أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مهدي زاير جاسم - الاستطلاعات... وحجم الفساد














المزيد.....

الاستطلاعات... وحجم الفساد


مهدي زاير جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2737 - 2009 / 8 / 13 - 08:18
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الاستطلاع أو الاستبيان مصطلحٌ نسمع به كثيراً عندما يعتري الحقائق بعض الشك ويشوبها سوء النوايا وذلك حين يحتكم الناس إلى سماع قول الحقيقة فيأتي من يزوّرها ويقلب النتائج ويبعثر الأوراق..!!! وحقل الأرقام في الغالب هو الملغوم، بالأكاذيب وخاصة في مجال مكافحة الفساد فأصبح الباحث عن الرقم الصحيح كالباحث عن إبرة في كومة من القش وأضحت الاحصاءات أداة في يد الكاذبين المضللين يصعب دحضها وعلى رأي المفكر العربي الكبير عباس محمود العقاد عن الاحصاء( بأنه من أنفع الأدلة التي دخلت في تقدير الباحثين في الشؤون العامة من أبناء العصور الحديثة و لكنه مضلل كل التضليل إن لم يكن وافياً من كل الوجوه ولم يكن مقترناً مع ذلك بطريقة الاستدلال لأن طريقة الاستدلال بالاحصاء ألزم من الإحصاء نفسه وما لم يقل المُحصي كل شيء يتعلق بإحصاءاته فالخير له ولمن يستمع إليه ألا يقول شيئاً على الإطلاق..!!)

والإحصاء والاستبيان والاستطلاع الدقيق الصادق هو الوسيلة التي تُعنى بتحديد حجم مشكلة ما ومعطياتها وتبين متغيراتها وتعطي مدلولاتها بل وتوضح اتجاهاتها وما ستكون عليه.. كل ذلك من أجل إعطاء صاحب القرار الصورة الحقيقية والواضحة كي يتخذ الاجراءات التي تناسب تلك المعطيات.. إذاً الأرقام ليست هدفاً بحد ذاتها لكنها وسيلة لتحقيق غايات كبيرة ومتى ما تم التلاعب بها والعبث بجداولها وتغيير أحجامها تصبح ضرراً ووبالاً وقد تؤدي إلى تفاقم المشاكل واستفحالها..!!! السؤال هو لماذا الخوف من إعطاء الأرقام الحقيقية وعدم إبرازها..؟؟ وما هو الضرر من نشر المعلومات الصحيحة والصدق فيها..؟؟

إن قيام هيئة النزاهة بالاستطلاع لمعرفة حجم الرشوة في دوائرنا الحكومية ومعرفة النسبة الصحيحة بعيداً عن التهويل والتضخيم حيث وصـلت الهيئة إلى قياس نسـبة الرشوة في مؤوسساستنا الحكومية حيث وصلت نسبتها إلى 36% بدلاً من الأرقام الخيالية التي كانت تطرح سابقاً، دون ضوابط علمية ،أو دراسة مهنية ، وحسناً فعلت هيئة النزاهة عند قيامها بهذا الاستطلاع لمعرفة النسبة الحقيقة للرشوة في دوائر ومؤسسات الدولة المختلفة لتقطع الطريق على المتصيدين في الماء العكر الذين يطلقون التهويل جزافاً دون سند علمي أو إحصاء رسمي ،إضافة إلى الفوائد العديدة والكثيرة للاستبيان فهو يجعل هيئة النزاهة بالميدان قريبة من المواطن تسمع منه شكواه ، وتحاول إيصاله إلى الجهات العليا ، واطلاعها على مكامن الفساد في الوزارات وما يجري داخل أروقتها من المواطن نفسه حيث بدأ يشعر بالثقة ويتخلص من عقدة الخوف التي اكتسبها من الأجهزة القمعية للنظام البائد ، فعند وجود الهيئات الرقابية في الميدان وليست داخل غرف لايستطيع المواطن الوصول إليها ، ، ويدلنا على مكامن الفساد في الوزارات والدوائر المختلفة ، لان الأجهزة الرقابية دون مساعدة المواطن لاتستطيع التقدم وتحقيق نتائج طيبة في مجال الحد من الفساد المستشري في جسد الدولة العراقية منذ عشرينات القرن الماضي.

إضافة إلى أن الاستبيان يمثل عامل ردع للموظف لاحساسة بقرب الأجهزة الرقابية منه واتصالها المباشر بالمواطن دون حواجز أو قيود جعلت الموظف يفكر ويحسب ألف حساب قبل أن يقدم على طلب رشوة ويبتز مواطناً ،كما زادت من ثقة المواطن بالأجهزة الرقابية وقدرتها على محاسبة الفساد والمفسدين ،وإنها ليست خلف أسوار عالية أو أبراج عاجية بعيدة عن نبض الشارع وما يعانيه عند مراجعته لدوائر الدولة المختلفة ولسان حاله يقول (أذهب أنت وربك فقاتلا ) ،بل اعتمد الاستبيان على رأي المواطن بالدرجة الأولى إضافة إلى الملاحظات التي يكتبها في الورقة ، حيث تعتمد في تقرير يرفع للجهات العليا لاتخاذ التوجيهات المناسبة بشأنها .
نحن نشيد ونبارك هيئة النزاهة قيامها بهذا الاستبيان ونتمنى أن تحذو الجهات الرقابية الأخرى
حذو النزاهة كي يتعرف المواطن على عمل الدوائر الرقابية عن قرب ، ولا يترك المفسدين يتلاعبون بالمال العام ، وينهبون ثروات البلد ، ويستنزفون خيراته .



#مهدي_زاير_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيئة الحاضنة للفساد
- الشفافية و الحد من الفساد
- الاعلام والفساد
- حرية الصحافة وكشف الفساد
- حرائق الوزارات .. صدفة أم تماس كهربائي !!
- منظمات المجتمع المدني ومحاربة الفساد
- دور الشفافية في لحد من الفساد الاداري والمالي
- الفساد المالي
- إلى متى نشخص علة الجسد ولا نعالج المرض
- المنصب... والامتحان العسير !!
- القيادة الادارية الناجحة
- الرشوة افة العصر
- سوء التخطيط وهدر المال العام
- الفساد السياسي
- أهمية الإشراف التربوي في تقدم التعليم
- اهمية المعلم في بناء المجتمع
- أخلاقيات العمل أحد أسرار التقدم
- الإعلام وأخلاقيات المهنة
- جريمة الرشوة
- وباء الفساد


المزيد.....




- مصر.. الكشف عن خطط لمشروع ضخم لإنتاج الطاقة الهجينة
- مصر.. الدولار يقترب من مستوى تاريخي و-النقد الدولي- يكشف أسب ...
- روسيا والجزائر تتصدران قائمة مورّدي الغاز إلى الاتحاد الأورو ...
- تركيا تخطط لبناء مصنع ضخم في مصر
- زيادة جديدة.. سعر الذهب منتصف تعاملات اليوم الخميس
- -الدوما- يقر ميزانية روسيا للعام 2025 .. تعرف على حجمها وتوج ...
- إسرائيل تعلن عن زيادة غير مسبوقة في تصدير الغاز إلى مصر
- عقارات بعشرات ملايين الدولارات يمتلكها نيمار لاعب الهلال الس ...
- الذهب يواصل الصعود على وقع الحرب الروسية الأوكرانية.. والدول ...
- نيويورك تايمز: ثمة شخص واحد يحتاجه ترامب في إدارته


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مهدي زاير جاسم - الاستطلاعات... وحجم الفساد