مدرسة واطفال فقط

ماجد ساوي
شاعر وكاتب
(Majed Sawi)

الحوار المتمدن-العدد: 2734 - 2009 / 8 / 10 - 07:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

انت تريد ان تنشر الاسلام في قرية ما ولنقل انها قرية وثنية يعبد اهلها صنما ما , وتريد ان يسلم جميع اهل القرية بلا استثناء وتصبح هذه القرية قرية مسلمة , لكنك لا تريد الدخول مع اي فرد من افراد القرية في اي جدال او حوار او نقاش او خطاب او حديث . لا تريد ان تكلم اي فرد من هؤلاء الافراد عن الاسلام ولا عن محمد ولا عن القران بحيث قد يقبل اهل القرية ذلك او لا يقبلونه هو امر لا تحب ان يحدث - عدم القبول - فقط تريد ان تصبح القرية قرية مسلمة دون المرور بهذه الخطوات فهل يمكن عمل ذلك ؟

الحقيقة ان ذلك ممكن و ممكن جدا , وذلك بعمل الاتى وهو انشاء مدرسة تستوعب جميل الاطفال الواقعة اعمارهم بين 5 - 10 سنوات وتعليم هؤلاء الاطفال الاسلام والانتظار 20 عاما ليكون اكثر من نصف القرية قد اصبحو مسلمين - بوفاة من كانت اعمارهم فوق 30 عام عند بدء المدرسة وبعد 50 عاما - من البدء - بالضبط ستجد ان جميع اهل القرية قد اصبحو مسلمين وذلك بوفاة جميع من كانت اعمارهم اكثر من 10 سنوات عند بدء المدرسة . وبهذا نجحت في تحويل القرية من قرية وثنية تعبد اصنام الى قرية مسلمة خلال 50 عاما ودون المرور بعملية الحوار او الجدل او النقاش او الكلام حتى مع اي فرد في القرية لا في الاسلام ولا القران ولا محمد .

هل يمكن نشر غير الاسلام بنفس الطريقة ؟. نعم يمكن ذلك فيمكن نشر اي ديانة واي ملة واي عقيدة واي فكر واي منهج بذات الطريقة وسواء كان هذا الدين صحيحا ام خاطئا او كانت هذه الملة او العقيدة او النحلة او الفكر مستقيمة ام منحرفة فلا يهم ذلك والطريقة قابلة للتطبيق مع اي من هذه المعتقدات فيمكن نشر المسيحية او اليهودية او الكاثلوكية او البروستاتية او اللوثرية او الماسونية او الماركسية او الشيوعية او العلمانية او الزرادشية او الوجودية او البوذية وهلمجرا .

فقط مدرسة واطفال تكون تحت تصرف من يريد ان ينشر هذه الافكار وسيكون الجميع مؤمنين بهذه الافكار ومن انصارها والمدافعين عنها وربما المقاتلين للحفاظ عليها خلال 50 عام وهذا من الغرائب !!

#ماجد_ساوي (هاشتاغ)       Majed_Sawi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات