|
رجال الأعمال وانتخابات الأندية الرياضية
أحمد سوكارنو عبد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 2739 - 2009 / 8 / 15 - 06:58
المحور:
عالم الرياضة
هنالك تكالب وصراع واضح للفوز فى انتخابات الأندية الرياضية. إن الصراع بين المرشحين قائم على أشده للفوز فى انتخابات نادى الاتحاد السكندرى ونادى الترسانة ونادى الشمس ونادى الطيران وبالأمس شهدنا معركة انتخابية شرسة بين منافسى الرئاسة والعضوية فى الناديين العريقين الأهلى والزمالك أو الزمالك والأهلى. من المعروف أن العمل فى مجالس إدارات الأندية هو فى المقام الأول عمل تطوعى لا يتقاضى عنه العضو أجرا مجزيا كما الحال فى الشركات الكبرى التى قد يتجاوز مرتب رئيس مجلس الإدارة حاجز المليون جنيه. والأسئلة التى تنتظر إجابة هى: ما طبيعة المنافسة بين الأطراف المشاركة فى انتخابات الأندية الرياضية؟ وما السر فى عزوف ممثلى الطبقة الوسطى وقدامى اللاعبين عن التنافس على مقعد الرئاسة فى هذه الأندية؟ ولماذا هذا الصراع على العمل التطوعى؟
من الواضح أن بعض محترفى الانتخابات من رجال الأعمال قد لا يكتفون بمقعدهم الوثير تحت قبة مجلس الشعب أو الشورى بل يسعون جاهدين للفوز بالمقعد الأول فى مجالس إدارات الأندية ذات الشعبية العريضة كنادى الترسانة والاتحاد السكندرى وسموحة والشمس. ولا نعرف لماذا لا ينصب تركيز هؤلاء حول المهام الصعبة والقومية التى ترتبط بعضوية البرلمان ويتركون الأندية لشخصيات أخرى تتفرغ لإدارتها على الوجه الأمثل ولاسيما أن الفوز بعضوية مجلس إدارة الأندية لا يصاحبها حصانة برلمانية كما الحال فى الانتخابات البرلمانية. الغريب أن الأعضاء البرلمانيين لا يتوانون عن استخدام ذات الأساليب التى حملتهم إلى المجالس البرلمانية، وهى أساليب تهدف إلى التأثير على الناخبين، منها الاستعانة بالبلطجية والهتافين للتأثير على الناخبين وتبادل الاتهامات بين المرشحين وتوزيع الهدايا على أعضاء الجمعية العمومية أو تخصيص رحلات ترفيهية لهم أو إهداء النادى قطعة ارض لإنشاء ملعب رياضى كما وعد به أحد مرشحى الرئاسة فى الإسكندرية وهذا بطبيعة الحال يتطلب إنفاق الكثير من الأموال للفوز بمقعد الرئاسة أو العضوية. كما أن الفائز فى الانتخابات لا يتوقف عن الإنفاق مثل ما يحدث فى الانتخابات البرلمانية حيث يختفى المرشح الفائز تماما عن أعين أبناء الدائرة ولا يظهر إلا فى الانتخابات التالية. قد ينفق الفائز فى انتخابات الأندية من حسابه الخاص ملايين الجنيهات لضم هذا اللاعب أو ذاك وينخرط فى المزايدات التى تعرض لشراء اللاعبين مما يفسر ارتفاع أسعارهم بشكل مبالغ فيه كما حدث مؤخرا فى السباق بين الناديين الكبيرين لشراء لاعب الإسماعيلى شريف عبد الفضيل الذى انضم للاهلى مقابل 7 ملايين جنيه.
لا شك أن تكالب رجال الأعمال المدججين بسلاح البنكنوت ومشاركتهم فى انتخابات الأندية الرياضية قد أدى إلى اختفاء ممثلى الطبقة المتوسطة من أطباء ومهندسين ومحامين وأساتذة جامعات ولاعبين قدامى من صدارة قوائم المرشحين فى هذه الانتخابات. ومن لا يصدق هذا الكلام فعليه أن يستعرض أسماء مرشحى الأندية فى الانتخابات التى أجريت أو التى تجرى حاليا. من الملاحظ أن النادى الأهلى هو النادى الشعبى الوحيد الذى يتولى رئاسة مجلس إدارته لاعب قديم. فالانتخابات الأخيرة فى الأهلى أسفرت عن فوز قائمة حسن حمدى الذى تولى الإدارة بعد وفاة صالح سليم فى عام 2002م. أما الأندية الأخرى فيتصدر قوائم الانتخابات فيها رجال أعمال مع الزج بلاعب أو اثنين فى قائمة الأعضاء كما الحال فى انتخابات الزمالك حيث فاز كل من حازم إمام وإبراهيم يوسف بمقعد العضوية. لا شك أن أصحاب المهن واللاعبين القدامى باتوا عازفين عن قيادة الأندية التى ساهموا فى شعبيتها لأن خوض هذه الانتخابات تتضمن الكثير من المجازفة ويحتاج الأمر، كما أسلفنا، إلى تخصيص الملايين سواء أثناء الانتخابات أو بعد الفوز بأصوات الناخبين. فعلى سبيل المثال لا نجد اسم الشاذلى ومصطفى رياض فى انتخابات نادى الترسانة أو مسعد نور فى انتخابات النادى المصرى أو فاروق جعفر وحسن شحاتة فى انتخابات نادى الزمالك.
لعل بعض رجال الأعمال يتخذون من انتخابات الأندية الشعبية سبيلا للإبقاء على، أو للوصول إلى، المقاعد البرلمانية حيث يتمتعون بالحصانة التى قد تضاعف الثروات. لم تبق سوى بعض الأسئلة التى نوجهها إلى مسئولى الرياضة فى بلادنا: لماذا لا يتخذ قرار يمنع الجمع بين عضوية مجلس الشعب أو الشورى وعضوية ورئاسة مجالس إدارات الأندية؟ وإذا كان من الضرورى إسناد إدارة الأندية إلى رجل أعمال فلماذا لا يتم تحويل هذه الأندية إلى شركات مساهمة تعرض أسهمها فى البورصة؟ عندئذ سيتمكن رجال الأعمال من شراء الأسهم وتولى إدارة الأندية التى يرغبونها.روز اليوسف، عدد 1249، 10 أغسطس 2009م، ص9.
#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سياسة إسرائيل الإعلامية
-
قضايا التعليم بين الطلاب والمعلمين فى مصر
-
وقوع العقوبة والإفلات منها
-
أين مشاعر المودة بين أفراد الشعب الواحد؟
-
جنوب أفريقيا: من العنصرية إلى العالمية
-
المنتخب المصرى وتجربة كأس القارات
-
الإعلام ورجال السياسة فى بلاد العم سام
-
شعار أوباما: نعم نستطيع ... أن نتحاور
-
انتبهوا أيها السادة...
-
من هم العبيد ومن هم الأسياد فى مصر؟
-
حزب الله أم حزب إيران؟
-
هل يمكن التخلص من السرقات الفكرية؟
-
الصحافة وروز اليوسف وملف النوبة
-
أزمة القيادة فى النوبة
-
هل من سبيل للقضاء على الشكاوى الكيدية؟
-
أهالى النوبة ومنطقة كركر
-
فرحة أهل النوبة... هل ستكتمل؟
-
الفساد فى ولاية أوباما
-
قضية الفرص الضائعة
-
حرب غزة ومعايير النصر والهزيمة
المزيد.....
-
خوان ماتا يقتفي أثر بيكهام ويستثمر في الدوري الأميركي
-
-فاتنة الحلبة-.. الحسناء سيدني تخرج عن صمتها بعد أن اشعلت من
...
-
بالفيديو.. رقصة ترامب تجتاح عالم الرياضة
-
سان مارينو المنتخب -الأسوأ- عالميا يكتب التاريخ في دوري الأم
...
-
غارة إسرائيلية -تقتل حلم- بطلة لبنانية في كرة القدم وتدخلها
...
-
بالأرقام.. هالاند يهدد أرقام الأسطورة كريستيانو رونالدو التا
...
-
لامين جمال يثير قلق برشلونة قبل مباراته في ملعب -بالايدوس-
-
مانشستر سيتي يحدد مبلغا ضخما مقابل تجديد عقد هالاند
-
مصر.. مبادرة إنسانية من النني تجاه عائلة اللاعب الراحل محمد
...
-
فيفا يُحقق في 50 حالة -اتجار- بلاعبين قاصرين في كتالونيا
المزيد.....
-
مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم
/ ميكايل كوريا
-
العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء
/ إدريس ولد القابلة
المزيد.....
|