|
جنة الأيديولوجيا …. وجحيمها…!
كامل السعدون
الحوار المتمدن-العدد: 833 - 2004 / 5 / 13 - 08:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
خطراتٌ فلسفية عوامل بناء النسق الفكري : عكف الإنسان منذ وجد على هذه الأرض على البحث عن حلولٍ تحقق له الطمأنينة والأمان ، واهتدى مع نمو عقله تدريجياً عبر انعكاسات الحواس وخزن الخبرات في الذاكرة واكتشافه ملكة التخيل والتصور والتحليل وربط الجزئيات ببعضها لتكوين كليات ، اهتدى إلى القدرة على خلق أنساقٍ فكريةٍ وإيمانيةٍ تحسم الإشكاليات الوجودية الحادة والمقلقة كإشكالية الموت وما وراء الموت . إقامة النسق أو المنظومة الفكرية هي مهمة العقل والروح معاً ، العقل في حالته الواعية من خلال جمع المعطيات وترشيحها عبر قنوات التجربة والخبرة الحياتية والتواصل الاجتماعي والتبادل المعرفي مع الآخرين والروح من خلال تواصلها الداخلي الخفي العميق مع جوهرها الوجودي الأزلي الذي يوصلها إلى إمتداداته خارج حدود الكيان الفسيولوجي الفردي ، ليتصل بالجوهر الوجودي الكوني الشمولي الأزلي الذي يمكن تسمية ( الرّب ) ( دون أن نعني هنا أن ندخل من الشباك ، رباً معيناً مفصلاً على هذه الطبخة الدينية أو تلك ، إذ ليس بمقدورنا التأكد من صحة مقاييس الطبخات الدينية المتباينة والمختلفة بقوة في ما بينها ، ولكننا نؤمن ونؤكد على أن هناك موجودٌ أزليٌ خالدٌ دائمٌ ليس بالبعيد عن متناول أي واحدٍ منّا وليس بالقريب لدرجة أن نملك عنه تلك الرؤى التي أبدعها الإنسان ووضعها في كتبه المقدسة )….! طبعاً لا ندعي أن كل أيديولوجيا أو نسق معرفي يتزاوج فيها المنتج العقلي بالمنتج الحدسي الروحي بمقادير منتظمةٍ قابلةٍ للتمييز …! لا…. أبداً … فهناك أنساقٌ فكرية تبدو للعين وكأنها منتج عقليٌ خالص ، وقد يكون هناك تدخلٌ روحيٌ حدسيٌ فيها ، ولكن سمتها العامة هي العقلانية ، وهناك أنماطٌ روحيةٌ تكاد أن لا ترى فيها للعقل وجوداً أو إن وجوده هامشيٌ للغاية ويقتصر على تنقيط وتوليف المنظومة الروحية الخالصة …! وقد يسألنا سائلٌ : طيب ما الذي يحكم العلاقة بين المفكر أو الروحاني وأدوات إنتاجه الروحي أو الفكري ؟ الجواب هو : 1- شخصية المفكر ومستوى ثقته بنفسه وإيمانه القوي بها وحجم صورته الذاتية بعين نفسه . 2- نمط تربيته ومكوناته العقلية وتأثراته الأيديولوجية السالفة . 3- خبراته الحياتية الخاصة المتميزة . 4- نمط مشغولياته الذهنية أو الروحية ( ذاتية كانت أو اجتماعية ) . 5- خصوبة ورحابة خياله وامتلاكه ولو لبذرة صغيرةٍ من الروحانية ، قد تدفعه لاستراق اللحظات للتأمل والتواصل مع القدرة والقوة الكلّية ، وبالتالي الزج بمخزونات تلك القوة ( التي لا تحد ولا تعد ) في تعزيز توجهه لخلق منظومته الأيديولوجية أو الإيمانية ، أو ربما فقط لأغناءه بقدراتٍ معينة محدودة ، كالسحر أو الإلهام الشعري أو الإبداع العلمي …!
الأيديولوجيا هي مفردات متناثرة أو مجتمعة في منظومة لجملة تصورات يمتزج فيها الذاتي بالموضوعي والخاص بالعام ، تتحول لاحقاً إلى قوة إيمانية قد تكون ذات طابع إبداعي أو قد تكتفي بالطابع الإتباعي ( وهذا هو مسلك أتباع المفكر المخلصون ، شديدو الإيمان وضعيفو القدرة على الإبداع ) . التصورات لدى المبدع الأول تكون شديدة الإلحاح شديدة الوضوح ، قوية التأثير في الجسم وفعالياته الفسيولوجية ، كما وهي شديدة التأثير في الخارج ، الأعداء كما الأصدقاء ، الأحياء كما والجمادات …! وهذا هو المدهش في طبيعة الإيمان وما يغري في الاقتناع بصدقه وصواب تفاصيله وتوجهاته ، وبالتالي الذي يرفده بجموعٍ من الأتباع المخلصين المستعدين للموت حتى ، في سبيل تحقيق الهدف أو الحلم الشمولي للمبدع الأول ( نعني الروحاني أو المفكر ) . وبذات الآن فهذا ذاته هو مأزق المنهج أو المنظومة الفكرية لاحقاً ، إذ يتحول الأتباع إلى قوةٍ حيوانية منومة مغناطيسياً وتتحرك بلا تردد خلف المبدع أو أسلاف المبدع ، وكم في هؤلاء الأسلاف من أتباعيون جامدون عند النقطة التي وصلها المبدع الأول ، لا يحيرون عنها حراكاً ، ولا يملكون شفافيتها الروحية وحيويتها وتسامحها . ما يدهش في الأيمان ما يدهش فيه شفافية تأثيره وتحققه في الخارج بوجوهٍ شتى ، من قبيل تحقيق الخوارق والمعجزات التي يستدل بها الأتباع على مصداقية الأيمان ( وتلك المعجزات وجدت في بابل القديمة وكنعان وفارس والهند قبل ظهور الأديان التوحيدية بآلاف السنين ) ، أو حصول نجاحات إستراتيجية كبيرة وانتصارات واسعة وانتشار سريع للفكرة على الصعيد العملي الجماهيري ( نجاح الماركسية مثلاً في غزو العالم من أقصاه إلى أقصاه في بضع عشراتٍ من السنين ، أو نجاح هتلر في غزو قلوب الألمان حتى وصل بهم الحال أن يقتلوا الملايين بدمٍ بارد ) ، دون أن يعني هذا بأي حالٍ من الأحوال مصداقيةَ كامل المنظومة وتميزها على غيرها من النظم والأنساق الأيديولوجية ، بل تؤكد شيئين : أولاً : إن العامل الذاتي وقوة إيمان المفكر أو الفيلسوف أو الروحاني بذاته وبسلامة خطوط اتصاله مع الروح العليا ، أي الجوهر الأسمى ، هي الفاعلة أولاً في قوة التأثير في الخارج ، وليس المنظومة الروحية أو الأيديولوجية التي يبدعها هذا المفكرّ ، بدليل إن أي مفكر أو روحاني آخر ومهما اختلفت أنماط واتجاهات فكره ، يمكنه ذاته أن يحقق ذات التأثير في القوى الفيزيائية الكونية أو في الناس ، وربما أكبر من الأول مع اختلاف نهجه عن نهج الأول . ولهذا نجد روحانيون كأبن عربي أو الجنيد البغدادي أو الحلاج ، وصلوا إلى ضفافٍ روحانيةٍ بالغة العمق ، ونالوا من الإشراقات والقدرات الكثير بل الكثير جداً ، رغم اختلافهم مع أهل الشريعة ممن فشلوا في نيل إشراقاتٍ أو قدراتٍ حقيقية …! والأمر ذاته نجده في كل الأديان وكل المناهج الروحية أو الفلسفية العقلية ، بغض النظر عن نوع الرّب الذي رسم المنهج تفاصيل وجهه . ثانياً : إن الحقيقة لا تنفصل عن الإيمان بها ، فحيث تؤمن بها تجدها ، وحيث يضعف أو يشحب إيمانك بها ، تختفي ليحل محلها شكٌ وفراغٌ وعتمة . وهي لا تملك ملامح محددة إلا بالحدود التي يخلقها إيمان المرء ذاته ، فما تؤمن به يكون وما تراه في خيالك بعمق وحرارة ، يتحقق في الخارج . إذن فالمطلق ، سواء كان الرّب أو القيم النبيلة أو القوة هو مشروعٌ مرنٌ غير مكتمل وغير متحول إلى عياني وملموس بعد ، وبمقدور كل فردٍ أن يكمله وينجزه حسب أولوياته ودرجة إيمانه فيرتقي به من مطلقيته إلى عيانيته عبر الوعي المرهف العميق ، وقد ينجح المرء حيناً فيصل في البناء إلى مستوى طيب ، وقد يفشل إذ ينتصر الشك فيه على الأيمان ، فيختفي المطلق ليبدو لرائيه وكأنه لا أكثر من وهمٍ أو أضغاث أحلام ، بل وحتى في تلك الحالة ، يمكن للمؤمن بعدم وجد الرب أو انتفاء الأطلاقية في القيم ، يمكن له أن ينجح وينال السعادة والتوازن السيكولوجي والنجاح المادي ، بل وحتى التأثير الواسع في الناس ، دون أن تبدر من الخارج بادرةُ عقابٍ لهذا المارق في إيمانه ، كيف …؟ لأن الإيمان بحد ذاته هو الحقيقة الأولى التي لا يشك في حقيقيتها ، الأيمان بالذات وأدواتها ( العقل واليد والكيان الجسماني عامة والقوة المادية ثم الروح أو جوهر الكينونة الفردية وصلته بالكينونة الكلّية ) ، وتلك الحقيقة قد تتواصل مع الحقيقة الكونية العظمى أو مع بعض إشراقات تلك الحقيقة العظمى ، وهذا يعتمد كما أسلفنا على نوع الإيمان ودرجته ومستواه واتجاهه . وهذا ما يبهر ويدهش ويحير الألباب … تلك الشفافية التي تقترب من العدمية ، في حقائق الوجود الأزلية . وبذات الآن فهذا ما يعطي للمرء القدرة اللا متناهية على الاختيار الحرّ وعلى أن يعلي من ذاته وجوهره الذاتي أولاً وقبل كل شيء ، لأن جوهر الخارج يرسم ملامحه بمنتهى الحرية جوهر الداخل …! أنظر كم هو حجم الحرية التي يملكها الإنسان …! ومع ذلك تجده يتأفف ويتعفف عن استعمال حقه في أن يعيش حراً وأن يخلق إيمانه الذي يسعده حقاً وصدقاً دون أن يضطره لقتل الآخرين أو التشكيك في قناعاتهم واتجاهاتهم . بلا يأبى ذلك ويجري هنا وهناك باحثاً عن معلمين ووعاظ وقادة ليسوقوا عربته الحائرة في المسارب التي تؤمن لهم إيمانهم المهزوز وبذات الآن تورد هذا الضال موارد التهلكة ….!
من أين يبدأ الوهج الإيماني :
قلنا يبدأ من الذات المتميزة بالذكاء والخيال والأيمان بالذات ، ولم نذكر عاملاً آخر موقظاً للوهج الإيماني لدى المفكر أو المبدع ، وهو الحاجة …الضرورة التي يراها تلح عليه ليتصدى لمهمة الخلق والبناء والتغيير . حاجةٌ ذاتيةٌ للتميز متوافقة مع شعورٌ حارقٌ بالواجب وبأنه مكلفٌ للبناء والتغيير من أجل تحقيق حلمٌ ذاتيٌ يتوافق مع خير المجموع ويحسم إشكاليات جماعية حادة ، كالظلم الاجتماعي وانتفاء القيمة وتخبط الناس وتيههم وقسوة الظروف الاجتماعية للبعض . والبداية في الغالب بسيطةٌ متواضعة ، ونقطة الانطلاق قد تكون مشاهدة أو استجابة عقلية وروحية لمؤثرٍ حسيٍ متواضع ، ثم تتطور لتغدو نهجاً أو نسقاً عقائدي يستقطب الآلاف والملايين . قلنا إن المفكر أو المبدع ، وبالذات ذو التوجه الإصلاحي وليس التأملي الفردي ، يتميز بشخصية قوية ، ونضيف إن الأيمان القوي لهذا الشخص بما لديه يضفي عليه مزيداً من القوة في التأثير في الناس وفي الظروف والأشياء ( حسب نمط نهجه الإيماني ، فمثلاً ما كان هناك من يتوقع من لينين وهو الكافر بوجود قوة روحية كونية ، أن يستمطر مطراً أو يشفي مريضاً ، ولكنه كما ماركس وهتلر وموسوليني ، قادر على أن يستقطب الملايين بخطابٍ واحد ، في حين يمكن لراهبٍ هندوسيٍ أن يفعل الأعاجيب ويجترح المعجزات والخوارق ، دون أن يستطيع مثلاً أن يقنع رجلاً واحداً شكاكاً بهذا الذي يفعله ) …!
هل إن كل صاحب فكرٍ مبدعٌ في فكره :
قطعاً لا …! فكما في العلم ، هناك مبدعون حقيقيون لا يتكررون كنيوتن وآينشتاين وغوتنبيرغ وأديسون ، وكل التطورات التي حدثت لاحقاً جاءت على أساس إبداعات هؤلاء العمالقة وغيرهم ، فكذلك في الأيديولوجيا ، هناك مبدعون عظامٌ كبار ، خلقوا أنساق أيديولوجية متكاملة ( بغض النظر عن مدى صوابها ) ، وقد قيض لها الخلود أو على الأقل الاستمرار لمئات السنين أو بضع آلاف ، وقد هدفت إلى ما هدف إليه المبدعون في العلم والفن والشعر ، إلا وهو تحويل المطلق إلى عياني ( ملموس ) وجعل الحياة أكثر عدلاً وجمالاً . الفارق بين مبدعو العلم ومبدعو الأيديولوجيا ، هو أن مهمات الإبداع العلمي محدودة ونتائجه ملموسة ، وبالتالي اختبارات الفشل أو النجاح هي بمتناول اليد ، أما في حالة الأيديولوجيا ، فإن مهماتها كبيرةٌ ومعقدة وغالباً ما تكون مؤجلة إلى ما وراء الموت ( كما في الأيديولوجيات الدينية ) وبالتالي من الصعب أن تقول عنها إنها فاشلة أو زائفة ، طالما أن الحياة الأخرى لم تنل بعد ، علاوة على إن هناك تابو ( تحريم وتكفير للفاعل ) على عملية النقد الحرّ الشفاف لبعض تلك العقائد ، مما يجعلها تتحول إلى ( دوغما ومقدسات لا يمكن تناولها بمشرط التحليل والفحص ) . وكما أن طالب العلم لا بد له من قراءة فيثاغورس واقليدس وأرسطو قبل أن يقرأ نيوتن وأديسون وآينشتاين ، قبل أن يتخذ له مساراً مكملاً لإبداعات هؤلاء التي لم يعد هناك كبيرُ شكٍ في كثيرٍ من منجزاتها ، فأن طالب الفقه أو الشرعية ، لا مندوحة له من قراءة النسق الديني أو الروحي السائد في قومه ، ثم يتوسع فيدرس أنساق الأقوام الأخرى ( طبعاً من النادر في مجتمعنا العربي أن يدرس طالب الفقه أنساقاً فكرية أو روحية للأقوام الأخرى ، وهذا ما يجعل فكرنا الديني في غاية الدوغمائية ) …! وبالتالي ، وهذا ما رأيناه ليس في الإسلام حسب ، بل وفي الديانات والأنساق المعرفية الفلسفية المختلفة ، أن يعاد إنتاج النسق ويضاف إليه أو يحذف منه أو يسلط ضوءٌ أكبر على خصيصةٍ ما أو يحجب الضوء عن أخرى ، دون أن يحصل مسّ للجوهر . وبالتالي فالمتصدي للتطوير أو تهذيب النسق ، هو في الأصل فردٌ يحمل سمات المبدع من قوة الشخصية والإيمان الشديد بذاته وفكرته ، فيؤثر بقوةٍ في الناس ، فيتبعه الأتباع . وتتوالى الأزمان وتتسع الهوامش وتكبر حتى لتجد الفكرة أو الأيديولوجية الأصلية وقد شحبت وهذّبت لدرجة إنك بالكاد تعرفها من ملمحٍ صغيرٍ هنا أو لقطةٍ سريعة هناك . هنا … نتساءل … لماذا تضاف هوامش على هوامش على هوامش حتى توشك الفكرة الأصلية أن تختفي …؟ الجواب … لأن أي أيديولوجيا ، وعبر الزمن تكون قد مرّت بإخفاقات وأحباطات وهزائم خذلت جميعها الحلم الذي حلم به المبدع الأول ، فأضطر أسلافه للتغيير والتعديل استجابة لضرورات المراحل والأحداث …! وهذا ما ينفي القداسة عن أي نظريةٍ أو نسقٍ فكري ، دون أن يكون نفي القداسة على حساب صحة أساسيات النسق ، إذ سلف أن أكدنا أن الحقيقة الأصلية شفافةٌ للغاية وعصيةٌ على التدجين وتعتمد على إيمان الفرد ذاته ، وليس على إيمان المجموع المنضبط ضمن طقوسٍ أو قواعد أو طلاسم صارمة . الحقيقة الأصلية ليست مقدسة ، وهي لا تحتاج لأن تقدس بل لأن تعشق …! الرب يتنفس من خلال قلوب الناس لا عقولهم ولا أفواههم ولا أر تجاف سيقانهم من الخوف . الرّب هو الحب وهو الحرية الإيمانية وهو الشفافية والرقة والتواضع . الصحة العامة أو الزيف الشامل لا وجود له في أي نظريةٍ أو نسقٍ فكريٍ أو روحي …! وبما إن الرّب أو الحقيقة الأزلية ، عصيٌ على القداسة ، فإن أي نهجٍ روحيٍ هو نهجٌ إبداعيٌ فرديٌ يحمل في بعضه عناصر الصحة وفي البعض الآخر عناصر الزيف والفساد …! فأما عناصر الصحة ، فمن اليسير أن تجدها وتتعرف عليها من خلال تصورك الروحي كما والعقلاني للرب على أنه الخير المطلق والجمال المطلق والقوة المطلقة والغنى المطلق والشفافية المطلقة والعدل المطلق ، وبالتالي فمن له تلك الصفات لا يمكن أن يحتاج لسيف أحد أو مال أحد أو تقوى أحد أو أن يفضح مكنوناته كاملةٍ لأيٍ كان . فما وجد في الأنساق أو المناهج الأيديولوجية مما يخالف هذه الصورة الشمولية للرب ، هو لا شك من إبداعات المبدع الأول أو بعض أتباعه . لو أخذنا مسيحية يسوع مثلاً ووضعناها على طاولة الاختبار وإلى جوارها مسيحية بولس الرسول ، لدهشنا لكم التغيير الذي دخل على المسيحية في بضع سنين . أو لو قرأنا وحدانية موسى وقارنّاها بما فعله هارون بعد سنين قليلة من غياب أخيه ، لبهرنا لكم التحريف أو الإضافات التي دخلت فشوهت الجوهر …! مضافاً لهذا ، فإن جرم العقل ثقيلٌ قياساً لشفافية الروح ، وذات المبدع إذا ما خرج لقومه وتصدى لمهمات السياسة أو الاقتصاد أو الإدارة ، فإن إشراقات الروح ستمتزج بشكل لا واعي مع شطحات العقل أو إبداعاته المهنية الحياتية …! فيدخل على الأنساق الأيديولوجية الباكرة ، بومضاتها الروحية المبهرة ، يدخل زيفٌ كثير…!
#كامل_السعدون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بنات الفلّوجة الشقراوات
-
بذاءات جريدة الوفد المصرية بحق العراق والعراقيات…!
-
وزنك ذهب …!عن ذهب الإمارات وصدام و…بن لادن …!
-
المحظوظون الذين لسعتهم السياط الأمريكية
-
أنا أحلم … شيوخنا وروحانيو الآخرون …!
-
خيارات صدام التي لما تزل نافذةْ..! أما البعث أو الإسلام أو …
...
-
فزّاعة خظرة ْ- بزيٍ زيتونيْ….!
-
كبعيرنا العربي نحن إذ نجترّ الفاسد الرطب من العشب الثقافي …!
-
تلاميذ حوزة فارس يعلنون الإضراب … ويغلقوا الكرّاس والكتاب …!
-
يقول الأحبة أما تخاف…!
-
الإصلاح المستبعد… إلا… بمعولٍ أمريكي …!
-
يهودنا ومسلمو الجيران …قاتلينا …!
-
اجتهاداتٌ في النظرْ إلى حفرةٍ ليست كبقية الحفرْ …!
-
أمي التي ماتت من الفرح…! - قصة قصيرة
-
آية الله منتظري … إنك والله لآية صدقٍ شجاعة…!
-
رحل الرنتيسي فلمن تسلّم الراية يا فتى …!
-
خطوط المرجعية الحمراء … والخضراء …!
-
هنيئاً لأم المآذن ثمن ما لعبة السحل والحرق التي أجترحها الغل
...
-
معركة الإيرانيين الأخيرة في العراق…!
-
تعقيب على نحيب ….!
المزيد.....
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|