أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال الحسين - المشروع التنموي للقوى البشرية و نضال الفلاحين الفقراء















المزيد.....


المشروع التنموي للقوى البشرية و نضال الفلاحين الفقراء


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 833 - 2004 / 5 / 13 - 08:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


المشروع التنموي للقوى البشرية و نضال الفلاحين الفقراء
نموذج ســد أولوز بالمغرب
1- تقديـــم :

يعتبر إعلان الحق في التنمية مرجعية كونية يمكن اعتمادها لإبراز الصفة التناحرية بين الفلاحين الفقراء و طغيان الدولة المغربية ، حيث الهجوم على ممتلكاتهم و تهجيرهم قسرا و انتزاع أراضيهم دون تعويضات معقولة خدمة للملاكين العقاريين الكبار على حساب مصالح الفلاحين الفقراء ، عكس ما ينص عليه إعلان حق في التنمية المرتبط بباقي الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية حسب الاعلان باعتبارما يلي :
- التنمية مرتبطة بإيجاد مجال لكل فرد وإمكانيات تطوير مؤهلاته اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا.
- الحق في التنمية يستفيد منه الأفراد والجماعات والدولة ملزمة بإقراره.
- على الدولة أن تضمن الحقوق الأساسية وعلى رأسها الحق في : الصحة والتعليم والشغل والسكن على قدم المساواة دون تمييز بين الأفراد.
لهذا يجب ربط مفهوم التنمية بواقع الفلاحين الفقراء بسد أولوز والذي يتجلى في حقهم في الاستفادة من الأرض والماء والأركان وتطوير الامازيغية باعتبارها الركائز الاساسية لكل تنمية تستهدف الإنسان بمنطقة سوس جنوب المغرب.
أمام العلاقة التناحرية بين مصالح الفلاحين الفقراء بسد أولوز ومفهوم التنمية لدى الدولة المغربية ، عملت جمعية تارودانت الاجتماعية والثقافية بالتعاون مع "جمعية إفغلن" للفلاحين الفقراء بسد أولوز على إعداد مشروع تنموي من أجل إقرار تنمية ديمقراطية تستهدف تنمية القوى البشرية .

2- الأفكار الأساسية للمشروع التنموي :

يعتبر وادي سوس القلب النابض بحوض سوس و يتموقع بين قمم الأطلس الكبير والأطلس الصغير والمعطيات التالية تبين أهميته :
1- تمثل مساحة الوادي 3950 كلم2 أي ربع مساحة الحوض الذي يضم مجمل تراب ولاية أكادير (أكادير ادوتنان، انزكان أيت ملول، شتوكة أيت بها وجزء مهم من عمالة تارودانت ب 740 ألف هكتار).
2- موارد غابوية جد مهمة ب 580 ألف هكتار تضم في أغلبها غابات الأركان في الجبال والسهول و390 ألف هكتار من المراعي و200 ألف هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة من بينها 100 هكتار مسقية.
3- موارد مهمة من المياه لوجود طبقة مائية جوفية ذات احتياطي يقدر ب 50 مليار متر مكعب منها 8 مليارات يمكن استغلالها .
4- كثافة سكانية جد مرتفعة ب 90 شخصا في كلم2 و60 شخصا في كلم2 بالبوادي، (800 ألف نسمة بالإقليم) .
يمكن لهذه المعطيات السالفة الذكر أن تسمح بالتفكير في تنمية فلاحية مهمة لهذا الوادي، لكن إقامة نظام للري بالمضخات في اتجاه زراعة ذات طابع مضارباتي الذي ابتدأ العمل به منذ الأربعينات من القرن الماضي في عهد الاستعمار المباشر ، وتسارع وثيرته في الستينات في عهد الاستقلال الشلكي ، نتجت عنه اختلالات في تدبير المياه بالطبقات المائية الجوفية ويتضح لنا ذلك في الجدول التالي الخاص بالحوامض فقط:

السنة 1940 1950 1955 1960 1976
مساحة الحوامض بالهكتار 100 2200 5300 10600 19.000

والذي بلغ مداه بمنطقة تارودانت فقط (تارودانت- أولاد برحيل- أولوز) 12.000 هكتار من الحوامض منها 10 ألف في طور الإنتاج منذ سنة 2002.
وقد تم إنشاء ضيعات الحوامض الموجهة للتصدير من طرف الملاكين العقارين الكبار على حساب الفلاحين الفقراء الذين تم الاستيلاء على أراضيهم ، وتحويلهم إلى عمال زراعيين بضيعات الحوامض و معامل التلفيف وطبقة عاملة بالمعامل بالمدن ، وتم تدمير غابات الأركان من أجل إنشاء ضيعات الحوامض وبالتالي تدمير الطبقات المائية الجوفية كما هو الشأن بمنطقة سبت الكردان التي تعد من بين المناطق الأوائل في مشاريع الاستثمار الفلاحي لكبار الملاكين العقاريين، مما دفع الدولة باتخاذ قرار إنشاء ضيعات الحوامض بمنطقتي أولاد برحيل وأولوز في السنوات الأخيرة ، نظرا لما تشتمل عليه من الأراضي الخصبة وطبقات مائية جوفية مهمة لقربها من سد أولوز .

3ـ النتائج السلبية لهذا التوجه على الفلاحين الفقراء :

خلال السبعينات من القرن الماضي وصل مجمل الأراضي المسقية بالمضخات إلى أكثر من 50 ألف هكتار ، ويتسابق الملاكون العقاريون الكبار وراء الربح السريع بواسطة إقامة مضخات ضخمة لضخ المياه من أعماق الطبقات المائية الجوفية التي وصلت إلى 50 مترا في تلك المرحلة ، الشيء الذي وضع الفلاحين الفقراء في وضعية صعبة للحصول على المياه مع تنامي سنوات الجفاف منذ الثمانينات وضخ المياه الجوفية بضيعات المستثمرين الرأسماليين بشكل خطير، وصل هبوط مستوى الطبقات المائية الجوفية إلى أكثر من 200 متر في بعض المناطق ( سبت الكردان) مما يستحيل معه الحياة الطبيعية للفلاحين الفقراء.
وأمام هذه الكارثة التي بدأت في التشكل منذ مرحلة السبعينات من القرن 20 قام خبراء من برنامج الأمم المتحدة للتنميةPNUD ومنظمة الفلاحة والتنمية FAO بدراسة لوضعية حوض سوس ، خلصت إلى أمكانية الاستمرار في الاستغلال المكثف للطبقات المائية الجوفية إلى حدود سنة 2007 ، وهو التاريخ المقرر لاستغلال سد أولوز لإعادة إمداد هذه المنطقة بالمياه الذي تم إنجازه في أوخر الثمانينات وبداية التسعينات و تهجير الفلاحين الفقراء بمنطقة أوزيوة بعد نزع ملكية أراضيهم في ظروف مأساوية.

4 ـ معاناة الفلاحين الفقراء بسد أولوز:

تقع منطقة " إوزيون " بأولوز في ملتقى جبال الأطلس الصغير و الكبير وتخترقها أربعة أودية تتدفق بالمياه طول السنة ، لكون مواردها المائية تنبع من خزانين مائيين هامين ـ جبل توبقال و جبل سيروى ـ الموردين الاساسيين لوادي سوس ، وأغلب سكانها الأصليين فلاحون فقراء منتجون بالاراضي التي ورثوها أبا عن جد ، تم تهجيرهم بعد نزع ملكية أراضيهم قسرا بسد أولوز ، كما تتوفر المنطقة على موارد غابوية جد مهمة وخاصة شجرة الزيتون و"أركان".


عدد السكان والدواوير الذين تم ترحيلهم قسرا:) الارقام تفريبية نظرا لعدم توفر الاحصائيات(

ر.ت اسم الدوار عدد السكان النساء الأطفال
01 تسدمرت 840 240 400
02 أكرض 700 150 350
03 السواري 600 150 300
04 ألمد 300 80 150
05 تلمكول 300 80 150
06 أدرولد 300 80 150
07 إبشيشن 300 80 150
08 أسكون 300 80 150
09 كوستال 300 80 150
10 افرا 300 80 150
المجموع 4240 1100 2100

- 50 % من مجموع السكان غادروا منطقة أولوز إلى تارودانت واولاد برحيل وأكادير وأغلبهم تحولوا إلى طبقة عاملة ومهمشين بهذه المدن وغيرها بعد تهجيرهم قسرا.
- 35 % منهم استقروا بالمناطق المجاورة للسد في تجمعات سكنية تفتقر إلى التجهيزات الأساسية و ظروف العيش الكريم.
- 15% استقروا بجماعة أولوز في تجمعات سكنية مهمشة.
- كما يعانوا هؤلاء من سوء الوضعية القانونية العقارية نتيجة عدم توفرهم على العقود القانونية التي تثبت ملكيتهم للعقارات الجديدة التي يمتلكونها.

ويعيشون اليوم أوضاعا مزرية بسبب التعويضات الهزيلة التي لم توفر لهم ظروف العيش الكريم، حيث تعرضوا للتجهيز قسرا بعد أن داهمت الجرافات مساكنهم وممتلكاتهم لطمس حقائق أوضاعهم في مرحلة سنوات الرصاص ، و التي عرفت خروقات أثناء إحصاء ممتلكاتهم وخلال تسلم تعويضاتهم الهزيلة و التي اغتنى بسبها أحفاد الاقطاع.

رد فعل الفلاحين الفقراء:

لقد صمد هؤلاء أمام هجوم الدولة المخزنية على ممتلكاتهم وسلكوا جميع الطرق التي يخولها لهم القانون من أجل الدفاع عن حقوقهم ، بدءا بمطالبة الجهات المسؤولة بتعويضات معقولة وانتهاء برفع الدعوى ضد الدولة أمام المحكمة الإدارية بأكادير ، ورغم إصدار الأحكام لصالحهم نسبيا إلا أن جلهم لم يتوصل بالمستحقات إلى حد الساعة نظرا لتماطل المحكمة من جهة والمحامون من جهة أخرى ، مع العلم أن أكثر من 2400 ملف معروض على أنظار المحكمة ومع مرور عقد من الزمن على القضية ترتبت عنه عدة مشاكل خاصة وأن عددا من المطالبين بالحق قد توفوا مما نتج عنه مشاكل الإرث وتداعياتها.


التنظيم الذاتي للفلاحين الفقراء:

بعد استنفاد جميع الوسائل القانونية للحصول على حقوقهم وبتعاون مع بعض نشطاء حقوق الإنسان بتارودانت قام هؤلاء بتأسيس " جمعية إفغلن" للدفاع عن حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية و التي لعبت دورا اساسيا في تنظيم الفلاحين الفقراء.
1- ظروف عملية إحصاء الممتلكات بسد أولوز :

في الندوة الصحفية ليوم 18 ماي 1997 التي نظمتها الجمعية بحضور مراسلي الجرائد الوطنية والديمقراطية كشف رئيس الجمعية عن الظروف التي مر بها الفلاحون الفقراء ، خلال عملية الإحصاء والتي عرفت خروقات صارخة وتوقف عند كارثتين طبيعتين ضربتا المنطقة في ذلك الحين ، وهما فيضانان الأول بعد أخذ الصورة الطوبوغرافية للمنطقة التي من المنتظر نزع ملكيتها والثاني بعد عملية الإحصاء ، مما عرض أراضي الفلاحين الفقراء للإتلاف في غياب إغاثة الدولة ، مما نتج عنه عدم احتساب الأراضي التي جرفتها المياه في حينه وقد يستفيد منها بعض المحظوظون و المقربين من المسؤولين لإحصائها نظرا لتواجدها بالصورة الطبوغرافية، وأشار إلى ما شاب عملية الإحصاء من زبونية ومحسوبية استفاد منها أعوان السلطة وكبار الملاكين وفي هذا الصدد تحتفظ الجمعية ببعض الأسماء المعروفة باختلاساتها، كما أوضح كيف تم استعمال الأغراس لتوزير الأرقام خاصة أشجار الزيتون وكذا الأراضي البورية.

ظروف عملية التعويض :

هذه العملية تمت عبر مراحل :
• التعويض عن أشجار الزيتون .
• التعويض عن الأراضي.
وأشار إلى أن هذه العملية التي تمت عبر مراحل شابها تحايل الدولة على الفلاحين الفقراء من خلال إيهامهم بأن التعويض المهم سيكون عبر قيمة شجرة الزيتون التي تقدر ب 3000.00 درهم للشجرة الواحدة لإقناعهم بالرحيل قبل تعويضهم، لكن حقيقة الأمور كانت غير ذلك وكذبت ادعاءات المسؤولين والجدول التالي يوضح ذلك :

ر.ت نوع الشجر حجمها قيمتها بالدرهم
01 الزيتون كبيرة 900.00
02 الزيتون متوسطة 600.00
03 الزيتون صغيرة لا شيء
04 مختلف الأنواع المثمرة كبيرة 500.00
05 مختلف الأنواع المثمرة متوسطة 300.00


أما التعويض عن الأراضي فكان هزيلا جدا كما يلي :
• الأراضي المسقية :3 دراهم و 50 سنتيما للمتر المربع.
• الأراضي البورية : درهمان للمتر المربع .
• الأراضي الحجرية : درهم واحد للمتر المربع .

ظروف تهجيرالفلاحين الفقراء:

كما تم الإشارة إليه سابقا فإن الدولة المخزنية عملت على فرض التجهيز قسرا حيث تم الهجوم على ممتلكات الفلاحين الفقراء ومحصولاتهم الفلاحية وداهمتها الجرافات وهدم منازلهم ، وقام هؤلاء بالتصدي لهذا الهجوم حيث تشبث أغلبهم بالبقاء بالمنطقة المجاورة للسد في الأراضي الجماعية للدواوير المهجرة خاصة في جماعة تسراس ، التي يعيشون فيها صراعا مريرا اليوم مع رئيس الجماعة الذي يحاول السطو واحتلال أراضيهم الجماعية والخاصة بتعاون مع السلطات المخزنية.
ملفات الفلاحين الفقراء بالمحكمة الادارية:

لقد عمل الفلاحين الفقراء على رفع الشكايات والتظلمات إلى الدولة المخزنية في حينها وقاموا بتكوين ملفاتهم الخاصة ( أكثر من 2400 ملف) وتقديمها إلى المحكمة الإدارية بأكادير، إلا أن الدولة في شخص وزارة التجهيز رفعت مقالات استعجالية ضدهم لنزع ملكيتهم ومازالت جل ملفاتهم بالمحكمة الإدارية عالقة رغم الأحكام الصادرة لصالحهم نظرا لتماطل الدولة والمحامين.

5 ـ الافكار الاساسية للتنمية بحوض سوس :

لقد مر الآن على الدراسات التي قامت بها منظمة الفلاحة والتنمية FAO و برنامج الامم المتحدة للتنمية PNUD أكثر من ثلاثة عقود من الزمن وصلت فيه الوضعية الفلاحية والاجتماعية للفلاحين الفقراء إلى الأسوء مما يتطلب إعادة النظر في مجمل ساسية تدبير المياه في وادي سوس اعتمادا على الافكار التالية:
1- الفكرة المركزية تتمثل في إعادة بناء أنظمة تدبير المياه المرتكزة على التوازنات الاجتماعية التقليدية وعصرنتها في إطار سيرورة النضال من أجل إشاعة الديمقراظية و حقوق الإنسان و ضمان الحق في التنمية.
2- الارتكاز على أعمال عالم الاجتماع المغربي الكبير بول باسكون " المشاركة المسؤولة للفلاحين الفقراء في تنظيم و توزيع المياه وحل النزاعات لن تكون سوى استمرارا لتقاليد مجربة في إطار تقني جديد" :(H.POPP Agriculture irriguée dans la vallée du sous ) .
3- إعادة النظر في التوجهات الزراعية الحالية وذلك ليس في اتجاه الرجوع إلى الوراء ولكن في اتجاه إدماج التقنيات والزراعات الجديدة في إطار التوازنات الاجتماعية المعاد بناؤها وتجديدها تجديدا يكون من صنع الفلاحين الفقراء أنفسهم.
4- المساهمة مع الفلاحين الفقراء وطنيا ودوليا التي يجب أن ترتكز على مجهود مكثف للتربية والتكوين ، أولا للشباب وكذلك لكل لجميع الفئات العمرية و خاصة النساء ، وتشتمل المساعدة الدولية والوطنية كذلك على الدراسات العلمية والتقنية الضرورية للاستفادة من الأنماط الزراعية التقليدية مع عصرنتها ، والإدماج العقلاني للزراعات الجديدة مع اتخاذ تدابير استغلال المياه تدبيرا عقلانيا كمقياس أساسي .
5- في هذا السياق فإن كان من المهم إعطاء أشجار الزيتون أهمية كبرى في المنطقة لأنها أكثر تكيفا مع واقع المناطق الجافة، فقد يكون من المفيد الاهتمام أيضا بإعادة تشكيل غابة أشجار "أركان".
6- يقول أحد المختصين عن شجرة الأركان " إذا كان شجر أركان موجودا في المغرب، فلأنه فرض احترامه على الإنسان بفضل الخدمات التي يقدمها ولأنه يبرهن على حيوية مدهشة "
« Les penplements d’arganiers ou arganeries » A. BEARID
7- إطلاق الطاقات الإبداعية المحلية بعصرنة التقنيات الزراعية وتقنيات استخراج الزيت وتصنيفها بفضل تقنيات الصيدلة.
8- تربية الشباب وتكوينه في ميدان التكنولوجيا العصرية والمبادرات الخلاقة التي سيشجعها ذلك الوضع الجديد، يمكن إدماج أنواع من الصناعة الصغيرة العصرية والمبادرات الخلاقة التي سيشجعها ذلك الوضع الجديد، يمكن إدماج أنواع من الصناعة الصغيرة العصرية بالتنمية الفلاحية المتوازنة والمستديمة الشيء الذي سيمكن السكان من ولوج مستوى الحياة العصرية .
9- إعادة توجيه الموارد الطبيعية لوادي سوس في اتجاه تدبير ديمقراطي يمكن أن تمفصل مع مجهود متماثل بالنسبة لمجمل حوض سوس وذلك بواسطة قدرات العمل والتوفير الهامة التي يتوفر عليها مهاجرو المنطقة بأروبا الغربية وفي إطار الشراكة مع البرلمان الأوربي.
10- بما أن منطقة سوس تشكل منذ أكثر من 40 سنة منطقة أساسية بالنسبة للهجرة المغربية نحو أوربا الغربية فإن إعادة توجيه اقتصاد حوض سوس سيكون مساهمة هامة في تحديد التوازنات التي يجب بناؤها في العلاقات ما بين الاتحاد الأوربي والمجموعة المغاربية.
11- المعركة ضد الجفاف في وادي سوس يجب أن تنظمها مجموع القوى الديمقراطية والعمال الزراعيين و الفلاحين الفقراء في المنطقة ويجب أن لا تكون معزولة عن المستوى الوطني والدولي بقدر ما ستندرج في أفق عولمة النضال ضد استغلال الملاكين العقاريين الكبار للأرض والماء و"أركان".
12- المعركة من أجل تنمية الحوض يجب أن لا تتم بمعزل عن البيئة الثقافية التي ترتكز على الامازيغية باعتبارها المكون الأساسي للهوية بمنطقة سوس والخصوصية المحلية للفلاحين الفقراء .



6 ـ مشروع التنمية الفلاحية بسد أولوز: حماية شجرة أركان :

لا يمكن لأية تنمية بحوض سوس أن تحقق مراميها خارج المحاور الأساسية التي ترتكز على الأرض والماء والأركان والامازيغية ، ولهذا فإن تنمية قدرات الإنسان على الفعل ضرورية ويجب أن تستهدف تربية وتكوين الشباب أولا ثم باقي الفلاحين الفقراء ثانيا ،وهكذا يجب العمل على إنجاز مشروع نموذجي بسد أولوز يرتكز على حماية أركان بإقليم تارودانت التي تبين المعطيات التالية مدى أهميته :
باعتبار غابة أركان ذات الخصوصية المحلية والوطنية والتي تحظى بالحماية الدولية بعد الاعتراف بها من طرف اليونسكو منذ سنة 1997 .
- تغطي 400 ألف هكتار بإقليم تارودانت أي 56 % من مجموع غابة أركان بالمغرب .
- تغطي 74% من مجموع الغابة .
- إنتاج 1836 طن من الزيوت سنويا أي 53 % من المنتوج الوطني .
- مدخولها يصل إلى 1.8 مليار درهما في السنة أي 430 درهما للهكتار الواحد في السنة أي 2.2 مليون يوم عمل .
- باعتباره يقاوم الجفاف فإنه بالتالي يحافظ على الطبقات المائية الجوفية.
- تعرف غابة الأركان بإقليم تارودانت تدهورا خطيرا خاصة بالسهل بفعل تدميرها من طرف كبار الملاكين العقاريين المستثمرين في ضيعات الحوامض، وسوء تدبير مواردها الغابوية بالجبال من طرف الفلاحين الفقراء وكذا الرأسماليين تجار الحطب .

تطوير قدرات الفلاحين الفقراء :

إن استغلال غابة أركان من طرف الفلاحين الفقراء يعتمد أساسا على ما يلي :
• تعتبر غابة الأركان مجالا للرعي وزراعة الشعير في السنوات التي تكون فيها الأمطار كافية.
• استغلال الحطب للوقود المنزلي نظرا للحياة التقليدية للفلاحين الفقراء وتجارته من جهة أخرى .
• إنتاج الزيوت وهذا العمل تقوم به المرأة إلا أنه بطيء جدا حيث يستغرق إنتاج لتر واحد 18 ساعة بقيمة لا تتعدى 50 درهما.
ولهذه الأسباب تظهر أهمية تطوير وتنمية حياة الفلاحين الفقراء بأولوز عن طريق حماية شجرة "أركان" من التدمير الذي تتعرض له الغابة وتنمية الامازيغية.

النتائج السلبية لهذه الوضعية :

- الاستغلال العشوائي لشجرة "أركان" الشئ الذي ينتج عنه تدميرها.
- تخلف مستوى عيش الفلاحين الفقراء .
- استغلال المرأة العاملة دون الاعتراف لها بعملها ودورها في التنمية .
- القضاء على غابة "أركان" عن طريق إنشاء ضيعات الحوامض واستنزاف الطبقات المائية الجوفية.
- انتشار الأمية في أوساط الفلاحين الفقراء وخاصة المرأة وتهميش الامازيغية.

التدخل من أجل حماية "أركان":
إذا اعتبرنا شجرة أركان عاملا أساسيا في التنمية نظرا لما توفره من إمكانيات هائلة كما يقول أحد المختصين : "إذا كانت شجر الأركان موجودة في المغرب، فلأنه فرض احترامه للإنسان بفضل الخدمات التي يقدمها ولأنه يبرهن على حيوية مدهشة ".
فإن الإنسان بالدرجة الأولى يعتبر العامل الأساسي في التنمية نظرا لدوره الهام في الحفاظ على البيئة الطبيعية التي يتقاسم فيها الحياة مع شجرة "أركان" . لهذا فتدخلنا سيرتكز كما أشرنا سابقا على التربية والتكوين من جهة وتطوير وسائل استغلال الموارد الغابوية للأركان من جهة ثانية وتنمية الامازيغية .
التربية و التكويـن :

سيرتكز عملنا في هذا المجال على ثلاث واجهات وهي:

1- تكوين أعوان فلاحيين من الشباب (رجال ونساء) ما بين 20 و 35 سنة من أجل معرفة كل ما يتعلق بشجرة الأركان ودورها في الحفاظ على البيئة الطبيعية ومكانتها في التنمية وتقنيات استغلالها .
2- تكوين أعوان للتنمية الصحية من الشباب (ما بين 20 و 35 سنة) من معرفة كل ما يتعلق بصحة الإنسان للحفاظ عليها ووقايتها من الأمراض وخاصة المعدية منها.
3- تكوين الولادات التقليديات من الشابات (ما بين 20 و35 سنة) من أجل معرفة كل ما يتعلق بالحمل لدى المرأة وتحديد النسل وتنظيم الحمل والتربية الأسرية والتغذية الصحية وغيرها.
و ذلك من أجــل :

التربية على الحفاظ على شجرة الأركان.
التربية الصحية والأسرية وتنظيم الأسرة .
تنمية صحة المرأة والطفل باعتبارهما من الفئات الهشة في المجتمع .

ملاحظة : تم الاعتماد على دراسات ابرهام السرفاتي حول سياسة السدود و نتائجها الكارتية على الفلاحين الفقراء.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاتح ماي بالمغرب
- مؤتمر النهج الديمقراطي والتنظيم السياسي المنشود
- إجلاء الحقيقة في ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان - الجز ...
- الحركة العمالية و النقابية و دور اليسارفي المرحلة الراهنة
- إجلاء الحقيقة في ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان
- مشروع ورقة حول الامازيغية و الصراع الطبقي
- مكافحة الإرهاب وآثاره السلبية على حقوق الإنسان
- واقـع المتضرريـن من سـد أولـوز و حماية الحق في التنمية
- العمل التنموي بالبوادي والأحياء الشعبية وحماية الحق في التنم ...
- آفاق الحماية والنهوض في المرحلة الراهنة
- القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج في التكوينات الاجتماعية التناح ...
- الأمازيغية و النضال الديمقراطي الجذري


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال الحسين - المشروع التنموي للقوى البشرية و نضال الفلاحين الفقراء