أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - على أبواب الشهر الفضيل عائلتي حنون وغاوي تفترشان الأرض ..!!















المزيد.....

على أبواب الشهر الفضيل عائلتي حنون وغاوي تفترشان الأرض ..!!


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2740 - 2009 / 8 / 16 - 10:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


أن تعيش في القدس يعني أنك مطارد وملاحق من الاحتلال حكومة وبلدية ومجموعات استيطانية،والمطاردة والملاحقة يومية بل وعلى مدار الساعة،فالضرائب أشكال وألوان ومنها من له مسميات ومنها من ليس له مسميات،أما مؤسسة التأمين الوطني فقد وسعت من هجماتها وغاراتها على المقدسيين للتأكد من أماكن سكنهم،بحيث أصبحت الغارات والهجمات ليلية وتطال حتى غرف النوم،بالمقابل سلطة الإذاعة والبث أصبحت تنصب الحواجز على الطرقات وتقوم بحملات "تشليح وتقشيط" للمقدسيين تحت مسمى ضريبة تلفزيون،أما بناء بيت في القدس،فهو بحد ذاته معركة وحكاية لوحدها يطول شرح تفاصيلها،والتي قد توصلك إلى القبر قبل السكن.
وضمن هذه الحالة الموصوفة شاءت الأقدار أن تكون عائلتي حنون وغاوي من سكان مدينة القدس،وفي منطقة الشيخ جراح والتي تقع على رأس استهدافات المستوطنين من أجل السيطرة عليها وتغير معالم طابعها العربي،وخصوصاً أنهم وجدوا لهم ضالة بوجود ما يسمى قبر الصديق شمعون في تلك المنطقة،وماهر حنون والذي أعرفه شخصياً،حيث التقيته في عام 1986 في سجن بئر السبع،إنسان بسيط ويكدح من أجل أن يعيل عائلته،ولكنه شديد الغيرة على مقدسيته وانتماءه العروبي الفلسطيني،ومن تلك الفترة وهو يحذر من مخاطر سيطرة المستوطنين على تلك المنطقة،وعلى ما أذكر أنه منذ ذلك التاريخ والمستوطنين يلعبون مع سكان منطقة الشيخ جراح لعبة القط والفأر،حيث تقوم مجموعات استيطانية باقتحام الحي والسيطرة على منزل أو أكثر،ولكي يبدأ السكان رحلتهم مع المحاكم الإسرائيلية،والتي في جميع الحالات وظفت لصالح خدمة المستوطنين والحكم لهم بالاستيلاء على العقار المسطو عليه،ولكي نكون منصفين لا بد من القول أن حجم هذه الهجمات وحملات الاستيلاء على البيوت العربية في القدس زادت بنسبة كبيرة بعد اتفاق أوسلو،وتراجع دور الحركة الوطنية الفلسطينية.
هذا التراجع من قبل الحركة الوطنية بمختلف ألوان طيفها السياسي،والإهمال من قبل السلطة وغياب الإستراتيجية والمنهجية والآليات للمواجهة،وأيضا غياب العناوين والمرجعيات التي تهتم وتعالج الشؤون المقدسية وهمومها المباشرة اقتصادياً واجتماعياً..الخ،كل ذلك قاد إلى حالة من الإحباط وعدم الثقة بالسلطة،ناهيك عن حالة التهتك والدمار في النسيج المجتمعي المقدسي التي قادها الاحتلال من أجل تحييد المقدسيين وتفريغهم من محتواهم الوطني والنضالي،كمقدمة لما يحصل الآن من هجمة شاملة على المدينة المقدسة على كل الصعد والمستويات.
وأهل الشيخ جراح وفي المقدمة منهم عائلتي حنون وغاوي،ومعهم فعاليات شعبية وجماهيرية مقدسية،دافعوا ويدافعون عن وجودهم وأرضهم وبيوتهم في القدس ضمن إمكانياتهم وقدراتهم المتاحة،ولكن حجم الهجمة والتي وصلت مرحلة السعار،بعد تشكل حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل،أوسع وأشمل وأكبر من إمكانيات المقدسيين وقدراتهم،ومن هنا وجدنا أن حالة التضامن والمشاركة في التصدي للمستوطنين وهجماتهم،ليست بالمستوى المطلوب لا على المستوى الرسمي ولا على المستوى ألفصائلي ولا الشعبي،ولست أبالغ إذا ما قلت أنه ليس في حالتي حنون وغاوي،كان هناك شعور بأن أصحاب أي بيت يهدم أو يصادر يخوض معركتهم وحيدينً،إلا من بعض أشكال التضامن والفعاليات البسيطة،والتي لا ترتقي إلى مستوى المواجهة والقدرة على ردع ولجم المستوطنين.
وحنون وغاوي سجنوا أكثر من مرة،وهددوا وامتهنه كرامتهم وروع المستوطنين أطفالهم وانتهكوا حرمة بيوتهم،ورغم ذلك استمروا في التشبث والبقاء والصمود،إلى أن أقدمت قوات الاحتلال على إخلائهم بالقوة من بيوتهم وتسليمها إلى المستوطنين،والذين حولوها إلى ثكنة عسكرية استيطانية،وليقيموا فيها حفلات وطقوس عربدتهم وزعرنتهم،وليأتي أعضاء كنيست ليشاركوهم فرحتهم واحتفالاتهم وطردهم للعرب من بيوتهم.
واليوم ونحن على أبواب شهر رمضان الفضيل،وعلى أبواب العام الدراسي،ما زالت عائلتي حنون وغاوي تفترش الأرض،وتصر على العودة إلى بيتيهما اللذان طردا منهما،ولعل هذا الإصرار من هاتان العائلتين على البقاء والمرابطة قرب بيتيهما،والبقاء تحت لهب الشمس الحارق،هو رسالة واضحة لنا جميعاً مقدسيين أولاً وفلسطينيين ثانياً،بأن ندق بقوة جدران الخزان بقوة،وأن نبقي المعركة مستمرة مع الاحتلال ومستوطنيه،والتي يحاول اقتلاعنا منها،فالأخلاء بالقوة لا يعني نهاية المعركة،بل لا بد من شحذ الهمم وتوحيد الجهود والطاقات وخوض كل أشكال النضال المشروعة والجماهيرية،دفاعاً عن وجودنا وعن بيوتنا وعن أرضنا وهويتنا،فالمعركة شرسة وطاحنة،وهي تدور على الوجود،وهناك من يصر على اقتلاعنا وطردنا من أرضنا،وهذه المعركة يجب أن يتجند لها الجميع من مقدسيين وغيرهم،وشعارات القدس عاصمة الدولة الفلسطينية ،والقدس خط أحمر وعربية من الأزل إلى الأبد،لا يتأتى من خلال لا البيان ولا دغدغة المشاعر ولا العواطف،بل بحاجة الى حرث جدي وفعلي في الميدان،حرث رأس حربته المقدسيين أولاً،ولكن مسؤولية حماية القدس والدفاع عن عروبتها ومقدساتها مسؤولية عربية وإسلامية.
وهذه المسؤولية تتطلب من الجميع البحث عن أشكال وأساليب نضال جديدة،تمكن من توفير كل أشكال وأساليب الدعم الممكنة للمقدسين،للصمود والمقاومة،وعلى العرب والمسلمين،أن يتعظوا من كبار المتطرفين اليهود في العالم،والذين يديرون شبكات دعارة وصالات قمار ويجندون أموالهم من أجل أسرلة وتهويد المدينة المقدسة،والدعم الذي يقدمه الملياردير اليهودي"مسكوفيتش" لتعزيز الاستيطان في القدس،يفوق كل الأموال التي يقدمها العرب والمسلمين للمدينة المقدسة،ونحن لسنا بحاجة لا لأموال قمار أو دعارة،بل لو قدم كل عربي أو مسلم ما قيمته دولار واحد شهرياً للمدينة المقدسة وأهلها،لتمكنا من الحفاظ على هويتها وعروبتها،بل وأبعد من ذلك لتمكنا من شراء أحياء استيطانية بأكملها في القدس،ولكن غياب الإرادة والفعل وعوامل الفرقة والضعف والانقسام،يجعل المشروع الإسرائيلي في أسرلة وتهويد المدينة يتقدم ويكبر ويتوسع،وما يجري في منطقة وادي حلوة في سلوان مثال حي وصارخ على ذلك،حيث أكثر من ربع بيوت المنطقة أصبحت تحت سيطرة المستوطنين،والحبل على الجرار.
صحيح أن عائلتي حنون وغاوي تفترش الأرض بالقرب من بيوتها المستولى عليها على أبواب الشهر الفضيل والعام الدراسي،ولكن ما هو أصح أن نحول مرابطتهما قرب بيوتهما الى شكل نضالي،نوسع فيه من دائرتي المشاركة والتضامن معهما ،لكي نفشل أي محاولات استيطانية أخرى للاستيلاء على المزيد من البيوت العربية في تلك المنطقة،ولكي نوضح لأمريكا وأوروبا الغربية ،أن انحيازكم الأعمى إلى إسرائيل وتوفير الحماية والدعم لها،هو الذي جعلها تتمادى وتخرق القانون الدولي بشكل سافر،وبالتالي مبادراتكم وحلولكم،لن يكتب لها النجاح وستولد ميتة،إذا لم يتم لجم إسرائيل وإلزامها بوقف كل أشكال الاستيطان في القدس قبل غيرها.




#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعدات من عزل لأخر والصمود سيد الموقف ..
- عن القدس .... وعن 48 ...
- أوباما وخشبة الخلاص ...
- صحوة وليد جنبلاط ...
- الى نائل وفخري وأكرم/ عمداء الحركة الأسيرة
- -جدعون ساغر- يغتصب هوية الطلاب العرب في مناطق 48 ..
- يا - طالبين الدبس من قفا النمس- ...
- ارحمونا .....خطب ....أعراس ....أعياه ميلاد وزواج ....خريجوا ...
- رداً على سؤال الأمريكان لماذا يكرهوننا ...؟؟؟
- من ذكريات المعتقل يرويها المناضل مروان شاهين- الشيخ فضي-
- الأسرى مرة أولى وثانية وعاشرة ..
- ليس دفاعاً عن الجزيرة،بل دفاعاً عن الحقيقة ..
- مخاطر التجييش العشائري والقبلي والجهوي ....؟؟
- الخلافة حقيقية وليس خيال يداعب الأحلام ...!!
- التوجيهي والصنمية ...
- اليسار الفلسطيني لا بديل عن الوحدة ...
- التعذيب في السجون الاسرائيلية ..
- موضة الخطابات الجامعية ...
- مغ ارتفاع حرارة الصيف ...ترتفع حرارة المشاكل و -الطوش-..ز
- خطاب نتنياهو خازوق لكل المعتدلين العرب...


المزيد.....




- حاكم مصرف لبنان بالإنابة: نحن أمام مفترق طرق
- -تهديدات تثير القلق-... قضية مارين لوبان تفجر نقاشا سياسيا س ...
- الجيش الإسرائيلي يحقق في زيارة حاخامين قرية سورية دون تصريح ...
- نوفوستي: الولايات المتحدة تهدد باستخدام سلاحها الرئيسي وروسي ...
- حكم الاستئناف في قضية لوبن قد يصدر قبل الانتخابات الرئاسية
- قد يطرح في الصيدليات هذا العام.. القنب أساس دواء مسكن للآلام ...
- حظر ممارسة للجنس.. مدرب كرة ألماني يشارك أسرار غريبة عن حيات ...
- الدفاع الروسية تعلن استمرار تقدم قواتها وتكبيد العدو خسائر ف ...
- اكتشاف آثار فيضانات هائلة قديمة في غرب أوروبا
- صحة غزة تنشر حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - على أبواب الشهر الفضيل عائلتي حنون وغاوي تفترشان الأرض ..!!