أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بهلول الكظماوي - بغداديات - زغٌر ألصوره و كبٌر الصمٌونه















المزيد.....

بغداديات - زغٌر ألصوره و كبٌر الصمٌونه


بهلول الكظماوي

الحوار المتمدن-العدد: 832 - 2004 / 5 / 12 - 04:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في بداية الستينات و لربما في سنة 61 افتتح ابن جوير فرن صمٌون في مدينة الكاظمية, وكان الفرن نصف أوتوماتيكي حديث الطراز, وإنتاجه من الصمون جيداً جداً. مما جعله مشهور ومحط إعجاب زبائنه الكثيرة.

وكان المعروف عن زعيم البلاد آنذاك عبد الكريم قاسم انه كان يجوب البلاد طولاً وعرضاً بحثاً واطمئنانا على سير أمور البلد.

فتارة تراه في الكرخ وتارة في الرصافة, وتارة تراه في بغداد الجديدة وتارة أخرى في مدينة الثورة التي بناها و وزعها على الفقراء والمستضعفين الذين لا يملكون دوراً سكنية لهم. فتراه (الزعيم) في منتصف الليل كما تراه في رابعة النهار.

ومن عادة أصحاب الأفران و الخبازين أن يبدأوا عملهم باكراً و قبيل الفجر حيث يتجمع عمال البناء و ما كانوا يطلقون عليهم تسمية المستخدمين ( أي موظفي الطبقة الدنيا من عمال البلدية كالكناسين و الزبالين ) إضافة إلى الجنود وأفراد الجيش, حيث من عادة هؤلاء المستضعفين أن يذهبوا باكراً إلى عملهم ولذلك تراهم أول زبائن الخبازين و الفرانين.

وفجر ذلك اليوم المشهود ومع ( وكعة أول بوسطة) ورود أول وجبة إنتاج من الصمون, وإذا بشخص فارع الطول يخفي شخصيته بوشاح (يشماغ ) للتمويه يقف إمام ابن جوير صاحب فرن الصمون طالباً منه بضع صمونات, فلبٌى له ابن جوير ذلك وسلمه الصمون واخذ منه مبلغه, ولكن لفت انتباه ( ابن جوير ) صاحب المخبز إن الزبون بدأ يستنطقه عن وزن الصمونة و عن نوع الطحين المستعمل فيها, فما كان منه إلا وان تمسك بالزبون يمتدحه و يبدي له احترامه ويعلن له عن محبته وإخلاصه و ولائه له لان الزبون كان ( الزعيم عبد الكريم قاسم ) وقال له: سيدي الزعيم أنا احبك, انظر إلى صورتك التي علٌقتها لك بصدارة المحل, ولعلمك سيدي أنا لم اكتف بحجمها هذا, بل أوصيت بصورة لك اكبر من هذه لتحل محلها.

فما كان من الزعيم إلا وأجابه:

إذا كنت تحبني فعلاً فعليك أن تصٌغر الصورة وتكبٌر الصمٌونه ( بمعنى إن كبر صورتي لا تشبع الناس, أما إذا كبٌرت الصمٌونة فستشبع الناس ) لله درك يا أبا حاتم.

والآن عزيزي القارئ:

انتابني الأرق ليلة أمس وعصي علي النوم وان افكر لماذا بعض مراجعنا العظام بعد أن يرحلوا من الدنيا لا يذكرهم احد من الناس بالرحمة, اللهم سوى بعض أقاربهم أو المحسوبين عليهم ؟ وبالطبع ليس وفاء منهم لهم بقدر ما هو للدعاية و للترويج للنهج الذين امتدوا منه وتكريساً للبقاء على سير مصالحهم التي استلموها إرثا من أسلافهم, في حال يترحم الناس على آخرين غيرهم أمثال عبد الكريم قاسم الذي هو من غير المعروف عنه بالتدين و يذكره خصومه القلٌة بأنه ارتكب مخالفات شرعية.

فوجدت إن خيره غلب شرٌه, وان مسارعته بالإحسان إلى الناس إضافة لعصاميته أكثر بكثير من مخالفاته الشرعية.

ثم يا ترى لماذا تترحم الناس على المرحوم الحاج عبد الهادي الجلبي ؟ فاكتشفت إن المرحوم عبد الهادي الجلبي حين قسٌم أراضيه إلى أحياء وبيوت ( مدينة الهادي سابقاً ثم مدينة الحرية لاحقاً ) وزعها على الفقراء وبأسعار رمزية زهيدة حيث كان بامكان أي فقير أن يمتلك بيتاً فيها, وبالطبع بدون أن يفرٌق طائفياً بين ما هو كاظمي أو دليمي وبين ما هو كردي فيلي محسوب شيعياً وبين من هو مشهداني محسوب على السنة.

ثم يا ترى لماذا تترحم الناس على السيد محمد محمد صادق الصدر رغم كل الدعايات المغرضة والاتهامات الباطلة التي اثيرت حوله, و رغم كل أساليب التسقيط والتشهير والبهتان الذي تعرٌض لها ؟؟؟؟؟؟

فوجدت انه من ضمن أعمال الرحمة والإحسان إلى الناس التي أقامها الشهيد الصدر الثاني رحمه الله انه رحم الناس في زمن القحط وساعدها ووقف إلى جانبها في السنوات العجاف, لقد إذن بإعطاء الحقوق الشرعية إلى الموظفين ألضعيفي الدخل إضافة إلى رواتبهم حتى لا يضطرٌوا إلى قبول الرشوة, وأعطى إذنا بصرف جميع الحقوق الشرعية إلى الأقارب و الأرحام بدون الرجوع إلى عالم الدين. يضاف إلى ذلك الكثير من الإصلاحات الاجتماعية والأخلاقية التي قام بها الشهيد الصدر الثاني في حال كان غالبية المراجع الآخرين منغمسين في شؤونهم الخاصة ولااقول غير ذلك.

عزيزي القارئ :

وأنا أعاني أجفاني اللتين جفاهن الكرى ليلة أمس وإذا بي اصطدم بصندوق كبير للكتب الإسلامية التي حمٌلني إياها احد آيات الله عندما زرت لندن لأوزعها على المؤمنين في هولندة في سبيل الله كما يدعي أية الله وكيل المراجع و الآيات العظام هذا.

وبعدما رجعت إلى أمستردام لأجد بداخل هذا الصندوق عشرات الكتب وبطباعة أنيقة وتجليد فخم يليق بالمكتبات الفارهة, ولكن ما هو محتوى هذه الكتب يا ترى؟

إنها عصارة جهود مؤلفيها بكيل السباب والتسقيط والتشهير بالعلامة السيد محمد حسين فضل الله.

فيا ترى من أين أتت هذه المبالغ الهائلة التي تصرف على تأليف وطباعة هذه الكتب ؟

فلو كانت مدفوعة من المحسنين فمن باب أولى كانت لتصرف على فقراء العراق الذين يتضوٌرون جوعاً في هذه الأيام العصيبة.

ولكن الانكى والأمر إنها مستحصلة من الحقوق الشرعية التي يجب أن تدفع إلى الفقراء والمستضعفين, وهنا تأتي كلمة سيد البلغاء أمير المؤمنين علي(ع):

( لو كان المال مالي لوزٌعته عليهم بالتساوي فكيف والمال مالهم ).

عزيزي القارئ :

المطلوب إفهام الإقطاعيات الكبيرة والعوائل المالكة للحوزات العلمية الذين تكدست في خزائنهم أموال الله وأموال عباد الله, إفهامهم بان الشعوب المستضعفة وان كانت مغلوبة على أمرها ألا إنها ليست غبية فهي قادرة على التمييز و الفرز بين عبد الكريم قاسم وعبد الهادي الجلبي والسيد محمد محمد صادق الصدر الذين رحموهم وأحسنوا خدمتهم وبين من أكل حقوقهم الشرعية.

وانتم افهموها جيداً يا آيات الله.... يا حجج الإسلام بان سرٌ مجيء الرسالة المحمدية هي لإتمام مكارم الأخلاق.

افهموها بان من نعم الله عليكم حاجة الناس لديكم.

افهموها جيداً بان خدمة الناس هي تكليف وليست بشريف.

افهموها جيداً بان خير الناس من نفع الناس, ولذلك كان عبد الكريم قاسم وعبد الهادي الجلبي والسيد الشهيد الصدر الثاني وغيرهم الكثير الكثير هم من خير الناس في أعين الطبقات المحرومة من الناس لأنهم كانوا انفعهم للناس من كثير من آيات الله وحجج الإسلام الذين سلبوا وأكلوا حقوق وأموال الناس.

ودمتم لأخيكم:

بهلول الكظماوي أمستردام 11-5-2004



#بهلول_الكظماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة لابد منها
- هذا ابٌيل
- رجٌال اللٌي يلفهه


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN سبب زيارة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط إلى ...
- البنتاغون يرفض الكشف عن موعد تسليم شحنات الألغام المضادة للأ ...
- مصادر لبنانية: بايدن وماكرون بصدد إعلان اتفاق هدنة بين حزب ا ...
- واشنطن: لن نشارك في مفاوضات الترويكا الأوروبية مع إيران
- حفيدة ترامب تؤدي رقصته الشهيرة على متن طائرة خاصة وتثير تفاع ...
- وسائل إعلام إسرائيلية تتحدث عن تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار ...
- حكومة ترامب خليط غريب يثير التساؤلات.. شخصيات ذات توجهات متن ...
- إيزابيلا.. طفلة بريئة لم تتجاوز ربيعها الثاني... كيف تحولت أ ...
- الحكم بسجن عضو في -مواطنو الرايخ- للتخطيط لخطف وزير الصحة
- روسيا تهدد.. لا قيود على نشر -أوريشنيك-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بهلول الكظماوي - بغداديات - زغٌر ألصوره و كبٌر الصمٌونه