فلاح الزركاني
الحوار المتمدن-العدد: 2737 - 2009 / 8 / 13 - 04:10
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يبدو ان العراق قد تخلص من كل عقده السياسية والامنية والمعاشية والطائفية وتردي الخدمات البلدية والصحية والكهرباء والبطالة والجفاف وموت النخيل والحمير والمناضلين وتكفير المسلمين والمفكرين والحالمين وكأن عقد العراق كلها تصب في عقدة التدخين المباركة التي فرضها الوضع الصعب وجفاء الساسة للشعب حتى قامت الحكومة الموقرة باصدار قانون المنع المبارك للتدخين فهل تساءلت الحكومة والساسة باجمعهم لماذا يدخن العراقي الان؟ ولماذا أكثر من 75% من الشعب يمارس لذة التدخين المضرة؟ وهل اصبح التدخين خطرا؟ كأنفلونزا الطيور والعصافير والخنازير والهدر العام للموارد والفساد والرشوة وسن القولنين التي لاتطبق الا على الفقراء وهل اصبح منع التدخين مفتاح الحل لكل العقد والمشكلات والقضايا المستعصية؟
ربما !!؟ لو كان الشعب يشعر ان الوضع الصحي للفرد ياتي اولا لدى السادة الوزراء والساسة لقبل المواطن القانون وطبقه ولكن المصيبة ان الكبار لايفهمون ان نسبة التدخين ارتفعت نتيجة الضغوط التي نعانيها وان اهمال السياسين لاحوال الناس وفرصهم الضئيلة في العيش بكرامة تحت ظل الهاجس الامني والازمة المالية العالمية والبند السابع وضعف الامكانات الحكومية في توفير الخدمات ولو التفت السياسيون جميعا والبرلمانيون خصوصا الى سن القوانين والتشريعات التي تحمي المواطنين والصحفيين والمتعبين وتوفير الكهرباء والماء والرعاية الصحية والاجتماعية والتعليم الجيد وتوفير الشارع والمدرسة والبيت الصغير وقليل من الاحترام والكرامة للشعب فلن تجد في العراق رقما صعبا للمدخنين ولن تجد للحشيشة والمخدرات بابا مفتوحا وستبور تجارة المخربين.
لكن ماذا يفعل عشرات الالاف من العاطلين وعشرات الالاف من المتقاعدين وعشرات الالاف من الثكالى ومثلهم من الارامل والايتام الذين يسكنون علب الصفيح و يبحثون في اكوام القمامة عما يسد رمقهم .. فأي عيش كريم .... ونحن لانطلب من الحكومة الموقرة صنع المعجزات واجتراح العجائب بل نطلب الالتفات بين الحين والاخر الى الشعب والبحث عن حلول لتحسين الاوضاع وليتركوا التدخين الى الاخير فلربما كان هو المخفف الوحيد لالامنا وطموحاتنا في الاستقرار والسكينة وربما اكون متجنيا في الدعوة للتدخين ولكنها حبات الفاليوم التي توفر للشعب نوما اجباريا هادئا حتى يحل المتصارعون مشاكلهم وياتفتوا ليحلوا مشاكل الشعب ...
#فلاح_الزركاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟