القذافي .. صورة اقليمية (1 )

شامل عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 2739 - 2009 / 8 / 15 - 01:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لايختلف اثنان في الوطن العربي على سخافة شخصية معمر القذافي وتناقضاتها وازدواجيتها،ولايختلف اثنان في العالم كله على جنون القذافي،فالرجل منذ ان قفز الى السلطة بانقلاب عسكري كان وراءه حزب البعث في ليبيا قبل ان يزيح القذافي بطل الانقلاب الحقيقي مصطفى الشواربي الذي كان بعثياً ومن تنظيمات البعث في ليبيا التي اشرف عليها سعدون حمادي خلال وجوده في ليبيا اوائل ستينيات القرن الماضي عندما عمل خبيراً زراعياً في طرابلس قبل عودته الى العراق عام1968، وان القذافي اعتقل الشواربي على طريقة عبدالكريم قاسم عندما اعتقل عبدالسلام عارف بعد شهرين على نجاح انقلاب 14 تموز بعد ان سلم له مقاليد حكم العراق! زرت ليبيا في ايلول عام 1977 ضمن وفد شبابي لحضور مهرجان ثقافي اقيم في طرابلس وقتذاك،وحضرته وفود عربية شبابية من الاتحادات غير الحكومية او الرسمية وكان للوفد العراقي حضور متميز وفعال في المهرجان،ومن خلال وجودي في ليبيا حضرنا الاحتفالات الكبرى بمناسبة الذكرى السنوية لثورة الفاتح من سبتمبر كما يطلقون عليها في الاعلام الليبي الرسمي،وحضر القذافي الاحتفال بعد ساعة من انتظار الالاف من الجماهير التي حشدت بالوسائل المعروفة في البلدان العربية وانتظار عشرات الرؤساء والملوك ورؤساء واعضاء الوفود العربية والافريقية والدولية التي حضرت الاحتفال ومن المعروف ان القذافي مغرم بالمظاهر الاحتفالية الفضفاضة وهي حقيقة يعرفها الليبيون وصارحونا بها انذاك!

والقذافي شخصية تنطبق عليها 100% قاعدة (خالف تعرف) وفي تلك الليلة برز القذافي مطبقاً اميناً للقاعدة اعلاه عندما تعمد ان يتأخر ساعة كاملة لإثارة انتباه الاخرين.

القى القذافي كلمة مطولة ومملة وكنت ارصد الملل والضجر على وجوه الضيوف، حتى ان البعض وهم من كبار الضيوف كانوا يتثاءبون من قوة الملل الذي انعكس جدياً من خلال الكلمات الجافة لخطاب القذافي الارتجالي!

كنت اقترب من القذافي وهو يقف على منصة نصبت على مسرح كبير،والتقطت له عددا من الصور الفوتغرافية من كاميرتي الخاصة وكنت اقف على مسافة لاتتعدى المتر من القذافي من دون ان يعترضني احد فقد كنت امارس عملي صحفياً اكتب واصور واسجل ما يقع امام عيني!

#شامل_عبد_القادر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات