أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - مكابدات سيد القمني مع مجتمعه..














المزيد.....

مكابدات سيد القمني مع مجتمعه..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2733 - 2009 / 8 / 9 - 08:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الامور التي تنفرد بها مجتمعاتنا العربية..والتي قد نجد من الصعوبة بمكان ان نجد لها نظيرا في الثقافات الاخرى..هي قابلية الانتاج الجمعي لمحددات مسبقة مقولبة مفروضة قسريا على الفرد كاشتراط قبلي للتقبل الاجتماعي لافكاره وطروحاته الثقافية..فالمدرس سيء الهندام مثلا..ورجل الدين الذي ينحدر نسبه من عائلة تمارس نشاطا بعيدا نوعا ما عن التقوى والورع..قد لا يجدا ما يجعلهما قادرين على اضفاء المصداقية على المادة التي يتعاطونها رغم عدم تداخل مسببات الرفض مع الموضوع..وهذا قد يكون عاديا في بعض الممارسات والمهن التي لا تتعلق بالفرد ككيان وتسمية..ولكن هذا الاشكال قد يخلق ازمة نفسية حادة ومازقا ذاتيا لدى المثقف الذي سيكون تحت الضغط بين التزام ادبي تجاه المجتمع الزم نفسه به وبين سياسة التخجيل والتبخيس التي يمارسها المجتمع ضده تحت حجة عدم الاختصاص العلمي ..
فالمجتمع العربي يسرف عادة بافتراض نوع من الاعتراف الاكاديمي الموثق بورقة مختومة من جهة رسمية لكي تكتسب كلماته وافكاره وطروحاته نوعا من الوجاهة يتناسب مع ما سطر في هذه الورقة..بل يمكن ان ترسم هذه الورقة الحدود المسموح بها التي يحق للمثقف التنقل في فضاءها..ومن منا لم يواجه بسؤال اعتراضي تقليدي عن تحصيله الدراسي اذا تكلم بما يراه صائبا لخير المجتمع او ابدى رايا ابعد الراهن المعاش او اعمق مما تتناوله عادة نشرات الاخبار اليومية..
ولطالما اعتبرت الدال التي تسبق اسم الكاتب والمفكر تزكية ومتطلباً أساسياً للقبول الفكري والاجتماعي اكثر من كونها صفة علمية أو أكاديميةً لتحديد الانتماء إلى تحصيل دراسي معين أو بلوغ درجة علمية، ولا يعتد دونها بكل القدرات والإمكانات العلمية المتميزة والانجازات التراكمية التي تشهد للكاتب بالتفرد وطول الباع..
وقد لا تكون هذه الاعتبارات هي التي حدت بالمفكر الكبير لان يرى ان حرف الدال اللعين –وقد لا يكون معنيا اصلا بذلك - قبل اسمه اللامع المدخل المبرر الذي سوف يتيح له تلمس ما سكت عنه الاعلام الديني لقرون ويمنع عنه دعاوي التجهيل والتسقيط العلمي والثقافي.. ولكن يأتي التوضيح الاخير من قبل الاستاذ الكبير ليؤشر التناقض القائم بين المثقف الممتلك لادواته وبين الاصرار المجتمعي على اولية الرموز والعناوين التي قد لا تكون بالضرورة ذات ارتباط منطقي مع المادة العلمية للبحث ..
لقد اكتشفنا العالم الاخر المضاد للتلقينية الذي يمثله فكر المفكر العربي الكبير سيد القمني قبل اكثر من عقدين من الزمان وتداولناه كمنشور سري وتعاملنا معه باحتفالية وترحيب متماهي مع ما في طروحاته من عمق وتجدد واضاءة على ما عتم عليه من تراث وتاريخ وتعرية لما البس زيفا وعدوانا حصانة منتحلة لصفحات صفراء طليت بالوان القداسة قسرا وسورت بفتاوى واجتهادات الراسخون في التلاعب بالنصوص الفقهية وعتاة الحيل الشرعية والتخابيء بين دفات الكتب العتيقة ..وللاستاذ الكبير اسلوب متفرد وفذ في نقد التدوين الفقهي التاريخي مستهدفا تصحيح مساره مستندا على معرفة واسعة وتمكن عال من مادته العلمية واساليب الخوض الشائك فيها والتبحر في عدد هائل من المراجع العلمية المعتبرة .. ويتفوق بمراحل في مجالاته البحثية على العديد ممن تؤطر اسماؤهم بحرف الدال المتمنع الدلال.. والمهم اننا نملك بين ايدينا رسالة الدكتوراه التي هي اكثر جدوى ومنفعة واهمية لنا من الورقة المعلقة على جدار الافتخار المنسي..
ان الاصطفاف مع السيد القمني هوالتموقع مع حرية الفكر والمعتقد والرأي خصوصا ان احد من المعارضين لم يفسر لنا ورود هذه الآراء –التي دمغت بالتجديف - في امهات الكتب المنزلة منزلة المقدس لدى المسلمين ..و الوقوف مع السيد القمني هو الوقوف ضد ان يكون البحث العلمي رديف لاكل لحوم الحمير والقطط او القمح المسرطن او الموت حرقا في قطار او غرقا في عبارة كما وصفه النائب المصري حمدي حسن..
ان محنة الاستاذ الكبير سيد القمني تتجلى بوضوح من خلال اسلوب"التقية" التي تغلف كلماته المبتزة ابتزازاً من قبل قوى الاسلام السياسي والتي عابها عليه البعض الذين يتعاملون بخفة مؤسفة مع الوضع الخطر والدقيق الذي يتموضع فيه الكاتب الكبير ..هذا الوضع الذي يفضح الانحدار المؤلم الذي وصلته الحريات الاساسية في مجتمعاتنا العربية وعلى تلاشي مفهوم الدولة والقانون ومصطلحات المواطنة وحقوق الانسان لدى المنظمات التكفيرية المباركة بسطوة فقهاء السلطان وتواطؤ الحاكم الصامت ..وهذا ما يدل على الضرورة الحتمية لجميع المحملين بالهم الانساني للتوحد خلف راية الحرية وتقبل الراي الاخر رغم الاختلاف الوارد والممكن في الرؤى والتوجهات والتي قد تكون من اشتراطات الفكر التعددي الحر..





#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغاء الآذان الشيعي..والوعي الوطني العراقي..
- فلنقل كلا لسد -اليسو-..
- كيف نصدق تاريخاً دوّن بهذه الطريقة؟!
- معاً ضد سياط الجلاد
- الفقيه العلماني.. عبثية الاصلاح الديني..
- فقهاء السلطة..وهوية الجيل الزائفة
- يوم الفينيق العراقي..
- لا تتركوا الشعب الايراني في العراء...
- الولي الفقيه يأكل ابنائه...
- فؤاد الهاشم..وسياسة الانتشاء بالوهم
- فوبيا الصناديق نصف الشفافة والأصابع البنفسجية
- التنافس السعودي –المصري...الصراع على اللا شيء
- العراق والكويت ..زماناً ومكاناً وحقائق...
- قد يدخل هذا المنتحر الجنة...
- ضياع فضيلة الشيخ الطهطاوي في دروب التأسلم
- لا صلاة بأمامة اوباما...
- عندما يتحدث السيد الرئيس...
- مكابدات -صوت العرب- في عصر اعلام سمو الشيخة موزة
- أنباء حزينة..من يمن لم يعد بالسعيد
- تزييف التاريخ..مابين القرضاوي وجورج اورويل


المزيد.....




- -تلغراف-: الروح المعنوية في الجيش البريطاني عند أدنى مستوى
- نزليهم لاطفالك وفرحيهم حالا!!.. الترددات الطفولية والتي تخص ...
- المقاومة الإسلامية في العراق: هاجمنا بالطيران المسير فجر الي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تعلن استهداف هدفين للاحتلال في ش ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تنفذ هجومين بالمسيرات على هدفين ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تنفذ هجومين بالمسيرات على شمال ف ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف بالمسيرات 3 مواقع إسرائي ...
- أطفالك مش هتعمل دوشه من الآن.. تردد قناة طيور الجنة 2024 الج ...
- مصر.. رأس الطائفة الإنجيلية يوضح دور الكنيسة في مواجهة ظاهرة ...
- النمسا: طلاب يهود يمنعون رئيس البرلمان من تكريم ضحايا الهولو ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - مكابدات سيد القمني مع مجتمعه..