أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم محمد الحافظ - التحالف الاقطاعي – الاسلاموي الرجعي ومستقبل القطاع الزراعي في العراق . !!















المزيد.....

التحالف الاقطاعي – الاسلاموي الرجعي ومستقبل القطاع الزراعي في العراق . !!


جاسم محمد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2736 - 2009 / 8 / 12 - 08:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لقد ورث المجتمع العراقي بعد الانهيار المدوي للدكتانورية نظاما اقتصاديا واجتماعياية وسياسيا مفزعا وعلى حافة الانهيار, بسبب السياسات الارتجالية والعبثية التي انتهجها النظام البائد , وكانت دون ادنى شك تعبيرا عن الواقع الموضوعي للثقافة الاستبدادية السائدة حينذاك , فقد اتسم هيكل الاقتصاد الوطني العراقي بالتناسب المشوه , لدور واهمية فروع الانتاج المادي الرئيسية المشكلة له , وبذا تعرض القطاع الزراعي الى الاهمال والى اتخاذ اجراءات تعسفية - خصوصا بعد المغامرات الصبيانية في شن الحروب العبثية التي اقحم الشعب العراقي فيها بالضد من ارادته الحرة وطبيعته المسالمة - فقد وزعت اراضي مزارع الدولة الواسعة والمتسمة بجودة اراضيها وقربها من مصادر المياه الى اعوان النظام وحاشيته من العسكريين و الاقطاعيين , فظلا عن تشويه مبادئ وقواعد الادارة الديمقراطية للحركة التعاونية تمهيدا لحلها لاحقا وتفتيت اراضيها الزراعية الى حيازات صغيرة , وضعت القطاع الزراعي العراقي في حالة عجز دائم ومستمر في القدرة على ارساء الشروط الموضوعية للزراعة الحديثة , القائمة على الاستخدام الواسع والكفؤ للمكائن والآلآت الزراعية واساليب الري المتطورة , وكذلك التخصص والتركيز, اللذان زكت الحياة قدرتهما على تلبية حاجات الناس المتنامية من المواد الزراعية الضرورية , والتحضير في ذات الوقت لاُسس نشوء وتطور مؤسسات التكامل الزراعي – الصناعي , التي اضحت من سمات الانتاج الزراعي المعاصر , والتي ارست وبقوة مقدمات اختراق الصناعة لاٌطر وعوالم الجهل والتخلف الذي لف حياة القرى , والغت الفوارق بين المدينة والريف الى حدٍ كبير .
ومن المؤسف حقا استمرارالتدهور في المؤشرات الاقتصادية لهذا القطاع الى الدرجة التي لم يعد فيها اليوم مبررا للسكوت وعدم الاشارة الى الاسباب الرئسية لهذا التدهور ومنها مثلا :

1- سيادة ونفوذ القوى الاقطاعية والاسلامية في مراكز اتخاذ القرار وخاصة البرلمان ومناهظتهم الشرسة لعودة القطاع التعاوني وتحريمهم استعادة الدولة لاراضيها المنهوبة , التابعة لمزارع الدولة المنحلة سابقا , باعتبارها قد تحولت الى املاك خاصة – يستحوذ بعض البرلمانيين عليها - متجاهلين الشرع الاسلامي القاضي بعدم جواز الملكية الخاصة على الاراضي التي دخلت دار الاسلام حية , ووجوب ملكيتها لعموم المسلمين – والعراق عند دخول اهله الاسلام كان يدعى بارض السواد لكثافة غطاءه النباتي – وتجيز الشريعة الملكية الخاصة فقط لمن اصلح ارضا ميتةً حال دخولها دار الاسلام , أو من اعلن مع اهل قريته دخوله الاسلام دون مقاومة حتى وان كانت الارض حية , ويحق لولي امر المسلمين او الدولة المنظمة لشؤؤنهم بتجريد الارض من مالكها الذي اخفق في استغلالها لثلاث سنوات متتالية , ولما كانت هذه القواعد لا تخدم المصالح الطبقية والانانية الضيقة لبعض قيادات احزاب الاسلام السياسي والاقطاعيين , فقد اهملت وان هي استمدت اصولها من مصادرٍ مقدسة .
2- غياب السياسات الاستراتيجية الواقعية للزراعة في اطار نظام اقتصادي يحقق التطور المتوازن لكافة الفروع الانتاجية والمناطق الجغرافية ويظمن العدالة الاجتماعية , والركون الى تبني نهجا تكتنف اتجاهاته الرئيسية ضبابية تعبر عن الجوهر الحقيقي لسياسات الحكومة العراقية واحزابها الاسلامية النافذة ,نهجا يتسم ببلبلة وتشرذم مرجعيته الفلسفية ونظريته الاقتصادية , التي ليس من دليل يؤكد وجودها منذ صدر الاسلام حتى يومنا هذا , ولعل ما ورد في كتاب (فلسفتنا ) لآية الله السيد محمد باقر الصدر يعضد تلك الحقيقة ويعبرعن رغبته الشديدة في صياغة نظرية اقتصادية اسلامية , كنظام اقتصادي مؤطربحدود واضحة تميزه عن النظم الاقتصادية المألوفة , ولم يفلح في ذلك حسب رأيي , برغم المثابرة والجهد الكبيرين اللذين بذلهما في بحثه المحترم , وللاقتصاديين الحق في الاختلاف معي . اما الدعوة لانتهاج الرأسمالية في الزراعة , فهي دعوة لانتشار الفقر والجوع والتخلف وتعميق الفوارق الثقافية والمعيشية بين المدينة والريف , هي ضرب من الوهم لخداع الفلاحين بالفردوس المنتظر , تلك هي عِبر التاريخ الانساني كله , فما علينا الا البحث عن اقصر الطرق واقلها تضحية لبلوغ اهدافنا المشروعة في الحياة الحرة الكريمة . ولا اشك في ان الاقتصاد المختلط سيحقق ذلك ان احسن ادارته .
3- تغيير الوظيفة الادارية لوزارة الزراعة العراقية , من الاظطلاع بوظيفتي الانتاج والاشراف على مختلف فروع الانتاج الزراعي , لتوجيه مسارات تفاعلاتها في اطار الوحدة العضوية والتاثير المتبادل فيما بينها وبين فروع القطاعات الانتاجية الاخرى , التي تشكل معها النظام الاقتصادي العام , واختزالها بوظيفة الارشاد والدعم المادي للفلاحين , الذين غالبا ما ينفقون هذا الدعم خارج العملية الانتاجية , الى جانب تدني مهاراتهم وكفاءتهم الانتاجية وميلهم نحومزاولة الاعمال الخدمية في المدن القريبة من مناطق سكناهم , فظلا عن عدم توفر شروط تراكم راس المال والخبرة الادارية لديهم أبآن الدكتاتورية وكذلك بعد سنوات سقوطها . فان صح هذا الدور لوزارات الزراعة في الدول المتقدمة , فليس بالضرورة ان يصح انتهاجه في بلادنا التي يعاني فيها الفلاح من تفشي الجهل والامية والبؤس , وتفرض انتاجية عمله المتدنية , انتسابه الى الدول المتخلفة على النقيض من احوال المزارعين في العالم المتقدم . والمستوى الرفيع لمؤشرات تطور الانتاجية والمهارات الادارية والثقافة الانتاجية العالية لديهم .
وللخروج من هذا الوضع الخطير ينبغي النظال من اجل اصدار قانون اصلاح زراعي جديد ينظم الملكية ويرمي الى تحسين البيئة الزراعية واشكال النظم الادارية الملائمة لهذه البيئة وفق شروط التجربة الديمقراطية المزمع انجاز بناءها في بلادنا ومظاهر التغيرات المناخية وشحة الموارد المائية والاستفادة من اخطاء وايجابيات قوانين الاصلاح الزراعي , التي صدرت ابان ثورة 14 تموز الوطنية حتى أوائل سبعينات القرن المنصرم , شرطة تهيئة الرئ العام العراقي ورفع مستوى وعي الجماهير الفلاحية للدفاع عن مصلحها الاقتصادية وعدم الاستسلام للاوهام والوعود المعسولة الممهدة لعودة الاقطاعية والاستغلال من جديد . ان الرضوخ لقوى التحاف الاقطاعي – الاسلاموي الرجعي , يهدد بناء الدولة الديمقراطية ويعيد المجتمع الى أنظمة العبودية والاستبداد , اللذان كلف زوالهما ملايين الضحايا وكل هذا الدمار والخراب والوحشية والعنف الذي نشهده . وسيؤدي الى هجرة واسعة من الريف الى المدينة , الامر الذي سينعكس سلبا على افاق تطور مختلف فروع الانتاج الزراعي في العراق.






#جاسم_محمد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الاستاذ المالكي مع اطيب التمنيات...!!
- ما هكذا تروى الابل يا استاذ هادي...!!!
- متى يزال شعار - معنا حياتك لها قيمة -من شوارع بغداد
- الخطوط الجوية العراقية في دمشق واقع الحال أم عبث -فارس-؟!
- سلآماً على المسيحي , الذي سأبقى مُدآن له بحياتي..!!
- الإنتهازيون لا يعمرون وطناً ، ولا يقيمون عدلاً ..!!
- تصدع حصن “ القدسية الدينية ” المزعومة .. فتمترسوا بالعشيرة . ...
- هل بأمثال هؤلاء تبنى الدولة الديمقراطية ..؟
- مرحلة معقدة...وهيكل أيديولوجي متخلف...وقدسية مزيفة...يالها م ...
- إنها أكثر أمهات المعارك شرفآ !!!
- الإفاء بمستلزمات الديمقراطية ....لوازكم الى العلم المتقدم !!
- إستراتيجية(الخمور) خديعة ومصيدة مكشوفة !!
- صار العراق حقلآ تجريبيآ للرجال والنساء الفاشلين..!!
- من رأى منكم عباسآ ،فليخبره....!!
- أتمنى أن لا تكون حكايتهم .. كحكاية *غاله* !!
- أهناك بعدآ طبقيآ لصراع الإسلاميين في أزقة الأحياء الفقيرة في ...
- هل ستمر الإتفاقية المشبوهة...تحت غبار معارك الإسلاميين البائ ...
- فشلوا في إدارة الدولة...فأشاعوا البؤس والخرافات !
- التكامل الصناعي -الزراعي ...أساس تطور الريف العراقي !
- الإقتصاد المختلط..يوفر العمل..والحريات السياسية للناس ..في ظ ...


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم محمد الحافظ - التحالف الاقطاعي – الاسلاموي الرجعي ومستقبل القطاع الزراعي في العراق . !!