وليد الحيالي
الحوار المتمدن-العدد: 834 - 2004 / 5 / 14 - 08:05
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
ان عمليه البناء المادي والمعرفي للعراق مابعد التخريب والتهديم بحاجه الى جمله من الاجراءات الفاعله في الانتاج الحقيقي على كل الصعد. ولعل الجامعات العراقيه احدى الحلقات المركزيه في بناء الانسان وتطوير معارفه النظريه والعمليه . لاسيما أن جامعاتنا تعاني في الوقت الراهن خراب حقيقي ناجم عن مسيره من التهديم المنظم الذي نجم عن تجهيل عناصره الثلاث الاساسيه ( الاستاذ ،المناهج والمولفات ، والطالب ) التي خضعت لحقبه ثلاث عقود ونيف من الزمن الى التدريس العقائدي لفكر البعث وقائده .
لذلك نجد من الضروري واللازم ان يتم الانتباه الى جيل من الدارسين الذي يعاني نقص حقيقي من الكفاءات العلميه النوعيه ومعظمهم ترك العراق في فترات سابقه بسبب رفضهم الانصياع لطلب الانتماء الى حزب البعث بسبب قرار تبعيث التعليم سيئ الصيت في زمن العهد المقبور، هذه الكفاءات النوعيه النادره التواقون للعوده الى العراق واحتلال مواقعهم التدريسيه في رحاب جامعاتنا العديده والمتعدده في عراق متطلع الى مستقبل زاهر مشرق بعد زوال نظام القهر الشمولي.
لعلني ماقدمت لم اجانب الحقيقه التي لمستها واحسستها عن قرب في الايام القليه الماضيه التي زرت فيهاالوطن وتجولت في جامعاتها والتقيت بطلبتها ومسووليها من اساتذه وادارين. ووقفت على حقيقه مفادها ان العنصر الدراسي والتدريسي يعاني من ندره حقيقيه متمثله في :
1- قله التدريسين الموهلين للدراسات الجامعيه الاوليه بعامه والعليا بخاصه.
2- قله وندره المولفات المنهجيه والمرجعيه النوعيه.
3- قله في المعامل والمختبرات الحديثه.
فاذا كانت العمليه التعلميه في جوهرها تتكون من ثلاث عناصر رئيسه ( الاستاذ ، والمنهج والمولفات ، والطالب ) تعاني من الضعف والتخريب يصبح من اللازم ان يفكر مجلس الحكم ووزاره التعليم العالي بضروره أصلاح الخلل الذي يدفع ثمنه أجيال من الطلبه الدارسين في هذه الجامعات وهم عماد المستقبل وثماره.
ومادام العراق يمللك كوكبه لايستهان بها من أصحاب الكفاءات العاليه ومن الخبرات النادره المنتشره في بقاع المعموره وهم يسأهمن في عطائهم المعرفي في جامعات دول عربيه واوربيه . بينما وطنهم اولى بهم في هذه المرحله التاريحيه من زمن العراق، سيكون من الاجحاف ان يترك هولاء دون سن قانون حضاري عاجل يشجع على عودتهم الى احضان وطنهم الام لكي يأخذوا دورهم في اعاده بناء جامعاتنا المخربه والمساهمه في رفد حقول معرفتنا من ابداعات لا يستهان بها في مجاليها النظري والعملي. بهذا المعنى او نحوه كنت قد تقدمت بمذكره الى مجلس الحكم مورخه في 5/1 من السنه الجاريه . ناشدتهم فيها الانتباه الى هذه الحقيقه الجوهريه وأعلنت فيها استعدادي للتعاون مع ذوي الشأن للاتصال بالكفاءات الوطنيه للعوده الى عراق الغد واكثرهم يتحرق شوقاَ الى هذا اليوم ولازلت انتظر القرار.
#وليد_الحيالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟