أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الكاطع - هل اصبح العراق مصنعا للعسكرة ؟؟















المزيد.....

هل اصبح العراق مصنعا للعسكرة ؟؟


محمد الكاطع

الحوار المتمدن-العدد: 2738 - 2009 / 8 / 14 - 06:12
المحور: المجتمع المدني
    


أمست الكثير من دول العالم ممن عاشت دهورا طويلة رازحة تحت مفهوم عسكرة المجتمع،اصبحت اليوم بعدما تحررت من قيد التابوات،من اكبر الدول مدنيتا في العالم،والمثال الامريكي والاوربي خير دليل على قولنا هذا،فقد رزحت هذه الدول كثيرا تحت مفاهيم متعددة واحد ة منها،عسكرة المجتمع الذي هو غاية كلامنا في هذه السطور،وكل من اطلع على التاريخ الاوربي او الامريكي،وكيف وصلت تلك الدول الى ما هي عليها اليوم ،بعد ماضي وتاريخ اسود لحكام وطغاة ،جعلوا من شعوبهم وقود لاتنطفى لحروب خاضوها لسنوات طويلة ،عسكر فيها المجتمع واصبح ساحات للتجنيد والقتال،وهناك شواهد كثيرة في هذا المجال ،في حروبا خاضتها تلك الدول،ومنها ما يذكرها التاريخ ،الحربين المدمرتين العالمية الاولى والثانية،وماراح ضحيتها من ملايين البشر لاذنب لهم الا نهم ولدوا في زمنا كان يحكمه حكام طغاة،امثال هتلر،موسوليني،ستالين،...........وغيرهم الكثير من الحكام .

هنا يصبح التاريخ مهم لهذه الدول ،لانها تعلمت من اخطاء الماضي ولم تسمح لفكرة الشخص الواحد ، والحزب الواحد ،والفكر الواحد، بالظهور مرة اخرى،ويعود الفضل الى العلماء المثقفين اللذين ضاقوا ذرعا من هولاءالحكام،فكان للعقل دوره في هذا المجال ، فقد استطاعت هذه تلك الدول الاستفادة الايجابية من الماضي،من غير التغني بالحضارة وبامجاد الماضي ،وثقافة الكليشة الجاهزة ،انما كانت عملية نهضة للواقع والتاريخ بما يناسب اسلوب عيش المجتمعات الحديثة...

موضوعي الرئيسي هو سوأل كان عنوانا لمقالي ،هل اصبح العراق مصنعا للعسكرة؟
ان المتتبع للمجتمع العراقي عن كثب سيجد العسكرة في هذا المجتمع واضحه، واذا ما تركنا التاريخ البعيد قليلا وغصنا معنا في التاريخ الحديث ،لان الكلام عن التاريخ البعيد وعن العسكرة فيه يضعنا في حيرة من الصعوبة الخروج منها بسهولة، فالعراقي متعسكر لا شعوريا وشعوريا في بعض الاحيان،لوأخذنا جزئية بيسطة عن الحضارة وما هي اهميتها للانسان؟فانا حين اطلعت عن ما كتب عن الحضارة في كتب الانثروبولوجيا مثلا ،لم اجد شعب من الشعوب في العالم لاتوجد فيه الحضارة،فالكل لديه حضارة كما عرف الحضارة الكثير من العلماء منهم السير ادورد تايلور،بانها{الكل المعقد الذي يتضمن المعارف والعقائد والاخلاق والفلسفة والفنون وكلما يكتسبه الفرد من القدرات بوصفه عضوا في مجتمع معين} يتضح هنا ان الحضارة مجموعة العادات والتقاليد....و.....؟؟؟
فحضارة كحضارتنا مثلا لم تستطع ان تعطينا حياة مدنية تذكرلحد هذه اللحظة على الرغم من عمرا ناهز 5000سنة على اقل تقدير !!،فيما دولة مثل امريكا وهي شعب هجين من كل الاشكال والاديان والالوان وبعمر 500سنة فقط ،تعتبر اليوم من اكبر الدول مدنيتا في العالم، اي يكمن الخلال يا ترى في نوعية الحضارة ؟ ام في نوعيه الانسان نفسه الذي يحب التحرر فيعتقده ويعتنقه بنفس الوقت، اذا ما تكلمنا عن تاريخ العراق الحديث ،سنجده تاريخا مبنيا على العسكرة،فهو تأريخ ثورات ونقلابات واغتيالات وانتهاكات............واضف ما شئت فقاموسنا زاهر بهذه المصطلحات، واذا اخذنا جزئية اخرى من التاريخ الحديث ،وهو تاريخ البعث بالعراق
ما فعلوا من عسكرة مدمرة للمجتمع وادخلوا العراق في حروب دائمة ،خسر فيها العراق الكثير من الطاقات على جميع الاصعدة ،فاذا سألت جيل الخمسينيات والستينيات مثلا، معنى كلمة شاب في حياتهم لوجدتها ،لاتعني لهم شي فقط الحرب التي شاركوا فيها وتعسكروا من اجلها،لي سبب يقاتلون اكثرهم لايعلمون،فهي اهواء لطاغية مصاب بداء العظمة،فالعراقي متعسكر كما قلنا سابقا، فاي عراقي الان لا يعرف ماذا تعني {اليس-يم} او { الستاعد_استاريح} مثلا ومن منهم لآيعرف ما{الهاون_المدفع _الكنه-الراجمة-العريف_الساتر_الموضع_و....و..}
قد اصابني الغثيان حقيقتا وانا اذكر هذه المصطلحات التي من الصعب ان تفارقنا بسهولة، وما زاد الطين بله كما ييقولون بعد تاريخ 9/4/2003
فقد اصبح العراق كله عبارة عن معسكر كبير ،فقد غابت الحياة المدنية بالتمام ،فمن السيطرات العسكرية التي تنتشر من الزقاق الذي تعيش فيه الى اي مكان تذهب اليه، الى انتشار ظاهرة اللاتحاق بصفوف الجيش والشرطة والاصناف الاخرى من اجهزةالامن المتنوعة في البلد، فقد اصبح طموح اي شاب هو الانخراط في صفوف هذه الاجهزة،لما فيها من رواتب مغرية لهولاء الشباب المحرومين ،فالكل يبحث عن تكوين مستقبله بشكل سريع لما فاتهم الكثير،وما توفره رواتب هذه الاجهزة تطعي البحث فعاليته على الاقل ،وما نريد ان نقف عليه في هذه الظاهرة بشكل خاص، هوانخراط طلبة الجامعات وباعداد كبيرة في هذه الاجهزة،مما يشكل ظاهرة خطرة قد نلحظها في السنوات المقبلة ،لان خريجي الجامعات في كل بلد يعتبرون عصب المجتمع الذي يرتقي بهم الى الامام،وان انخراطهم في هذه الاجهزة بشكل كبير وملفت للنظر،يضع الكثير من علامات الاستفهام؟؟؟؟؟ على اداء كثيرمن الوزارات المدنية ،التي لم تستوعب هولا الخريجيين من خلال خطط تضها من جل الخريجين ،فقلت التعيينات في الوزارات المدنية ، مما ادى بهولاء الخريجيين الى الالتجاء للعمل العسكري الامني،كما يغيب هنا دور وزارة التخطيط من اجل وضع الدراسات والتنبيه على هذه الظاهرة الخطيرة من اجل المعالجة باسرع وقت ممكن، حتى اطفال اليوم ما عادت تغريهم الالعاب المعتادة اللاطفال ،بل اصحبوا يحبون وتغريهم الالعاب النارية والمفرقعات وغيرها والاسلحة المصنوعة من البلاستك ،هولاء الاطفال انعكاس على حالة العسكرة الموجودة في المجتمع ،فهو يرى الجندي بالشارع والشرطي يحملون السلاح بشكل علني وكل يوم.
بالاضافة انه لايخله كل بيت عراقي عن قطعة سلاح واحدة على الاقل ،ومن النادر ان تجد عائلة عراقية في هذا الوقت لاتملك سلاح!!!!!!!
كما واصبح العراقي خبير متفجرات فهو يستطيع تمييز صوت دوي الانفجار ويعطيك نوعه هل هو عن طريق{عبوة ناسفة_ سيارة مفخخة –حزام ناسف-صحن طائر.........,,,,}
حتى انتقل داء العسكرة هذا الى عالم {الكيا} فاي شخص لايستطيع الركوب في هذه السيارة مالم يفتش من قبل السائق،هذا من غير ان ننسى الصحوات المنتشرة في كل منطقة وفيما بين البيوت حتى،والعشائر ومجالس الاسناد وغير فلا مفر من{ انفلونزا العسكرة }في العراق،اخيرا اقول ان التخلص من هذا موضوع ليس بالامر السهل كما يعتقدالبعض،لان هناك تركه كبيرة يعاني منها العراق منذ قرون طويلة،ولايقع حل هذه المعضلة على عاتق الدولة فقط ،لان الدولة جزء اساسي من هذه المنظومة الكبيرة للعسكرة،كما لايكمن الحل في مقالي المتواضع هذا ،انما نحتاج اليه ثورة!!! ولكن بالمفهوم السلمي الكل من مكانه ،الطبيب والفنان ،والاديب،الاستاذ،والسياسي،وسائق التكسي ........و......ولااستثني احدا الكل عليه ان يشارك من اجل بث الحياة المدنية ،علينا ان ندع مفاهيم جديدة تنتشر ونوفر لها الاجواء المناسبة مثل ،الحب،السلام،التسامح، المواطنة،......وهلم جرا من هذه المفاهيم , التي تبدل الطلقة بالوردة.



#محمد_الكاطع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الكاطع - هل اصبح العراق مصنعا للعسكرة ؟؟