أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أحمد حسو - انتخابات كردستان: شكرا نوشروان مصطفى!














المزيد.....

انتخابات كردستان: شكرا نوشروان مصطفى!


أحمد حسو

الحوار المتمدن-العدد: 2741 - 2009 / 8 / 17 - 08:03
المحور: القضية الكردية
    


I
بعد حرب الخليج الثانية تسلل قريب لي إلى كردستان العراق وجال في مدنها وقراها ليرى بأم عينيه كيف أن كيانا كرديا مستقلا في طريقه إلى النشوء. يومها كان صدام قد سحب موظفيه وجيشه من هذا الجزء الكردستاني ظنا منه أن الأكراد سيلجأون إليه صاغرين، طالبين العفو كي يعود إلى حكمهم. كان صدام يعتقد، ككثيرين غيره، بأن الأكراد لن يقدروا على حكم أنفسهم وأنهم سيفشلون في أقرب فرصة نظرا للخلافات التي تدب بين صفوفهم ونظرا لقلة خبرتهم في فنون الحكم. عاد قريبي من رحلته هذه مذهولا، مأخوذا بكل شيء صادفه. لم يصدق عينيه، وهو الكردي الذي اضطر إلى التعامل بلغة غير لغته، ما رأى: كل شيء كردي وبالكردية، الموظفون يتكلمون الكردية، المسؤولون أيضا، إذاعة تلفزيون إلخ. لكن ما لم يتحمله قريبي، الذي كان مسيسا إلى حد كبير وعضوا في أحد الأحزاب الكردية اليسارية منذ نعومة أظفاره، هو أن يتكلم رجال الشرطة بالكردية. ولأن الكردية تعني لقريبي كل شيء جميل وحالم فإنه لم يتخيل أن يكون رجال الشرطة، الذين يمثلون القمع (حسب تصوره)، أكراد أيضا. إذن فحسب قريبي، وحسب تعريف أنجلز للدولة، فإن دولة الأكراد قد قامت منذ أن سحب صدام موظفيه ورجال شرطته. ألم يقل أنجلز، في أبسط تعريف له، إن الدولة تعني مجموعة رجال مسلحين (الشرطة، الجيش). وبما أن الاكراد باتوا يسيطرون على إقليمهم برجالهم المسلحين، وليس برجال صدام، فإن دولتهم قد قامت؛ بالطبع كان هذا رأي قريبي أيضا، الذي لم يكن قد قرأ أنجلز رغم انتمائه إلى حزب "ماركسي لينيني" بلغة ذلك الزمان.

II
من كان يصدق بأن الأكراد، الذين تقاتلوا سنوات بسبب إيرادات نقطة إبراهيم خليل الحدودية، سيجرون انتخابات يمكن أن توصف بـ"النزيهة" وتسفر عن وجود معارضة قوية ومشروعة؟ ومن كان يصدق بأن "كاك مسعود" و"مام جلال" سينضجان إلى درجة أن يتنازل أحدهما للآخر؟
لا أريد أن أنبش الماضي وأذكر بهذه الدماء التي أريقت في حرب الأخوة، أو الاقتتال الداخلي، لكن من حقي أن أندهش وأقول وأنا سعيد: سبحان الله والحمد لله!!
فمن يعود بالذاكرة إلى الوراء، إلى أول انتخابات كردية (1992) وكيف أنها انتهت إلى الاقتتال وإلى وجود حكومتين بدلا من واحدة، لن يصدق ما تراه عيناه هذه الأيام. يومها قلنا بأن الأكراد، الذين ناضلوا طويلا من أجل إقامة دولة كردية، أو كما يفاخر قادتهم فيدرالية أو حكم ذاتي، شكلوا حكومتين بدلا من واحدة مثل كل شعوب العالم. أما لماذا؟ فربما بسبب هذا الحرمان الطويل. قد يكون هذا التبرير من نوع المزاح السمج، لكن الحقيقة تقول إنه حتى كتابة هذه السطور لم تتوحد الوزارات الكردية بشكل نهائي بين حكومتي أربيل والسليمانية.

III
ربما من حق نوشروان مصطفى على كل كردي أن يقول له: شكرا؛ فأنت تعتبر مؤسس الديمقراطية "الكردية" الحديثة الحقيقي، رغم كل ما أشيع عنك والتقويم المتباين لما قمت به. فلو رضخت للضغوط وتخليت عن تشكيل قائمة "التغيير" لكانت الانتخابات الأخيرة باهتة وصورة عن سابقتيها، وفي أحسن الأحوال كأنها انتخابات نظام الحزب الواحد. ولولا فوز حركتك بخمسة وعشرين نائبا، أي حوالي نصف ما حصل عليه الحزبان الكبيران، لكان برلمان إقليم كردستان عام ألفين وتسعة نسخة مملة عن البرلمان القديم. فهل تكمل مشوارك وتتصرف كمعارضة حقيقية تؤسس لنظام ديمقراطي؟
فبالمعارضة والنقد البناء تنهض الأمم وتستقر الدول والشعوب. شكرا نوشروان مرة أخرى؛ والشكر موصول لكاك مسعود ومام جمال لأنهما سهلا إجراء هذه الانتخابات، وبهذه الطريقة، سواء برغبتهما أو رغما عنهما.







#أحمد_حسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة فاشلة: كيف أساء نادي شالكه الألماني لنبي الإسلام؟
- الطيب صالح: هل أقول وداعاً؟
- شرطة الأخلاق العربية وشجاعة لبنى
- لماذا قاطع الغيطاني ألمانيا؟
- ماذا يجري في السعودية؟
- النظام السوري يزيل المساحيق عن وجهه حول تداعيات اعتقال أكثم ...
- من المسؤول عن أحداث القامشلي وسواها


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أحمد حسو - انتخابات كردستان: شكرا نوشروان مصطفى!