أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبيدو - الشعر: القوس الاكثر توترا














المزيد.....

الشعر: القوس الاكثر توترا


محمد عبيدو

الحوار المتمدن-العدد: 2731 - 2009 / 8 / 7 - 04:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


منذ أن احس الانسان بوجوده على هذه الارض وهو لا يفارق هذا الكائن اللغوي الضارب في اعماقه وقد عبر بصيغ مختلفة عن جوانب نفسية من خلال الشعر , عن رؤيته وما احس من جمال الطبيعة والسلوك , وكذلك عن الرفض من خلال الفعل اليومي أصبح الشعر أليفا بتطورنا , يعمق بتأملنا علاقة الانسان بالحياة ودوره في جدليتها .
" هذه القصائد لا تدفئ أجسادنا الباردة
أيها الشعراء
مزقوها
وعودوا إلى نبرة قلبي القديمة"

منذ أن احس الانسان بوجوده على هذه الارض وهو لا يفارق هذا الكائن اللغوي الضارب في اعماقه وقد عبر بصيغ مختلفة عن جوانب نفسية من خلال الشعر , عن رؤيته وما احس من جمال الطبيعة والسلوك , وكذلك عن الرفض من خلال الفعل اليومي أصبح الشعر أليفا بتطورنا , يعمق بتأملنا علاقة الانسان بالحياة ودوره في جدليتها .
تعددت التعاريف والاراء , لكن الشعر يبقى في خصوصيته عالما يعيش ويترعرع مع الانسان . يتفجر منه ويفجر فيه الحلم , يقربه من الواقع ومن الحقيقة , ويكون مفتاحا لاستكشاف الاعماق البعيدة والمجاهيل الغامضة والشعر صوت الانسان وصوت الامة السمفوني في نفوس اجيالها وهو الرياح التي تكتسح الحواجز , هو الطفل البريء واليائس المغني للحرية . ألم يقل لورد بايرون " الشعر جمح الخيال , وباندفاعه يمنع حصول هزة أرضية "
الشعر هذا الشاهد .. الهاجس , هذا المخلوق الجميل , هذا النزيف الرائع, والالم المبدع الخلاق .. شرط ضروري من ضرورات العيش وجزء اساسي من جمال العالم والكائنات. فالعالم بلا شعر أقل جمالا وأقل انسانية .
وما دام الشعر محاولة لحياة اخف وطأة فهو تاليا احدى وسائل الدفاع الذاتي والانساني في المواجهة التي بخوضها انسان اليوم ضد المكننة والاستغلال وتشيؤ الانسان وضد تحويل الفرد الى ( روبوت ) والجماعات الى جيوش آلية ..
يقول فولتير " الشعر موسيقا الروح التي تسبح فوق الجميع انه يصدر عن نفوس عظيمة لم تفقد القدرة على الاحساس بعد" .. فالشاعر الحقيقي هو الرائد المكتشف الذي يغني القارئ ويفتح لحسه وفكره آفاقا جديدة .. لدى الشاعر القدرة على الارتباك والخوف و الصراخ وتحطيم التابوات. هو، ببساطة، مفتوناً بصوَر الرّمل والشّساعة العارية يحمل في فمه كبسولة العدم ويزرع يأسه في أرض الشعر، لتنبت القصيدة، وتعرّش في السماء وترفعه إليها ليكتشفها. ولأن أعظم شأنا من الأمر الواقع. ينفس عبر خياله مراراته وخيباته، الكبيرة والصغيرة، العامة والخاصة، الموضوعية والذاتية.
الشاعر لايهادن .. ويتألق وسط الآلام والعذاب .. انه كالانبياء يقود الانسانية الى هيكل الفن الخالد .. والشاعر هو وحيده الذي يصل الى قلب الله ليقول لنا ما في هذا القلب .
الشاعر متألم نيابة عن الجميع .. ألم واسرار .. ووسط الألم والاسرار مساحة لكل الهواجس والاوطان والنساء .. كأنما ليقوى على صنعنا في عزلتنا المريرة . وفي توحدنا الاليم , دون أن يتوانى عن زجنا في الجحيم لنترقب الفردوس بأعين من اسى ..
يرافقه إحساس بعزلة أكيدة، وألم فائض عن النفس والتعبير، حيث لا شيء يسلّي قلبه الغريب ويؤنس روحه سوى الكلمة، ورغم القسوة المنتشرة بين الناس ، لا ييأس الشاعر ابدا من الخلاص الروحي للبشر، ان تعاسات البشر تزيده ثقة ويقينا في الخلاص، وفي بناء عالم جديد اكثر عدالة .
العالم بالنسبة للشاعر عمل شعري، الطبيعة متكلمة وحاضرة،يجد الجمال في المهمل والمتروك و المهجور وفي كل مادة وكل شكل، يبدو وكأنه يبحث في طريقه عن جمال كهذا، يجده ويلتقطه ويتأمله. عليك أن تكون شاعرا أولا، لأن تملك هذه القدرة على تكليم الأشياء أو على مساءلتها.. يسائل الشاعر العالم، يسائل الانسان المنجرف في هذا العالم: عن الكل، عن اللحظة، عن الفكرة، عن أي حادث، يسائله في طمأنينته الوهمية،. ويتأمل الشاعر أيضاً بجرأة المكان الذي يقطنه، العلاقات بين الداخل والخارج، يتأمل الكلام والصمت، الغياب والحضور. أما الشعر فانما ينهض على لعبة هذه المتناقضات والأصداء .
في النهاية، الشاعر شاهد يتميز برؤية سحر الحياة. يروي الصراعات والمآسي والجمال من خلال موضوع يتكرر: الحب في كل معانيه. يصارع الموتَ القابع في انتظاره، وهو أيضاً الشاهد على كل الهمجية التي صنعها الإنسان.. يطلق صرخته التي لا تهادن .
ان القوس الاكثر توترا هي الشعر.. انه دائما عنصر القلق وسط الاطمئنان , والبحث وسط الاكتفاء والتساؤل وسط الاجوبة . انه اللهفة التي لا تهدأ الى مالم نعرفه او لم نسيطر عليه بعد , انه الطريق التي تقودنا دون توقف صوب المستقبل – صوب المجهول .. الشعر هو استمرار ومعايشة نتخطى فيه حدود الحاضر احيانا الى الماضي او المستقبل من خلال خيال مبدع او حلم او اسئلة . هو الأنا المندمجة بهجوم الكل وساعات الواقع ..يلازمنا في تفاصيل الدقائق والفرح والحزن .. ندخله في ملامح الصور التي تلوح امامنا وحركة الاشياء , نحصي فيه درجات الخير والشر , الحب والكره , العدل والظلم .
ونجد في ما ننفك نردد تساؤل جان كوكتو :"الشعر ضرورة , وآه لو اعرف لماذا ؟ .."



#محمد_عبيدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ايروان-..اول فيلم باللهجة الطارقية
- سيرافين بين الفن والجنون
- السينما التسجيلية صورة للحياة فى تجددها وسطوعها
- الصمت صرخة مدوية
- السينما الفنزويلية : اهتمام رسمي لتحدي الهيمنة الأمريكية بعا ...
- جيم جارموش رائد السينما المستقلة الامريكية
- ميزو غوشي mizo guchi
- السينمائي السوري مصطفى العقاد حارب الارهاب وراح ضحيته
- إلى فان غوغ
- - راي - سيرة سينمائية لموسيقي اسود ضرير
- (( جسد فارغ ))
- - هنري فوندا - henry fonda
- -نقطة تحول - اضاءة لعوالم وسينما خيري بشارة
- { جان لوك غودار} تجاوز السبعين وما زال بتمرده السينمائي والس ...
- مايكل مور التسجيل السينمائي الساخر يعري نظاما امريكيا يحكمه ...
- المخرج البوسني امير كوستوريكا عالم سينمائي، يتجاور فيه الواق ...
- المخرج الياباني الكبير شوهي امامورا
- عسس الهواء
- في ذكراها الخامسة .... بوش يبدد «مكاسبه» من تفجيرات أيلول
- سينما المقاومة عبر تجربة جان شمعون اللبناني ومي المصري الفلس ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبيدو - الشعر: القوس الاكثر توترا