أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لميس ضيف - بلى.. هي أفكار طالبان!














المزيد.....

بلى.. هي أفكار طالبان!


لميس ضيف

الحوار المتمدن-العدد: 2740 - 2009 / 8 / 16 - 00:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما أفردت الجزء الأول من مقال الأربعاء الماضي لتقريع موظفي قسم المخالفات بالمرور لأنهم أعطوا أنفسهم الحق بتعليق ملصق يمنع إنهاء معاملات كل من تلبس تنورة قصيرة؛ وعرضت - باستهجان- موقفهم من سيدة أربعينية فاضلة تعرضت على أيديهم للازدراء والإهانة العلنية لمجرد أنها رفضت الخنوع لقرارهم وتمسكت بحقها في إنهاء معاملاتها كمواطنة.. توقعت بل تأملت أن أجد ردة فعل ترفض هذا التعسف والقمع الذي لا يشبه البحرين ولا أهلها؛ ولم أتوقع أن تقوم قيامة - لا مسؤولي المرور- بل عامة الناس الذين اعتبروا دفاعي عنها كبوة غير مقبولة!!
94 تعليقاً في موقع الوقت الإلكتروني بما مجموعه 13 ألف كلمة ونيف و47 رسالة إلكترونية وبضع فاكسات تأرجح موقف أصحابها بين حانق ومصفق.. عدد كبير ممن ساءهم الموقف امتعضوا -لا لقناعتهم بحق السيدة في لبس ما تشاء- بل لأنهم وجدوا في إقدام الموظفين على سنّ قوانينهم الخاصة نذير شؤم.. فاليوم وقد تجرأ هؤلاء على ذل قد يأتي قريباً اليوم الذي يرفض فيه موظف أداء معاملات سيدة لأنها بلا محرم.. أو يأتي اليوم الذي يرفض موظف إنهاء معاملات حليقي اللحية..!!
فمن يعطي نفسه الحق بأن يكون اليد التي تطبق شرع الله في الأرض قد يبدأ بنبذ غير المحجبات؛ ليصل لمضايقة غير الملتزمين شرعيا مروراً بمهاجمة السينمات ومحلات الكاسيت ثم سحق أهل البدع؛ وليست تلك بأساطير نخوف بها الناس بل هو واقع ذاقته واختبرته مجتمعات عدة ضربها وباء التطرف وأعمى بصيرتها وأفقدها رشدها.
لقد شُدهت بأن البعض اعترض على وصفي للسيدة بأنها فاضلة كيف تكون فاضلة وهي تلبس القصير الله يهداج قال بعضهم .. كما واعتبر بعض آخر ما قلت حرباً على الحجاب والإسلام ياللهول . وكثيرون، كالعادة، وجدوا للأمر مدخلاً طائفياً ولم يرق لهم أن أنسب هذا السلوك للمجاهدين في طالبان!! وعتبوا على محدثتكم لأنها لم تنسب هذا السلوك للحرس الثوري وملالي إيران ياللهول مجددا .. وقد اعتبر هؤلاء استشهادي بطالبان طائفية مني..!!
والحق أني أردد دوماً كن طائفيا ترَ الكون طائفيا ، مع الاعتذار للشاعر عن تحوير أبياته، فعندما وصفت هذا السلوك بالطالباني؛ فإنما فعلت لأن تلك الحركة هي الآن أكثر الحركات قمعاً للنساء على وجه الأرض.. فما من جماعة في هذا العصر - على حدّ علمي- تخضع النساء لفحوصات عشوائية إجبارية للتأكد من عفتهن وعذريتهن !! ولا توجد حركة تمنع التعليم الأساسي للفتيات سواهم.. ولا توجد حركة تجبر النساء على لبس البرقع وتعاقب على تركه بالسوط والرجم والقتل سوى طالبان.. ولو كنا رأينا نموذجا أكثر تطرفاً لسقناه، ولكن حتى في الدول الإسلامية كالمملكة السعودية غرباً والجمهورية الإيرانية شرقاً، يقيد حق النساء في اختيار الحجاب نعم ولكن المرأة لا تجبر على النقاب ولا تحرم من حقها الإنساني في التعليم وغيره.. ونحن وإن كنا ننظر لهذه الملابسات فننظر لها من مفهوم إنساني وإسلامي مجرد لا علاقة له بالمذهب كما يذهب الخرَّاصون..!!
يا جماعة، يا أهل البحرين الطيبين الذين لطالما حسدكم الناس على رجاحة العقل واعتدال الفكر، إننا لا ندافع عن تنورة ولا نهاجم لحية، بل ندافع هنا عن حق ونذود عن مبدأ.. حق الإنسان أن يُحترم - بالمطلق- إن لم تتعدَّ حريته حرية الآخرين.. ومبدأ أن الدعوة تكون بالحكمة والموعظة الحسنة لا بالجبر ولا بالعضلات التي ولى زمنها.. لقد وضع الشرع المقدس ضوابط عامةً للعبادات والملبس ولم يعط أحد صلاحية فرضها على الناس.. فالمجتمع الإسلامي الحقيقي مجتمع متسامح متعايش مع نفسه، وما تعايش الرعيل الأول من المسلمين مع أهل الكتاب والملحدين في بقعة واحدة إلا بسبب مبادئ احترام معتقدات الآخرين التي بها انتزعوا الاحترام لهذا الدين العظيم.. ديننا الذي يكره الغلظة والفظاظة التي تفض الناس عن التدين والدين.. ذلك الدين الذي طلعنا منه الآن بنسخة جديدة ؛ مكتوبة بالدم والكراهية والعنف والتطرف؛ لا تشبه ديننا ولا تشبه عصرنا.





#لميس_ضيف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...
- إسرائيل تكثف غاراتها على غزة وتقصف المسجد الإندونيسي
- استقبلها الآن بأعلى جودة .. تردد قناة طيور الجنة TOYOUR EL-J ...
- منظمة: 4 من كل 5 مهاجرين مهددين بالترحيل من أميركا مسيحيون
- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟
- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لميس ضيف - بلى.. هي أفكار طالبان!