أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد صفدي - حوار مع الله













المزيد.....

حوار مع الله


محمد صفدي

الحوار المتمدن-العدد: 2732 - 2009 / 8 / 8 - 08:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت جالسا ذات مساء بعد يوم عمل شاق ومضن على اريكة في شرفة بيتي الشرقية ارقب الافق واتفكر في مشاكل امتي العربية وما يحل بها من ماس وكوارث ثم قلت لنفسي : لماذا افكر في هم امة كبرى فلافكر بمصيبة شعبي الفلسطيني منذ النكبة وما حل ويحل بهم لحد الان ، ثم ايقنت في قرارة نفسي انني لست المسيح الذي اتى مخلصا لشعبه ولست عرفاتا لاموت محاصرا من اجل شعب ، بل لي همي ومشاكلي الخاصة ، ففي الشهر الاخير مثلا ، لم يبق من معاشي الشهري قرش واحد ، فقلت ما العمل؟ وما اسباب فقري وقلة حيلتي؟ هل لاني اعصي الله ولا اصلي له او اشكره على " النعم " التي منحها لي؟ وفيما انا افكر ، لمحت في السماء غيمة بيضاء تتجمع للتحول الى لحية بيضاء كبيرة في وجه عابس كبير ، لكن وهج الشمس منعني من النظر مباشرة الى ذلك الوجه ، الذي خرج منه صوت مجلجل يقول: اني انا الله الهك واله ابائك واجدادك ، اله المسيح ومحمد وعرفات ، اله اولمرت وباراك وشارون ، اله نصر الله وبشار الاسد والملكين عبدالله السعودي والاردني ، اله كل البشر ، فهل اسمعك تتذمر؟
فاجبته بكل خوف ووجل: نعم ، حالتي المادية صعبة جدا ، حال شعبي ليس بالافضل ماديا وسياسيا واجتماعيا ، وحال امتي اسوأ ، فهل انت المسؤول عن كل هذا كما يدعي بعض من امن بك ؟
فاجاب الله بصوته المزلزل : نعم ، لماذا اساعد امتك وقد فجرت وكفرت؟
- لكنك نصرت شعوبا اخرى كفرت وفجرت
- لالقنكم درسا بهم
- وكيف تلقنهم هم درسا على فجورهم
- ساحاسبهم في الدار الاخرة بالرغم من انهم لقنوا دروسا في القرون الغابرة
- وامتي ايضا لقنت دروسا في القرون الغابرة!
- اذكر انني نصرتها قديما وفي العديد من المواقف
- اذن لماذا سمحت بان يقتل خلفاء نبيك شر قتلة؟ لماذا سمحت للامويين بالسيطرة على الحكم وقتل الحسين بن علي وانقسام المسلمين منذ ذلك الوقت ولحد الان ، الم يقتل الالاف بسبب هذا الانقسام؟ لماذا لم تمنعه؟
- لقد اغواهم الشيطان فساروا خلفه
- واين كنت انت؟ تروي حدائق الجنة؟ تخلق حوريات عين؟ توقد جهنم؟ جالسا على عرشك؟
- ليس مهما اين كنت ، المهم انهم لم يخافونني
- وهل هذا شرط لمؤازرتنا؟
- نعم ، الم اقل لكم في القران انما يخشى الله من عباده العلماء؟ فان كان العلماء يخشونني فما بال عامة الناس وبسطائهم؟
- يا سلام ، لم يكن الخوف يوما مشجعا لانسان بل محطما للنفوس وهادما للابداع والخيال
- كلام الشياطين
- ثم لنعد الى التاريخ : الم تخذل العرب في معارك عدة؟ في احد ومرج دابق وبلاط الشهداء ؟
- اردت ايقاف طمعهم ، هناك شعوب اخرى ترغب في العيش
- على حسابنا يا الله؟
- لا ، لكن لا اريد ان يسيطر شعب واحد على الارض
- ههههه اضحكتني ، الا يسيطر الامريكيون على الارض اليوم؟ ولماذا لا تريد ان يسيطر من رفع كلمتك واسمك وامن بك واراق الدماء لاجلك؟
-الامريكيون يسيطرون على العراق وافغانستان فقط
- باذنك؟
- نعم ، كي القنكم دروسا في عدم الاستكبار
- ولماذا تسلطهم على اهل فلسطين؟ اليست اميركا هي ام اسرائيل التي ارضعتها اسلحة واموالا ؟
- صحيح ، ذلك ان الفلسطينيين فيهم من الكفار ما يستحق ما يجري لهم
- واليهود هم المؤمنون بك ؟؟!! وما ذنب من يؤمن بك ويصلي لك ليل نهار من الفلسطينيين؟
- لقد نصرت من امن بي في غزة على من عاداني
- ولماذا لا تنصرهم على الاسرائيليين؟
- امهل ولا اهمل
- اكره قولك هذا الذي تتهرب فيه من مسؤولياتك ، يا رجل ! انت معنا ام معهم؟
- لا اتهرب ، سانصرهم في الوقت المناسب ، ولا تنعتني بالرجل فانا لم اصرح عن جنسي في اي كتاب انزلته
- الم تتجسد بالمسيح وقد كان رجلا؟ ثم متى الوقت المناسب؟ بعد 100 عام؟ بعد الفية؟
- قريبا
- ولماذا ستنصرهم؟
- اني انا الله الغفور الرحيم الناصر أنصر متى اشاء واذل والحق الهزيمة بمن اشاء ومتى اشاء
- يا سلام!!! نحن اذن لوحة شطرنج في يديك؟
- هذا صحيح ففراغي ومللي وبطالتي منذ خلقت العالم يجعلني اتسلى بالبشر
- اذن لن تحل مشاكل الامة وقضاياها الا..
- عندما اشاء
- وقضية فلسطين ؟
- عندما اشاء
-ومشاكلي المادية؟
- عندما اشاء
- ومتى ستشاء؟
- عندما اشاء
- فلتشأ يا اخي وتخلصنا
- لا ، ليس الان
- متى اذن؟
- عندما اشاء
وهنا فتحت عيني على صوت زوجتي تقول: " هيا قم الى العشاء ، سنتعشى الان بعض الجبن والزعتر والزيت ، ولما تفرج حالتنا ان شاء الله ، سنتعشى في احسن مطعم ".
هنا فتحت عيني جيدا وقلت لها وانا اتثاءب: يبدو لي انها لن تفرج !!
وكم تمنيت لو لم استيقظ من حلمي هذا واكمل الحوار مع الله فهناك الاف بل ملايين الاسئلة التي ارغب في ان اتلقى من الله اجابة عنها ، لكن يبدو انه لم يشأ ان استمر في محاورته خوفا من الا يجد اجابة لبعض اسئلتي فيفتضح امره بين من امن ويؤمن به ، فسلط علي زوجتي لتوقظني .









#محمد_صفدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موضة جديدة
- هل يخلف الله وعده؟
- الوادي المقدس طوى واللغة العبرية
- الله معنا أم معهم؟
- فراغ القيادة والقيادة الفارغة في اسرائيل
- شعب الله القارئ
- لبنان - صغير وملان كفر
- وجود الله في اولاد حارتنا يحتمل التاويل
- ياسر العظمة - لم يفهمه العرب


المزيد.....




- حماة: مدينة النواعير التي دارت على دواليبها صراعات الجماعات ...
- استطلاع رأي -مفاجىء- عن موقف الشبان اليهود بالخارج من حماس
- ولايات ألمانية يحكمها التحالف المسيحي تطالب بتشديد سياسة الل ...
- هل يوجد تنوير إسلامي؟
- كاتس يلغي مذكرة -اعتقال إدارية- بحق يهودي
- نائب المرشد الأعلى الإيراني خامنئي يصل موسكو
- الجيش السوري يسقط 11 مسيرة تابعة للجماعات التكفيرية
- بالخطوات بسهولة.. تردد قناة طيور الجنة الجديد علي القمر الصن ...
- TOYOUER EL-JANAH TV .. تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر ا ...
- أنس بيرقلي: الإسلاموفوبيا في المجتمعات الإسلامية أكثر تطرفا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد صفدي - حوار مع الله