أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عمرو اسماعيل - رب ضارة نافعة















المزيد.....

رب ضارة نافعة


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 833 - 2004 / 5 / 13 - 08:53
المحور: حقوق الانسان
    


كنا نسمع عن التعذيب في السجون ونقرأ عنه في الصحف ولكننا لم نراه صورا بهذه الكمية وهذه البشاعة ألا بعد نشر صور فضيحة سجن أبو غريب .. أعتقد أن كل عربي و لا استثني نفسي قد أحس أن العالم كله قد رأي مؤخرته .. وأحس أن جندية أمريكية لا يزيد عمرها عن 21 سنة قد مسحت بكرامته الأرض .. فهل تدفعنا هذه الصور أن نسأل أنفسنا لماذا يحدث لنا ذلك دون باقي شعوب الأرض؟ هل تدفعنا هذه الصور أن نعمل ألا تتكرر هذه المأساة لا علي يد أمريكي محتل و لا علي يد سجان وطني يعمل لحساب نظام حكم ديكتاتوري؟
أن ما حدث في سجن أبو غريب ما كان ممكن أن يحدث لولا أننا شعوب بلا كرامة .. فقدنا هذه الكرامة عندما رضينا أن نكون رعايا لحكامنا وليس مواطنين يخدمهم الحاكم .. أن بوش عندما اعتذر عما حدث في سجن أبو غريب لم يكن يعتذر لنا حتي وأن وجه لنا الكلام, أنما كان يعتذر لشعبه , لأنه يعرف أن مصيره كرئيس لأقوي دولة في العالم هو مرتبط برضاء شعبه عليه.
هذه هي الحقيقة, سيتكرر ما حدث في أبو غريب أن لم نفق و نعرف أن الكرامة ليست منحة يتعطف بها علينا حاكم أو منظمة لحقوق الأنسان أو نسترجعها أذا اعتذر بوش أو حتي أقال وزير دفاعه.. ولكنها قيمة انسانية يجب أن نعض عليها بالنواجذ ونجبر حكامنا أن يحترموها وعندها فقط سيحترمنا العالم وما كان يستطيع بوش أو غيره يستطيع أن يفعل ما يفعله.
من أتي بأمريكا الي منطقتنا أنهم الحكام الذين لا يعبئون بشعوبهم ولا يضعونهم في الحسبان عند اتخاذ أي قرار .. هل استشار صدام حسين شعبه عندما قام بغزو الكويت وهل استطاع حكامنا حل هذه المشكلة داخل البيت العربي مما يسحب البساط من أي حجة أمريكية للتدخل في شئوننا.
هل كان يمكن أن تغزو أمريكا العراق دون ان يعطيها صدام الحجة بأن أوهم العالم ونحن أولهم أنه يمتلك الأسلحة الفتاكة التي سيمحو بها اسرائيل واتضح أنه يملك خردة من مخلفات السلاح السوفيتي والتي أضاعها في مغامرات خارجية ليس لها معني أرضاء لغروره ورغبته المريضة في الزعامة ,, نفس ما كان يفعله عبد الناصر قبل 67 ولو تفرغ كلاهما لبناء بلديهما حضاريا واقتصاديا وصناعيا وسمحا لشعبيهما أن يشاركا في الحكم ما كانت تستطيع أمريكا و لا حتي أسرائيل اللعب بهما كقطع الشطرنج والدفع بهما نحو حروب نتيجتها معروفة سلفا ببساطة لأننا لا نصنع ما نحارب به و لا نزرع ما يكفينا مما نأكله ولا نملك ألا صوتا عاليا نهدد به الجميع.
هل كان من الممكن أن تغزو أمريكا العراق رغم كل ما فعله صدام لولا أن حكوماتنا فتحت لجيوشها و طائراتها وبواخرها أراضينا و مطاراتنا وبحارنا دون أن يكون لنا نحن الشعوب أي رأي أو حتي قيمة يضعها الحكام وأمريكا في حسبانهم.
لماذا لا نتعلم من عدوتنا الأولي أسرائيل .. لقد أيد بوش شارون في خطته للأنسحاب الأحادي الجانب من غزة ولكن لا بوش ولا شارون استطاعا أن يفرضا هذه الخطة علي مجموعة من المتطرفين من غلاة الليكود رغم أنه كان في استطاعتهما أن يفرضاها علي كل الحكام العرب لأنه لا وزن للملايين من الشعوب العربية.. بينما بضعة آلاف من اليهود المتطرفين استطاعوا الوقوف أمام بوش رئيس أقوي دولة في العالم.
أن أمريكا انتهكت حقوق الأنسان العراقي عندما احتلت العراق قبل أن ينتهك بعض جنودها حقوق المساجين في سجن أبو غريب وأمريكا وجنودها المرضي ما كانوا يستطيعوا أن يفعلوها لولا أننا سمحنا لنظمنا الديكتاتورية أنت تنتهك جميع حقوقنا الإنسانية والسياسية وسمحنا لحكامنا أن يعتبرونا كما مهملا لا يوجد لنا أي دور أو رأي لا في وصولهم للحكم ولا لبقائهم فيه.
يغضب مني الكثيرون عندما أعلن أن عمليات العنف العشوائية لن توصلنا لأي نتيجة غير أهدار الدم العبثي لشبابنا ولكني مصمم علي رأيي ليس حبا في أمريكا أو الغرب كما يتهمني البعض ولكن حبا لشعوبنا وشبابنا ومستقبل أولادنا لأن الشيء الوحيد الذي سيجبر أمريكا علي الرحيل و سيجبر أسرائيل علي أعطاء الشعب الفلسطيني حقه هو أن يكون لشعوبنا كرامة في أوطانها .. أن يكون لها رأي في سياسة حكوماتها .. أن يكون للمواطن العربي حقوق في وطنه .. ألا يعذب من قبل سجانيه من أهل بلده أذناب الحاكم .. ألا يكون هناك سجناء رأي أو سجناء سياسيين في البلاد العربية .. أن يكون قادرا علي محاسبة الفساد و المفسدين علي أرضه .. ليس بقطع الرقبة .. ولكن بسيادة القانون علي الجميع حكاما و محكومين.
هل كانت أمريكا تستطيع أن تؤيد إسرائيل هذا التأييد الأعمى لو أنها كانت تعرف أن مصالحها الحقيقية مهددة فعلا .. ليس بتفجير سيارة أو قتل كام أمريكي ليس لهم قيمة في ينبع ولكن مصالحها الأقتصادية والسياسية ولكنها مطمئنة أن هذا لن يحدث لأنها مطمئنة من قدرة حكامنا علي قهرنا رغم كل ضجيجها حول الديمقراطية.. أنها تستخدم هذه الورقة لتهديد الحكام حتي يصبحوا مطيعين ولكننا نحن من نستطيع أن نظهر الوجه الحقيقي للسياسة الخارجية الأمريكية أن فرضنا الديمقراطية علي حكوماتنا.
ان حل القضية الفلسطينية و تحرير بغداد وضمان عدم تكرار ماحدث في ابو غريب في أي سجن عربي لن يحدث ألا اذا تحررنا من العبد الكائن والمسيطر داخلنا .. ألا أذا آمن كل منا أننا ولدنا أحرارا فلما سمحنا لكل نظم القهر أن تستعبدنا.
لن نستطيع أن نقف في وجه أمريكا و اسرائيل ألا اذا استطعنا الوقوف في وجه أي حكومة ظالمة .. لن نستطيع تحرير بلادنا والوقوف أمام الأطماع الأستعمارية لأمريكا أو غيرها ألا أذا كانت حكوماتنا منتخبة والصوت الرسمي هو معبر حقيقي عن الصوت الشعبي .. أن أمريكا لا تستطيع أن تضغط علي أي حاكم أذا كانت متأكدة أن شعبه يحميه و يؤيده ويستطيع أن يقيله من منصبه أن هو خان ثقته .. وأمامنا أسبانيا و تركيا فلماذا لا نعي.
ما حدث في أبو غريب جرح غائر في الكرامة العربية .. فهل نستطيع تغطية مؤخرتنا .. وهل نستطيع أن نثبت للعالم كله أننا شعوبا ذات كرامة ونضمن ألا يتكرر ما حدث في أبو غريب في أي سجن عربي.
هل نتحرك ليكون أبو غريب رمز لنهاية حقبة من الاستعباد والقهر علي يد الجميع من النظم الحاكمة الي امريكا واسرائيل وبداية حقبة جديدة من الحرية واحترام حقوق المواطن كل في بلده ولنبدأ بمصر فهي في رايي,, وقد أكون مخطئا,, أكثر دول المنطقة استعدادا لهذا التغيير الديمقراطي وأكثر دول المنطقة قدرة علي علي التأثير علي محيطها .. أن أصبحت مصر فعلا ديمقراطية تحترم فيها حقوق الأنسان والحكم فيها معبر عن أرادة الشعب الحقيقية فلن تستطيع حينئذ أمريكا ولا غيرها أن تتلاعب بنا.
صدقوني أن الحل في يدنا و نستطيع أن نفرضه بطريقة سلمية.. رغم أني أعرف أن الكثيرين لن يوافقوني علي حكاية سلمية دي.. وعندها فقط نستطيع أن نقول علي ما حدث في أبو غريب رب ضارة نافعة .. أما قبل ذلك فستظل مؤخرتنا مكشوفة للجميع وسيكون هناك ألف أبو غريب.

د. عمرو اسماعيل
[email protected]



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال افتراضي .. ماذا لو انقلبت الأدوار؟ وكنا في قوة أمريكا
- فضيحة أبو غريب هي لنا قبل الأمريكان
- الحرة.. أسم علي غير مسمي
- مستشاري الرئيس
- مفهوم الدين في القرن الواحد و العشرون
- هل الدين هو فعلا أفيون الشعوب.. أم أن هناك مفهوم أفيوني للدي ...
- الفضائيات .. أسرع طريق للشهرة .. والموت أيضا
- ما هو المعلوم من الدين بالضرورة ؟ أفيدوني أفادكم الله
- فلنرد كالرجال .. أو فلنصمت الي الأبد
- لكي تكون نجما فضائيا.. العمائم هي الحل
- قتل أم قتال في سبيل الله
- هنيئا للعرب الديكتاتورية و هنيئا لأمريكا تورطها في العراق
- أحداث العراق و مدريد ..و ثقافة قطع الشطرنج
- ألي أهل العراق.. قلة منكم تصر أنه لا يصلح لكم ألا الحجاج أو ...
- من لم يقرأ التاريخ؟ العلمانيون أم السلفيون
- نابليون بونابرت و أمريكا.. رب ضارة نافعة
- عمرو يا موسي ساكت ليه.. في الجامعة العربية بتعمل إيه
- شارون و مسلسل انتهاك العرض العربي
- باللهجة العامية.. مرارتنا اتفأعت
- الأسلام دين و دولة .. حقيقة أم وسيلة للوصول للسلطة


المزيد.....




- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
- مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري ...
- جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة ...
- الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة
- السعودية تنفذ حكم الإعدام بحق 3 أشخاص بعد إدانتهم بجرائم -إر ...
- ماذا سيحدث الآن بعد إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ...
- ماذا قال الأعداء والأصدقاء و-الحياديون- في مذكرات اعتقال نتن ...
- بايدن يدين بشدة مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت
- رئيس وزراء ايرلندا: اوامر الجنائية الدولية باعتقال مسؤولين ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عمرو اسماعيل - رب ضارة نافعة