|
أجندات واحلام تصنع الفشل ..مدينة الموصل مثالا
حمزه الجناحي
الحوار المتمدن-العدد: 2741 - 2009 / 8 / 17 - 08:02
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تعتبر مدينة الموصل ثاني اكبر المدن العراقية بعد مدينة بغداد العاصمة سكانيا وكذاك تعتبر ثالث اكبر المدن العراقية مساحة ويعيش في المدينة خليط قديم من التركيبة السكانية التي كثيرا ما تمثل عراق مصغر يضم كل الطوائف والقوميات والاثنيات فلا غرابة في الموصل ان ترى المسيحي بجوار الكردي او العربي الشيعي بجوار السني او اليزيدي او التركماني او الشبكي او حتى الصبي والتعايش هذا متوارث منذ المئات من السنين والمدينة غنية بثرواتها المعدنية والزراعية والمائية ناهيك عن الثروة البشرية والعقول الموصلية التي اثرت العراق بعلومها واستكشافتها فهي مدينة ولود عملاقة بكل معنى الكلمة تؤثر وتتاثر بالمحيط المجاور وتترك اثرها الكبير بالجوار لأنسحاب المدن القريبة والدوران بفلكها المتزن بدقة دورانه العملية لذالك ترى هذا المدينة التي تمتد حدودها لدول الجوار العراقي وقد اثرت بتلك المدن المجاورة التي تقع بالجانب الاخر منها بالعادات والتقاليد ونقلت لها الكثير من الصفات العراقية والموصلية البحته فلعلك ترى مدن سورية قريبة من الحدود العراقية شبيه بتقاليدها وصفاتها من مدينة الموصل وبسرعة تكتشف تأثر تلك المدينة بالموصل نتيجة التقارب الحاصل واللهاث للأقتراب من الموصل التي تعتبر ام المدن او جداتها لتاريخها العميق والموغل بالقدم اولا ولأحتفاضها بعالمها الخاص الذي تعتز به وكذالك لحملها ما هو مفيد لتلك المدن المجاورة لها تجاريا وعلميا واجتماعيا حتى لو كانت تلك المدينة غير عربية كما هو الحال في المدن التركية القريبة من مدينة الموصل واعتقد ان من يزور بعض المدن التركية يجد الطابع الموصلي قد لصق على العادات في تلك المدن وكأنك في احدى القصبات الموصلية وليس في احدى المدن التركية ,,, من هذا العمق الجغرافي والتاريخي والاجتماعي والثراء الفكري التي تتمتع به هذه المدينة نراها قد حافظت على أصالتها العراقية العربية على الرغم من تعرضها لكثير من الهزات السياسية سواء اكانت عراقية او دخيلة وتعرضها لغزوات أجنبية قادمة من الشمال وتركيا والعثمانيين شاهد على ذالك حتى ان الكثير من القادة الطامحين يعتبرون سقوط مدينة نينوى بايديهم يعني اركاع العراق ليس لأن المدن الاخرى غير موجودة لا بل لأن للموصل لها اثر بالغ في النفس العراقية لأستمرار الروح المعنوية النضالية العراقية والشخص الموصلي معروف بصفاته الوطنية وحبه لمدينته وطموحه الكبير للأستمرار بالعيش الآمن والرغيد وحبه كذالك لعمله واخلاصه وابداعه للعمل الموكل له لذا ترى الكثير من القادة والعلماء والتجار والاساتذة نبغ علمهم وبتأثير البيئة الموصلية الجميلة التي اعطت لتلك العقول الافق الواسع بالبحث والتفكير وهذا ما يعطي المدينة ويولد فيها القوة والصلادة بوجه أي احتمالات واجندات او طموحات تخرج عن اثرها الموصلي وتزيد من قوة الصخرة الموصلية التي تتحطم على اسفلها وليس قمتها المؤمرات والطموحات اليقضويه ضنا من اولاؤك الطامحين ان اركاع المدينة هو امر يهون في ضل بعض الضروف الشاذة التي تمر بها المدينة او العراق ككل والايام ستكشف لأولاءك خطا تطلعاتهم وفشلهم الذريع من تغيير أي تركيبة في هذه المدينة سواء اكانت سكانية او جغرافية او اجتماعية او اقتصادية فالموصل قد استمرت هكذا ولا يمكن لها ان تقع من علياءها بمجرد ان احدهم قد تمنى امرا اراد منه ان يفتت او يسقط حجر من بناء هذه المدينة العملاقة التي تصغر بقربها المدن وتتلاشى بقوة جذبها التطلعات ... من كل هذا الذي كتب وعلى قلة ماكتب بحق هذه المدينة التي تعيش والعراق ككل حالة خاصة نجد اليوم ان هذه المدينة تمر بمنعطف صناعي غير مدروس صمم على عجل لتغيير الواقع الديموغرافي للموصل الحدباء خاصة بعد سقوط النظام البائد وتجرأ بعض الاقزام على هيكيلية هذه المدينة التاريخية وراحوا يصدرون لها اجنداتهم لتحقيق مراداتهم المريضة منتهزين ومستغليين الوضع المتردي الامني للمدينة وانشغال مواطنها الاصلي بمشاغل فرضتها عليها الظروف القاهرة مادين وسامحين للايدي الخبيثة بالعبث بعفش هذه المدينة المتكامل ضانين انهم قادرين على تغيير مالا يمكن تغييره لأنهم يعتقدون ويجزمون ان وجود مدينة الموصل بكامل عافيتها وكامل سلامتها يعني ايقاف كل المخططات والدوافع والطموحات وتعرضها للفشل ,,وهذا مانشاهده اليوم من تعرض هذه المدينة الى الكثير من الانتهاكات الصارخة على ايدي خبيثة مسخرة لتحقق طموحات البعض ... ما تتعرض له المدينة اليوم من تفجيرات وعبث العصابات المدعومة من جهات سياسية معروفة لدى العراقيين والموصليين بشكل واضح لغرض تحقيق مارب خبيثة على حساب الوحدة الوطنية العراقية وما نراه اليوم من اعتداءات متكررة على ابناء الطوائف والقوميات العراقية المتعايشة في المدينة لغرض تهجيرهم او افراغ المدينة منهم او لأقتطاع تلك القصبات جغرافيا وضمها لأقليم كردستان واعتبارها مناطق متنازع عليها وادخالها في مخيلات تجار الحرب حتى لو ادى ذالك لابادة جنس بشري كامل فيوميا نرى ان الاستهدافات قد اخذت من تلك القومية او ذالك المكون او من تلك الطائفة مأخذ وهذه التي نراها يوميا استهدافات نوعية ابادية وليس كما يحصل في باقي مدن العراق فما يعني ان ترى حدوث انفجار يودي بحياة المئات من طائفة ما او تهديم بيوت اناس امنين على رؤوسهم نتيجة حصول انفجارات عنيفة كانت قد انتهت ونساها العراقيين ولم يروا مثلها في باقي المدن الاخرى او بغداد وكل ذالك يجري في مسمع ومراى القادة الميدانيين في الموصل خاصة في شمال المدينة او في شمال غرب اوشرق المدينة علما ان القوات المتواجدة في تلك المناطق هي قوات كردية تسمى (البيش مركة) وهي مثار جدل بين الاكراد والحكومة المركزية عن قانونيتها ووضعها على الارض فلا يكاد يمر يوما الا وقد تعرض الشبك او التركمان الو الافيليين او اليزيدين وفي مناطقهم التي يسكنوها منذ عشرات السنين بل منذ مئات السنين وتعايشوا مع غيرهم من باقي القوميات العراقية دون مشاكل تذكر لكن اليوم هم عرضة للقتل والتهجير والدمار والابادة على ايدي العصابات والقوات التي تتواجد لحمايتهم كما يدعون ولا اعتقد ان هناك أي تعليل غير ذالك والاسباب معروفه هو الطموحات الكردية التي تريد ان تبني دولة كردستان على حساب الوحدة الوطنية العراقية وعلى حساب المواطن العراقي وحتى ادى ذالك الى قتل عشرات الالاف من العراقيين ,,, واحيانا ترمى هذه التفجيرات على شماعة البعثيين وهذه مانسمعه يوميا وليكن كذالك فمن اين يمرون هؤلاء اليس من اختراق تلك القوات الكردية التي هي مدججه بكل الاسلحة المتطورة وكيف يمرون هؤلاء بعجلاتهم التي تحمل الاطنان من المتفجرات دون ايقافهم ومن أي طريق,, وهناك ايضا خلل في معادلة القوى الاقليمية في المدينة فالحكومة المركزية اما تغض الطرف عنه او انها لا تعلم بما يجري وهي تعيش فترة التسقيط والقيام والهبوط لقرب الانتخابات تاركة المواطن الموصلي يموت في بيته نتيجة عدم معادلة القوة بين البيش مركة الكردية وبين تواجد القوات العراقية الفدرالية او عدم تجنيد ابناء المواصل او بعض الطوائف الاخرى في المدينة لحماية تفسهم واغلاق الطرق على المتشددين القتلة الذين يريدون النيل من هم وتهجيرهم ,,,وهذا ماشهدناه من ايدي مكتوفه نتيجة اقتطاع مدراء الوحدات الادارية الشمالية لمدينة الموصل وعدم امتثالهم لأوامر الحكومة المحلية في الموصل وتهديدهم المستمر بالذهاب الى اقليم كردستان دون رادع او ايقاف من الحكومة لعملهم هذا او حتى تهديد بعض الاكراد خاصة بعض اعضاء قائمة الموصل المتآخية بتشكيل حكومة محلية اخرى تدير شئون الاقضية والقصبات التي اراد مدراءها الرحيل والانظمام الى الاقليم وعدم الامتثال لأوامر المحافظ او مجلس المحافظة الفائز بالغالبية العضمى حتى ان الحال وصل لمنع المحافظ للدخول الى بعض وحداته الادارية هذا كله يجري نتيجة تعاظم قوات البيش مركة في المدينة وانسحاب القوات المركزية منها وتركها لعبة بيد الطامحيين بالوطن الموعود . الحقيقة الذي لا يعرفها اولاءك العابثين انهم لم يدرسوا جيدا الوضع الموصلي ولم يقلبوا تاريخه ولم يتعضوا بما مر من دروس وعبر بالمدينة وبنفس الحدة اذا لم يكن اكبر لكن في النهاية تخرج هذه المدينة من ماساتها قوية معافاة تدوس بقدمها كل تلك الأجندات التي تنتهي بالفشل الذريع نتيجة عدم القراءة الصحيحة للوضع العام في المدينة او نتيجة الغرور المتصاعد من اولاءك الطامحين فلا يشعروا بوقوعهم بحفر وابار هم بنوها لأسقاط الموصل فوقعوا هم فيها.
#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المتنبي ومقهى الشابندر يقفان اجلالا لأستقبال مثقفي العراق
-
كم نحتاج من السنين بعد ...لنكون كما بشرا ...وهل قَصُرت الايا
...
-
مبدئية الحوارالمتمدن حق مع الحق ...الكاتب احمد عبد الحسين مث
...
-
هم ولدوا هكذا سراق ..نواب عراقيون يسرقون أموالا من الدنمارك
-
من المسئول عن حماية المسئول ؟
-
لماذا يذل العراقي في المطارات العربية ..وهل العراقيون إرهابي
...
-
من الذي يضع الإكليل الأول من الزهور على صفحات المقابر الجماع
...
-
مبروك للعراق ولكل كاتب عراقي ولادة اتحاد كتاب الانترنيت
-
إرهاب مصرف الزوية ,,الفعل ضرورة قتل الحراس,, وردة الفعل ضرور
...
-
ما حكاية إسراف أهل العراق للمشروبات الغازية
-
لا إجابة لأسئلة المسيحيين وسبب استهدافهم... الهجرة الجواب ال
...
-
العلمانيون يستحقون الجوائز أيضا ...احمد جليل الويس مثالا
-
وقفت حائرا لمن اصفق ..للعالم المندائي عبد الجبار عبد الله أم
...
-
حماية المنتج المحلي واجب وطني وشرعي ...المهفة نموذجا
-
الحوار المتمدن.. للمرة الثانية يخرج من حياديته تحت ضغوط سياس
...
-
احمدي نجاد... تعيين رحيم مشائي ليس خطأ ..بل خطوة نحو الدكتات
...
-
البرلمان لا يستطيع استجواب أي مسئول آخر بعد السوداني
-
هل يخرج العراقيون في انتفاضة شعبانية أخرى ومتى ؟؟
-
الدار معروضة للبيع
-
لماذا الاعتداءات المتكررة على الإعلاميين والكتاب والمثقفين
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|