|
على تخوم أبي غريب !
سهر العامري
الحوار المتمدن-العدد: 835 - 2004 / 5 / 15 - 05:39
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
وقف وزير الدفاع الامريكي ، رامسفيلد ، أمام جنده في سجن أبي غريب بروح الغطرسة المعروفة عن الأمريكان ، وذلك بعد فيلم الحرب النفسية التي قامت بانتاجه واخراجه جهات في وزارة الدفاع الأمريكية ، وفي دائرة المخابرات الامريكية ، وقف قائلا : كتبوا عن جيل الحرب العالمية الثانية بأنه جيل عظيم ، وانتم الآن ثاني اعظم جيل ! ثم مضى يهزأ من صحف العرب ووسائل اعلامهم، وربما من صحف أخرى ، جميعها تبكي على صدام ونظامه ، جميعها تتذكر تلك الدولارات التي كان صدام يجود بها من أموال العراقيين عليها ، وحين شحت تلك الدولارات كانت كابونات نفط العراقيين بديلا رقص عليه صحفيون واعلاميون من العرب وغيرهم ، وغنوا للقائد الضرورة ! اناشد الخلود الابدي ، ولكن النتيجة كانت لا قائدا ولا ضرورة ، وكل ما كان عبارة عن انسان هزيل ، تافه ، جبان خرج من حفرة 0 لقد تمثل هزأ رامسفيلد بهؤلاء وبدولهم حين قال مقالته الثانية : نسمع انتقادات كثيرة في الصحافة ، لكن حقيقة الأمر أن الناس يقفون في طوابير سنويا للمجيء الى الولايات المتحدة ، يريدون أن يصبحوا مواطنين أمريكيين ، والسبب في ذلك هو لانهم يعرفون ، مثلما قال اول رئيس للولايات المتحدة ، ابراهام لينكولن، أن الولايات المتحدة هي أفضل أمل للانسانية ! كأني بوزير الدفاع الامريكي يوجه اهانته هذه لبعض الحكام العرب ، الذي أذهلهم زوال صدام عن حكم العراق ، فراحوا يستخدمون سلاح الصحافة ضد الاحتلال الامريكي للعراق ، اذ لا سلاح لديهم آخر يذبون به عن انظمتهم ، بعد أن بدأ القطار الامريكي يشق دربه في الشرق الاوسط الكبير ، وبعد أن ملت شعوب دول هؤلاء الحكام جورهم وفسادهم ، فوقفت اعداد كبيرة من مواطنيهم في طوابير الهجرة الامريكية ، املا بدخول الفردوس الامريكي ، والذي يريد أن يتثبت من هذه الحقيقة عليه أن ينظر الى اعداد المصريين الراغبين في الهجرة الى امريكا سنويا ، على سبيل المثال لا الحصر ، وعندها سيقول : صدق رامسفيلد 0 ومما قاله وزير الدفاع الامريكي ، وهو على تخوم سجن أبي غريب ، والسجن على تواضعه الآن قياسا بزمن صدام ، أو قياسا بسجون عربية عريقة ، تستمد ديمومتها وعراقتها من عراقة وديمومة الحكام العرب : إنه إذا كان احد يعتقد أنني اتيت الى العراق للتغطية على الفضيحة فهو مخطىء ! كيف لا ؟ وهو الذي سبق وأن دافع امام لجنة تحقيق تابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي عن اساليب التعذيب التي يستخدمها الجيش الأمريكي في العراق ، مع المحتجزين في السجن المذكور ، وزاد قائلا : إن الوسائل من قبيل الحرمان من النوم ، وادخال تغيرات على النظام الغذائي للسجناء ، واجبارهم على اتخاذ اوضاع متعبة ، قد حصلت على موافقة المحامين في وزارة الدفاع 0 من كلام رامسفيلد هذا يظهر أن العسكريين الامريكيين العاملين في سجن أبي غريب قد استحصلوا على موافقة وزارة الدفاع الامريكية في ممارسة اساليب التعذيب تلك ، وربما كان الخلاف في مقدار درجة ممارسة الاسلوب نفسه ، وما يؤكد هذه الحقيقة الجلية في دراية دوائر مختصة ، وعليا في ادارة الرئيس جورج بوش بكل ما دار من اساليب تعذيب في ذلك سجن ، ومن ثم نشرها على الملأ ، وهو ما تطرقت له في مقالتي السابقة : من سيُرهب من ؟ قول وزير الدفاع الامريكي ، رامسفيلد : إنه اراد نشر كافة صور الانتهاكات التي بحوزة وزارة الدفاع ، لكن محاميه نصحوه بعدم الاقدام على ذلك ، لأن ذلك يشكل اهانة للسجناء ، وهو ما يمثل خرقا لمعاهدة جنيف ، وأضاف : وفي الوقت الحالي ، لا اعرف أحدا في الجهات القانونية ، وفي أي من الجهات الحكومية ينصح بذلك 0 معنى كلام رامسفيلد هذه أن وزارة الدفاع الأمريكية ، هي القادرة ، والمتحكمة وحدها ، في نشر صور اساليب التعذيب في حربها النفسية ضد فلول صدام وابن لادن ، أو عدم نشرها ، أو نشر بعض منها ، وهو ما حدث فعلا 0 أما نزلاء سجن ابي غريب فهم ، وعلى ذمة المدير العام للمحكمة الجنائية العراقية، سالم الجلبي ، عشرة آلاف وخمسمئة معتقل عراقي حاليا ، منهم مئة وعشرة معتقلين من القياديين والرموز ، يواجهون تهم الابادة الجماعية ، وجرائم الحرب ، وجرائم العدوان ، وانتهاكات حقوق الانسان ، وستُسقط عنهم صفة أسير حرب بمجرد توجيه الاتهام لهم ، ويأتي في مقدمة هؤلاء بعد صدام علي حسن المجيد ، الشهير بعلي كيمياوي ، كما لقبه اخوتنا الاكراد ، والذي اعترف أمام عضو مجلس الحكم ، الدكتور محمود عثمان ، من أنه قتل أكثر من (116) مئة وستة عشر الف عراقيّ 0 فيا ذل هؤلاء ! ويا هوان وخزي من يبكي على المجرمين ، قتلة أهلنا ، وشعبنا الصابر ، المظلوم 0
#سهر_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من سيرهب من ؟
-
البازار يستعجل رحيل الصدر !
-
ويقتلون بالذهب !
-
ايتام عفلق ودفاع آل ثالث !
-
ظرف الشعراء ( 16 ) : الوليد بن يزيد
-
من وحي الذكرى !
-
ظرف الشعراء ( 15 ) : إبن هرمة
-
الارهابيون العرب من الفلوجة الى الزبير !
-
حكومة عراقية !
-
ظرف الشعراء ( 14 ) : ذو الرّمة
-
مفلس من مفلسين !
-
صدام الصغير شيوعيا !
-
ما بين الفلوجة وكربلاء !
-
لن يكون العراق ورقة ضغط بأيديكم !
-
الصميدعي والمهمات المنتظرة !
-
كيف تفهم المواقف ؟
-
كاظمي قمي كان الشرارة !
-
صدام ارهقوا العدو . الصدر ارهبوا العدو !
-
شاهد من ايران !
-
ظرف الشعراء ( 13 ) : مطيع بن إياس
المزيد.....
-
السعودية.. إحباط محاولة تهريب أكثر من 1.2 مليون حبة كبتاغون
...
-
القبض على وشق بري يتجول بحرية في ضواحي شيكاغو
-
إصابة جنديين إسرائيليين في إطلاق نار قرب البحر الميت .. ماذا
...
-
شتاينماير يمنح بايدن أعلى وسام في البلاد خلال زيارته لبرلين
...
-
كومباني: بايرن يسير في الطريق الصحيح رغم سلسلة نتائج سلبية
-
سرت تستضيف اجتماعا أمنيا
-
انطلاق الاجتماع السنوي لمجلس أعمال بريكس
-
ميزة جديدة تظهر في -واتس آب-
-
يبدو أنهم غير مستعجلين.. وزير الدفاع البولندي ينتظر -أغرار-
...
-
قوات اليونيفيل: تم استهدافنا 5 مرات عمدا
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|