أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مهند صلاحات - هذا زمان سقوط الأقنعة















المزيد.....

هذا زمان سقوط الأقنعة


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 832 - 2004 / 5 / 12 - 06:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كعادتها صفحات الأخبار تأتينا أحيانا بالأشياء المتوقعة من أحداث
وأحيانا يأتينا خبر عن احد الأشخاص متوقعا لفهمنا المسبق لطريقة تفكير وتحليل هذا الإنسان
هذه المرة وأنا اقلب صفحات الأخبار لفت انتباهي خبر لا يبدو بالغريب عن واقعنا وعن مساحة الحرية الصحفية التي تتوافر لدينا, لكن الغريب في الأمر ما حوى هذا الخبر وما تلاه من تعقيبات
إليكم الخبر
إلقاء القبض على رئيس تحرير صحيفة أردنية >

ألقت السلطات الأردنية القبض على فهد الريماوي رئيس تحرير صحيفة المجد الأسبوعية وذلك لنشره مقالا "يسئ إلى علاقات الأردن بالمملكة العربية السعودية." -->-->وقد اعتقل الريماوي يوم أمس الأحد لدى عودته إلى البلاد من الولايات المتحدة. -->-->وكانت المجد قد نشرت مقالا افتتاحيا تصف السلطات السعودية بأنها "عميلة للولايات المتحدة." -->-->ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن رئيس الادعاء الأردني مهند حجازي قوله إنه أمر بحبس الريماوي لمدة أسبوعين على ذمة التحقيق. -->-->وقال حجازي إن الريماوي موقوف في سجن الجويدة جنوبي البلاد استعدادا لمثوله أمام محكمة امن الدولة. -->-->وكان المقال قد نشر في الثالث من الشهر الجاري. -->-->وقالت اسما خضر الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية إنها تؤيد قرار مقاضاة الريماوي، مضيفة انه يجب عليه بحكم مهنته أن يحترم بعض الضوابط الأخلاقية إضافة إلى المصلحة الوطنية. --

> > > > >

ربما كان هذا الخبر خبرا عاديا وربما يوميا في وطننا العربي الكبير لكنه بالنسبة للبعض وأنا واحد منهم يعتبر خبرا استفزازيا

ما الغريب في هذا الخبر

ليس غريبا قيام الحكومة الأردنية أو غيرها بمثل هذا الفعل فجميعنا يعلم حجم مساحة الديمقراطية المتاحة لنا كشعوب من الخليج إلى المحيط عبر صحافتنا ووسائل إعلامنا والذي حول معظم الحرية الهاربة من رقابة الرقيب إلى صفحات الانترنت كمتنفس لها نوعا ما وفي الغالب تحت أسماء مستعارة تحمل سمة هذا الزمان المستعار.

فمثل هذا العمل يتكرر يوميا من إغلاق مكاتب للصحف واعتقال صحافيين.... الخ حتى صار سمة من سمات الصحافة وأقلامها وربما صار نوعا من الدعاية يستغلها البعض لإبراز البعض كمعارضة وكصحيفة معارضة تم إيقافها لتحمل اسما قويا بعد إغلاقها أو إيقافها لفترة وأيضا وما يمارس خلف الكواليس من مقص الرقيب أكثر بكثير مما يعمله البعض بحكم كوني صحفي سابق في عدة صحف حين كنت اكتب ثلاثة صفحات وينشر نصف صفحة بحجج مختلفة حتى في ظل حكومة أو شبه حكومة –في الضفة الغربية- التي على الأقل بعد دخول السلطة يمكن أن تسمى مساحة حرية للتعبير عن واقع احتلال سابق إلا أن الحال استمر كما هو من إغلاق مكاتب صحف ومحطات داخلية ومصادرة الكتب من المطابع وأذكر بما حدث من إغلاق أكثر من مكتبة ومطبعها لقيامها بطبع وبيع كتب تحمل كاريكاتيرات للشهيد ناجي العلي.
عودة لما كنا فيه, فقد اعتاد مقص الرقيب على أكل أجزاء كبيرة من المقالات المنشورة بحجة عدم الإساءة لدولة أجنبية أو عربية أو دولة عدوة أو دولة صديقة أو شخصية شهيرة أو شخصية مبتدئة إلى أخره, بحجج بعضها يحاول تبريره رئيس التحرير بطريقة أكثر لباقة مثل صغر المساحة المتاحة للمقالة بينما يأخذ بعض الإعلانات (ربما عن فول أمريكانا عربية مية في المية ) صفحة كاملة وعدم مناسبة وقت المقال وغيره من المبررات الممقوتة ومن محاولة ما يسمونه التخفيض من نغمة العنف والشجب لبعض أعمال بعض الحكومات أو الهيئات أو الشخصيات لوزنها السياسي أو الدولي أو ما يسمى بعدم التدخل في شؤون الغير.
ما الجريمة التي ارتكبها الريماوي حتى يقدم الى محكمة امن الدولة؟
لا اعتقد أن الريماوي كان احد المعدين الإرهابيين لشاحنات المتفجرات التي أرادت أن تهاجم مبنى المخابرات العامة لتوقع ألاف الضحايا من المدنيين والأبرياء ولا كان احد مناصرين الإرهابي الهارب أبو مصعب الزرقاوي, ولكنه أراد التعبير عن وجهة نظره وربما اخطأ في إيصالها أو لم يصب في الوصف أو في الصياغة لوجهة نظره..
ليس هذا فحوى التعليق ولا هذا ما يثير التحفظ أو الاستفزاز بقدر ما يثيره قيام الوزيرة الفاضلة أسماء خضر بالتعليق على اعتقال الريماوي بقولها:

(أن على الريماوي أن يحترم بعض الضوابط الأخلاقية والمصلحة الوطنية )

جميلة هذه العبارة سمعناها كثيرا من رجال الإصلاح الحكومي ومن بعض الدعاة ورجال السياسة
لكني لا اعلم حتى الآن هل السيدة أسمى خضر نفسها التي انتقلت من ما يسمونه أخر اليسار المعارض في الأردن إلى حضن الحكومة لتصبح وزيرة مرة واحدة ضاربة بعرض الحائط كل القيم والأخلاق والمبادئ التي كانت تنادي فيها باسم المعارضة والإصلاح من داخل المعارضة ؟
وهل فعلا ثبت للسيدة الفاضلة أن المعارضة والتي تعتبر المؤسسات المدنية في داخل الأردن غير قادرة على الإصلاح أم أنها اكتشفت أن المعارضة غير موجودة في الأردن أو أن بقائها في صفوفها غير مجدي ؟
مثل هذه الأسئلة تجيب عنها عطوفة الوزيرة.
لكن أي ضوابط أخلاقية تتحدث عنها السيدة أسمى خضر التي قبل اشهر فقط كانت تجلس إلى جانب الريماوي على منصات التنظير ضد أخطاء الحكومة باسم المعارضة ونقد الوزراء والمناداة بتوسيع مساحة الحرية الممنوحة, واليوم نراها تجلس على منصة القاضي تحاكم الريماوي الذي تحول فجأة إلى معارض و ضد المصلحة الوطنية
وأي مصلحة وطنية هذه التي لا يكون الشعب جزءا منها ؟
وسؤال طفولي عفوي:
من في الحقيقة الذي تحول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هل فعلا الريماوي هو الذي خرج عن الضوابط الأخلاقية والقيم وصار ضد المصلحة الوطنية أم أن عطوفة الوزيرة أسمى خضر هي التي تحولت !!!!

سؤال يجيب عنه واقعنا:

ربما اخطأ الريماوي لان مثل هذه الأمور تعتبر خطوطا حمراء في أنظمتنا تثير القلاقل بين الدول, وتعمل ما يسمى بالاضطرابات في العلاقات الدولية,

لكن ألا يحق لنا أن نسأل:

هل يجوز لمن كان متهما يوما أن يجلس على منصة القاضي ويقاضي زملائه ؟

وإذا كان فعلا الريماوي وأمثاله الذين هم جزء من المؤسسة المدنية الأردنية ونشطاء أحزابها هم خطر على المصلحة الوطنية الم تكن يوما أسمى خضر واحدة منهم قبل اشهر فقط ؟؟؟؟؟؟

أسئلة لمن يريد أن يفهم الإجابة

وكما قال الشاعر

نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا


www.talluza.jeeran.com



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الأمريكية...ودورنا المغبون!!!!
- ابن لادن... إسلام ضد الإسلام أم إسلام ضد الجميع ؟؟؟ سؤال يجب ...
- صليب الملح... هل تسمعين يا فاطمة
- الخرافات الدينية... الصكوك الأولى في التنازل عن فلسطين للدول ...
- آلام المسيح أم آلام الشعوب
- العلمانية ضرورة للتغيير في المجتمعات وخاصة العربية
- علاقة المرآة بالمجتمع تستمد من علاقة الفرد بالسلطة
- اغتيال احمد ياسين والبعد السياسي الدولي على المنطقة
- القتلى والمقاتلون السكارى قرائة ادبية في مقتطفات من بستان ال ...
- للقهوة صباح اخر
- الفضائيات العربية لسان الراسمالية الناطق - المعلن والمبطن
- عرب اطاعوا رومهم ... اسلاميون اطاعوا احتلالهم فل نحطم جدار ا ...
- اوراق المفاوض الفلسطيني // مخطوطة باقلام امريكية


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مهند صلاحات - هذا زمان سقوط الأقنعة