أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نضال حمد - اشلاء الجنود في حي الزيتون














المزيد.....


اشلاء الجنود في حي الزيتون


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 833 - 2004 / 5 / 13 - 08:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


يشتهر الجيش الاسرائيلي بهمجيته وقساوته ووحشيته، كما ان وجهه مكشوف ومفضوح رغم كل محاولات تستره بقناع حضاري زائف. فضائحه كثيرة كما تجاوزاته بحق الإنسانية حيث لا قيمة لحياة الآخرين من غير اليهود في قاموسه وبرامج عمله، لأنه مؤسس على الأساطير والخزعبلات الصهيونية الاستعمارية الدينية الغيبية. فهو ليس جيشا للدفاع كما يحلو للصهاينة تسميته بل ولد جيشا للاندفاع والغزو والاجتياح والاحتلال والاجتثات والاستئصال. كما انه يعتبر من أكثر جيوش العالم ارتكابا للمذابح والمجازر بحق المدنيين والأبرياء والأسرى، كما ويعتبر قادته من مجرمي الحرب الدوليين ، ففي ظروف دولية عادلة بعيدا عن التسلط الامريكي والصهيوني على دول العالم والمجتمع الدولي ومؤسساته، لا يمكن لهؤلاء ان يبقوا طلقاء وبلا محاسبة ومحاكمة.

اذا ما عدنا لسلسلة جرائم اسرائيل الصهيونية سنجدها طويلة جدا إذ تعود جذورها لبدايات حرب العصابات التي قامت بها منظمات صهيونية ارهابية مثل الارغون والبلماخ وشترن ، فارتكبت تلك المنظمات مجازر منظمة بحق السكان الفلسطينيين، ولم تتوقف عند ذاك الحد إذ امتدت جرائمها فطالت الحلفاء في الانتداب البريطاني البغيض ووصلت حد اغتيال الأمير السويدي الكونت برنادوت مبعوث عصبة الامم والذي كان ينادي بضرورة عودة اللاجئين الى اراضيهم المحتلة. ومعروف ان اسحق شامير رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي فيما بعد كان قائدا للمجموعة الإرهابية التي اغتالت برنادوت وهو مطلوب للانتربول الدولي منذ ذلك الوقت، لكن ورغم تلك الجريمة تعامل العالم معه على اساس انه رجل دولة وليس ارهابيا دوليا،هذا حدث أيضا عندما منحت جوائز نوبل للسلام لمناحيم بيغن ( مذبحة دير ياسين ) واسحق رابين ( مذابح النكبة وتكسير عظام أطفال وشبان الانتفاضة الأولى) وشيمون بيريز (مجزرة قانا والأب الروحي للسلاح النووي الإسرائيلي). وقد تمنح لارييل شارون بطل عشرات المذابح والمجازر المستمرة من الاربعينات حتى يومنا هذا ، حيث يُعامل على أساس انه رجل سلام.

سيكون من الصعب على الاحتلال الاسرائيلي تبرير ما حدث في حي الزيتون يوم الاثنين الموافق 11مايو-ايار 2004 ، فالدبابة التي دُمرت من قبل المقاومة الفلسطينية لم تكن في معرض للأسلحة والصناعات الحربية او في نزهة صيفية ولا حتى في حقل تدريب عسكري، بل كانت تمارس الارهاب المعتاد ضد السكان الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة. مما يعني أن أي حديث عن كون العملية الفلسطينية التي استهدفتهم بحي الزيتون عملية ارهابية او عدوانية يجب إدانته، لأن الذين يتحدثون بهذا المنطق وبهذه اللغة لا يعدوا عن كونهم ببغاوات للاحتلال يبررون جرائمه ويدينون مقاومته.

تعتبر عملية حي الزيتون عملية دفاعية مشروعة، وهي كانت بمثابة صدمة قوية وصفعة مؤلمة للاحتلال الذي اعتاد استباحة المناطق الفلسطينية وقتل الناس وترويعهم بدون رحمة وبلا شفقة، وتعود تلك العادة الصهيونية المتبعة لكون التفوق الاسرائيلي في العدة والعتاد لا يمكن مقارنته مع التسليح الفلسطيني البسيط وواقع ان كافة المناطق الفلسطينية محتلة او محاصرة. من تلك الرؤية والقاعدة في التعامل مع شعب يرزح تحت الاحتلال وقمعه الوحشي وإرهابه المستمر، تقوم قوات الاحتلال باستباحة غزة يوميا. لكن هذه المرة وقعت القوات الغازية في فخ المقاومة فتحولت الدبابة الى جحيم وتمزقت بفعل الإصابة المباشرة التي تعرضت لها وتحولت مجموعة الجنود لأشلاء متناثرة في المكان. وقد سيطر المقاومون على بعض تلك الأشلاء واحتفظوا بها وقاموا بتصويرها وعرضها لوسائل الإعلام بغية تبديلها بأسرى في سجون الاحتلال أو بجثامين شهداء فلسطينيين لازالت معتقلة لدى الاحتلال في مقابر الأرقام السرية الشهيرة. وهذا حق طبيعي لشعب لازالت جثامين شهداؤه وعظامهم محتجزة في مقابر سرية، كما لازال أبناؤه الأسرى معتقلون في ظروف أبشع مما نسمع عنه في ابو غريب وغوانتانامو.

ربما ان اكثر ما آلم الجانب الاسرائيلي هو تمكن المقاومة من الاحتفاظ بأشلاء الجنود التي تناثرت في كل صوب وحدب، بحيث كان من الصعب العثور على بقاياهم، فشدة الانفجار الذي كانت زنته 50 كلغ من المتفجرات بالإضافة لمخزون الدبابة من الذخيرة الذي ساهم في تحويلها لجهنم حمراء في هنيهات معدودات أحدث تلك الخسائر الكبيرة. على كل حال هذا الانفجار ليس انفجارا عسكريا فقط لا غير بل هو انفجارا استراتيجيا بحيث يقرأ منه أن الدخول الى غزة واستباحتها لم يعد ممكنا كما في السابق، فالدخول شيء والخروج شيء آخر. وعلى قادة كيان الاحتلال الاختيار بين البقاء في غزة والضفة او الرحيل عن تلك المناطق مخلفين وراءهم عار اندحارهم ونصر شعب فلسطين الذي لم يتعب ولم يكل رغم الخسائر الكبيرة والظروف العصيبة.

انتهى



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شركة -توب- اسرائيلية وليست اسبانية ؟
- حاخام فيينا وحاخام البيت الابيض
- حلقة تضامن مع الاسرى في اوسلو
- الى المناضل القدوة الاسير العربي سمير القنطار
- بصراحة بمناسبة اغتيال العراق
- مسمار اسباني في نعش الاحتلال الأمريكي
- يوم الأسير ، يوم لكل فلسطين
- للأرض يومها وللشعب أيامه
- العالم لا يشفق على المذبوحين ولكنه يحترم المحاربين!
- الشيخ احمد ياسين يستشهد شامخا
- الهلع سيسقط كيان اسرائيل
- رشحوا راشيل كوري لجائزة نوبل للسلام
- للجميع ..
- بانتظار أوروبا الجديدة
- هل مات أبو العباس ميتة طبيعية أم انه قتل لسبب أو لآخر ؟
- بينما السياسة تلف و تدور سكاكين المذابح تنهش لحم الفلسطيني
- المخيمات قلاع المقاومة الفلسطينية
- اغتيالات وتصفيات في غزة
- مجلس ثوري أم سلمي؟
- آلام السيد المسيح وجدار المبكى ..


المزيد.....




- شاهد.. ركاب يقفون على جناح طائرة بعد اشتعال النيران بمحركها ...
- سوريا.. القلم الأخضر بيد أحمد الشرع عند توقيع الإعلان الدستو ...
- كالاس: وشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إلا ...
- الاتفاق بين دمشق والأكراد.. ماذا عن التفاصل والآثار المحتملة ...
- سوريا.. محافظ اللاذقية يعزي سيدة من الساحل في مقتل نجليها وح ...
- شيخ الموحدين الدروز الحناوي: لم نطلب الحماية من أحد ويجب إعط ...
- طهران: العقوبات الأمريكية الجديدة دليل على الخداع وخرق القا ...
- حريق ضخم في أحد مباني المعامل المركزية لوزارة الصحة المصرية ...
- محامو الطالب الفلسطيني محمود خليل يطالبون بالإفراج الفوري عن ...
- اكتشاف قد يحدث ثورة في علاج داء الثعلبة


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نضال حمد - اشلاء الجنود في حي الزيتون