أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - حان الوقت لكشف الحقائق كي نعتبر منها















المزيد.....

حان الوقت لكشف الحقائق كي نعتبر منها


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2741 - 2009 / 8 / 17 - 08:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو قرانا الواقع السياسي العام بعد تحليل الاوضاع و ما آلت اليه الحال منذ انتهاء الحرب الباردة ، المتغيرات و المستجدات التي حدثت و انتجت ما بعد وضوح الامور و ما اتجهت اليه الاقطاب و ما لبست الافكار و الفلسفات و الايديولوجيا من الاثواب و المظاهر المختلفة ، و ما تعيش فيه الشعوب من الوضع الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي المتنوع ، و الانظمة المتنفذة و النظريات المطروحة و الية عملها و علاقاتها مع الشعوب و ارتباطاتها المختلفة ، و مجيء او بالاحرى بروز المفاهيم الجديدة المعتمدة، و مقومات الحياة العصرية من الحرية و الديموقراطية و العمل من اجل العدالة الاجتماعية و ضمان المساواة من جهة ،مع محاولة الراسمالية من تثبيت اركانها الرئيسية بطرق شتى من جهة اخرى ، نكشف العديد من الزوايا المعتمة التي تمكنت القوى اخفائها من العالم لاسباب ذاتية ، و لترسيخ سيطرة القطب الواحد الاوحد . الجميع متفقون على ان التجربة السوفيتية السابقة لم تكن ناجحة كنظام عام او حتى كفلسفة حكم او الية تطبيق النظام من الناحية الفكرية كانت ام الفلسفية ان لم اتهم بالمبالغة ،و ما اعتمدت من السياسة العامة و اجبرت او برضا النفس على الصراعات المتعددة المنبثقة من النظام العام العالمي في حينه ،و كان هناك من الخلل في التطبيق للماركسية و الاخطاء التي لا تحصى و لا تعد كامر واقع، بحيث الاهداف و الامنيات و الشعارات الانسانية العامة اصبحت ضحية متطلبات الصراعات القوية التي وقعت بين الطرفين ، واجبرت النظم المتعددة المنتشرة في العالم و منها الاشتراكية بشكل عام على المساومة على الحقوق الطبيعية للافراد ، و به ابتعدنا عن اهم اهداف الانسان و هو العيش بالسعادة و الرفاهية وفي جو من الحرية و العدالة .
و اختلفت تاثيرات الصراع العالمي العام على كل بقعة وفق تفصيلات ما كانت عليه من الفكر و النظام و العلاقات مع الاطراف و القوى الكبرى ، و انقسم العالم جراء الظروف و الوضع العالمي العام الى المعسكرين المتنافسين بشكل كبير و واضح دون ارادة الذات، و لم تبق الا مواقع محدودة جدا حاولت التوازن بين الاتجاهين علنيا و انخرطت هي ايضا في سياسات سرية للانحياز للطرف حسب المصالح لكل طرف، و من المعقول ان نسمي بعض من البلدان القليلة جدا المحايدة لحد ما ، بحيث حافظت على مصالحها بتلك المواقف .
بكل صراحة يمكننا ان نقيٍم الوضع العالمي الحالي و المرحلة الانية و هي كما نعتقد متنقلة وغير مستقرة من جميع النواحي الفكرية الفلسفية حسب المؤشرات العديدة التي نلمسها يوميا ، الراسمالية من جانبها مصرة على تنفيذ مآربها و هي تعمل لحد اليوم و كانها المنتصرة الى الابد و تعمل على الغاء من لا يوافقها و تحاول ان تسيطر باي شكل و وسيلة كانت على العالم و تعتمد على نشر ثقافتها الخاصة و تفرض ما يمكن ان توائم افكارها على الشعوب كافة ،و هي تعمل بكل جهدها و تنافس القوى الاخرى و ان كانت طبيعية لمحو ما يقف في طريقها من العواقب ، و هذه هي نقطة الخلاف الجلي مع جوهر ادعائاتها التي تعلن انها تستند عليه و هو الديموقراطية و ضمان الحرية و قبول الاخر ، و هذه المفاهيم لا تكتمل الا بوجود التعددية و الحرية و اعتماد توفير مقومات ضمان حقوق الانسان . هذه هي قمة التناقضات المكشوفة بين الادعاء و التنفيذ في جوهر الفلسفة الراسمالية المتبعة و المعتمدة في الوقت الحاضر على الليبرالية كاحد اهم اركان الفكر الغربي المعاصر .
اما اليسارية ذات المساحة الواسعة و الاطر العديدة المختلفة التي تعتمد في هذه المرحلة ايضا و في مواقع عديدة و مختلفة من العالم على جانب من الليبرالية و باسماء مستعارة و لكنها باشكال و جواهر متعددة ، انها لا تقف لكي تتناطح مع الراسمالية و تؤسس صراعا ثنائيا و تقسم العالم كما كان ، بل عليها ان تسير وفق ما يفيد الانسانية بكل معنى الكلمة و بالطرق الملائمة ، و يجب ان تحاول الابتعاد عن الصراع الذي تحاول الراسمالية جرها اليه كي لا يعيد التاريخ نفسه ، بل عليها ان تدع كل ما يمت بالراسمالية ان تعمل وفق ما تريد و انها طبيعيا تتجه نحو الانتقال الى مرحلة مابعد الراسمالية بشكل طبيعي ، و اي صراع سيزيد من عمر و المرحلة التاريخية الحالية التي تامل الراسمالية بقائها على ماهي عليه . و هذا ممكن التحقيق ان اعتمدنا على التطور الطبيعي و الانتقال من مرحلة لاخرى ، و الذي سيسير وفق ما يثبته كل فكر و فلسفة من اجل التوجه نحو خدمة الانسان و تامين مصالحه و في مقدمته الفكر اليساري و العقلية التي تستند على الاطمئنان على المصالح العليا و الحياة الحرة الكريمة للاكثرية .
لو كشفنا الحقائق الواضحة للعيان من زاوية تقييمها و تحديد و تشخيص ما يمكن تلافيها من السلبيات ، فان هذا العمل لا يفيد الا اليسارية بحد ذاتها و يكون في خدمة ما تامله و ما ينويه جوهرها، ان حللنا الاوضاع العامة بعقلية متفتحة مؤمنة بان الخير كمفهوم كامن في المجالات الخاصة بخدمة الطبقة الكادحة و الفقيرة في هذه المرحلة من حياة الانسان و بتاريخ البشرية . ما مرت به الفلسفة اليسارية و الانظمة الاشتراكية من المراحل السابقة احتوت في مسيرة حكمها و وجودها الفعلي على ما يناقض جوهرها في النظرية كانت ام التطبيق اي في العديد من الاطروحات و التوجهات التي اعتمدت و قفزت على نفسها و ما تؤمن بها ، و حتى اننا يمكننا ان نقول ان اليسارية بانواعها قد طبقت جوهر النظام الراسمالي المثالي و ان كانت في مراحلها الاخيرة باسم الاشتراكية و الماركسية و لنا تجارب عدة في المعسكر الاشتراكي ،و ما اعتمدته الاحزاب العديدة بالذات عندما كانت في السلطة و منه الحزب الشيوعي السوفيتي و صراعاته و توصياته المتعددة الاطراف و علاقاته و سيطرته على الاحزاب العدية في جميع انحاء العالم و تعامله مع الجميع و من كان منتميا الى المعسكر الشرقي على انها الحزب الام دون ان ياخذ بنظر الاعتبار الخصوصيات التاريخية الاجتماعية الثقافية لكل بقعة ، و هذا ما اخًر التقدم و الانتقال الطبيعي لمسيرة النظام العالمي العام في المرحلة السابقة ، و استفاد منه النظام الراسمالي العالمي عند استغلال نقاط ضعفه و استغل الفرصة عند تعامله مع قضايا العالم و ما افرزته اخطاء الحزب الام و السلطة المسيطرة.
اليوم ، نحن نعيش و ننتظر الطريق الصحيح الطبيعي و تنتظر التعبيد التي تفرض نفسها على المتتبعبن دون اي جهد او صراع بعد انقضاء المراحل الوسطية و تستمد قوتها من التطور الطبيعي للحياة من كافة المجالاة ، و خصوصا و نجم الراسمالية في الافول مهما تشدقت ، و لكننا لا نراهن على الوقت و ما فيه العالم من الفوضى العارمة من خروقات هذا النظام المتعجرف ، و من كافة النواحي الثقافية و الفكرية و الفلسفية و ما تبحث عنها من الصراعات الثنائية و الهامشية لتمد من عمرها لما تفرز هنا و هناك ، و على سبيل المثال ما تساعدها الاطروحات الدينية و العرقية و الطائفية و المذهبية و غيرها التي تتلاشى امام مسيرة التقدم العلمي الطبيعي للكون و تعاقب المراحل التارخية .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتهازية صفة يكتسبها الفرد في المجتمعات المضطربة
- التنافس السلمي عامل لتقدم المجتمع
- اسباب ضعف دور المثقف في الحياة العامة لاقليم كوردستان
- الاوضاع السياسية في ايران الى اين؟
- ما مصير مجاهدي خلق في العراق
- هل نعترف بولادة الديموقراطية في كوردستان
- لماذا وصلت الحال لحد احراق الكتب
- مَن وراء استمداد العنف و الارهاب في العراق
- كان الخلل في التطبيق و التفسير و التاويل و ليس النظرية بكامل ...
- افاق زيارة المالكي و ذوبان ثلج حاجز العلاقات بين الاقليم و ا ...
- كيف كان دور المثقفين في الانتخابات البرلمانية الكوردستانية
- احتمال اشعال امريكا للضوء الاخضر لحل المواضيع العالقة عند زي ...
- الديموقراطية و الطبقة الكادحة
- الخطوات المطلوبة لما بعد الانتخابات البرلمانية في اقليم كورد ...
- النتائج الاولية للانتخابات تشير الى تغيير الخارطة السياسية ف ...
- كيفية العمل على عدم تسليم مستقبل البلاد للقوى العابدة للغيبي ...
- مهام هيئات و مؤسسات الاستفتاء و الاستبيان الرئيسية و مصداقيت ...
- الوضع الاجتماعي السائد بحاجة الى التنافس الحر الامن
- تجسيد اليسارية الحقيقية بحاجة الى الديموقراطية الراسخة
- اين مصالح الطبقة الكادحة في ظل ما يجري على الساحة العراقية ؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - حان الوقت لكشف الحقائق كي نعتبر منها