أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - جمال محمد تقي - العنوان ليس واضحا ويحتاج الى تفصيل يا شامل !















المزيد.....


العنوان ليس واضحا ويحتاج الى تفصيل يا شامل !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2736 - 2009 / 8 / 12 - 08:19
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    



لم تكن تراودني فكرة المساهمة المباشرة بالحوارات واحيانا المصادمات الدائرة على صفحة الموقع حول الموقف العلماني والليبرالي واليساري من الاديان بشكل عام والاسلام والمسلمين بشكل خاص رغم ان بعض تلك الحوارات او المجادلات كانت تغري للانخراط بها فهي تلف وتدور حول واحد من اهم مفاتيح الاصطفافات الفكرية والسياسية الدائرة هذه الايام !
نعم كتبت مساهمات غير مباشرة في هذا الحوار وكانت مقالة ـ حتى نكون على بينة المشكلة الحقيقية ليست مع الاسلام ـ هي اخر مساهماتي تلك ، حتى قرأت مقالة الاستاذ والزميل شامل عبد العزيز في الموقع والموسومة ـ وفاء سلطان والمخالفين ـ فقد شدني ما فيها من فراغات ومن تاويلات واجتزاءات اعتقد ان اغفالها سيساهم اكثر في ضياع البوصلة الباحثة عن المسألة الاساسية في مثل تلك الحوارات والمجادلات التي نتوخى ان لا تكون بيزنطية في كل الاحوال ـ احوال الاختلاف والاتفاق ـ
وارجو من زميلي المحترم الاستاذ شامل عبد العزيز ان يدقق بما اقول حتى تتم الفائدة المشتركة من هكذا احتكاكات مفيدة تنأى بنفسها عن المماحكات !
عندما كتب ابو حامد الغزالي كتابه الشهير تهافت الفلسفة لم تكن الفلسلفة المقصودة بطبيعة الحال الفلسفة الماركسية وانما فلسفة ابن رشد "العقلانية " وعندما رد عليه ابن رشد بكتابه ـ تهافت التهافت ـ لم يكن يقصد بطبيعة الحال ايضا الاسلام كخامة فكرية بكرية لانها حمالة اوجه ولانها تشكل في سياقها التاريخي نقلة نوعية في تطور الظاهرة الايديولوجية في المجتمعات ذات التراكم الطبقي الصاعد ، وربما نتفق ايضا على ان موقف الغزالي من الفلسفة ليس نهائيا كما تبين ذلك تناقضاته الفكرية في وقبل وبعد كتابته لتهافت الفلسفة ، وقبلهم كان المعتزلة في فلسفتهم ، التوحيد والتنزيه ، لم يخرجوا على الاسلام وانما اجتهدوا في تاويله وجعله اكثر اتساقا مع المعرفة ، والاشعرية خرجت منها او عليها هروبا للغيب وخدمة لايديولوجية السلطة وقتها !
لقد عرف ماركس جوهر فلسفته المادية التاريخية قائلا : " ان الناس اثناء الانتاج الاجتماعي لمعيشتهم يدخلون في علاقات معينة ضرورية ومستقلة عن ارادتهم وعلاقات الانتاج هذه تطابق مرحلة معينة في تطور قواهم المنتجة المادية ومجموع علاقات الانتاج هذه يؤلف بناء المجتمع الاقتصادي ، اي الاساس الحقيقي الذي يقوم عليه بناءا اعلى حقوقيا وسياسيا يطابق اشكالا معينة من الوعي الاجتماعي والعقلي بوجه عام ، فليس وعي الناس هو الذي يقرر كيانهم بل على العكس ان كيانهم الاجتماعي هو الذي يقرر وعيهم " .
عليه ياشامل ان عبارة نقد الدين اساس النقد هي عبارة مسحوبة من سياقها فالسياق الماركسي هو ديدن التحول من المجتمعات الطبقية الى المجتمعات غير الطبقية وهي بجوهرها النظري التاريخي تفسير لنشوء الظاهرة الراسمالية وتسليط الضوء على خصائصها كونها ضرورة حتمية للعبور الى الشيوعية ، فهل ياترى الدين هنا هو من يقف في طريقها ام الراسمالية كتشكيلة ؟
الدين كمظهر اجتماعي تاريخي طبقي يستخدم في الصراع الفكري بين الطبقات اي هو اداة من الادوات ولكنه ليس الفيصل ، فمثلما قال ماركس مثلا في سياق وصفه لدور الكنيسة وتاثيرها لمصلحة الطبقات السائدة في اوروبا " دينها افيون للشعوب " قال فريدريك انجلز برسالة بعث بها الى رفيقه كارل ماركس متناولا فيها هوامش من تاريخ الجزيرة العربية قبل ظهور الاسلام : " من البديهي ان اجلاء الاحباش ـ عن اليمن ـ الذي تم قبل 40 سنة من ظهور محمد كان اول فصل في يقضة الوعي القومي العربي التي استنفرتها غزوات الفرس من الشمال تلك الغزوات التي اندفعت حتى كادت تصل الى مكة "
يقال تجاوزا وعلى سبيل المثال ان عيسى المسيح هو اول شيوعي في التاريخ لمواقفه الجريئة من سيطرة الصيارفة وتجار الدين على حياة العامة وكونه ثائرا ضد الهة الارض ، ونفس الشيء ينطبق على محمد وموقفه من الارستقراطية القريشية وكذا مواقف علي ونزاهته وهو القائل ما اغتنى غني الا بفقر فقير وابو ذر الغفاري القائل الجوع ابو الكفار ، اذن في احكام اي دين او في ممارسات ايا من رجالاته هناك وجوه مختلفة تنسجم مع سياقها التاريخي !
فحركات الاسلام السياسي التي تعادي حركات اليسار وعموم حركات التحرر الاجتماعي والاقتصادي هي في جوهرها تستخدم الدين بما يفيد بقاء الحال على ماهو عليه وعرقلة مسيرة التحولات الاقتصادية التي توفر الارضية المناسبة للتحولات الاجتماعية والفكرية والسياسية ، من هذا المنطلق وقف الاخوان ومرجعيات النجف مواقف تنسجم تماما مع الغرب بالضد من اليسار في العراق ومصر مثلا !
اي ليس هناك عداء متاصل بين الاسلام كدين والفكر اليساري ، لاننسى مثلا تجربة الاهوت الثوري في امريكا اللاتينية وكيف كان هناك انسجاما وتنسيقا بين حركة اليسار ـ فيدل كاسترو والحكم الثوري في نيكاراغوا وغيرها ـ مع انشطة الكنائس ومواقفها ضد النهب الامبريالي الامريكي الذي لا يتعامل مع بلدان امريكا اللاتينية الا كحديقة خلفية للولايات المتحدة !
هناك رجال دين متنورين ومتحررين عملوا في صفوف اليسار ، الايمان بالغيب لا يفسد للود قضية اذا كانت الحركة تتسع للجميع بانشغالاتها البناءة والمتحضرة والانسانية !
فالعنوان ياشامل يحتاج الى تفصيل بل وتفصيل التفصيل ايضا خاصة وانك تحديدا تقر بكونك لست ماركسيا ولا تفقه فيها شيئا ، اي لا يجب ان نتعامل مع العبارات على طريقة ولا تقربوا الصلاة ، فان السياق هنا ملح جدا وجدا !
اذا كان نقد الالهة والانبياء والاديان والمقدسات يفيد قضية الشيوعية في الصراع مع الراسمالية فان الشيوعية حتما تفعل ذلك ولكن اذا كانت كل هذه المسميات هي تاريخ غير مسيس في الحاضر فلماذا تسيسه الشيوعية ؟ ثم للنقد منهج اساسه معرفي ومنطقي وموضوعي ، اي ليس نقدا انتقائيا وتجزيئيا وسطحيا ، نقد العادات البالية والتقاليد المتخلفة والخرافات المنتعشة في اجواء الاختلالات والتشوهات والاحتلالات المباشرة وغير المباشرة ، لابد من التصدي لها حتى لو تلبست لباس الدين وبكل الوسائل المتاحة اعلاميا وتعليميا وقبل كل ذلك بمعالجة اسبابها اي اسباب التخلف الاجتماعي والفكري الكامنة بتخلف قوى الانتاج وعلاقاتها ـ اعطني مجتمعا يملك اقتصادا منتجا اعطيك مجتمعا متمدنا ـ اما لماذا لسنا بمجتمع منتج فادرس تاريخ مجتمعاتنا واقرأ آليات السوق الراسمالية وخاصة في مراحلها العليا ستعرف السبب اي ليس لديننا علاقة حاسمة بالموضوع ، فليست كل افريقيا مسلمة ولا كل اسيا ولا امريكا اللاتينية ولا اوروبا الشرقية ، بل ان ظهور بنى استهلاكية ريعية بعد ظهور البترول ساهم سلبا في تكريس التشوه والتبعية !
افغانستان وطالبان مثال حي : اليساريين الافغان وبمعونة السوفيات اقاموا نظاما مدنيا تقدميا يحترم الاديان وطقوسها ، فشهدت افغانستان نهضة تعليمية وتنموية ، كهرباء وماء وجمعيات تعاونية زراعية ، طرق وجسور مدارس ومستشفيات وسينمات ومسارح وتمتعت المرأة بقوانين تحررية واخذت تعمل وتدرس ، لكن التحالف الامريكي الباكستاني والوهابي والاخواني جيش الجيوش وحرضوا الناس ودربوا المجاهدين وكان البترو دولار فاعلا ، وكان الاعلام الامريكي يذرف الدموع على الاسلام الضائع في افغانستان ، والنتيجة معروفة خراب بخراب ومخدرات ثم انقلاب السحر على الساحر ، اليس هذا مثال حي على الدور القذر للقوى المهيمنة عالميا بالتحالف مع اشد القوى رجعية والمتخفية باسم الاسلام لابقاء شعوبنا تتخبط بتخلفها ؟
هناك موجة من خلط الاوراق تحركها مؤسسات ودوائر لها مصلحة في زيادة تخلخل وتفكك وتوهان مجتمعاتنا واشتدت هذه الموجة منذ حكم بوش الابن وخاصة بعد حادثة البرجين ، وقبل ذلك بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ، فلم يكن سرا ان تعلن امريكا ان الشرق الاوسط كله منطقة مصالح حيوية لها وهو جسرها الذي يجب ان يكون امنا للسيطرة على العالم وبقاء النفط وريعه في قبضتها هو ضمانة كافلة لبقاء دولارها كمعادل نقدي عالمي ، من اجل ذلك كله فهي لا تتورع عن فعل اي شيء للمحافظة على سيطرتها بل وتعزيزها كليا !
نعم حركة التحرر العربية تلقت ضربة هائلة بانهيار الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي وضعف مبادرتها وتخبط اطرافها وازمة قيادتها ومكوناتها كلها عوامل ذاتية ساعدت على ترك زمام المبادرة لقوى الاسلام السياسي التي نجح الغرب في تكريسها من خلال دعمه لانظمة الحكم الفاسدة ، حتى اختلت الموازين ونجحت حركات اسلامية بكسب فئات واسعة من الشارع العربي والاسلامي لسببين رئيسيين اولهما اليأس وثانيهما الاعتقاد بتميزها بنظافة اليد !
الشيوعية ياشامل لا تؤمن بصراع الحضارات وانما بصراع الطبقات ، فليس الاسلام في حالة صراع مع المسيحية او اليهودية او الغرب او البوذية ، هذه كلها مشتتات وملهيات وان وجد بعض ما يشجع عليها من ظواهر فالمشكلة الكلية هي بين نظام راسمالي امبراطوري متغول يستغل تقدمه لمزيد من النهب والاستغلال وخاصة لشعوبنا المقهورة ، وعلى كل قوى اليسار الاصيل والقوى الديمقراطية والليبرالية الوطنية والعلمانية غير التابعة وكل الاحرار المتدينين وغير المتدينين من اقامة اوسع تحالف اجتماعي سياسي يعتمد على شغيلة الفكر واليد والفلاحين والشرائح الدنيا من الطبقة المتوسطة للنضال في سبيل التغيير الديمقراطي لمجتمعاتنا ، ولاقامة انظمة تحارب الفساد والتبعية !
كان نداء لينين الى شعوب الشرق بعد نجاح ثورة اكتوبرالبلشفية 1917 للثورة على النظام الكولونيالي العالمي ، ثم فضح الثورة لوثائق اتفاقيات سايكس بيكو اكبر معين لشعوبنا وطلائعها لتلمس طريق الخلاص ، وحصلت فعلا مراسلات بين رجالات التحرر في ايران والعراق وفلسطين ومصر مع قادة الثورة ، حتى الامامة في اليمن قد اعترفت بالثورة وجرت بينهما اتصالات ، ثورة العشرين في العراق وثورة سوريا وغيرها من التحركات كانت مشحونة بدفع الثورة البلشفية ، حتى ان كلمة بلاشفة نجدها شاخصة في اشعار الرصافي وادباء ايران وفلسطين !
الثورة وقفت ضد الكنيسة الروسية التي ايدت الثورة المضادة بقيادة المنشفيك ، ووقفت ضد كل قوى الاقطاع المدعوم خرجيا والذي كان يستخدم الدين سلاحا بوجه الثورة ، في الجمهوريات الاسيوية وقف العديد من شيوخ الدين المسلمين الى جانب رجالات الثورة المضادة وبهذا عرضوا انفسهم للمواجهات والملاحقات ، وانحسر المد الديني المسيحي او الاسلامي !
ونفس شيء بالنسبة للثورة الصينية ، القضية لم تكن قط قضية عداء مع الاسلام او المسيحية او اليهودية بل هو عداء مع الخط السياسي الذي اختارته بعض واجهات هذه الديانات بدلالة وجود الجوامع والكنائس والمعابد وبدلالة حريتهم في ممارسة طقوسهم الدينية !
صحيح هناك ممارسات خاطئة مورست وذهب ضحيتها ابرياء ، وصحيح ايضا هناك نهجا كان متطرفا في تحسسه من اي معتقدات روحية لا تتوافق مع السياق البلشفي لكنها لم تكن قط اجتثاثية بدوافع تفضيل دين على اخر او بدافع تحريم اي دين من الاديان !

يقول ستالين : " ان كل نظام اجتماعي وكل حركة اجتماعية في التاريخ يجب ان لا يحكم عليها من ـ العدل الازلي ـ او من ناحية فكرة ما مقررة سلفا كما يفعل المؤرخون في الغالب بل ينبغي الحكم عليها من حيث الاوضاع التي انشأت ذلك النظام او تلك الحركة الاجتماعية والتي يرتبطان بها " !
بندلي صليبا الجوزي مسيحي فلسطيني درس في روسيا منذ ايام القيصرية ونال الدكتوراه عام 1899 من جامعة قازان وكان موضوعها عن المعتزلة وعمل استاذا في نفس الجامعة وبعد ثورة اكتوبر عين استاذا للادب العربي في جامعة باكو ولم تنقطع صلة جوزي بوطنه الاصلي وترجع اهمية بندلي جوزي في تاريخ الفكر العربي الى كونه صاحب الريادة في النظر الى التاريخ الاسلامي على ضوء التفسير المادي للتاريخ ، وقد رفد المكتبة الروسية والعربية بالعديد من القواميس والبحوث والدراسات القيمة عن خصائص الحضارة العربية الاسلامية ومكانتها الراقية ، يقول بندلي في معرض حديثه عن النبي محمد : " من فضل النبي العربي على امته واكبر الادلة على عبقريته وقوة ارادته انه اول من وفق في تاريخ هذه الامة على ما نعلم الى جمع شتاتها وتوحيد كلمتها وجعلها شعبا واحدا اوامة واحدة . . "
من كتابه دراسات في اللغة والتاريخ الاقتصادي عند العرب !
استاذي العزيز شامل من البداهة انه اذا اعد احدهم نفسه اعدادا جيدا لتقديم برنامج ما او مسلسل ما او للعمل في الترويج والتعبئة لفكرة ما فانه وعلى مرالسنين سيكون من المفوهين واصحاب الكفاءة في مجاله هذا ، فكيف بشخص السيدة وفاء وهي عالية التعليم وذكية وتتوفر لديها الارادة والرغبة والدوافع الكامنة درجة التطرف لتاكيد ذاتها لاسيما وان كل سبل النجاح مفتوحة امامها ودون خسائر حقيقية بل بمكاسب ملموسة لانجاز رسالتها واهمها الحرية المتناسقة مع التيار السائد في الوطن البديل الخلاف الذي اجده بارزا معها وازعم يجده مثلي العديد من اليساريين انها احادية النظرة وانتقائية ، واحيانا سطحية لانها تتوقف عند وصف الظواهر دون تحليلها وهي تعتبر ان الافكار المسبقة هي التي تلد الحقائق على الارض في حين ان واقع اسلوب المعاش كما يقول ابن خلدون هو الذي يفرز موضوعيا نوعية تلك الحقائق ، اعتقد ان اللا موضوعية تدفع صاحبها تلقائيا ودون ان يشعر للتعصب والتطرف وهكذا اجد السيدة الدكتورة وفاء مع شديد احترامي لشخصها واجتهادها !
نعم تطرح هي حقائق لا يختلف عليها اثنان ولكنها مجتزئة من سياقها ، فتكون حقائق عوراء ، لا ادري ان قرات او شاهدت الدكتورة نوال السعداوي فهي ايضا علمانية وايضا ناشطة في مواجهة التطرف الديني لكنها لا تخلط الحابل بالنابل هي تتعامل مع الظواهر ضمن سياق الحركة العامة فالاسلام لا يعيش بجزيرة منفصلة منذ 1400 سنة انه متفاعل اخذ واعطى والان وفي عصر العولمة الراسمالية كل شيء يستخدم في سوق المنافسة كل شيء يمكن ان يتحول الى سلعة حتى الايديولوجيات بل حتى الاحلام وحتى الازمنة الماضي والحاضر والمسقبل وهذا ما يجعل العالم لا يطاق جشعا ونهما وابتزازا واستهلاكا والمسؤول الاول والاخير هم الهة الراسمال ودينهم ـ دنانيرهم ـ !
يقول الكاتب اليساري البارز د. اميل توما : " من السخف ان نحكم على العصور الغابرة بمقاييس عصرنا وان نتحدث عن قيم اجتماعية وسياسية هي من مظاهر قاعدة اقتصادية معينة ومجتمع تسوده علاقات اقتصادية معينة " ، فمثلا لا نستطيع ان نحاكم محمدا من جهة علاقاته بالنساء دون ان نضع تلك العلاقة في سياقها التاريخي ، وكذلك بالنسبة لموضوعة الحرب وما يترتب عليها من سبي وغنائم وهكذا ، لكننا نقف وبقوة بوجه دعاة التقليد والرجوع الى الوراء فالذي حدث حدث وليست لنا اية مسؤولية تاريخية عليه ولكننا نتحمل كامل المسؤولية الان في الحاضر لجعل الحداثة والمدنية وحقوق الانسان هي المعيار ونبذ كل الموروث الذي يتصادم معها ونحن لا نعتقد ان الاسلام غير المسيس الاسلام الروحاني يتصادم معها اذا توفرت الشروط الملائمة لمجتمعات الحداثة واعظمها البنية الاقتصادية وعلاقاتها المتطورة !
هنا كصديق صدوق ادعوك للاطلاع على الكتابات الماركسية واليسارية التي تناولت التاريخ الاسلامي ومحركاته وايضا اسباب قوته وضعفه : كتاب النزعات المادية في الفلسفة العربية الاسلامية لحسين مروة ، واليمين واليسار في الاسلام رفعت السعيد ، الحركات الاجتماعية في الاسلام د. اميل توما ، دراسات في اللغة والتاريخ الاقتصادي والاجتماعي عند العرب بندلي صليبا الجوزي ، تراثيات الباحث العراقي المعروف هادي العلوي ، كتابات البروفسور ادوارد سعيد ، واخيرا الاسلام روجيه غارودي ، وغيرهم الكثير لتعميم الفائدة خاصة وانت من المهتمين كما عرفت باقتناء الكتب !
ذكرتني بما كان مكتوبا على بطاقة العضوية للحزب الشيوعي العراقي حيث كان تقليدا يطبع عليها وصايا الرفيق فهد ـ يوسف سلمان يوسف ـ وهو مسيحي : " ايها الرفيق صن لقب الرفيق من اي شائبة . . ايها الرفيق احترم العلماء ورجال الدين والفن والادب . . "!
عزيزي قوى اليسار تنازل وتواجه التخلف في عقر داره وهي حركات لا اشخاص انها تصارع من اجل الحياة الاجمل والاعدل وهي تقدم الشهداء في طريقها وقد تنتكس لكنها تنهض من جديد ، صدقني ان امثال السيدة وفاء لا يؤثرون عموديا في الناس لان الذي تكرره هو شبيه بدورلقطات الاثارة في الافلام انها تثير الانتباه ثم تتلاشى كالفقاعة ، ومن يتحمس لها هو اصلا مستاء ويريد تنفيسا ، ولكنه تنفيس من النوع غير الدائم !
النضال الحقيقي يكمن في السعي لاقامة انظمة ديمقراطية تبني اسس لنهضة اقتصادية منتجة وتعليم حديث في دولة المواطنة المدنية ـ دولة لا دينية ولا عسكرية ولا وكيلة لمستعمر يلعب بالبيض والحجر ـ دولة القانون والمؤسسات التي تضمن حرية التدين والتي تفصله بقوة القانون عن السياسة !
نعم اليسار ضد كل اشكال التعصب الديني وضد كل استغلال للانسان وطرق حياته وتحت اي مسمى كان اليسار الحقيقي ليس بالانتهازي الذي يجامل الاسلاميين اذا كانوا اقوياء او يحالف الامريكان اذا احس برزق من ورائهم ، اليسار الحقيقي يقول للاعوج انت اعوج دون ان يشتمه او يهينه اويحتقره ولكنه يعمل لوضعه في مكانه الملائم !
الارقام التي ذكرتها مبالغ فيها من المصدر بما يشبه مبالغات ارقام المحرقة ، وهنا اسمح لي ان امزح معك ، كيف نسيت ان تضع ضحايا الخمير الحمر ضمن الارقام فهناك من يعتقد ان بينهم من المسلمين الكمبوديين !

واخيرا بالنسبة لكثرة قراء المقالات التي تهاجم الاسلام ، فهذه حقيقة واقعة وملموسة ولا افشيك سرا اذا قلت لك ان هناك نوعين من المقالات التي تنطبق عليها مواصفات شباك التذاكر وهي المقالات التي تتناول الجنس وبكل اشكاله والمقالات التي تتناول الاسلام وخاصة تلك التي فيها شيء من الفضائحية المثيرة على رموزه التي هي محط تنزيه لدى اكثرية المسلمين !
وبالمناسبة فان التصويت والتعليق في الحوار المتمدن لا ياخذ على انه عينة دقيقة ولا حتى قريبة من الدقة لان الغلبة باسماء مستعارة واغلبهم زبائن مثارة وهم يكررون انفسهم ، علما ان عددا من اليساريين اخذوا يبتعدون عن الكتابة بالحوار لاسباب تتعلق بطابعه النيوليبرالي !
لكن ذلك لا يقلل من شأن الاهتمام الذي تحظى به كتابات السيدة وفاء ومن يجاريها وهي كتابات تحمل معلومات منتقاة بعضها دقيق جدا والبعض الاخر ضعيف السند ، وهذه الملاحظات النقدية ليست سبة او شتيمة بحقها ، لان حريتها بالتعبير عن نفسها بالطريقة التي تلائمها يجب ان تحترم !
في النهاية اتمنى من الجميع الاجتهاد لما يمكن مجتمعاتنا من تجاوز ازماتها وانحطاطها بروح موضوعية بعيدة عن التطرف يمينا كان ام يسارا !
شكر خاص للاخ شامل لسعة صدره واجتهاده !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علمان ونشيدان لبلاد ضاع علمها ونشيدها !
- عندما تتوحد الارض ويتقاتل الناس بأي مقياس نقيس الوحدة ؟
- حتى نكون على بينة المشكلة الحقيقية ليست مع الاسلام !
- النفط سلاح في معركة تقسيم العراق !
- ابن رئيسنا سفير فوق العادة !
- بلاد نشفت إلا من النفط والثورة !
- هل سينكسر خنجر اوباما وهو يطعن الشبكة الحديدية ؟
- ارض السواد تشوى وتملح !
- اجابات مباشرة !
- البارزاني يدستر للجمهورية الكردية الثانية بعد مهاباد !
- من يعوض العراق ؟
- مدينة الارامل المرأة العراقية في مسيرة التحرير !
- خريف الليبرالية !
- لمن نكتب
- شنو يعني اشننزع بعد لاسرائيل حتى نغري النتن ياهو ؟
- الخطاب غير النمطي لخادم الحرم الامريكي !
- مبدأ الارض مقابل السلام تكريس للمغالطات الاسرائيلية !
- تهافت الاديان يستدعي انتعاش الفلسفة ؟
- هل القول بعودة المسيح او المهدي المنتظر -سماوي- ؟
- فنتازيا الاديان السماوية !


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - جمال محمد تقي - العنوان ليس واضحا ويحتاج الى تفصيل يا شامل !