أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - وهم حوار الحضارات














المزيد.....

وهم حوار الحضارات


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2736 - 2009 / 8 / 12 - 08:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فجأة.. نجد شعار "حوار الحضارات" يتصدر شاشات التليفزيون ونشرات أخبار الفضائيات والصفحات الأولى للجرائد. ثم يختفي الشعار ذاته بلا سبب، مثلما ظهر بلا سبب، أو يتلاشى تحت سحب الدخان الكثيف للصراعات المسلحة التى تندلع هنا أو هناك.
ونتذكر أن آخر ضربة تلقتها دعوة "حوار الحضارات " كانت قد جاءت على يد الكاتب الأمريكي الشهير صمويل هنتجتون الذى أطلق دعوة مضادة تحت عنوان "صدام الحضارات" فى مقال شهير نشرته مجلة "فورين أفيرز" عام 1993، وتمت ترجمة المقال إلى العديد من اللغات.
ولم تكن المسألة مجرد فكرة فى مقال، ثم فى كتاب، وأنما تجسدت فى واقع من العنف المروع الذى انطوت عليه تلك الحرب الإمبراطورية التى شنتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن تحت اسم الحرب على الإرهاب. وهى كما نعلم حرب غير محددة العنوان، وأعطى صقور البنتاجون الأمريكي حق شنها فى أى مكان فى العالم تحت ذريعة "الحرب الاستباقية"، ولم تقتصر على العنف العسكري بكل ثقل الآلة الحربية الأمريكية فرض أجندتها ورؤيتها على الجميع، بما فى ذلك أقرب حلفائها دون نقاش.
الآن.. تغير المزاج العام بعد انتخاب الرئيس باراك أوباما، فعادت الروح الى شعار "حوار الحضارات".. الغامض والمراوغ.
وقد شهدت مكتبة الإسكندرية أمس الأول ورشة عمل "حول سياسات دراسة حوار الحضارات"، تم النقاش فيها بين مجموعة محدودة من المثقفين حول عدد من الأوراق، أهمها ورقة للكاتبة الكبيرة الزميلة الأستاذة أمينة شفيق "ماذا يريد الغرب من وراء الحوار"، والباحث الجاد الزميل الدكتور عمار على حسن "نحو مقاربة أجدى لحوار الحضارات"، والدكتور محمد حلمى عبد الوهاب "فى التأسيس الصوفى للحوار: حول إمكانية نشأة حوار حضارات من منظور صوفي!"، والشيماء الدمدراش عقالي "حول الحضارات فى الفضاء الشيعي: خاتمي نموذجاً"، وأمانى غانم المدرس المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية "استراتيجيات حوار الحضارات من منظور العلاقات الدولية"، والدكتور عبد العظيم محمود حنفى مدير مركز الكنانة للبحوث والدراسات "الحرية وقضايا الحوار"، ومحمد كمال محمد الباحث بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية "حوار الحضارات فى المنظمات الدولية".
ودارت خلال جلستي ورشة العمل – اللتان أدارهما الباحث المغربى نوح الهرموزى والباحث والكاتب سامح فوزى- نقاشات مهمة، وصلت إلى درجة السخونة فى بعض الأحيان، أرجو أن تتاح الفرصة للتعرض لها لاحقاً.
وربما تكون الملحوظة الأكثر بروزاً فى هذا النقاش الصحي هى تلك التى ذهبت إلى التأكيد على أن الأوضاع الحالية للعرب لا تجعلهم طرفاً حقيقياً فى أى حوار مع "الآخر"، بعد أن أصبحوا عالة على الحضارة الإنسانية فى الوقت الراهن، ويتسابقون مع بعضهم البعض فى العودة إلى العصور الوسطى.. وانه من الأجدى بدلاً من الحديث عن حوار بين الحضارات لا يتوفر الحد الأدنى من الشروط الموضوعية لأن يكون العرب طرفاً به حاليا- بعد أن تحولت المنطقة العربية إلى أكثر منطقة فى العالم أمية وفقرا وبطالة وتخلفا وقابلية للاستبداد والاستعمار- الأجدى بدلاً من ذلك أن نقوم بالحوار مع أنفسنا.. فمن العبث أن نتحدث عن "حوار حضارات" بينما الفلسطينيون "الحمساويون" لا يستطيعون الحوار مع الفلسطينيين "الفتحاويين" والأسهل على كل منهما الحديث مع الإسرائيليين.
وليس الانشقاق الفلسطيني هو الاستثناء، بل إن القاعدة هى احتدام الخلاف العربي العربى وعجز لغة الضاد عن أن تكون لغة يستطيع العرب التفاهم بها!
فكيف يمكن لمن لا يستطيعون الحوار مع أنفسهم أن يدخلوا فى حوار مع "الحضارات" الأخرى، وهم خارج الحضارة أصلاً؟!




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيد القمني.. وجائزته الملغومة
- قراءة سريعة في تقرير مهم (2):
- وصمة عار وشعاع أمل:لبنى .. السودانية
- قراءة سريعة في تقرير محترم (1)التقرير السنوي السادس للتنافسي ...
- ما رأى بشير عقيل؟!حسنة وأنا سيدك!
- مروه.... -النوبية-
- أيها المصريون: اعقلوا قليلا!
- جنيه 2005 العجيب
- وصف مصر بالمعلومات
- دماء على أرض مصر
- مفارقات القبض علي عبدالمنعم أبو الفتوح!
- بعد رواج مزايدات المتاجرة بدماء مروة الشربيني متي نعلن الحرب ...
- لماذا رفض -غالى- مناقشة قضية -مروه-؟!
- مال.. وصاحبه غائب!
- ازدواج المعايير .. وازدواج الشخصية
- الإصلاح الزراعي... الثاني 1 2
- التطبيع .. وسنينه
- خطاب ليس ككل الخطابات »2«
- خطاب ليس ككل الخطابات (1)
- الحرب الأهلية الصحفية .. الجديدة!


المزيد.....




- لحظة تصدي رجل هارب لشرطي أمريكي أدخلته في حالة حرجة.. شاهد م ...
- بروتوكول تعاون عسكري بين مصر والصومال وسط خلاف بين مقديشيو و ...
- برلين تؤكد أن التحقيق في تفجير -السيل الشمالي- لن يؤثر على ع ...
- نائب نمساوي يدعو إلى وقف المساعدات لأوكرانيا بسبب تورطها في ...
- سامي الجميّل في بلا قيود: تطرف حزب الله وإسرائيل يصعب إيجاد ...
- إيران: إصابة أم بالشلل النصفي بعد إصابتها برصاص الشرطة بسبب ...
- فلسطيني يستخرج شهادة ميلاد توأمه.. ويعود ليجدهما مقتولين مع ...
- عدد القتلى في غزة يقترب من -40 ألفاً- منذ بدء الحرب، ووزير إ ...
- لإفساح المجال لوجوه جديدة في اليابان.. كيشيدا يعلن عزمه الت ...
- زيلينسكي: قواتنا أسرت أكثر من 100 جندي روسي في كورسك صباح ال ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - وهم حوار الحضارات