أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - مواجهة الارهاب بالارهاب !














المزيد.....

مواجهة الارهاب بالارهاب !


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 834 - 2004 / 5 / 14 - 03:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


شاهدنا على شاشة التلفاز كما شاهد العالم اجمع عملية ذبح الرهينة نيكولاس بيرغ بطريقة أقل ما يقال عنها انها بشعة وهمجية ووحشية لا تقل بشاعة ودموية عن الطرق التي تستعملها الادارة الأمريكية في التعامل مع الاسرى العراقيين والعرب والمسلمين في ابو غريب وغيره من السجون الأمريكية في العراق وغوانتانامو وافغانستان وداخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، كما انها طريقة غير انسانية ووحشية كنا نعتقد حتى وقت قريب انها حكرا على الصهيونية والنازية والفاشية.

لا الدين يسمح بعرض مثل تلك البشاعات ولا العقل الانساني يقبل بها، فكيف للضحية ان تمارس نفس اساليب الارهاب التي يقوم بها عدوها؟ الضحية يجب ان تحتكم للعقل والمنطق والنضال العادل والوسائل الواقعية لا للهمجية وعرض عضلات متلفزة تبرز كيف يقوم ملثمون بقطع رأس رهينة. هل هذا العمل الجنوني يمثل حضارة ودين وثقافة العرب ؟ لا تلك الاعمال بعيدة كل البعد عن حضارة وعادات وثقافة ودين العرب ،لذا يجب عدم قبولها وادانتها مثلما نقوم وتقوم معنا شعوب العالم بإدانة ورفض ومواجهة اعمال الارهاب الامريكي الصهيوني في بلادنا العربية المحتلة.

لقد اساءت عملية قطع رأس الرهينة نيكولاس بيرغ للاسلام وللعرب وللقضايا العربية في العراق وفلسطين وغيرها بشكل خطير و كبير، لانها جاءت في وقت حرج لادارة بوش العنصرية، وقد تغطي على الجدل الدائر حول الاساليب الامريكية الهمجية والارهابية في سجن ابو غريب ولو لوقت قريب تتمكن خلاله ادارة العنصريين من جمهوريي امريكا لملمة الصفوف والخروج من المأزق والورطة. خاصة أنها بعد فضيحة الصور التي قلبت الوجود الأمريكي في العراق المحتل رأسا عقب وأحدثت شرخا كبيرا في المجتمع الدولي والمجتمع الأمريكي كذلك اصبحت مهددة بالسقوط فعلا.

لقد جاءت عملية اعدام الرهينة في وقت كهذا فخففت كثيرا من الضغط الذي تتعرض له ادارة بوش وأثلجت صدور اركانها من العنصريين لأنهم وجدوا في عملية الذبح المتلفزة مبررا اضافيا لمواصلة حملتهم الهمجية. فكيف اذن للذين يصارعون الاحتلال الامريكي أن يقدموا مبررات لذلك الاحتلال كي يواصل ويبرر وجوده المرفوض في بلد يريد الحرية والسلام والاستقلال؟

عملية ذبح الرهينة تنم عن تطرف و جهل ، لأنها قفزت فوق كل الحسابات و الاحتمالات غير آخذة بعين الاعتبار التعاطف الدولي مع قضية الأسرى العراقيين والعرب في سجن ابو غريب وحتى في غوانتنامو الشهير. ثم أن حملة مناهضة الاحتلال التي تعم العالم سوف تتأثر بتلك الأفعال التي تختلف ببشاعتها عن افعال الاحتلال الأمريكي. فانعكاسات مثل تلك العمليات على الاطراف التي تعارض الحرب والاحتلال وتطالب بالمساواة والعدالة والعلاقات الحسنة بين الشعوب والأمم والدول قد لا تكون حاسمة لكنها بالتأكيد ستترك آثارها السلبية.

نتفهم ونعي ان الارهاب الامريكي الصهيوني لم يترك للناس فسحة تكتيك واسعة او مجالات ممكنة للمناورة بعيدا عن استعمال نفس اساليبه الوحشية في بعض العمليات او الهجمات او ردود الافعال. لكننا بنفس الوقت نرفض مبدأ اختطاف الرهائن لأنه مسيء ومعيب وغير ذات جدوى في حرب الشعوب من اجل استقلالها وحريتها. وهناك تجارب سابقة في خطف الرهائن حصلت في الشرق الاوسط وكانت نتائجها سيئة ومردوداتها سلبية جدا على قضايا الحق والحرية. ولم يكن من الانساني او العدل اعدامهم، كما انه ليس من المعقول او من المنطق القيام بعمليات اعدام للرهائن خاصة المدنيين منهم. ولا نعتقد ان مبدأ اعدام الرهائن او الاسرى له ما يبرره. لذا فالحرب التي يقتل فيها الاسرى والمختطفون والرهائن والمعتقلون ليست حربا عادلة ولا هي حرب لأجل السلام والعدالة والحرية، بل هي حرب قذرة لا قيمة فيها لمعنى النضال والجهاد. فقيمة الحياة البشرية أسمى من العقوبات الشاذة والعقد الشخصية او الحزبية والحكومية والانتقامات الفردية او الجماعية، والحرب العادلة والجهاد العقائدي السليم والنضال الوطني الصحيح كُفُل بقهر الارهاب الدموي والهمجية الغريبة التي اجتاحت بلاد العرب.

أما بالعودة للشريط المسجل الذي اظهر عملية ذبح الرهينة نيكولاس بيرغ نقول بان المجموعة الملثمة التي قامت بالعملية لا تزال مجموعة مجهولة الهوية بالرغم من زعمها ان الزرقاوي هو الذي نفذ العملية بنفسه. وهذا ما تتم معرفته والتأكد منه حتى اللحظة لكنه سوف يتضح في الايام القادمة. ومهما يكن ومن يكن الذين يقفوا خلف عملية الذبح فالعملية لم تكن ذات نفع للقضية العربية او القضايا الاسلامية بل كانت ضارة اكثر مما هي نافعة ويجب على الذين قاموا بها أخذ العبر والدروس من الأخطاء وعدم توسيع دائرة الموت المجاني وبلا سبب. فالعدو الحقيقي للشعوب العربية موجود بجيوشه الجرارة في العراق وفلسطين وافغانستان ، وهناك يمكن لكل من يريد مقاومة امريكا واسرائيل ان يقوم بعمله بعيدا عن المس بالمدنيين.



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشلاء الجنود في حي الزيتون
- شركة -توب- اسرائيلية وليست اسبانية ؟
- حاخام فيينا وحاخام البيت الابيض
- حلقة تضامن مع الاسرى في اوسلو
- الى المناضل القدوة الاسير العربي سمير القنطار
- بصراحة بمناسبة اغتيال العراق
- مسمار اسباني في نعش الاحتلال الأمريكي
- يوم الأسير ، يوم لكل فلسطين
- للأرض يومها وللشعب أيامه
- العالم لا يشفق على المذبوحين ولكنه يحترم المحاربين!
- الشيخ احمد ياسين يستشهد شامخا
- الهلع سيسقط كيان اسرائيل
- رشحوا راشيل كوري لجائزة نوبل للسلام
- للجميع ..
- بانتظار أوروبا الجديدة
- هل مات أبو العباس ميتة طبيعية أم انه قتل لسبب أو لآخر ؟
- بينما السياسة تلف و تدور سكاكين المذابح تنهش لحم الفلسطيني
- المخيمات قلاع المقاومة الفلسطينية
- اغتيالات وتصفيات في غزة
- مجلس ثوري أم سلمي؟


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - مواجهة الارهاب بالارهاب !