|
عوامل الضعف والقوة للتغيير في سورية
مالك عساف
الحوار المتمدن-العدد: 2731 - 2009 / 8 / 7 - 04:06
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
السؤال الذي يطرح نفسه دائما ويتكرر لماذا لا توجد ديمقراطية في معظم الدول العربية ولماذا يستمر النظام الاستبدادي إلى هذا الوقت مع أن معظم دول العالم قد تغيرت؟ لندرس الوضع السوري لأننا اقرب إليه واعرف به, ماهي العوامل التي تؤخر الانتقال من النظام الشمولي إلى التعددية وهل الانتقال إلى الديمقراطية سوف يحل جميع مشاكلنا ؟ إذا أردنا الحديث عن عوامل الضعف وعوامل القوة في المجتمع السوري ومدى ارتباط هذا بالانتقال إلى النظام الديمقراطي عوامل الضعف: منها نسبة الأمية المرتفعة والجهل وحرمان المرأة من حقوقها والتسلط والعنف الموجود ضمن المجتمع من البيت إلى المدرسة وصولا إلى الخدمة الإلزامية ومن ثم في العمل . ثقافة العنف وفرض الرأي متأصلة ضمن المجتمع ولقد كانت لنظام البعث الذي وصل إلى الحكم عن طريق انقلاب عسكري الهدف الأكبر في إبعاد الشعب عن السياسة إما بشرائهم أو عن طريق الترهيب واستخدام العنف ضدهم وفكك المجتمع السوري إلى طوائف واديان وقوميات لكي يسهل عليه التسلط ولقد ابتعد الناس عن السياسة بسبب البطش فكثيرا ما نجد من كان يهتم بالسياسة يبعد أولاده عنها خوفا عليهم ونرى الآن جيل الشباب غير مهتمين أو يعدونها من المحرمات وكأن هذا جزء من الدين والإيمان أن لا تهتم بالشأن العام إن الإرهاب الذي يمارسه النظام على أي فكرة أو عمل معارض على الأهل والأصدقاء وحتى الأقارب ترك أثرا كبيرا لدى جيل الشباب لكي يفكر كثيرا قبل أن يقدموا على أي عمل خوفا على الأهل فالنظام ليس لديه أي معيار أخلاقي في التعامل مع المعارضين ابتعاد المعارضة عن العمل ضمن صفوف الجيش والشباب اثر كثيرا لأنهم قوة فاعلة للتغيير وبدونهم لايمكن أن تفعل أي شئ ضعف أحزاب المعارضة وقلة عددها والفترات الطويلة التي قضاها كوادرها في السجون أبعدتهم عن المجتمع وحدث انقطاع عنه طرح شعارات غير شعبية وتهم النخب والحديث الغير مفهوم للشارع باستخدام لغة نخبوية التقوقع وعدم الثقة ببعضها واعتبار كل طرف انه هو الصح وغيره مشبوه أو مدسوس من النظام عدم الانفتاح على العالم الحر والانجرار إلى مفهوم النظام عن الوطنية وعن الشعارات الطنانة بمحاربة الامبريالية والصهيونية ولننتقل إلى عوامل القوة من اجل التغيير التطور الذي طرا في مجال الاتصالات فالآن لا يمكن أن تستبد الشعب وتعتقل وتنفي وتعذب دون أن يعلم احد بذلك الهجرة التي حدثت طوعا أما هربا من البطش أو بسبب البحث عن رزق أحدثت تواصل بين الشعب ورأى كيف يعيش غيرنا في ظل الديمقراطيات وكيف تصان حرية المواطنين التطور في مجال الأعلام عالميا ووصول الخبر ومشاهدة ما يحدث والقنوات الكثيرة والحوارات التي لا يستطيع النظام منعها سقوط الأنظمة الشمولية في الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي وما كانت تمثله من دعم للأنظمة الاستبدادية في العالم خروج النظام من لبنان مهزوما أمام إرادة شعبه وبدعم دولي قوي الدرس الذي تلقاه النظام في العراق ومحاكمة صدام حسين الدرس الإيراني الكبير بخروج الشعب إلى الشارع مطالبا بالإصلاحات وضد تزوير الانتخابات انشقاق عبد الحليم خدام عن النظام والخوف من أن يتبعه آخرون إعلان دمشق الذي ضم الكثير من القوى الديمقراطية وانضمام الأخوان المسلمين له جبهة الخلاص وما تدل على إتلاف العبثين مع باقي المعارضين الخروج العلني للمعارضة إلى الشارع ضد الإحكام العرفية رغم قلة العدد وتحديهم للنظام خوف النظام من الكلمة الحرة فهو يعتقل لمقال نشر على الانترنت أو لتوقيع بيان اعتقال قيادة إعلان دمشق وكوادر وقيادات أحزاب كردية الخوف والارتباك الذي يحدثه مجرد ذكر المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق فشل النظام في محاربة الفساد وفي حل مشاكل الشعب الصدامات التي حدثت بين الأمن السوري والمواطنين دفاعا عن هدم ممتلكاتهم وبيوتهم في عدة مناطق قي البلاد التراجع عن سياسته عند الضغط وتقديم التنازلات للمجتمع الدولي للبقاء في السلطة وهنا تجدر بالمعارضة السورية طرح مشروع كامل ومتكامل لحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية ومشاكل الشباب وحرية المرأة وأزمة السكن وغيرها ليكون لها روية واضحة فالانتخابات بحد ذاتها ليست حل إنما هي اختيار ولكي يستطيع الشعب أن يختار بين ما هو شمولي وما هو ديمقراطي علينا أن نكون ديمقراطيين أولا ثم نطالب بالديمقراطية على المعارضة أن تجد وسائل جديدة للوصول إلى الشباب وهم أكثرية المجتمع وبناء أحزاب وتنظيمات قوية تستطيع أن تحرك الشارع وان يكون مشروع الديمقراطية قضية كبرى وهدف وان يقتنع الجميع انه الحل الأفضل للجميع بمن فيهم حزب البعث يجب أن نقنع الآخرين إننا لسنا طلاب سلطة ونريد تبديل النظام الشمولي بأخر بل نريد الديمقراطية للجميع ولا نريد الفوضى ويمكن أن نتحاور للوصول إلى خطة وعملية انتقالية سلمية تطمأن من لديه تخوف من التغيير وانه لن تحدث أي أعمال انتقامية ويكون هناك ضمانات عملية وليس ميثاق شرف فقط بان التغيير سيكون لمصلحة الجميع ولأجل منفعة البلد مالك عساف
#مالك_عساف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المعارضة السورية إلى أين؟
-
خطابات بشار الاسد – فلسفة ام استهبال؟
-
الدكتاتور قام – حقا قام ؟
-
المساواة والعيش المشترك لا بديل عنهم
المزيد.....
-
-غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق
...
-
بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين
...
-
تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف
...
-
مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو
...
-
تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات
...
-
يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض
...
-
الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع
...
-
قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
-
ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
-
ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|