حول تصريح السيد نوري المالكي حول اللاجئين

علي ديوان

الحوار المتمدن-العدد: 2742 - 2009 / 8 / 18 - 08:36
المحور: حقوق الانسان
    

اذا كنت لا تدري فتلك مصيبة
وان كنت تدري فالمصيبة اعظم

لا يندر استخدام بيت الشعر العربي هذا في كثير من الحالات، ولكن كونه ينطبق على ابرز السياسيين في العراق الان، وفي موضوع انساني غاية في الحساسية، فان في ذلك ما يقال... ففي تصريح غريب من نوعه، اجاب السيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على اسئلة الصحفيين بتاريخ 10-08-2009 في المركز الوطني للاعلام في بغداد: "ان العراق لم يوقع اي اتفاق مع اي دولة على الارجاع القسري للاجئين العراقيين". وهذا يتخالف تماما مع نص الاتفاقات التي وقعتها وزارة الخارجية العراقية بشخص الوزير هوشيار زيباري، مع الحكومة السويدية في العام المنصرم ومن ثم مع الحكومة الدنماركية في الثالث عشر من ايار من هذا العام، اي قبل ما يقارب الثلاثة شهور.
ان من يقرا ويسمع تصريح السيد رئيس الوزراء هذا، يصاب بالدهشة.. وخيبة الامل والخوف من المستقبل الذي ينتظر العراق، لما لهذا الرجل من اهمية، فهو الذي يقود اكبر عملية سياسية يشهدها العراق الحديث، في تاسيس الدولة العراقية من جديد، بعدما عصفت بها الديكتاتورية من جهة، واجهزت على ما تبقى منها قوات الاحتلال الاميركي والمتحالفين معه من الجهة الثانية، وكرسته القيادات التي عملت تحت مظلة الاحتلال في الممارسات الحزبوية والطائفية والمحاصصة واشاعة الفساد وممارسته حد التخمة
.
لهذا فان هذا التصريح محزن ومقلق جدا، اذ انه يضع ظلال كثيرة من الحيرة والشك على شكل ومضمون الحكم في العراق في المستقبل. اذا ما كان قائد عملية التغييير السياسي ياتي بمثل هذه التصريحات، وبوجود اكثر من مائة مستشار لديه كما نسمع
.
اذ ان رد فعل المتلقي لهذا التصريح ينحصر في احتمالين لا ثالث لهما:ـ فاما ان السيد رئيس الوزراء يعلم بوجود هؤلاء اللاجئين، ولا يعلم بالاتفاق الموقع من قبل السيد هوشيار زيباري والسفير الدنماركي في بغداد يوم 13-05-2009، ـاي قبل اكثر من ثلاثة اشهر وينص صراحة على ارجاعهم القسري ـ رغم وجود رعيل الخبراء والمستشارين والاعلاميين حوله. وهذا محزن ومقلق بالتاكيد. اذ كيف نتصور ان الامور تدار في الدولة العراقية اذا كان وزير خارجيتها لا يبلغ رئيس الوزراء قبل وبعد التوقيع على اتفاق يخرق حق المواطن العراقي في الحياة الامنة الى هذا الحد؟؟؟
او ان السيد رئيس الورزراء يعرف ما تم التوقيع عليه من قبل وزارة خارجيته، وهو يمارس المراوغة والتضليل الاعلامي، وهذا ما لا نتمناه ولا نعتقده، وهو محزن ومقلق اكثر، اذ كيف لنا ان نتصور حال بقية السياسيين والوزراء والقياديين في العراق اذا كان حال رئيس وزراءهم بهذا الشكل...ـ

لقد وضعنا هذا التصريح في حيرة من امرنا حول اي الاحتمالين اشد وطاة، وايهما نصدق... فهل من معين؟؟؟

علي ديوان
16-08-2009

#علي_ديوان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات