|
التطبيع المطلوب هو التطبيع بين العرب أولاً !!
اديب طالب
الحوار المتمدن-العدد: 2735 - 2009 / 8 / 11 - 03:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بغض النظر ان كنّا مع التطبيع مع العدو الاسرائيلي ، أو مع عدمه وحرمته " القومية" و " الدينية" ، وهذان أمران متوهجان رغم الهزائم والعجز ، في احلام وآمال الشعوب العربية والاسلامية ، وهما حاضران في عقول وسياسات قادتها ؛ كقميص عثمان ومسمار جحا ... بغضّ النظر ان كنّا مع التطبيع أو مع ضدّه ؛ فانّ القاعدة المرعية هنا هي أنّ " فاقد الشيىء لا يعطيه " . تأسيساً على كلام كهذا ؛ فانّ التطبيع المطلوب والواجب ، هو التطبيع بين العرب أنفسهم .
لن ندخل في عمق الزخم القوميّ العربيّ ؛ أنّ الصراع مع الكيان الصهيونيّ صراع وجود وليس صراع حدود ، ولن ندخل في هيجان العداء الدينيّ ضدّ اليهود ، أعداء الله ورسوله وقتلة الأنبياء والأطفال ، لا لن ندخل هكذا مدخل ! وانّما سنتعتمد لغة المصالح والمنافع البحتة – حكلّي لحكلّك - .
هل ثمة ، أيّ شكلً من التطبيع بين الزعماء الفلسطينيين ؟ . امارةٌ اسلامية لمشعل في غزة ، وأقلّ من دويلة الدويلة لعباس في رام الله . حتى الآن ، عجزت القاهرة ومكّة ودمشق – ياسيدي بلغة اهل الشام – ، وعجز حتى السيد أوباما – العظيم امريكيا والعظيم عالميا – عن فتح ولو سفيّرة – تصغير لسفارة – بين الامارة ودويلة الدويلة ، ويتحدثون عن التطبيع ، كم هو فاشل عمّا يتحدثون !! . في 5 اغسطس 2009 اوردت جريدة الحياة في صدر صفحتها الاولى ما يلي : وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز برقية الى الرئيس محمود عباس، لمناسبة انعقاد المؤتمر السادس لحركة «فتح» في مدينة بيت لحم، قال فيها : أيها الإخوة المناضلون، من طبيعة الأشياء أن يلقى الإنسان العداوة والبغضاء من أعدائه، وأن يخوض معهم المعارك والحروب، إلاّ أنه ليس من طبيعة الأشياء أن يحارب الشقيق الشقيق وأن يتآمر الصديق على الصديق في مخالفة صارخة للتوجيه الرباني الكريم (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم)، وفي خروج صارخ على كافة القيم النبيلة والمبادئ السامية. أننا نفهم عدوان العدو الغادر الغاشم، وحقد الحاقدين، ومؤامرات الحاسدين، لكننا لا نفهم أن يطعن الشقيق شقيقة، ولا أن يدب القتال بين أبناء الوطن الواحد رفاق السلاح والمصير المشترك. واضاف خادم الحرمين: «أيها الإخوة المناضلون، إن ما يحدث في فلسطين صراع مروّع بين الأشقاء لا يُرضي الله ولا المؤمنين، إن قلوب المسلمين في كل مكان تتصدع وهي ترى الإخوة وقد انقسموا إلى فريقين يكيل كل منهما للآخر التهم ويتربص به الدوائر، وأصارحكم أيها الإخوة أن العدو المتكبر المجرم لم يستطع عبر سنوات طويلة من العدوان المستمر أن يلحق من الأذى بالقضية الفلسطينية ما ألحقه الفلسطينيون أنفسهم بقضيتهم من أذى في اشهر قليلة، والحق أقول لكم أيها الأخوة أنه لو أجمع العالم كلّه على إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولو حُشد لها كل وسائل الدعم والمساندة لما قامت هذه الدولة والبيت الفلسطيني منقسم على نفسه شيعاً وطوائف، كل حزب بما لديه فرح».
اذا كان " العدوّان الفلسطينيان " مخطئين ؛ فمن أين سيستورد الشعب الفلسطيني زعماء مصيبين ، لا خطّائين ؟ . هل سيرسل الله سبحانه وتعالى نبيا فلسطينبا من عنده فيوحد الامة الفلسطينية ؟ رغم أنّ سيدنا محمد ( ص ) هو خاتم الأنيباء .
لماذا طغت اخبار الاعتقالات المتبادلة المخزية ، والافراجات المتلاعب بها ، للأسرى – خاب الاسر والآسرون - بين الامارة ودويلة الدويلة على مواجهة النتائج المروّعة لذبح العدو الصهيوني لغزّة من بضع اشهر لا أكثر ؟ أين هم " لهاليب " التفجر القومي العربي ، ومحاموا الحقّ الديني في أنّ فلسطين كلّها وقف اسلامي ؟ أين هم ؟ وغزة هاشم ركام من الجوع والجثث والعطش والنوم فوق الخرائب وتحتها لا فرق ! ؟؟ . ويتحدثون عن التطبيع ، ألا ساء ما يتحدثون . هل تصدقون ، أنّهم في الامارة ، مهتمون باللباس الشرعي أكثر من اهتمامهم باعادة الاعمار وحليب الاطفال واطعام العجائز والمسنين ؟ . هل يكفي لنصرة غزة المذبوحة ، أن يزورها مواسيا الكوميدي السوري البارع السيد دريد لحام ؟ هل أقول : هزلت ؟ رغم احترامنا الكبير للمكانة الفنية العالية لفنان سوريا الأول .
المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية العربية السورية السيدة بثينة شعبان قالت : «إن الحوار بدأ فعلاً مع الولايات المتحدة وسيستمر». حسناً وهذا أمرٌ جيد . هل الحوار السعودي – السوري ، دليل بداية طيبة نافعة لتطبيع عربي عربي ؟ هل يدخل لبنان الحر السيد المستقل - وتحت كلّ صفة من الصفات الثلاث التي ذكرناها خطٌ أحمر- ، على مسار ذا الحوار الايجابيّ فيزيده ايجابية ؛ في ضوء أمل ، في موقف متقارب من " سلامات " السيد اوباما ، ومن عدوانيات المجرمين نتنياهو وليبرمان ، ومن الخطط الايرانية ، المعيقة لحركة التحرر العربيّ و الضارة بالمصالح العربية ، للشعوب كانت ، أو للحكام كانت ، أو لكليهما معاً ؟؟ . والاهم ، في الراهن " في تخفيف ، على الاقل ، العداء بين الامارة والدويلة ؟؟ .
لعلّ الحوار السعوديّ- السوريّ- اللبنانيّ ؛ يمنع التدمير اليهوديّ المنظم للحق العربي الفلسطينيّ ، و تدمير السلام ؛ كحلً وحيدّ لأزمات المنطقة المميتة للشعوب قبل الحكام ؟ لعلّه كذلك ؛ فيقطع على اسرائيل خططها في حرب لا تبقي ولاتذر ؟ لعلّ ؟ ، لعلّه ؟ والله أعلم . وأحبّ أن أذكّر الخائفين من سيطرة شركات تصنيع الاسلحة في العالم على العالم ومصائره ومصائر منطقتنا .. أذكّرهم أنّ السلام ومشاريع الرئيس الامريكي باراك اوباما الحوارية السلمية ، فضلا عن موقفه المميز من قضايا العرب والمسلمين ، كلّ تلك الايجابيات ستقطع الطريق على حمى التسلح التي تغذّيها شركات الاسلحة المجرمة . انّ الحوار السعوديّ السوريّ اللبنانيّ ، يصبّ في مصلحة السلام ، وهو أفضل رادع لعدوانية اسرائيل ، وهو أفضل تحذير لايران من أن تنزلق الى حرب تبدؤها اسرائيل ، اوتستمر في انزلاقها في تمزيق الصفّ العربي وفي تكريس العداء الفلسطينيّ الفلسطينيّ ، وفي احتمال فتنة لبنا نية لبنانية ، اعتقد انّ حزب الله لن ينجرّ اليها مهما كانت الاغراءات الايديولوجية أو المادية . انّ على الجمهورية الاسلامية الايرانية ؛ أن تبقى جمهورية واسلامية وايرانية وفقط لاغير ، وحتى يتم الامر هكذا ، وحتى تستقيم الامور ، ويقتنع الفلسطينيون بانهاء العدااوات ما بينهم ، علينا أن نعمل جادّين من أجل التطبيع العربيّ العربي ، وعندها لاتطبيعٌ شاملّ ، الا بسلام شامل كما نصّت المبادرة السعودية العربية للسلام . وعندها يصبح فاقد الشيىء مالكه ، وعندها يعطيه .
اديب طالب – كاتب سوري
#اديب_طالب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دولة العدوان الإسرائيلي تنسج شبح الحرب
-
النظام اللبناني مختلف عن أنظمة المنطقة
-
المفاوضات خيار استراتيجي وليس السلام؟!
-
الخيار العسكري ضد -السلاح النووي الإيراني- ما زال واحداً من
...
-
النووي الإيراني إلى أين؟
-
أيام ايران الصعبة ، لن تمنع المحادثات الامريكية الايرانية ال
...
-
اوباما ومكارم الاخلاق
-
مولد العصيان المدني في ايران
-
حماس والرؤية الاوبامية
-
أوباما: صوت السلام من القاهرة نتنياهو: صوت الحروب من -أورشلي
...
-
أوباما ونتنياهو معاً: لا للخلاف الاستراتيجي!!
-
وجهة نظر في الرؤية الأوبامية
-
هل يضغط أوباما على اسرائيل ليصبح لخطابه القادم في القاهرة مع
...
-
اسرائيل : عنف ضدّ ايران ، ليونة وسلاسة مع سوريا ، عناد لئيم
...
-
18 أيار والاسابيع بعده يحددان الأهم الأهم !!
-
ا:اوباما يسوس العالم بسلاسة حازمة :
-
18 أيار بين باراك حسين اوباما المسالم وبين بنيامين نتنياهوال
...
-
مئة يوم لاوباما في الشرق الأوسط الكبير
-
البرادعي المتفائل واوباما المحاور ويد نتنياهوعلى الزناد ,
-
قبر السلام الفلسطيني الاسرائيلي المغدور
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|