أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علاء كعيد حسب - هلوسات في حضرة الشهود














المزيد.....

هلوسات في حضرة الشهود


علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي

(Alaa Kaid Hassab)


الحوار المتمدن-العدد: 2732 - 2009 / 8 / 8 - 08:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ألغاز كثيرة , و حلول نسبية لا تروي عطش الغموض الذي ينتابني , هي الحياة لا ندري بدايتها أو نهايتها , وكل ما فيها ينتهي ببساطة كما ابتدأ بدون إنذار أو تذكير .
هذا أنا , في الخامسة و العشرين من عمر سريع حافل بالمحطات العابرة , يستوقفني الليل لأبصر وحشة الشمعة و مصيرها. لأراجع نفسي , و دقائق مفعمة بأحداث حزينة سترافقني أبعد من الآن .
حدسي شجاعتي , و قول الكثير لا يعني الإلمام بالحقيقة , و لا يحدد المقدرة على التعبير . مراكش مثلا , أعشقها ...و يستهويني الجنون حين تغرب الشمس خلف مآثرها , و لطالما صنعت بحبها الكثير من أحلام اليقظة , رغم شعوري العميق بأني أحضنها و لا تحضنني . في كل مرة أفتش فيها عن الجواب , تخنقني أزقتها و أرواح الأضرحة الفارة من لهيب نفسها الأخير , و من العولمة و رائحة البشر.
عالم أكلت المادة طلائه الأخضر , يعاتب ذكرياتنا و يصفها بالسذاجة , و يتوعدنا بكوابيس و ساعات طويلة دون ابتسامة . أسئلة مبهمة لا تفيد التوازن أو البقاء , كنور الشمعة الأخير . و أغربها , صبرنا على حكام جسدوا انفصام البشرية على حسها الإنساني , فرضوا علينا التفاعل مع وثيرة الأمطار , و جعلونا أوفياء للحلكة التي يولدها انقطاع الكهرباء في الحي , و أغروا المنحرفين القابعين تحت شرفات المنازل , بالمزيد من الخمر و الحشيش , و المزيد من الضياع و الكلام البذيء .
حقائق مسلم بها , و يبقى الشك جانبا , وشيئا فشيئا يختفي توهج الخطابات و الشعارات , و تلاحظ أن الدور المنوط بك دوما , هو دور الضحية . و أن عليك أن تتجرع في كل مرة بكوب ماء ممزوج بالأسبرين , مرارة الشخصية . هلوسات تنط من فكرة إلى أخرى ,و براءة يلاحقها ضعفها , و صوت الجلاد المبحوح , يغلب على صراخ يستجدي العفو .
هذا أنا , أعاني من ضعف و كساح حاد في البصيرة , و هراوة المسؤول تطارد جسدي الذي أنهكه الجهل و سوء التغذية . الابتسامة تهجر صدري , و الوعود لن يوفى أبدا بها , و يبدو أن إرادة الشعب و الأيام القادمة وحدهما الكفيلان بصنع الحياة .
الكثير الآن يظن أني مجنون , أو مهووس , أو لا شيء ... لكن صدقا , أقول ما ينتابني , و أترجم فقط أحاسيسي المتقلبة تقلب بني آدم .
تجعلني حرارة الخطابات و مرارة الذكريات, أناور نفسي .
_ كفى هراء
لا تقولوا هذا , فهذا أنا , واحد منكم , لكن من بعيد ... أعرف نفسي , و قد أميزها عنكم .
مراكش يا شامة تغنى بها الفنانون و الدجالون, و حتى الشواذ الأجانب ممن علقت بمخيلاتهم بنادق السمارين في ساحة جامع الفنا .
_ كفى فحشا و افتراءا
لا تقولوا هذا , فأنا واحد منكم , لكني أعلم عن مراكش الكثير مما لا تعلمون . تفاصيلها كثيرة , لكن لا تشكل شيئا بالنسبة لها , و أغلب الصور التي بصمت ذاكرتها , تاهت في شعابها و لم تترك أثر . أما أنا , ففي الخامسة و العشرين لا أذكر من طفولتي سوى كلمات أصدقاء متعلمين , صادقين , و أوفياء لوطنهم . و بسبب البطالة و الفقر يقضي معظمهم الآن عقوبة بالسجن , بجنحتي الاتجار في المخدرات , و السرقة الموصوفة .
_ أنت مجنون
فعلا , أنا مجنون و مهووس , و لا شيء . و ربما أن الكلمات و شفافية الأسياد لم تعد ذات طعم بالنسبة لي , و قد لا تفضي الأيام , إلا على فراغ لا يفضي إلى شيء ...





#علاء_كعيد_حسب (هاشتاغ)       Alaa_Kaid_Hassab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاض بمحكمة نواحي مراكش , يغتر بنفسه
- مريم
- هي و الليل
- التعبير عن الرأي: بين التعتيم و التنوير
- ثيمة النضال في ديوان أبابيل الصمت للشاعرة المغربية زليخة موس ...
- إنفلوانزا الخنازير : الكابوس الذي يفزع المغاربة
- حسنا , سأكون كما تحبون
- أمريكا و المالكي و مقهى الحشيش
- إيران : النهضة التي تحاول الأغلبية إخمادها
- بين النارنج و النخيل
- الوصية
- واحة رغبات
- برينو ميرسي الشاعر السويسري الذي يتنفس الشرق
- المدينة الحزينة
- العلاقات المغربية الإسرائيلية : بين التصريحات الرسمية و أرض ...
- المغرب بين عشرات المهرجانات و ملايين الفقراء
- صورة بين الرفوف
- جسر الغمام
- القذافي يسعى لفرض الوصاية على الصحافة المغربية
- كأس مع أثارية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علاء كعيد حسب - هلوسات في حضرة الشهود