أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير دعيم - بِلا شائبة














المزيد.....

بِلا شائبة


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2740 - 2009 / 8 / 16 - 10:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أمسكتُ مصباحي وجُلْتُ وجُسْتُ في ثنايا وحنايا حياته؛ في كلِّ نقطة وهمزةٍ وفاصلة ، وفي كلِّ قول وفعل وتصرّف .
جلْتُ طولا وعرضًا في ولادته وطفولته وفتوته وشبابه ورجولته..
جلت باحثًا عن شائبة ، عن هفوةٍ ، عن زلّة لسان ، عن تصرّف لا يليق ، عن خطيئة او ظلّ خطيئة ، أو خيال إثم ، فلم أجد..

أتراني أقول لغزًا ؟!
أتراني أغوص في عتمات الخيال ؟
أم أنّ الجواب واضح وضوح الشمس وكقلب الصّباح .

وكيف لا يكون واضحًا والولادة العجيبة ، الفريدة ، البعيدة عن زرع رجل ، والتي هلّلت لها جوقات السّماء ، وأحتفل بها عظماء الكون ومساكينه ورعاته ، وذاك النجم الفريد الذي تقدّم المجوس من المشرق ، ليقدّموا له الذهب واللُّبان والمُرّ والسّجود والتمجيد .

قرأت الكثير من السّيّر الحياتية ، وعايشت الكثيرين من الرجال ، وماشيت الكثير من الناس ، فما وجدتُ سيرة أعطر وأطهر من سيرته.
سيرة تفيض نقاوةً وطهارةً، وتشعّ أملا ورجاءً ، وتمتلئ عطاءً وبذلاً ، وتعِجُّ بالمعجزات والخوارق ، وتتسربل بالمحبّة .

جاع وهو الذي أشبع الألوف.... والبشرية كلّها .
عطِش وهو الذي سقى من ينبوع مائه الحيّ الملايين.
التحفَ الثرى وهو الذي خلقَ الملوك والقصور والحرير والبزّ والأرجوان.
حزِنَ وهو الذي عزّى الأرملة والفقير والحزين والمظلوم والباكين والبائسين والمرضى من اليهود والأمم وما زال .
صمت ولم يفتح فاه وهو الذي أوجد الحكمة وخلق البلاغة والخطابة.
أهينَ وهو ربّ المجد ، ورئيس ملوك الأرض.
جُلِدَ وهو الذي بجَلدتِهِ شفى كثيرين .

من أين لهذا الفتى هذه الحِكمة ، صرخ شيوخ اليهود وهو يحاججهم في الهيكل بعد ان نسيه أبواه مدة طويلة !!!
من هذا الذي ارتجّت المدينة كلّها وهو يدخلها راكبًا على جحش ابن أتان !!!
مَنْ هذا الذي يقول لميت قد انتنَ هلمّ خارجًا ...فلا يتباطأ .
من هذا الذي يخلق من الطين عينًا !!!
من هذا الذي يهدِّئ العاصفة والبحر ويمشي على المياه !!!
من هذا الذي لا يُجادل ، ولا يُعاند ، ويدفع الجزية وهو في حِلّ منها ، ويغفر للزانية ، ويُقوِّم المُخلّع ويشفى الأبرص !!!
من هذا الذي لا شائبة أبدًا في خُلقه وأخلاقه ومزاياه وكيانه وصورته وأحاسيسه وأفعاله !!!
من هذا الجبّار الذي ارتضى أن يصارع الشيطان في عقر داره ويجرّه مُهانًا في سراديب الهاوية !!!
من هذا الذي يفوح من سيرته النردين والعطر والأريج والشذا !!!
من هذا الذي عُلِّق ما بين الأرض والسّماء لأجلكَ ولأجلي !!!
من هذا الإله الكامل والإنسان الكامل ولكن بلا خطيئة !!!

أتراني ما زلت أقول لُغزًا ؟!!!!




#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا وجبران والصّليب
- عِزبة النَّخل سيمفونيّة لا تصمت
- ما بخاف مِن بُكره
- مشهدٌ آخَر- قصّة للأطفال
- الأهلي المصري نموذجًا
- الغناء جميلٌ ولكنَّ الترنيم أجمل
- القنوات الفضائية المسيحيّة نعمة وبركة
- ذات البنطال
- موقف انساني!!!
- ربّي الشَّبَع والزّاد
- لجنة الطائفة الارثوذكسيّة في الناصرة
- ناطرين
- المسيحيون العرب ...عربُ وأكثر
- ذوقوه ولن تندموا
- تعالَ من سَماك
- زيتونة اللغة العربيّة تنتظرُ التشذيب
- الإجهاض كلمة خشِنة الوقع
- أنتَ الوطن
- لا للشذوذ الجنسيّ ...ولكن
- النعمة الغنيّة


المزيد.....




- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...
- إسرائيل تكثف غاراتها على غزة وتقصف المسجد الإندونيسي
- استقبلها الآن بأعلى جودة .. تردد قناة طيور الجنة TOYOUR EL-J ...
- منظمة: 4 من كل 5 مهاجرين مهددين بالترحيل من أميركا مسيحيون
- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟
- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير دعيم - بِلا شائبة