أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير دعيم - أنا وجبران والصّليب














المزيد.....

أنا وجبران والصّليب


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2737 - 2009 / 8 / 13 - 08:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



اذكر قولا لجبران خليل جبران يقول بما معناه : إنّ الإنسان حين يكون شابًّا يكون ثائرًا، وحين يكبر يدخل في مرحلة الهدوء والسّكينة تمامًا كما الحجَر الذي يُقذَف إلى الماء فإنّه يُحدث دوائر ودوائر الى أن يستقرّ في القاع ويهدأ
كذا كان جبران في العواصف وكذا أضحى في نبيّه.
وكذا كُنتُ في شبابي ، قبل أن أذوق حلاوة يسوع ومذاقه الفريد ، وقبل أن أرتوي من موعظته وأمثاله وحِكَمِهِ التي تفوق الأيام والسنين والأجيال.

لم أرتو من مئات وآلاف الكتب التي قرأتها ، ولكنني ارتويتُ حقًّا من الكتاب المُقدّس.
كنت في شبابي غرًّا ، اعتقدتُ أنّ محبة الأعداء ضعف وتخاذل ، وأنّ الصّلب استسلام وخنوع، وقلتُ جهارًا وسرًّا : ماذا يريدني هذا الشّابّ الجليليّ يسوع ، أيريدني أن أخضع واستسلم وأخنع وأفقد كرامتي ، وأساير عدوّي وأحبّه فيتمرّد عليّ ؟!!
أيريدني أن لا أقاوم اللاعن والشّرير بل احبّهما وأصلّي من أجلهما؟

لا...لا... أريد مبدأ نيتشه ، أريد أن اتمرّد ، فبالتمرّد صوْنٌ للكرامة ، وبالثورة البشرية شَمَمٌ وشموخ!!
.. الى أن عرفتُ السيّد ، عرفت حقيقته ، عرفت جوهره الأزليّ السرمديّ الغير مُتحوّل ....عرفته عن قُرب.

هو الذي اقترب...
هو الذي بادرَ ....
هو الذي تواضعَ وعرّفني بشخصه...
هو الذي دفع حساب الّلقاء والعشاء...
وكانت المائدة دسمة ، شهيّة ، مُغذيّة للروح قبل الجسد ، عاطرة ، عبقة بصنوف الرّجاء والأمل والمحبّة والتغيير.
لقد هبّت عليَّ رياح التغيير فكسرت أغصاني اليابسة ، وقلّمت شوائبي ، وداست عنفواني الأجوف ، فاخضرّ الدّاخل منّي وأزهرت النفس ربيعا دائمًا، وذُقتُ حقيقة الصّليب وعرفت معناه ، فكبر هذا الصليب في عينيّ ، كبر حتى ملأ كلّ كياني .حقيقة عرفت من خلال خشبة الجلجثة معنى الفداء والتضحية والعطاء والبذل وكل المعاني الخيّرة.

أضحى الصّليب الذي اعتبرته في شبابي ضعفًا واستسلامًا ، أضحى عنوان فخر لا يعرف الحدود ، ورمز انتصار ما فوقه انتصار ، وزقزقة تملأ أيامي ولياليّ فرحا وبهجة.
تحسّرتُ وما زلتُ أتحسّر على تلك الأيام التي أكلها الجراد ، الأيام التي ما قدّرت فيها الصليب حقّ التقدير ، وما قدّرت فيها الموعظة على الجبل حقّ التقدير أيضا ؛ هذه الموعظة التي هي في اسطر قليلة أبلغ بما لا يُقاس من كلّ ما خطّه البشر وسيخطونه على مدى الأجيال والعصور.

إكليل شوكك يا سيّدي أجمل وأعظم من كلّ تيجان ملوك الأرض .
إكليل شوككَ يا سيّدي أبلغ تأثيرًا من كلّ قصائد الدُّنيا وخواطر الزمان

صليبك يا يسوع عنوان مجدٍ ، وفرحة أملٍ ، وفسحة رجاءٍ ابديّ لا تُغلق.
صليبك يا يسوع رمز فخرٍ يُنعش البشرية ويرفعها الى فوق.
صليبك يا يسوع كلّ حياتي ، وكلّ أمنياتي وكلّ رجائي.
ففي صليبك أحتمي ، وبه ألوذ ، وعليه أتكل ، وبه الرجاء والخلاص، ومنه المحبة والخير العميم والخلاص الأكيد.
صليبك يا يسوع منجاة لكل نفس من كل الاوصاب

صليبك يا يسوع مفزعة الشيطان ومصيبته .


صليبك ........ هو الحياة



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عِزبة النَّخل سيمفونيّة لا تصمت
- ما بخاف مِن بُكره
- مشهدٌ آخَر- قصّة للأطفال
- الأهلي المصري نموذجًا
- الغناء جميلٌ ولكنَّ الترنيم أجمل
- القنوات الفضائية المسيحيّة نعمة وبركة
- ذات البنطال
- موقف انساني!!!
- ربّي الشَّبَع والزّاد
- لجنة الطائفة الارثوذكسيّة في الناصرة
- ناطرين
- المسيحيون العرب ...عربُ وأكثر
- ذوقوه ولن تندموا
- تعالَ من سَماك
- زيتونة اللغة العربيّة تنتظرُ التشذيب
- الإجهاض كلمة خشِنة الوقع
- أنتَ الوطن
- لا للشذوذ الجنسيّ ...ولكن
- النعمة الغنيّة
- مَجْمع اللغة العربية في اسرائيل ، يجب ان يُدفن قبل ان يزكم ا ...


المزيد.....




- رئيس وزراء الإحتلال الأسبق ايهود باراك: الإطاحة بوزير الحرب ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف موقع الراهب بقذائف المدفع ...
- لماذا يصوت مسلمو أميركا لمرشحة يهودية بدلا من ترامب وهاريس؟ ...
- غدا.. الأردن يستضيف اجتماعا للجنة الوزارية العربية الإسلامية ...
- بعد دعمها لفلسطين.. منظمة أوقفوا معاداة السامية تختار غريتا ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لجنود الاحتلال في ت ...
- الهيئة الإسلامية المسيحية تحذر من تصاعد إرهاب المستوطنين الم ...
- “شغلها 24 ساعة وابسط ولادك” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد لدى استقباله الفرق الإيرانية المش ...
- قائد الثورة الإسلامية: منعوا دولة من المشاركة في الألعاب الأ ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير دعيم - أنا وجبران والصّليب