|
خواطر علمانية
رشا ممتاز
الحوار المتمدن-العدد: 2734 - 2009 / 8 / 10 - 07:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما عدت للكتابة فى الحوار المتمدن كنت أركز في كتاباتي على خصمين -الأول الاستبداد السياسي -والثانى الاستبداد الديني وبعد ملاحظتي لتنامي ظاهرة التعصب اضيف لخصومى خصما جديدا!
أعتقد أن مقالاتي الأخيرة قد لامست عصب الحقيقة و ألمت المتعصبين على اختلاف مشاربهم فأرتفع الصراخ!
بعضهم أصر على كونى أرفض نقد الأديان رغم ورود الفقرة التالية فى مقالى :
ورغم أنى على يقين تام أن ما تقومون به ليس نقدا و لا يرقى لما قام به نقاد ومفكرين ولا يتعدى ان يكون نقضا وسبا وإصرارا على رؤية وجه واحد وهو الإسلام السياسي المصلحى القبيح **ومع ذلك فلكم كامل الحق والحرية فيما تقومون به بل إنكم تخدمون المصلحين الاجتماعيين والمفكرين الإسلاميين فى هدفهم للقضاء على التخلف والجهل ** --وأخيرا ورغم الواقع المحبط لا زال الأمل معقود على رؤوس وأقلام علمانية عقلانيه عميقة ومتزنة مختلفة العقائد ومتفقة المبادئ **أقلاما أدركت أن نقد الذات لتطويرها هو أولى خطوات التغيير**
وأصر البعض الآخر على كوني أعادى الإلحاد رغم ورود الفقرة التالية في مقالى: المشكلة لا تكمن في الإلحاد فمن يشاء فليؤمن ومن شاء فليكفر العيب فى تحريف وتشويه المفاهيم العلمانية تقف على الحياد من كل الأديان وتمنح لمعتنقيها حرية الاعتقاد ….
أن يوجد علمانى مسيحى وعلمانى مسلم وعلمانى يهودى أو بوذى او لا دينى هو شئ طبيعى أن يبشر المسيحى لدينه ويدعو المسلم لعقيدته ويعتز الملحد بإلحاده أيضا حرية شخصية ومشهد مألوف أن يرفض التيار المادى الملحد جميع الاديان فهذا حقه. واتهمني البعض بأنى ضد المسيحية رغم ورود الفقرة التالية فى مقالى:
وأخيرا ورغم الواقع المحبط لا زال الأمل معقود على رؤوس وأقلام علمانية عقلانيه عميقة ومتزنة مختلفة العقائد ومتفقة المبادئ أقلاما أدركت أن نقد الذات لتطويرها هو أولى خطوات التغيير أقلاما أدركت أن العلمانية لم تخرج لمحاربة المسيحية والكنيسة ولكنها انطلقت لإرساء قيم التعايش السلمى بين الجميع..
واتهمت أيضا بأنى إسلامية رغم ورود الفقرة التالية فى مقالى:
إن عدونا هو الاستبداد هو قمع الحريات هو نفى الآخر هو التعصب هو الجهل هو كل الصفات القمعية المتخفية تحت مختلف الأقنعة تحت مسميات عده سواء أكانت ***الجماعات الإسلامية بقراءتها السلفية أو المتربحين من الخرافات باسم الدين*** أو المتعلمنين أو حكومات القمع وهاضمي الحقوق وناشري الجهل والخرافات وهو ما أتت العلمانية للقضاء عليه هؤلاء المتعلمنون أقصو كل القيم والمبادئ العلمانية مثل التعايش السلمى والحوار وتقبل المختلف ليصبحوا الوجه الآخر للمتأسلمين الأصوليين فى عملة التعصب !
انتهى.
**مما لفت انتباهى لكون كلمة تعصب مشتقه من العصابة وهى الرباط الذي يوضع على العينين فيحجب عنهما الرؤيا !
**اعظم ما انجزته العاصفة السابقة هو أنها أوقفت المقالات عن أم قرفه( التى قرفتنى) ولو لبعض الوقت! من حقك أن تكتب ما تشاء ومن حقى أن أمتعض مما تكتبه ! **يقال أن الأساسات المتينة لا تخشى الرياح – فلماذا تخبط المتعلمنون من مقالين ؟!
**حمدت الله أن تمثيل العلمانية (الرمزى) الذى أهتزت له عروشا كارتونية قد تم فى عالم افتراضى وإلا لما كنت اليوم بينكم !
**لا أدرى لماذا ذكرنى موقف (العلمانية) ياسمين يحى المهاجم لمقالاتي دون ان تكلف نفسها مشقة قراءتها واكتفت بالحكم من خلال قراءة رأى من ينتمي لتوجهها -- بموقف (الوهابى ) يوسف البدرى وزمرته المهاجم لكتب سيد القمنى رغم انهم لم يقرأوها واكتفوا أيضا بالحكم من خلال سماع من ينتمي لتوجههم !
**يرى المتعلمنون أن قاسم أمين وحامد أبو زيد وطارق حجى و حسن حنفى وغيرهم انصاف علمانيين وانصاف مسلمين , رد الكاتب أحمد حسن عليهم بمقالا تفاعلا مع مقالى سأنقل منه بعض الفقرات: يسيطر على المتعلمنين العرب ( استخدم تعبير رشا ممتاز) خطاب اقصائي سلفي، وبكل ماتحمله كلمة سلفي من معنى، في ذهن المتعلمن صورة نموذجية للمسلم مطابقة لابن لادن، وعندما يجد أمامه مسلم علماني فإن هذا المتعلمن يتصرف بذات طريقة السلفي الذي يكفر الآخرين، المشكلة ليست في المسلم العلماني، المشكلة في أن هذا المتعلمن (اللاديني هنا) يدافع عن الصورة النموذجية التي في رأسه مسبقا، حتى ولو ان الواقع الذي أمامه يكذبها! نفس الحال مع السلفي الذي يدافع عن صورة المسلم في القرن السابع الميلادي.
وفاء سلطان في الواقع لا تريد ان ترى اولئك المسلمين العلمانيين لانهم لا يتطابقون مع الصورة النموذجية التي تحدثت عنها، وفي حال رأتهم فإنها تعتبرهم ليسوا مسلمين "أصليين"، وإنما ضاليين حسب القراءة السلفية ذاتها.
الحال نفسه مع المتعلمنين اللادينيين وكذلك اليمين العنصري في اوروبا، لان المسلم العلماني يخرب عليهم تلك الصورة وبالتالي دعاوي الكره والحقد التي يغص بها خطابهم الفاشي.
انهم ثلاثة حلفاء اتفقوا على اغتيالنا جميعا (دينيين ولا دينيين)، اتفقوا على اننا يجب ان نحقد على بعضنا البعض، ونكره بعضنا البعض، المسلم الجهادي التكفيري، المتعلمن السلفي اللاديني، واليمين الفاشي. مقاومة خطاب الكره والحقد والقتل هذا تقع على عاتق جميع العلمانيين من مسلمين ومسيحيين، يهود، بوذيين، دينيين ولادينيين. انتهى .
**قرأت رد لأحد المتعلمنين مفتخرا ومدافعا عن تطرفه بقوله التطرف الاسلامى يحصد الأرواح بينما التطرف العلماني لم يقتل أحدا وأنا أقول له أن التطرف العلماني هو من أفسح الطريق أمام حاصدي الأرواح.
**ينقب المتعلمنون والمتأسلمون (على قلب رجل واحد) في ضمير القمنى بحثا عن ردته المفقودة فالعثور عليها معناه منح المتعلمنون سببا للدفاع عنه ومنح المتأسلمون سببا للتخلص منه!
**سمعت علمانيا حقيقيا يدافع عن سيد القمنى بستماتة فسألته عما إذا كان قد قرأ كتبه فقال لا ولا يعنني قراءتها ودفاعي عنه إنما هو دفاعا عن حقه في التفكير والتعبير والاختلاف .
**شعرت بسعادة بالغه من كم المقالات والنقاشات التي جاءت تعقيبا على مقالاتي الاخيره فى مختلف المواقع والتى اضاءت جوانب كثيرة في تعريف العلمانية من وجهة نظر مؤيدوها وهى إضافة اعتز بها -- لأنك لو كتبت كلمة علمانيه على مؤشر البحث جوجل لوجدت جل المواقع التى تذكر الاسم وتعرف المصطلح هي مواقع إسلامية ! **يرى الاصوليون ان العائق بينهم وبين تطبيق العلمانية هو عقيدة الولاء والبراء أى موالاة المسلمين والتبرأ من الكفار ! -- بينما يرى المتعلمنون ان العائق بينهم وبين تطبيق العلمانية هو ايضا الولاء والبراء ولكن المقصود هنا هو موالاة الملحدين والتبرأ من المسلمين !
** بعد نشر مقالاتي الاخيره انهالت على كلمات وايميلات المديح وكذلك كلمات وايملات الشتائم , المديح نوعان: نوعا عن فهم واقتناع ونوعا عن عدم فهم أو اقتناع ( بدافع الرغبة فى إفحام خصومه!!) -النوع الأول محمود ويستحق الشكر - والنوع الثانى يزعجنى جدا ليس فقط لانه يحرف مقالى عن هدفه بل لقناعتى بأن من يصفق لك اليوم بقوة لأن رأيك وافق هواه فسيركلك غدا بقوة عندما يخالف رأيك هواه !
غابريللا طوق نجاه عثرت عليه بالصدفة وسط طوفان الشتائم ليعيد لى ثقتى فى قدرتى على إيصال فكرتى وثقتى فى أن هناك من يختلف معك ومع ذلك يفهمك.. غابريلا فتاة لا اعرفها عضوه في موقع الملحدين العرب قامت بنسخ مقالى الذى يحمل عنوان (محنة العلمانية ومـأزق المتعلمنين ) ونقله هناك ومع انها لم تشر الى كاتبة المقال إلا ان هذا لم يزعجني على الإطلاق بالعكس كنت في غاية السرور لثلاثة أسباب: الأول :ان تنسب المقال لنفسها معناه ايمانها التام بما جاء فيه. الثانى : لكونها ملحدة الثالث :لكونها قد ابدلت عنوان المقال بعنوان آخر هو لب ما أردت ايصاله للقارىء المحايد بل هو جوهر العلمانية الحقه العنوان يقول: للمسلمين والملحدين أعطونى فرصة لجمعكم !
#رشا_ممتاز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محنة العلمانية ومأزق المتعلمنين
-
المتعلمنون وتشويه العلمانية
-
العلمانية وحدها لا تكفى ..
-
المراهقة الفكرية
-
انتشر التدين فختفى الوازع !
-
لماذا تغلقون الباب؟ حول - الهجوم - على الاسلام في الحوار الم
...
-
مصريه (شريره)
-
السادية والخنزير
-
شجيع السيما
-
سلامات يا تدين
-
قبل فوات الأوان
-
سياسات الترويض
-
ساركوزى يدعم دكتاتوريات الشرق .
-
أوراق الخريف
-
آخر مستعمرات الرجل
-
لن أعيش فى جلباب أمى
-
فضفضه
المزيد.....
-
تردد قناة طيور الجنة كيدز 2024 نايل سات وعربسات وخطوات ضبط ا
...
-
خبيران: -سوريا الجديدة- تواجه تحديات أمنية وسط محاولات لتوظي
...
-
أردوغان يهنئ يهود تركيا بعيد حانوكا
-
“السلام عليكم.. وعليكم السلام” بكل بساطة اضبط الآن التردد ال
...
-
“صار عندنا بيبي جميل” بخطوات بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور
...
-
“صار عنا بيبي بحكي بو” ثبت الآن التردد الجديد 2025 لقناة طيو
...
-
هل تتخوف تل أبيب من تكوّن دولة إسلامية متطرفة في دمشق؟
-
الجهاد الاسلامي: الشعب اليمني حر ويواصل اسناده لغزة رغم حجم
...
-
الجهاد الاسلامي: اليمن سند حقيقي وجزء اساس من هذه المعركة
-
مصادر سورية: الاشتباكات تدور في مناطق تسكنها الطائفة العلوية
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|