|
أيتام النظام البائد يطلقون صفات منكرة على شهداء الشعب والوطن
أحمد رجب
الحوار المتمدن-العدد: 832 - 2004 / 5 / 12 - 04:30
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
( إلى الطفل الشهيد أمير حسين ووالديه الشهيدين وجميع شهداء وشهيدات العراق في المقابر الجماعية )
ليس خافياً على أحد النضال المرير الذي خاضه العراقيون ضد النظام الدكتاتوري البغيض خلال السنوات الماضية، ويدرك الناس بأنّ الشعب العراقي ناضل ببسالة لإنهاء الحكم الشمولي المقيت في العراق، ومن أجل بناء الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان، كما ويدركون بأنّ الشعب الكوردي ناضل هو الآخر وبشجاعة قلّ نظيرها جنباً إلى جنب بقية القوميات المتآخية ضد كل أشكال الإضطهاد القومي، ومن أجل نيل حقوقه القومية في إطار النضال الديموقراطي لشعوب البلدان التي يتواجد فيها. كان العراقيون يطالبون الطغمة الفاشية بوقف التعذيب الجسدي والنفسي في السجون العراقية العلنية والسرية، وبالكشف عن مصير المغّيبين والمغّيبات، وإطلاق سراح عشرات الألوف من السجناء والمعتقلين السياسيين. لقد تعرض الشعب العراقي بعربه وكورده وتركمانه وكلدوآشورييه إلى حملات إرهابية ضارية فقد فيها المئات من خيرة أبنائه وبناته، واستشهد العديد منهم في الدفاع عن مصالح الشعب وقضاياه العادلة. ولقد مرّ العراق بمرحلة دقيقة وخطيرة، وتعرض لأخطار جسيمة هددت وحدته وسيادته بسبب الخيانة الوطنية والقومية التي انتهجتها الطغمة الدكتاتورية الفاشية والتي دفعت البلاد أكثر فأكثر إلى الدمار والخراب الشامل. إذ ان هذه الطغمة المعادية لمصالح الشعب والوطن شددت أساليبها الإرهابية الدموية ضد الشعب وقواه الوطنية والتقدمية، وأثارت وأججت النزعات العنصرية والطائفية والعشائرية البغيضة بهدف تخريب وحدة الشعب الوطنية. ان الشعب العراقي بعربه وكورده وقومياته المتآخية الأخرى، وأديانه وطوائفه المختلفة كان ضحية سياسة منهاجية قوامها الإرهاب الشامل والإعتقالات الإعتباطية والمطاردات الدموية، وأخذ الرهائن والتعذيب الهمجي جسدياً ونفسياً، والإعدام والتهجير الجماعي، ومعروف أن السلطات العراقية لم تتوّرع عن إستخدام كل هذه الوسائل ضد الأطفال والفتيان أيضاً. لقد حكم الدكتاتور المنهار صدام حسين العراق بالحديد والنار، وأحرق الأخضر واليابس، ففي بادئ الأمرلجأ إلى إعتقال المواطنين الذين عارضوا خططه الجهنمية ونهج حزبه الفاشي سيرأ على خطط ونهج حكومتهم العميلة التي جاءت اثر مؤآمرتهم المريبة والقذرة في 8 شباط الأسود عام 1963، التي أعلنت الحرب منذ الساعات الأولى على العراقيين الشرفاء، بإصدارها البيان رقم 13 السيئ الصيت، والقاضي بإبادة الشيوعيين والوطنيين العراقيين، وبهذه الطريقة المقززة وعبر المؤآمرة الجبانة استطاعوا القضاء على مباديء ومكاسب ثورة 14 تموز 1958، وقتل قادتها الوطنيين، وبعد مرور فترة وتثبيت أقدامهم واستقوائهم شنوا حملة صليبية وحرباً بشعة ضد الشعب الكوردي الذي كان يناضل في سبيل حقوقه العادلة والمشروعة، ولم يقف البعثيون العروبيون عن إقتراف الجرائم، وفي يوم 9 حزيران من نفس العام بالضبط شنت القوات المسلحة العراقية في الجيش العراقي المنحل هجوماً شرساً على كوردستان، وقامت بإعتقال أعداد كبيرة من المواطنين الأبرياء في كل مكان، وحرق العديد من القرى والقصبات الكوردستانية، ولم يكتف القادة العسكريون بالجرائم التي قاموا بها، بل لجأوا إلى عمل خسيس أبشع منه بوأدهم المواطنين الأبرياء وهم أحياء في حفر، ثمّ إهالتهم التراب عليهم بالبلدوزرات، وهذا ما حدث في أماكن عديدة في أربيل وكويه والسليمانية وحلبجة والعديد من القرى الكوردستانية، ففي السليمانية على سبيل المثال جرى ذلك في مكان يعرف الآن باسم ( وادي الموت ). إنّ الإبادة الجماعية للناس، والحصار الإقتصادي وإتلاف المواد الغذائية والمحاصيل الزراعية وحرقها، وتدمير الثروة الحيوانية كلها لم تستطع قهر إرادة الشعب الكوردي وتصميمه على متابعة النضال لتحقيق الأهداف التي يناضل من أجلها. لقد اتبع العسكريون من أمثال المجرمين : صديق مصطفى وطه الشكرجي وسعيد حمو وكمال احمد الراوي وابراهيم فيصل الأنصاري وعبد العزيز العقيلي وشاكر محمود وغانم مصباح وغيرهم سياسة الأرض المحروقة، وهدم القرى والقصبات بالمدفعية والدبابات والطائرات، وحرق المزروعات والغابات بواسطة قنابل النابالم " المحرّمة " دولياً. وبعد تسعة أشهر تهاوت سلطة البعثيين، وسقط نظامهم الدموي العفن على يد حليفهم العروبي عبدالسلام عارف. ولم يكن حكم عارف أحسن من حكم البعثيين، لأنه هو الآخر انتهج سياسة معاداة الشعب العراقي وتطلعاته عامة، والشعب الكوردي خاصة، الذي كان مستمراً في النضال دون كلل أو ملل من أجل الوصول إلى مطامحه وحقوقه القومية المشروعة، ويذكر الكورد والوطنيون العراقيون التصريحات التي أطلقها وزير الدفاع عبدالعزيز العقيلي الذي قال بأن القوات العراقية ستذهب إلى " الشمال " في نزهة !!، وكان يقصد بأنه وبكل سهولة سيقضي على الثورة الكوردية، وبعد موت عارف إثر سقوط طائرته استلم أخوه عبدالرحمن عارف حكم العراق، وجربت القوات العراقية التي أرسلت للنزهة في " شمالنا العزيز " حظها العاثر وخاضت معركة شرسة في جبل هندرين، وكانت الحصيلة من هذه النزهة مرّة، إذ منيت القوات الحكومية بخسارة كبيرة، نظراً للروح القتالية العالية والشجاعة المنقطعة النظير التي أبداها مقاتلوا وأنصار وبيشمركة الحزب الشيوعي العراقي والحزب الديموقراطي الكوردستاني. ولما كان حكم عبدالرحمن عارف هزيلاً، استطاع البعثيون العودة إلى الحكم مرة أخرى في إنقلاب 17 تموز 1968، ليحكموا العراق إلى يوم سقوطهم المخزي في 9 نيسان 2003. إنّ نظام حزب البعث بقيادة " بطل الأمة وباني مجدها " صدام حسين اتبع سياسة القتل الجماعي وتشريد المواطنين عن طريق التهجير القسري، وسياسة حرق القرى وخاصة في كوردستان وإبادة القرى وسكانها دون شفقة، واللجوء إلى استخدام الأسلحة الكيمياوية والغازات السامة والمثال الصارخ على ذلك ما حدث في الأهوار وحلبجة، ففي حلبجة وحدها سقط أكثر من 5000 شهيد، وواصل البعثيون حملاتهم القذرة بقتل الناس الأبرياء، ومن أجل الوصول إلى تحقيق غاياتهم قاموا بتنظيم حملات الأنفال السيئة الصيت في كوردستان وتغييب 182000 كوردي، إضافة إلى أكثر من 8000 إنسان من البارزانيين الآمنين, وفي العراق أقترف النظام البعثي المنهار حملات إبادة حقيقية ضد السكان الآمنين في المدن وفي الأهوار، وقام بإعتقال الآلاف من الكورد الفيليين والذين يزيد عددهم على 200000 ، كما شرد الآلاف من العرب والكورد ومن أبناء القوميات الأخرى إلى البلدان المجاورة والبلدان الأخرى، لكي يعانوا مر العذاب في غربتهم الطويلة. ولقد تواترت الأنباء في السنوات التي سبقت سقوط نظام البعثيين القذر عن المزيد من الإيغال في الأساليب الوحشية والفاشية، حيث نفذ نظام الغدر والخيانة هذا مجازر أسفرت عن تنفيذ حكم الإعدام بحق أبناء الشعب من كل القوميات، وتناقلت الأنباء آنئذ المعلومات عن كون الاكثرية منهم دون سن الرشد، وبعد إقتراف الجرائم الدموية سلمت السلطة الباغية جثث العشرات من الضحايا إلى ذويهم، وهي مشوّهة المعالم ومقطعة الأوصال جراء التعذيب الوحشي الذي مارسته أجهزة السلطة ضدهم قبل إعدامهم. بعد سقوط الدكتاتور صدام حسين ونظامه الدموي في التاسع من نيسان 2003 والعراقيون الذين فقدوا أولادهم، أو أمهاتهم، أو آباءهم أو أعزّة آخرين لهم ينقبون في المقابر التي تتزايد أعدادها بإستمرار، ويبحثون فيها بدأب ومواظبة علهم يجدون رفاتهم. ومنذ ذلك الوقت يتوالى يومياَ إكتشاف مقابر جماعية في أكثر من مكان من أرض العراق. انّ المقابر الجماعية المنتشرة هنا وهناك، والتي تمّ كشفها في العراق أذهلت العالم بإستثناء الزمر الجبانة من البعثيين والذين جنّدوا أنفسهم لقاء الحصول على المال، والعمل كمخبرين وعملاء في أجهزة المخابرات وجمعيات المغتربين التي انتشرت في كل مكان تواجدت فيها سفارات النظام المنهار، واليوم لم يبق أمام هؤلاء الساقطين المصعوقين بسقوط ولي نعمتهم غير كيل السباب والشتائم للشهداء الخالدين، وإهانتهم بإطلاق النعوت المنكرة عليهم، ولا بدّ من القول أنّ هذه القاذورات ستزول آجلاً أم عاجلاً غير مأسوفاً عليها. فألف تحية إجلال وإكبار لشهدائنا الأبطال الذين وقفوا صامدين في زنازين وأقبية النظام الفاشي، والذين ضحوا بحياتهم في سبيل زوال الكابوس الأسود. وفي الوقت الذي نمجد شهداء شعبنا الأبي، فإننا نستلهم العزيمة من ذكراهم لإزالة آثار الدكتاتورية المقيتة، وبناء دولة ديموقراطية في العراق تؤمن بالحقوق القومية العادلة للشعب الكوردي، وحقوق القوميات المتآخية الأخرى على أساس عراق ديموقراطي تعددي فيدرالي متحد. 11 ـ 5 ـ 2004
#أحمد_رجب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أيّها الكورد: ماذا تنتظرون عندما تتعالى الأصوات في رفض الفيد
...
-
الشعب الكوردي يناضل في سبيل إزالة آثار الدكتاتورية المقيتة
-
بعد عام على سقوط الساقط صدام حسين ونظام البعث الفاشي :أيتام
...
-
في الذكرى السبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي : أول حزب يصو
...
-
الكورد المنتصرون يستمرّون في النضال وصولاً إلى أهدافهم السام
...
-
أدعياء الإسلام يختارون المناسبات الدينية لتنفيذ جرائمهم البش
...
-
عندما يقفون ضد الفيدرالية من حق الكورد أن يلجأ إلى المطالبة
...
-
نذرت حياتك أيّها الرفيق جوهر في سبيل الشعب والوطن والحزب
-
جبناء يسمّون المتآمرين على ثورة 14 تموز - ثوّار رمضان !!
-
عصابات الإجرام تقترف جريمة بشعة في أربيل
-
لماذا يلجأ الخائبون والحاقدون إلى الحجج الواهية والأكاذيب ال
...
-
متى يكف أيتام نظام البعث الساقط والظلاميين الأشرار عن إقتراف
...
-
لمصلحة من تصدرون قرارات جوفاء ؟
-
أية فيدرالية يريدها الشعب الكوردي ؟
-
باسم العراق والعراقيين - يدافعون - عن الوحش صدام حسين
-
وأخيراً سقط صرح القومجية العروبية
-
الشوفينيون الحاقدون يصابون بالهيستيريا
-
موقع متمّيز لنشر الوعي والثقافة التقدمية
-
لماذا يخافون من الفيدرالية ؟
-
الأخ العزيز والاستاذ الفاضل زهير كاظم عبود أدعوكم إلى عدم ال
...
المزيد.....
-
مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
-
السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون-
...
-
مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله
...
-
اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب
...
-
محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
-
مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
-
من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
-
خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال
...
-
هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
-
قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|