|
اسطوانة الافكار الهدامة .. ونية الحكومة حجب المواقع الالكترونية
نوري جاسم المياحي
الحوار المتمدن-العدد: 2732 - 2009 / 8 / 8 - 08:58
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تردد مؤخرا خبر نية الحكومة العراقية في فرض الرقابة على الكتب والمطبوعات التي تدخل العراق وحجب المواقع الاباحية .. ومرر الخبر بصيغة الحرص على الاخلاق العامة وحماية الشباب من الانزلاق في هاوية الفساد الاخلاقي .. وهي خطوة جيدة بل ومباركة لايعترض عليها مثقف حريص على تربية جيل عراقي صاعد .. لحد هذه اللحظة يبدوا الامر بريئا .. ولكن عندما تابعت برنامج ( بالعراقي ) الذي بث من فضائية الحرة – عراق حول نفس الموضوع وما لفت انتباهي ما ذكره المهندس مجيد حميد مدير عام الاتصالات في الوزارة المعنية انهم استلمواكتاب رسمي من ديوان رئاسة الوزراء يطلب منهم اتخاذ الاجراءات لحجب المواقع الاباحية والمواقع التي تنشر( الافكار الهدامة ) وهنا بيت القصيد !! وما المقصود بالافكار الهدامة ؟؟ هنا عادت الذاكرة بي الى خمسينيات القرن الماضي عندما اصدرنوري السعيد تعليماته لمحاربة الحزب الشيوعي .. وانذاك لم يكن يوجد فضائيات او انترنت .. وانما مناشير وبعض المطبوعات .. ومن هنا بدات تسمية (الافكار الهدامة) تطلق على افكار ومنشورات الحزب الشيوعي العراقي ..وكانت هذه المنشورات تدين كل من يطبعها او يوزعها او يمتلكها وتلاحقه الشرطة وترميه في غياهب المعتقلات .. وبعد ثورة الشهيد عبد الكريم قاسم عام 1958 واطلاق الحريات الفكرية والحزبية امتلأت الاسواق بالكتب السياسية والفكرية ولكل العقائد الاسلامية والقومية واليسارية وفي مقدمتها الشيوعية بدءا من البيان الشيوعي وراس المال لكارل ماركس والمطبوعات الكاملة للينين وماوتسي تونك .. اما الكتب القومية فكانت محدودة العدد ومعضمها تتناول الدعوة للقومية العربية والوحدة العربية .. وفي هذه الفترة انقلبت التسميات من الافكار( الهدامة) الى (لاهدامة ) وتميزت هذه الفترة بالا نفتاح الفكري وكان الشباب العراقي منفتحا متعطشا للثقافة ومتميزا بالمطالعة فانكب ينهل وبلا كلل او ملل من من نبع الفكر العالمي وبكل اتجاهاته وعندما حدث انقلاب 8 شباط 1958 واستلم حزب البعث السلطة وعادت حليمة الى عادتها القديمة .. وعادت تسمية الافكار الهدامة وملاحقتها ثانية وتصفية حامليهاولكن قصر الفترة الزمنية لبقاء حزب البعث في السلطة التي لاتتجاوز عدة اشهر لم تبرز بشكل متميز .. وبرزت بشكل واضح وعلني عندما استلم حزب البعث السلطة بعد 17 تموز 1968 وهنا وسعوا قاعدة المشمولين بحملة الفكر الهدام والافكار الهدامة كل من لايدين بفكر حزب البعث سواء كان شيوعيا او اسلاميا وحتى القوميين العرب لم يسلما منها.. وهنا بدا التثقيف احادي الاتجاه وبشكل اجباري سلطوي .. وبكلمات ادق كل من ولد عام 1960 وحتى عام 2003 لم تتسنى لهم الفرصة والحرية الفكرية للتعامل بحرية مع الافكار المختلفة او المتصارعة الا مجاميع صغيرة ولاسباب عديدة يطول شرحها تمكنت من تطوير نفسها ذاتيا وبجهود فردية .. ومن عاصرالنشاط الحزبي البعثي واحتك بالحزبيين ممن لديهم الجراة في بيان اراءهم بصراحة في الاجتماعات الحزبية كانوا يتاففون ويتضجرون من فقرة ( الموضوع الثقافي ) في الاجتماعات الحزبية التي كانت تعقد اسبوعيا .. وهذا ما انعكس اجماليا وبشكل عام على الثقافة العامة للعراقيين ولولا دور الجامعات العراقية ولاسيما الكليات الانسانية وتخريجها لعشرات الالوف من المثقفين ( نسبيا) لكان الشعب العراقي اليوم اميا من الناحية السياسية والثقافية .. ولو اجريت دراسة علمية واحصائية لاهتمام جيل الشباب في الخمسينات والستينات ومقارنته بشباب العقدين الاخيرين نجد بونا شاسعا بين الاثنين حيث الشباب اليوم لايميل للمطالعة العامة ولايهتم بمصائب الوطن والمواطنين الى درجة يمكن وصفها بفقدان الحس الوطني اضافة الى الانهيار الاخلاقي ولاسيما بعد عام 2003 الذي يسميه حكام اليوم من الحرامية والكذابين عام التحرير والبعض الاخر يسميه عام التدمير والتخريب .. اماعامة الشعب ولاسيما المثقفين الاحرار فيسمونه عام النكبة .. لا امن لا خدمات لا علم لافهم ..وانما بلاء ابتلى به العراقيون على ايدي من يسمون انفسهم عراقيون جاؤا مع الامريكان ولاهم لهم سوى تدمير كل ما هو عراقي من تاريخ وحضارة وفكر ومقومات حياة حتى الصناعة والزراعة دمروها وعرضوا العراق واهله للبيع بابخس الاثمان تحت شعارات النظام الراسمالي وانفتاح السوق والتجارة الحرة والعولمة .. الشيء الوحيد الذي فاز به المثقف العراقي في العراق الجديد هو هامش الحرية الفكرية والعقائدية التي اتاحها المحتل الامريكي مشكورا من خلال الفضائيات و شبكة الانترنت والمواقع المختلفة حيث تمكن المظلوم والمهموم العراقي من التنفيس عن همومه من خلال الكتابة والنشر في المواقع وحسب ولاءاتها .. ولكن هذه الحرية المحدودة لم تعجب حكام العراق الجدد لانها تفضح سرقاتهم وممارساتهم اللااخلاقية سواء بفضح سرقاتهم ونهبهم للمال العام او سلوكيات احزابهم وفضائحها او ما ضيهم او ارتباطاتهم بالاجنبي ..كل هذه الامور دفعت بالحكومة الموقرة ان توجه سلاح( الافكار الهدامة ) بوجه كل موقع لايمدحها ويشيد بلصوصيتها والتهديد بحجبه عن العراقيين .. ان الاوان على الكتاب والمثقفيين الوقوف ويشدة بوجه كل المحاولات الحكومية لتركيع المفكرين العراقيين ومن خلال تشغيل الاسطوانة المشروخة اسطوانة الافكار الهدامة
#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حتى انت يا بروتس ...طائفي ؟؟؟
-
الاستهانة بكفاءة المهندس العراقي جريمة لاتغتفر
-
الطائفية سلاح الضعفاء والمرضى النفسيين
-
دعوة اتمنى لها الصدى والاستجابة ...
-
رياح التغيير هبت على العراق ولن تتوقف
-
الوسطية حل لكل مشكلات العراق
-
انتم مشاركون فيما يحدث ..ان لم تكشفوا الحقيقة !!!
-
اللعبة الخطرة التي يلعبها التحالف الكردستاني
-
المواكب الحسينية .. صرخة الفقراء والمظلومين
-
الظلم .. والحكام .. والشعب عندما ينتفض
-
بيئة العراق ونداء لانقاذها
-
الخنازير .. الفقراء .. الكفاءة ؟؟
-
الرحمة بفقراء العراق يا رئيس الوزراء
-
مبروك للعراقيين ما حققوه بالدم
-
حقوق الانسان العراقي بين عهدين
-
من وراء التفجيرات الاخيرة؟؟؟
-
تغيير نظام.. الغاء مقومات دولة ..فوضى القوانين
-
العراق واليوم العالمي للبيئة
-
خطاب اوباما بين الأماني والواقع
-
صراع التغيير بين مؤيد ومعارض
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|