلك يدل على ان اغلبية الفئات الاجتماعية داخل المجتمع قد انجذبت للعمل السياسي ضد السلطة. وباعتقادي فان موقف حزب ريبوار احمد من الاحداث الثورية في ايران وحسب ما اخذه من مواقف يمينية سابقة، فان من الطبيعي ان يقول ذلك. ان الوضع في ايران هو وضع ثوري، ومن المفترض بحزب يدعي الثورية والاشتراكية الثورية ان يكون له موقف منسجم مع الاحداث. ولكن لانه تيار يميني داخل حركة الشيوعية العمالية فبماذا يبرر سياساته اليمينية وشكلية تعلقه بالشيوعية العمالية ؟ الجواب هو بالادعاء بان ما يجري ليس انتفاضة او ثورة وانما صراعات داخل نفس المعسكر البرجوازية وان الجماهير مخدوعة بتلك الصراعات. ان من الطبيعي ان يفند الواقع لكي يغطي على موقفه اليميني وعدم تعلقه بالشيوعية العمالية وتغطية سياساته اللا عمالية واللا شيوعية. انني اجد من الطبيعي ان يدعي قادة ذلك التيار من سامان كريم او مؤيد احمد بتلك الادعاءات الفارغة والجوفاء والخالية من اي تشخيص دقيق لما يجري داخل مجتمع ايران.

نحو الاشتراكية:

ان حزب ريبوار احمد ومنذ العام 2004 حين اعلنوا "عاشت الحكمتية" وتحوله الى محفل لا ماركسي قد انتهج سياسات ادت الى ضرب الحزب والكوادر الشيوعية والراديكالية داخل الحزب نفسه. لقد حولوا مسار الحزب من ماركسي عمالي وثوري الى مسار المساومات وعقد الصفقات. طبقت تلك السياسة بشكل عملي من خلال منظمة حرية العراق، وجعلت واجهة لاخفاء اي معلم للشيوعية، وشرعت بعمل الصفقات والتحالفات مع الاسلاميين كحارث الضاري وغيره. هل تعتبرون ان موقف حزب ريبوار احمد الحالي هو امتداد لذلك الموقف التساومي والمتخاذل مع البرجوازية ؟

سردار عبد الله:

بالتأكيد ان هذا الموقف هو امتداد لسياساتهم اليمينية. حين خرج المنشقون عن الحزب الشيوعي العمالي الايراني وجه الحزب الشيوعي العمالي الايراني النقد الصريح لهم بانهم يريدون المساومة والاستفتاء حول الاشتراكية في ايران وعقد الصفقات مع "حجريان" والتيارات الاسلامية "المعتدلة". لقد بدأوا تلك البحوث اليمينية بمقولة الناس لا تحب الاشتراكية وعلينا بعمل استفتاءات والتفكير بشئ اخر. تراجعوا عن اهداف الشيوعية العمالية المركزية والستراتيجية وهما مسألتي الثورة والاشتراكية. ان تراجعهم ومسارهم الهابط مستمر اليوم. وان سياساتهم الاخيرة تصب في هذا المسار. لقد عبروا عن تراجعهم عن مسار حركة الشيوعية العمالية بشكل، حتى الكوادر داخل حزبهم لم يقبلوا بذلك. لقد بدأت كوادرهم بالخروج من حزبهم. حتى في الحزب الحكمتي وكوادر الحزب الشيوعي العمالي العراقي والشيوعي العمالي الكردستاني (اطلق عليهم تيار كورش مدرسي )، قد بدأوا يأتون لنقد قياداتهم وينجرون خلف السياسات الثورية للحزب الشيوعي العمالي الايراني وسياسات منصور حكمت القائلة بان ما يجري ليس حركة عفوية او مجرد احتجاجات لصالح الجمهورية الاسلامية او لصالح موسوي او كروبي بل هي ثورة. لقد اتى الناس للشارع بمبرر الانتخابات ونتائجها، وقد مروا من ذلك المنفذ لكي يرفعوا شعار اسقاط الجمهورية الاسلامية. لماذا يقول الجماهير اذن الموت للجمهورية الاسلامية ؟ لماذا يقولون الموت لخامنئي ؟ هل تلك الشعارات عفوية وتصب في خدمة الجمهورية الاسلامية ؟َ!. كلا بالطبع. فالعكس صحيح والجماهير تريد ضرب واسقاط الجمهورية الاسلامية.

نحو الاشتراكية:

يقول ذلك التيار ان اليسار والطبقة العاملة غائبين عن الاحداث. وان ذلك الغياب يعني ان الجماهير خاضعة للاجزاء الاصلاحية، وبالتالي فان تلك الحركة ليست مجدية. انهم يوجهون رسالة للجماهير: ارجعوا للبيوت !. سؤالنا هو ما هي الافاق التي يرسمونها للجماهير بهذا الموقف ؟ وماهو فهم الجماهير في العراق لهكذا موقف يود كسر شوكة الحركة الاعتراضية وارجاعها الى الوراء ؟

جليل شهباز:

الحقيقة انا لا اعرف وفق اية مقاييس ان الطبقة العاملة غائبة في الساحة السياسية وغير متدخلة في الاحداث الثورية في ايران. باعتقادي ان كل تلك الاقاويل والطروحات واهية. لاعود مرة اخرى الى الثورة الروسية في شباط 1917. عندما ثارت الجماهير الروسية على القيصرية في شباط ( اي قبيل ثورة اكتوبر الاشتراكية التي قادها البلاشفة ) وان كنا نعتبر عن حق ان تلك الثورة ديمقراطية فهل يعني ان الطبقة العاملة كانت غائبة عن الاحداث وغائبة عن العمل الثوري ضد النظام القيصري ؟! ابدا وعلى الاطلاق. فلان الثورة كانت ديمقراطية فان الحزب البلشفي شارك بكل قوته وبكل امكانياته من اجل انجاح عملية اسقاط القيصرية وشاركت الطبقة العاملة به بكل قوة. وان كانت الثورة لا تحمل بصمة عمالية او شعارات عمالية في حينها فذلك لا يعني ابداً غياب الطبقة العاملة. ان هجمة جماهير ايران على الجمهورية الاسلامية وولاية الفقيه هي هجمة شاملة وتشمل كل القوى السياسية من اجل اسقاط الجمهورية الاسلامية. ان النقطة الاخرى، هي ان الحزب الشيوعي العمالي الايراني حاضر اليوم بكل قوته داخل الاحداث الثورية وان بصمته على الاحداث وعلى ما يجري في ايران واضحة ولا يستطيع احد المراهنة عليها او التشكيك بدوره او انكاره. حتى رموز النظام الاسلامي نفسه يشيرون وبشكل غير مباشر الى دور الحزب الشيوعي العمالي الايراني في الاحداث الجارية في ايران. لذا فعند ادعاء التيار اليميني بغياب الطبقة العاملة عن الاحداث الثورية في ايران وضعف اليسار، فانهم يريدون ان يبرروا سياساتهم الاستسلامية والمتخاذلة وغير المتدخلة واللاعمالية. اما الشطر الثاني حول توقعات جماهير العراق بهذا الصدد، فاعتقد ان كوادر وطلائع الشيوعية العمالية في العراق يدركون بعمق ان السياسة التي ينفذها الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول ايران هي سياسة انهزامية. يدركون ايضا بان هكذا حزب وتيار سياسي داخل المجتمع وبهكذا طرح يعني ان ذلك الحزب لا يريد الثورة ولا يريد الدفاع عن الطبقة العاملة ولا يريد تحريرها، ولا يريد الاشتراكية او اسقاط النظام الرأسمالي. ان من الطبيعي ان ذلك هو ما يستنتجه طلائع الشيوعية العمالية والراديكاليين وكل من يدافع عن الحرية والمساواة في المجتمع العراقي من مواقف ذلك التيار.

نحو الاشتراكية:

ان موقف حزب ريبوار احمد جزء من موقف ما يمكن تسميته بموقف اليسار اللاعمالي او الشيوعية اللا عمالية. نحن نعرف ان هناك العديد من القوى التي تضع كلمة الشيوعية في اسمها، او تدعي اليسارية والدفاع عن العمال، ولكنها في الحقيقة مجرد قوى انتي – امبريالية تعادي امريكا وجندت قواها من اجل الدفاع عن الاسلام السياسي والتحالف معه باعتباره شق معارض لامريكا والغرب. كيف يمكن ان ترسموا صورة ذلك اليسار اللاعمالي الذي يصب الماء حاليا وبحماسة في طاحونة الجمهورية الاسلامية، والان ادعياء الشيوعية العمالية ياخذون نفس ذلك الموقف ؟

سردار عبد الله:

انا اسمي تلك القوى بالاشتراكية البرجوازية. ان سياسة تيار اليسار البرجوازي مشابهة لسياسات الاسلام السياسي وهم في الحقيقة داخل قطب واحد. اي شئ يرفع ضد امريكا يساندوه ويقفون معه. الجمهورية الاسلامية في ايران هي جمهورية الاعدامات والقتل والرجم ، ولكننا نراهم يدافعون عنها، لانها في خندق مقابل لامريكا والغرب. هذا التيار يتمثل في الاحزاب الشيوعية التقليدية كالحزب الشيوعي الكوبي والاسرائيلي والاحزاب الشيوعية العربية عموما. تلك الاحزاب تدافع عن الاسلام السياسي وتقف معه. وهنالك تيار اخر يعمل تحت اسم الحزب الشيوعي العمالي، وجزء منه سمى نفسه الحكمتي ويدافعون عن توجهات منصور حكمت. ولكن اليوم نجد ان اتجاههم العام هو في نفس اتجاه اليسار الاخر اللا عمالي والبرجوازي. ان ما حدث في ايران قد بين ان كل تلك الاحزاب لها موقف مشترك من الاحداث ولكنهم يختلفون في التعبير عن موقفهم اختلافا معينا. مثلا، يقول الحزب الشيوعي الاسرائيلي ان ما يجري من تظاهرات جماهيرية هي مؤامرة ضد الجمهورية الاسلامية ! و يدافع وبشكل مباشر وصريح عن نظام الجمهورية الاسلامية ضد الجماهير المعترضة. اما من يدعون بانهم اتباع منصور حكمت ويسمون انفسهم بالحكمتيين او الشيوعيين العماليين فان لديهم نفس المصلحة ويدافعون عن مصلحة الجمهورية الاسلامية واحمدي نجاد وخامنئي. انهم يقولون ان ما يجري ليس ثورة وان على الجماهير ان ترجع للبيت وتصمت الان لان حركتهم ستذهب الى جيوب موسوي وكروبي !. انهم يريدون كسر حركة الجماهير. انهم يذهبون الى نفس جانب الجمهورية الاسلامية ويخدمون مصالحها. ان اليسار البرجوازي وهذا الطرف من اليسار العمالي لديهم سياسات يمينية وتمتلك عناصر مشتركة مع اليسار البرجوازي العالمي. فقط الحزب الشيوعي العمالي الايراني وحزبنا الشيوعي العمالي اليساري لديهما اختلاف جذري مع اليسار البرجوازي ونقول ان هذه الثورة هي ضد كل اجنحة نظام الجمهورية الاسلامية، بل وايضا لها اهداف معادية لمصالح امريكا والغرب.

نحو الاشتراكية:

تعرضت الحركة الثورية الى قمع واظطهاد وشن النظام حملة قمع واسعة ضد الجماهير المعترضة. ولكن الجماهير لم تكسر شوكتها لحد الان وهي تنتهز كل فرصة وكل ثغرة مهما كانت بسيطة للمرورة منها والخروج المليوني. شاهدنا ما حدث في يوم 18 تير ( ذكرى انتفاضة الطلبة عام 1999) وفي يوم ذكرى قتل الشابة ندى آغا سلطاني. ما رأيكم بافاق الحركة الثورية في ايران ؟ واثر تلك الحركة الثورية على جماهير العراق وعلى افكار الجماهير وتلمسهم لقدرتهم على تغيير الاوضاع بايديهم ؟

جليل شهباز:

اذا نظرنا الى سلطة الجمهورية الاسلامية وتاريخها لحد هذه اللحظة وماعانت جماهير ايران من الظلم والجور والحرمان من الحقوق وسلب الحريات وحملة الاعدامات والمرأة والقمع الواسع وسلب حرية الرأي والتعبير فان هذه الانتفاضة هي نتيجة مباشرة لتلك الاوضاع ويصبح مفهوما ان نضال الجماهير في ايران سيستمر ولن يتوقف حتى اسقاط نظام الجمهورية الاسلامية. الا ان ما يهمني هنا هو هل ان الاسباب الموضوعية لاستمرار الجماهير في هذه الانتفاضة متوفرة ام غائبة ؟ باعتقادي الاسباب موجودة. فمنذ اعلان نتائج الانتخابات وحتى الان تستمر الجماهير بالنزول الى الشارع بمطالبها وتطلعاتها وبكل ما يعني الحياة الحرة والانسانية لها. لذا، فان الافاق الحالية هي آفاق نيرة ومشرقة. فحركة جماهير ايران ووجود الحزب الشيوعي العمالي الايراني يعني ان الافاق واسعة وان الانتفاضة بامكانها ان تتطور وان تشمل كل قرية ومدينة وكل شرائح المجتمع. ان الحزب الشيوعي العمالي الايراني عنصر مهم في المعادلات السياسية الحالية في ايران وفي الاوضاع السياسية الحالية وباعتقادي فقد لعب ومازال دورا مهما في تطوير الاحداث وتعميق ازمة النظام وتطوير مبادرة الجماهير للقيام بالاعمال الثورية ضد النظام. فاذا قمنا بربط دور الحزب الشيوعي العمالي الايراني من جانب، والاعمال الثورية وتصميم وارادة جماهير ايران للتخلص من نظام الجمهورية الاسلامية في ايران، من جانب اخر، فان افاق مسيرة الحركة السياسية وتطورها تصبح واضحة وجلية. ان ذلك يوضح ازمة النظام وايضا تقوية وارتقاء نضالات الجماهير الثورية في ايران.

نحو الاشتراكية:

ما اثر الاحداث الثورية في ايران على جماهير العراق، او جماهير الشرق الاوسط او العالم، نحن نعرف ان نظام الجمهورية الاسلامية هو قطب الاسلام السياسي العالمي الاكثر وحشية وجبروتاً ؟.

جليل شهباز:

ان اندلاع الثورة او انتصارها في اي بلد سينقل شعاعها الى كل بقاع العالم. قد يكون هناك اختلافات نسبية هنا او هناك، ولكن بالنسبة للعراق فاني اعتقد ان هناك ارتباطا قويا جدا بين ما يجري في العراق و بين التركيبة السياسية لنظام الجمهورية الاسلامية في ايران. هناك داخل المجتمع العراقي وفي داخل الساحة السياسية العراقية وفي السلطة الحاكمة احزاب وقوى سياسية مصيرها مرتبط بالجمهورية الاسلامية، وتلعب دورا رئيسيا في الساحة السياسية العراقية. لذا فان سقوط الجمهورية الاسلامية يعني احداث تغيير جدي في موازين القوى السياسية داخل مجتمع العراق. ان المجتمع العراقي والرقعة الجغرافية العراقية هي من اكثر المناطق تأثرا بما يجري في ايران. ذلك فيما يخص القوى السياسية المتحالفة مع نظام الجمهورية الاسلامية. اما فيما يخص طرف جماهير العراق وعماله وكادحيه، فانهم حين يرون ان رفاقهم بجانبهم، في ايران، قد قاموا بانتفاضة ضد الجمهوررية الاسلامية وضد الاستبداد والظلم والحرمان من الحقوق فانهم لابد ان يتاثروا بتلك الاحداث وسيكون عاملا لاستفادة العمال واخذ الدروس والتجارب الثورية منهم من اجل التخلص من البلاء الذي جلبه النظام الاسلامي والقومي الحاكم والمتسلط حاليا على جماهير العراق.

نحو الاشتراكية:

ما دور الحزب الشيوعي اليساري العراقي باعتباره حزبا شقيقا للحزب الشيوعي العمالي الايراني، وما اثر تصاعد وانتصار الحركة الثورية في ايران على موقعية الشيوعية العمالية في العراق ودور الحزب في قيادة هذه الحركة وتطوير قدراتها وتعميق وجودها في المجتمع. ؟

سردار عبد الله:

ان تأثير ثورة ايران برأيي سيكون مشابها لتأثير ثورة اكتوبر على العالم. عندما انتصرت ثورة اكتوبر في العام 1917 فان كل الاحزاب الشيوعية التي اتبعت منهج الحزب البلشفي قد تقوت وحدثت انتفاضات في العديد من الدول. ان تأثير الثورة الايرانية على العراق هو في وجود الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي الذي يناضل ضد التيارات العميلة للجمهورية الاسلامية في ايران، اي ضد تيارات الاسلام السياسي. ان انهيار الجمهورية الاسلامية في ايران سيؤدي حتما الى انهيار تلك القوى الرجعية في العراق ويقوى الحزب الشيوعي العمالي اليساري ويقوى نفوذه وتتصاعد نضالاته ويتقدم بشكل اسرع واقوى بسبب قدرة الحزب الشيوعي العمالي الايراني وهو حزب حليف ومتضامن مع حزبنا بقوة وبكل الاشكال، اضافة الى دعم القوى التحررية في العالم الساعية لاسقاط النظام الرأسمالي. الا ان تأثير نجاح الثورة الايرانية سيكون مباشرا وكبيرا بسبب وجود حزبنا الشيوعي العمالي اليساري العراقي لانه سيكون في موقع ومكانة اخرى وايضا بسبب انهيار قوى الاسلام السياسي التي تدعمها الجمهورية الاسلامية حاليا.

نحو الاشتراكية:

هناك عدد كبير من الكوادر الشيوعية الراديكالية والمئات من الشيوعيين وملايين الشرفاء الذي يتطلعون الى انتصار الثورة في ايران. ماهي كلمتك لمحبي الحرية والمساواة حول دعم جماهير ايران الثائرة ؟

جليل شهباز:

برأيي هنالك اولا موقف اليسار الثوري في العراق ومن ظمنه موقف الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي حيث موقفه واضح وصريح من الاحداث في ايران. وهناك موقف اخر هو موقف الانتهازية والاستسلام داخل حركة الشيوعية العمالية والتي يمثلها حزب ريبوار احمد الذي ينكر الطابع الثوري للاحداث في ايران. لذا فان ندائي لكل اليساريين والشيوعيين والمناضلين من اجل الحرية والمساواة ان يقوموا اولا بفضح السياسات اليمينية لحزب ريبوار احمد التي تحاول احباط الروح الثورية لجماهير ايران المعترضة من جانب. ومن جانب اخر ان يساندوا بكل قوتهم وامكانيتهم وبالاشكال الممكنة جماهير ايران من اجل تطوير وتقوية هذه الحركة الثورية وتوفير الشروط الموضوعية لاسقاط الجمهورية الاسلامية. والسبب برأيي، وقد اشرت الى جانب منه سابقا، ان سقوط الجمهورية الاسلامية سيعزل ويضعف قوى الاسلام السياسي على وجه الارض عموما وفي العراق على وجه الخصوص. سينهار العمود الاساسي الذي تقف عليه حركة الاسلام السياسي في العراق بكل اتجاهاته الحاكمة والمعارضة. ان ذلك بكل تأكيد يصب في مصلحة الجماهير. ان الخلاص من الجمهورية الاسلامية يعني الخلاص من الاسلام السياسي ويعني دحر قوى الاسلام السياسي في العالم عموما وفي العراق على وجه الخصوص. ان ذلك انتصار للحرية والمساواة.

نحو الاشتراكية:

رفيق سردار هل من كلمة اخيرة ؟

سردار عبد الله:

نعم لدي كلمة الى الرفاق وكوادر الحزب الشيوعي العمالي العراقي والكردستاني. لدى بعض الرفاق اعتراضات على سياسات قيادات تلك الاحزاب. ادعوا هؤلاء الرفاق الى الا يكون لديهم اي توهم بتلك القيادات. ادعوهم ان يلتحقوا باحزاب الشيوعية العمالية الواقعية، سواء في العراق او في ايران، وان يقووا تلك الاحزاب. ان ذلك احسن ما يمكن ان يقوموا به والموقف الثوري الصحيح لهم في هذه المرحلة.

نحو الاشتراكية:

نشكركم على هذه المقابلة.

#الحزب_الشيوعي_العمالي_اليساري_العراقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات