غرباء على الخليج

ياسمين عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 833 - 2004 / 5 / 13 - 08:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

أبو غريب لن يكون آخر ذل للعرب مثلما لم تكن فلسطين أول ثوب للعار لبسته الأمة العربية بأكملها من المحيط إلى الخليج ولن تجدي صرخات الاستغاثة من النساء والرجال ,سواء كانوا في سجن أبو غريب أو من أي سجن من المشرق إلى المغرب فمنذ أن نصب الحكام والملوك ورؤوساء الجمهوريات الملكية أنفسهم وكلاء الله على الأرض لم يعد للإنسان قيمة إلا بقدر ما يتصاغر ويذل نفسه لتلك الرموز التي ذكرتها.
المؤلم أكثر أن العرب يتقنون التأثر لكنهم يتقنون أكثر النسيان لا يؤاخذني أحد إذا سألت هل تتذكرون سعاد الفلسطينية التي اغتصبها بالتتابع أكثر من شخص في مخيم صبرا وشاتيلا وهم لبناننيون وليسوا من المارينز الأمريكي ؟ والا لآف اللذين قضوا في أقل من 48 ساعة بل الآلاف الذين كان صدام حسين يقطعهم ويرميهم في نهري دجلة والفرات ؟
الكثير من العراقيين والعرب يكاد يجزم بأن وحشية صدام حسين لا يكاد يجاريها مثيل في التاريخ أي تاريخ هذا الذي نجرؤ على الاستعانة به إذا كان الحجاج بن يوسف الثقفي قد علق جثة عبدالله بن الزبير أياما على جدار الكعبة حتى تعفنت , لا نبتعد كثيرا في الخيال فملف الحرب الأهلية في لبنان يجعل الإنسان راغبا أن ينزع عنه ذاكرته كي ينسى أن من ماتوا وقتلوا هم ضحايا أبناء الجنس البشري نفسه بل ربما قتلوا برصاص جيرانهم وأصدقائهم لم يقتلوا بأسلحة جاءت من الفضاء الخارجي
مضت صبرا وشاتيلا ومن سيقتص من الجاني الذي يلعب الأن بالمنطقة كلها إذا لم يكن بالعالم وماذا ستقدم محاكمة رامسفيلد أمام الكونغرس الاعتذار الشديد ( على رأي أحدهم ) يا إلهي ما أسهل الاعتذار وخاصة من الأموات
فبل أن نسأل الأمريكان أن يعتذروا لماذا لا يطالب العرب بوجود فعلي وتمثيل لهم في قوات حفظ النظام أم أن الملايين التي يودعونها في الخارج لا يستحقها أطفال العراق ونساءه وشبابه
أم أننا دوما نتسول الذل والمهانة والدمار كي نتذكر أننا راكدون في مستنقع خانق ننتظر دهورا كي يمر أحد ويرمي حصاة فيه
لا يضير العرب ما يحدث على كافة تلوناتهم باستثناء القليل فبدلا من اجتماعاتهم المكوكية التي لن تفيد العراق إلا كما ترغب أميركا وتشاء لماذا لا يرسلون قوات عربية أما أننا نثق بالأمريكي لدرجة أننا نسلمه كل شيئ حتى أعراضنا ربما حتى العرض والكرامة ياتت كلمات فائتة في قاموس هذه الأيام
أبو غريب أتى ليؤكد كم نحن أذلاء وصغار وخرجنا من التاريخ منذ زمن ربما منذ أن سقطت بغداد أول مرة بيد هولاكو .

#ياسمين_عبدالله (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات