زهيركاظم عبود
الحوار المتمدن-العدد: 834 - 2004 / 5 / 14 - 04:50
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
حين كانت قوافل العراقيين تساق للمسلخ الصدامي لم نكن نسمع لهمس أو صوت خافت يعترض على ذبح أهل العراق ، ولم يكتب الكتبة والكسبة العرب مقالات تدافع بها عن شعبنا المذبوح بسكين الطاغية العراقي ، انما كانوا على الدوام من جوقة المطبلين والراقصين على جراحنا العميقة .
حين كانت اعناق الشباب العراقي تتدلى من حبال المشانق الصدامية وتحصد الرشاشات صدور ابناء العراق البررة ، كانت الأقلام منشغلة بمهرجان المربد وبغداد حملات التضامن العربي مع الطاغية .
حين كانت أمهاتنا وبناتنا سبايا لعدي وقصي والطاغية وعائلته الممتلئة بالأمراض النفسية وعقد
الدنيا كلها ، كانت الأقلام التي تدعو العراقيين للموت وتحرض على موتهم وتدفعهم للمحرقة ، نفس الأقلام التي كانت تمجد الموت في عقل الطاغية وترقص له ابتهاجاً وسعادة بموت العراقيين .
وحين نرصد من يحرض على الموت العراقي ونتابع مسيرته التي لم تعد تخفي على أحد ، نجد العديد من هذه الٌلام من كان يصمت عند لحوق علمه بالموت العراقي في الزمن الصدامي ، ومن كان يصمت مع قدرته على التعبير فأنه يلزم نفسه بالرضا والقبول عما يحدث في العراق .
وليس غير الرغبة في موت العراقيين مايدفع كاتب عرف بتحلله من الألتزامات الدينية وكراهيته لعلماء الأسلام وشتائمة التي طالت حتى شهدائهم ، ليتحول بين ليلة وضحاها الى داعية أسلامي يطالب بفرض الشريعة الأسلامية وتطبيق فصولها ويدعو كل الناس للموت في العراق بينما يكون هو نفسه متفرجاً وبعيداً عن العراق بعد السماء والأرض .
وليس غير الرغبة في التحريض على الموت العراقي مايدفع محلل سياسي للشؤون الأسيوية ومفكر تنتظر منه الناس أن يخطط لها مستقبلها ، من أن يترك تحليله وستراتيجيته ليدعو للموت العراقي ويحرض على القتل ويتشفى بموت الأبرياء ، ويمجد السلفية والوهابية والعناصر الخطرة من الأرهاب ويمجد بالطاغية المقبوض عليه .
وليس غير الرغبة في الموت ماتدفع القنوات العروبية في أن تطلق على الأرهاب بشكله العام في العراق ألقاب وأوصاف المجاهدين والمقاومين وتطلق عليهم في بلدان أخرى الارهابيين والمجرميين والسفلة .
وليس غير الرغبة في موت العراقيين ماتكتبه أقلام عربية وعراقية في صحف صفراء ممتلئة بالحقد الدفين على كل ماهو عراقي لتدفع وتدعو وتحرض الناس على الموت ، فبغير الموت العراقي والقتل لن تستقيم الأمور .
وحين تتبرقع الأصوات التي تدعو للموت والجريمة والدم والغاء القانون وفوضى الحياة تحت غطاء الحرب ضد الأحتلال ، فأن نفس هذه القوى ستقف بالضد من شعب العراق تطالبه بذبح بعضه البعض بعد رحيل الأحتلال .
هذه المجاميع النشاز المتلبسه بالجريمة والمتلذذة بالدم والموت العراقي مسيطر عليها ذهنياً وسياسياً ، ولكونها مفلسة لم تعد تعي انها تسير في طريق الجريمة وأنها استمرأت فعلتها وأنها تورطت بمد يديها الى التنظيمات الأرهابية التي مارست ولم تزل تمارس عمليات القتل ضد العراقيين .
ولو انتبه بعض العراقيين من كونهم صاروا مطايا يمجدون الأرهاب ويرقصون فرحاً لموت أخوتهم وأهلهم لعرفوا انهم ابتعدوا عن العراق شعباً ووطناً .
فأصطفاف بعض الأسماء ضمن صفحة واحدة في الأنترنيت لايتم السماح لها أن تكتب في الشأن العراقي يعني الكثير ، وعليها أن تتبصر بالعقل وتسأل نفسها السؤال الأخير ، لماذا بات شعب العراق يقرف من كتابات الموت والدم ويكره كل من شأنه يدعو لأعادة المسلخ العراقي ؟ وعليها أن تسأل نفسها لاغيرها لماذا بدت هذه الأسماء منعزلة ومحشورة في ركن قصي ومنبوذ لتصير أعمدة له ومطايا يتم ركوبها وغاية يتم تسخيرها سواء عرفت ام لم تعرف .
وعليها أن تعرف أن الأسماء الهجينة من الكتاب العرب التي كانت تعيش على دماء اهلنا وتسخر من تضحياتنا ، وهذه النماذج التي وظفت ضميرها لخدمة الشر والجريمة ولم تزل تعتبر شيخ الجريمة المعتوه بن لادن رمزاً لها وصدام قائداً لها ، لايمكن أن تضمر الخير لشعب العراق .
وهذه النماذج التي طالما عاشت على فتات سلطة صدام وكنزت المال الحرام من مال العراقيين المحرومين والقابعين تحت الحصار الدولي وحصار السلطة ، لايمكن أن تفكر بالخير للعراق ولمستقبل العراق .
المسلخ العراقي سيتم غسله بدمع العراقيين الذين شبعوا من الموت والعذاب والجراح ، والمسلخ العراقي سيتم غسله بأياد عراقية وضمائر عراقية صافية .
لقد قرف العراقي الموت والدم والذبح والأغتيال والمجازر والتفجيرات والتفخيخ والغدر والخوف والعيون التي ترصد الحركة والتقارير التي ترفعها العسس والوشايات ، فقد عرف العراقي من معه ومن يريد به الشر ، وعرف العراقي الطرق الملتوية التي يسلكها البعض من أجل دفعه للموت والقتال والحرب الشعبية بين العراقيين ، وعرف العراقي الأساليب التي يتبعها بعض الكتاب العرب والعراقيين من الذين تعاقدت معهم فضائيات السوء لتقدمهم برداء مهلهل وبشكل مستمر لأنهم يمثلون غاية السوء والشر ، ولكون مقاساتهم مفصلة على قدر نهجها وغاياتها .
فالمستقبل للعراق ، والمستقبل للفيدرالية ، والمستقبل للديمقراطية ، ولن تربح ورقة السوء مادام في العراق عرق ينبض .
#زهيركاظم_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟