|
قتل سيد القمني فريضة دينية وجواز سفر لدخول الجنة ؟
شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 09:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا زالت الحملة التضامنية من أجل الدكتور سيد القمني مستمرة على موقع الحوار المتمدن . ولقد شاركتُ هذا اليوم 4 / 8 بناءاً على رسالة وصلتني من الموقع في هذه الحملة التضامنية . بالرغم من عدم تمكني الأطلاع على الكثير من المقالات في الموقع وخصوصاً الجدل الدائر حول العلمانية والعلمانيين وبعيداً عن الأختلاف في المواقف أو الأصح المباديء إلا أنني من وجهة نظر متواضعة أرى أن خير من يمثل مفهوم الفصل بين الدين والسياسة أو الدولة هو الدكتور سيد القمني . الدين الإسلامي عقيدة سياسية وهذا مما لاشك فيه ويحاول أتباعه فرض أرائهم وفق هذه العقيدة بإعتبار أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان . تناولت النصوص الواردة في الكتاب والسنة النظرة إلى الكون والحياة والإنسان وفق مفاهيم العصر الذي ظهرت فيه الدعوة المحمدية . المشكلة التي لا زلنا نعاني منها بحيث أصبحت ظاهرة نقرأ عنها كل يوم هي عدم التفريق بين الفصل بين الدين والسياسة أو الدولة في أوربا المسيحية ( العالم الغربي ) ومن يحذو حذوها وبين عالمنا الإسلامي عموماً والعربي خصوصاً . النقد الذي يتم توجيهه للإسلام من وجهة نظر العلمانية لا غبار عليه .. لماذا ؟ لان العلمانية بتعريفها البسيط هو الفصل بين الدين والسياسة .. هناك آراء يتم طرحها من قبل بعض السادة الكتاب أو أصحاب التعليقات ( بغض النظر عن إنتماءتهم الفكرية ) دفاعاً عن الإسلام وينطلقون من مبدأ أن كل من يتعرض للإسلام إنما ينطلق بناءاً على حقده وكراهيته للإسلام والمسلمين .. مع ملاحظة أن كثير من هؤلاء السادة يتهمون أو يشيرون إلى ألأخوة المسيحيين وهذا اتهام في غير محله .. سؤال ؟ لو أن الإسلاميين يقبلون بفصل الدين عن السياسة أو الدولة هل استطاع كاتب ما أن يتعرض للإسلام أو المسلمين .؟ هذا هو السؤال الذي يرفض غالبيتنا التعرض له ... علماً بانه جوهر الموضوع .. أتباع الدين المسيحي تجاوزوا هذه الإشكالية منذ زمن بعيد والعالم الغربي وصل إلى ما وصل إليه بفضل هذه العلمانية.. يقول الإسلاميين : أن الإسلام جملة من النصوص لا بد للإنسان أن يلتزم بها من نهوضه من فراشه لحين عودته إليه وكما كان قبل 1400 عام بحيث أن صلاحنا مترتب على هذه النظرة ومن غير الممكن أن نحقق كل أحلامنا ونتساوى مع الأمم الأخرى إلى بالرجوع إلى المنبع الصافي وهذه نظرة تتناقض مع الواقع الذي تعيشه البشرية باجمعها. فهناك كثير من المعطيات وأولها العلم هو الذي قاد البشرية نحو الأفضل والعالم الغربي بالرغم من وجود كثير من السلبيات خير دليل على ما نقول . إصرار الإسلاميين على أن الدين هو المنقذ جعل كثير من السادة الكتاب يتناولون الإسلام بالنقد .. العلمانية تعتبر الدين شاناً فردياً يجب أن يمارسه الإنسان الذي يؤمن بإي دين في المكان المخصص سواء أكان جامع أو كنيسة .. سوف نعود لرأي الدكتور سيد القمني لكي يكون دليلاً على ما أوردناه في بداية المقال... في المصري اليوم نشر الأستاذ خالد منتصر مقالة بعنوان ( القمني كمان وكمان 1 ) بتاريخ 3 / 8 ويبدو أنها سلسلة سوف يتم نشرها بالتعاقب جاء فيها : ( رأي الدكتور سيد القمني ) : الإسلام دين شامل يمكن أن تجد فيه عندما تريد وتقصد ما تريده وما تقصده .. ستجد فيه السياسة والاقتصاد والفن وعلوم الإنسان لانه كان ديناً متفاعلاً مع واقع زمنه ومع إنسان الحجاز وواقع الجزيرة فكان يصنع للعرب دولة هي السياسة بعينها وكان يقيم اقتصاداً مركزياً لقبائل متشرذمة وكانت له فنونه وجاء إلى بيئة تموج بمختلف الأديان فقال كلمته يشأنها وتحاور معها ورد على ما أختلف معه وأيد ما كان مطلوباً تأييده حسب ظروف الواقع ومتطلباته .. هذا كله صحيح .. لكن غير الصحيح ليس في الدين ولكن في موقفنا الذي يذهب مع تقديس الدين إلى تقديس الحلول والمواقف التي قدمها الدين في زمانه ومكانه وظروفه التاريخية المحددة بحسبانها حلولاً ومواقف صالحة لكل زمان ومكان ... يفول سيد القمني : الإسلام ليس سبب التخلف .. المشكلة ليست في الدين .. لكنها في كيفية استثمار هذا الدين .. فهناك من استثمره في التقدم ومن يستثمره في التخلف وهناك من احترم الدين فصانه بعيداً عن ألاعيب السياسة ودسائس المشايخ والسلاطين ... تخيلوا الذي قال هذا الكلام هو سيد القمني الذي لم يقرأ معظم المصريين ما كتب وإنما سمعوا عما كتب ... بغض النظر عن اتفاقنا فيما قاله سيد القمني أو اختلافنا .. لابد أن نطرح السؤال التالي : إذا كان هذا هو رأي الدكتور سيد فلماذا يتعرض للقتل أو التهديد ولماذا قامت الدنيا ولم تقعد منذ منحه جائزة الدولة التقديرية ولحد الآن ؟ هل هناك أجابة ؟ لا أعتقد .. لماذا ؟ سوف أقول لكم : يقول الدكتور خالد منتصر : إذا أردت أن تغتال مفكراً أو أي صاحب رأي ما عليك إلا أن تلخصه في عبارة أو تختزله في جملة وألأفضل أن تستخدم فيه مقص الأجتزاء والأنتقاء بعيداً عن السياق العام لما كتب هذا المفكر حتى تقدمه وجبة جاهزة لأي عابر سبيل يعتبر قتله فريضة دينية وجواز سفر لدخول الجنة . شعوبنا لا تقرأ وإن قرأت فهي تلمح المانشيت بالكاد وتنقل أفكارها بالعنعنات المرسلة لا بالقراءات المتبصرة .. فضلاً عن أنها تعيش مرحلة غيبوبة فكرية وهستيريا سلفية سرطانية ... ( بتصرف ) .. ولذلك فلا داعي لديهم لقراءة فرج فودة ( الرجل العلماني الذي يحارب الإسلام ) .. وسوف نكتفي بفرج فودة لأن الأسماء الأخرى معروفة لديكم . وحتى نسكتمل وجهة نظرنا في الموضوع أقول : في نفس اليوم أي 3 / 8 وفي نفس الموقع المصري اليوم وتزامناً مع ما كتبه الدكتور خالد منتصر كتب الأستاذ بلال فضل مقالة بعنوان ( اصطباحة ) .. سوف نورد جزءاً منها لكي تتوضح الصورة لمفهوم العلمانية المرفوضة من قبل الأخرين فنقول نقلاً عن يلال فضل : بشرى سارة لكل عشاق التنوير ( يستهزيء طبعاً ) بعد سنوات طويلة من نجاح حرية الأستك القابلة للمط حسب أهواء المستخدم بحيث يضيقها في وجه مخالفيه ويوسعها في وجه مؤيديه .. الآن في الأسواق ( تنوير أستك ) .. يمكن مطه لكي تزدرى الأديان وتشكك في القرآن الكريم وتنتقي منه على مزاجك وتطعن في شرف ةسيرة ونبؤة محمد عليه الصلاة والسلام وتحصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية وعندما يأتي من يرفض ذلك وينبه إلى خطورته على المجتمع ويشكك في كفاءة ومصداقية الكاتب سيد القمني الذي حصل على أرفع جوائز الدولة تقديراً لتطرفه العلماني .. ساعتها يتم تضييق مقاس التنوير الأستك لتتهم بالتطرف ومناصرة الإرهاب .. هل ما قاله بلال فضل ينطبق على الدكتور سيد القمني ؟ من الممكن أن نعتبر كاتباً أخراً متطرفاً علمانياً ولكن الآراء التي أوردناه حول مفهوم سيد القمني للدين .. هل تعتبر آراء متطرفة ؟ أيضاً هذا سؤال ؟ لابد من الأجابة عليه ... برائي الشخصي هذا هو الذي دفع ويدفع كثير من السادة لنقد الدين إنطلاقاً من مفهوم العلمانية . لقد شكك الكثيرين في شهادة سيد القمني ؟ هل هو حاصل على شهادة الدكتوارة ؟ هل تمويله أمريكاني أم إسرائيلي ؟ يقول الأستاذ خالد منتصر : هكذا يغتال المشروع الفكري وتجهض محاولة الإيقاظ الذهني ... أقدم جزيل شكري وتقديري للأستاذة فاتن واصل التي دفعتني لكتابة الموضوع بالرغم من تمتعي بالإجازة. كما أقدم شكري واعتزازي لكافة السادة الذين سوف يكتبون مداخلاتهم سلفاً وذلك لعدم استطاعتي الرد في حينه ..
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العرب مادة الإسلام ...
-
دولة إسرائيل الكبرى ... من النيل إلى الفرات ؟؟
-
هل هي فرصة لتمرير أچندة سياسية وللترويج للحجاب؟
-
نص مقابلة الأستاذ فيصل خاجة مع د . سيد ألقمني ...
-
دافع عن القمني ... دافع عن عقلك
-
لماذا نجحوا ... ولماذا فشلنا ... ؟
-
رباعيات عمر الخيام ... كتبها اليهود ؟؟؟
-
إسرائيل .. الولاية 52 .. لأمريكا ..
-
منظمات الإسلام السياسي هي التي قتلت مروة الشربيني ...
-
المهدي المنتظر وحكم المعصومين في طهران ...
-
جميع مصائبنا سببها إسرائيل ؟ هل حقاً ما يقولون ... ؟
-
كلاكيت مرة ثانية ( نحنُ واليهود ) ...
-
نحنُ واليهود ...
-
لحظة ليبرالية ... لو استمرت ؟
-
تأثير التيارات الدينية في الوعي الاجتماعي للمرأة العربية 3 م
...
-
تَأثِيرُ التيًاراتِ الدينِيَة في الوعي الاجتماعي للمرأة العر
...
-
تَأثِيرُ التيًاراتِ الدينِيَة في الوعي الاجتماعي للمرأة العر
...
-
مهدي عامل وتنظير حركة التحرر الوطني ...
-
كشف حقيقة الليبراليين المنافقين .. يدا بيد لمحاربة حزب المنا
...
-
كيف قرأت الدكتورة وفاء سلطان خطاب أوباما ...
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|