أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار ملساوي - قراءة في مقالات الأستاذة رشا ممتاز ممثلة العلمانية الحقيقية.















المزيد.....

قراءة في مقالات الأستاذة رشا ممتاز ممثلة العلمانية الحقيقية.


مختار ملساوي

الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 09:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المقالات التي سأتناولها بالقراءة النقدية هي مقالات للسيدة رشا ممتاز نشرت مؤخرا في الحوار المتمدن وتركزت، بالخصوص، على نقد من أسمتهم بالمتعلمنين الذين أساؤوا إلى العلمانية كما تفهمها هي. ولقد أعدت قراءتها واقتنعت في النهاية أن مفهومها للعلمانية متهافت لا يصمد أمام أية قراءة نقدية هادئة.
اليوم أتناول بالقراءة المقالة التي نشرت تحت عنوان: "لماذا تغلقون الباب؟ حول - الهجوم - على الإسلام في الحوار المتمدن"
في البداية لا بد لي أن أنوه إلى أن مقالات رشا ممتاز ومن والاها بالتقريظ والتأييد والإعجاب هي دعوة صريحة لتبني علمانية عرجاء نراها أكثر عند ساستنا ومثقفينا ممن يتبنون أجندات سياسية وبرامج انتخابية لا تغضب الراعي ولا تجوِّع الذئب، كما يقول المثل الشعبي، بهدف كسب تأييد أوسع ما أمكن وفي أوساط جميع الفئات بما فيها استمالة رجال الدين إلى صفهم لعلمهم أنهم يتحكمون في رقاب وأرواح الناس، وكل هذا يجري على حساب المطالب الحقيقية من أجل علمانية هي رديف لا بد منه لديمقراطية وعقلانية كفيلة بإدارة شؤون حياتنا في جميع المجالات وإخراجنا من تخلف طال أمده.
ومن البداية أتساءل: ما هو الأصح والأصدق والأوفى للذات وللآخرين، بالنسبة لنا كعلمانيين أو ملحدين أو مثقفين متدينين: أهو أن نصرح بهويتنا للناس أم أن نكذب عليهم حتى لا نغضبهم باعتبارهم، في نظرنا، قصرا يجب مراعاة عقولهم الصغيرة. وأنا هنا لا أمل أبدا من تكرار قول الكواكبي منذ أكثر من قرن: (من مصلحة الوصي الخائن ألا يبلغ الأيتام سن الرشد).
إن جواب وفاء سلطان بأنها لا تؤمن بأي دين هو الأكثر تأثيرا وصدقا وقد اضطرت شيخ الأزهر الذي واجهها في حصة في الجزيرة إلى الانكماش في جحره (في حصة فيصل القاسم). وهو الذي رأيناه في حصة أخرى من هذه الحصص أيضا نافشا ريشه كالديك أمام أحد الأساتذة الأطباء المسلمين المؤمنين الطيبين المختصين في علم التجميل، وقد كان الطبيب ظريفا لطيفا، لكنه ظهر أيضا بمظهر الطفل المسكين المهزوم أمام شيخ الأزهر المتبجح، ولم يشفع للطبيب المسكين تصريحه بإسلامه وبإيمانه وبأن أباه كان ضليعا في الدين وحافظا للقرآن، لم يشفع له ذلك في تخفيف عنجهية شيخ الأزهر وغطرسته واتهامه بالمروق من الدين ومحاولة تغيير الصورة التي خلق الله عليها عبده، رغم الفتوحات العظيمة التي قام بها هذا العلم.
وفاء سلطان أخرست هذا الشيخ فانقلب السحر على الساحر، وتلقى فيما بعد سيل جارف من نقد الإسلاميين من أتباعه واصفينه بالجهل والضعف والميوعة لأنه وقف عاجزا أمام صراحة وفاء. وأنا لا أعتقد أن هناك سلوكا أنجع مع هؤلاء غير ما سلكته وفاء سلطان. وقد بين سبر الآراء يومئذ أن هناك نسبة لا بأس بها ثمنتها وفاء، وتعتبر مدهشة، صوتت لصالحها رغم أن الغالبية صوتت ضدها وهو ما يعكس المستوى العام في مجتمعاتنا. وهذه النسبة هي الأمل وهي المعول عليها مستقبلا في تأطير الحركات الشعبية للدفع نحو تغيير الجمود الرابض على صدورنا. وهو ما يدحض ادعاءات البعض بأن شعوبنا كلها تمشي في ركاب الإسلاميين، ولهذا يجب العمل معهم وإدراجهم في أي مشروع نهضوي كالملح في الطعام. وأي تغيير يتم بهذه الصورة سوف يضمن له النجاح لأنه سيعتمد على وعي حقيقي ومشاركة فعالة من مواطنين واعين وليس من عامة تابعة.
جواب وفاء سلطان كان عن سؤال الشيخ: هل أنت مسلمة؟ وهو سؤال يبرع الإسلاميون في توجيهه إلى محاوريهم لكي يخوفوهم ويضعوه في موقف دفاعي قبل الإجهاز عليهم أمام عامتهم. فلو قالت وفاء: نعم أنا مسلمة لبدت في وضع منافق لا يمكن الدفاع عنه كما فعل الطبيب الآنف الذكر. ولكان جواب الشيخ ببساطة: أنت مسلمة ولا تؤمنين بمحمد نبيا وبالله ربا وبالإسلام دينا (وهو قول يرفعون دائما كالسيف المسلول في وجه كل مجتهد في الدين وفي غير الدين (يجب العودة إلى محاورات فؤاد زكريا وفرج فودة معهم). ومع الشيخ كل الحق في ذلك، فهل يمكن أن يستقيم ذلك مع ادعاءات رشا بأنها علمانية بينما ألفباء العلمانية هي أولا إبعاد الدين ورجاله عن التدخل في الشؤون السياسية للدولة، وهو ما يعني المناداة بتعطيل ما هو معلوم من الدين، كما يقول الفقهاء لأن الإسلام دين ودولة بتنظيماته وتشريعاته التي أسس عليها أول دوله له في يثرب والتي هي المثال الأعلى في الحكم لا يستطيع أن يشكك فيه أي مسلم دون أن يمرق من الدين كما تمرق السهم من قوسها. فالدولة العلمانية هي على الأقل تعني فيما تعني:
1- دولة مواطنين متساوين أمام القانون الوضعي مهما اختلفت أجناسهم (رجال، نساء) أو أديانهم وهذا يتناقض مع صريح الدين، فلا مكان للمرأة في السياسة ولا مكان للذمي فيها إلا منة من دولنا العلمانية العرجاء التي لا يرضى عنها الإسلاميون رغم شح هذه التنازلات لأنها لا تحتكم ، في نظرهم، إلى شرع الله، أما حقوق الزواج والطلاق وممارسة الحريات فحدث ولا حرج، اللهم إلا إذا كانت رشا تؤمن بأنها ناقصة عقل ودين وبالتالي فهي تقبل أن يكون لها من الحقوق ربع الرجل في الزواج (عدا ملك اليمين) ونصفه في الشهادة لأنها تنسى بسبب ذاكرتها الضعيفة (بالغريزة)، ونصفه في الميراث لأنه قوام عليها إلى الأبد حتى لو كانت تشارك اليوم بعملها في ميزانية الأسرة وفي رفاهية وازدهار المجتمع كعاملة ومربية وطبيبة وعالمة وحتى كربّة بيت رغم جحود المجتمع المسلم واعتبارها قعيدة بيت وعاطلة ومرتاحة، بعد أن أتاحت لها علمانية الغرب تجاوز عجزها المصطنع الذي فرضه عليها الإسلام. طبعا قد تحتجين على ما أقول بأنني أطرح قضايا جلها لم يعد مطروحا أو بدأ في الانحسار، ولكني مقتنع أن تخلي المسلمين عن بعض تعاليم دينهم جاء نتيجة شيء من العلمنة عملت به الحكومات وعلى الضد من الدين ومن جهود الإسلاميين التي لا تتوقف لإعادة إحياء دولة الإسلام وليس نتيجة تطور أصاب الأوساط الدينية.
ولقد رأينا كيف انهالت الانتقادات من كل حدب وصوب ضد حسن الترابي في خرجاته المدهشة وضد جمال البناء في محاولاته إضفاء شيء من العقلانية على فهم الدين رغم أنهم منهم، ولكن هؤلاء المجتهدين لم يستطيعوا استمالة الناس إلى طروحاتهم. وهو ما يقنعنا بضرورة تجاوز المطالب الساذجة حول فتح باب الاجتهاد إلى ضرورة تجاوز الدين نفسه كأيديولوجيا حكم وسياسة.
2- دولة يحتكم الناس فيها لقوانين وضعية متغيرة غير مقدسة يغيرونها حسب الحاجة، وهذا يتناقض مع صريح الدين الصالح لكل زمان ومكان، وقد باءت كل المحاولات التي تمت في هذا الباب من علي عبد الرازق إلى سيد القمني بالفشل من حيث تجاوب رجال الدين مع هذه الأفكار بعيدا عن التكفير والحصار وتهديد الأهل ولقمة العيش، قبل أن تمتد إليهم أذرعهم المسلحة لإخراس بعضهم إلى الأبد وإجبار البعض الآخر على التزام صمت القبور أو النجاة بجلودهم عبر الهجرة إلى الغرب العلماني (نصر حامد أبو زيد).
إذا كانت رشا تقبل بهذه الأوضاع الظالمة أمام الملأ فلا معنى لمزاعمها العلمانية، أم إذا رفضتها صراحة أمام الملأ أيضا فهي ملحدة لأنها ترفض معلوما من الدين بصريح الكتاب السنة وإذا لم تعلن هي عن إلحادها فهناك من سيتكفل بذلك من رجال الدين والأنظمة المستبدة. إذ لا معنى لإلغاء العمل بتعاليم القرآن والسنة غير الإلحاد والمروق من الدين والزندقة.
ثم إن علمانية رشا لا تستقيم أبدا مع قولها: (و نظريا ربما بدا الكلام مقنعا لكن عمليا ليس هناك أي تنافر بين العلم والإيمان أو بين التطور والتدين فليس للعلم هوية أو انتماء و هناك عدد لا حصر لهم من العلماء الدينيين أو المؤمنين بوجود إله بدءا من إسحاق نيوتن وابن سينا والفرابى وانتهاء ب أحمد زويل (على سبيل المثال لا الحصر)
كما أن هناك عدد لا حصر له من الفشلة والقتلة و الجهلة لا دينيون). انتهى
هل يمكن أن يقبل علماني حقيقي مقولة أن لا (تنافر بين العلم والإيمان)؟
ليس في العلم حقائق مطلقة مقدسة تتعالى على النقد، كما هي في الدين؛ وليس في العلم شيء يسمونه صالح لكل زمان ومكان ولا يجوز المساس بمصداقيته مثلما هو شأن الدين.
العلم يأخذ بنظرية التطور بينما الدين يكفرها؛ العلم يأخذ بكل النظريات العلمية ولا إمام في ذلك إلا إمام العقل. بينما عارض رجال الدين دائما جهود العلماء وما زالوا.
العلم أثبت أن القدرات العقلية للمرأة والرجل متساوية، بينما الدين أنكرها دائما بصريح القرآن والسنة، واعتبرت ناقصة الأهلية طوال العهود الإسلامية إلى اليوم، ما عدا حالات شاذة تحفظ ولا يقاس عليها.
العلم يعتمد على الشك والتجربة والنقد بينما الدين يعتمد على الإيمان والتسليم. العلم نقيض الإيمان. وقد يكون هناك علماء مؤمنون ولكنهم يفصلون تماما بين أبحاثهم وبين معتقداتهم التي لا يقحمونها في مجالات علومهم كما يفعل (علماؤنا أمثل الزنداني وزغلول النجار وتلامذتهم الذين تغص بهم مواقع الإنترنت). وقد تعرضت تصريحات زويل للنقد من قبل الإسلاميين.
أما قولها: (أما فكرة العبودية والرغبة البراقة في القضاء عليها غير دقيقة حيث أننا جميعا ندور في فلك العبودية أن لم تكن ل (إله) فقد تتمثل في عبودية الفرد لشهواته أو عبوديته للمال أو عبودية الضعيف للقوى).
فهي الطامة الكبرى عندما تصدر من "علمانية حقيقية". هل يعقل أن تتجاهل السيدة رشا ويؤيدها في ذلك علاء الدين كل الإنجازات التي حققتها الإنسانية في مجالات الحريات والمواطنة وحقوق الإنسان والطفل والمرأة والشعوب. هل نعتبر علمانيا من يسوي بين وضعية العبد الذي يباع ويشترى ويحرم من كل الحقوق وبين عبودية الإنسان لشهواته أو عبوديته للمال) وغير ذلك من الكلام الإنشائي الذي لا طائل من روائه. هل يمكن أن نسوي بين كتاب يدعي أنه سماوي ويقنن للعبودية ولتعدد الزوجات وللاستمتاع بالجواري والإماء، وبين دساتير ومواثيق الأنظمة الحديثة "البشرية" التي كفلت حقوقا للنساء والأطفال وللأقليات بوصفهم مواطنين كغيرهم من المواطنين الآخرين وهي فوق ذلك ليست مقدسة وتخضع باستمرار للجرح والتعديل؟
ثم تقول: (فالإنسان خاضع بشكل أو بآخر ومن المستحيل ان يتحرر بصورة مطلقه وسيظل الخوف يكبلنا , خوفا من المجهول من المرض من الشيخوخة من الموت وربما كان الدين عند البعض ملاذا للاطمئنان ومفتاحا للتحرر من سجن الخوف) . انتهى
لو وافقناك يا رشا لسفهنا كل المحاولات الإنسانية للتحرر من الطبيعة عبر فهمها واستغلالها ولما تحررنا من كثير من الأمراض التي كانت تقضي على مناطق بأسرها، وكان رجال الدين يعتبرونها قضاء وقدرا ولا يزالون، ولا راد لقضاء الله وقدره. ولما تمكننا من التحرر من سطوة المكان والزمان وواصلنا استخدام الأنعام في الحل والترحال، ولما أصبح العالم كله قرية واحد تُتبادل فيها ملايين المعلومات في الثانية الواحدة (مثل انترنت الذي تستعملينه، بقدر كبير من الجحود)، أما أن يكون الدين عند البعض ملاذا للاطمئنان فهو ملاذ نقبله كسلوك فردي حر، لكنه في نهاية المطاف ملاذ للواهمين وللعاجزين ولمن سدت في أوجههم السبل وضاقت بهم الدنيا بما رحبت، فهذا ملاذ وهمي لا غير، وقد عانت منه البشرية الأمرين، وهي الآن تتحرر من كل مصادر الخوف القديمة بفضل العلم الذي شق طريقه عبر العصور في تنافر مرير مع الدين ورغم معارضة رجال الدين في كل زمان ومكان، ولم تعد الأمراض والآفات والمجاعات والزلازل والبراكين نقمة إلهية إلا عند رجال الدين عندنا. بينما سعت المجتمعات العلمانية منذ عشرات السنين لمعالجة أسبابها من أجل مواجهتها. وتحققت انتصارات باهرة والمسيرة متواصلة. (مثال تقنيات البناء المضاد للزلازل في اليابان، وإقامة السدود للحد من الفيضانات وغير ذلك كثير من أنواع الأمصال واللقاحات).
وأتوقف في هذا المقال عند مصادرتك لموقف الآخرين وادعاء المعرفة المطلقة بنواياهم فتستنطقينهم مثلما كانت محاكم التفتيش تستنطق من تشك في إيمانهم وتقوّلهم ما تريد أن يقولوه حتى تبطش بهم بتلذذ مرضي، وهذا ما تقولينه:
(ماذا لو قبل الإسلام بالتعددية الدينية و كفل للمرأة حقوقها وحث على البحث العلمي بل ومد يد التعاون بين الشعوب على اختلاف أديانهم وتوجهاتهم ؟
هل عندها سيستمر العداء للإسلام ؟
هل سيتوقف نزيف أقلامكم ؟)
باختصار ماذا لو أبدى الإسلام حسن السيرة والسلوك هل سيتم الإفراج عنه؟) انتهى
وبينما كان يجب طرح السؤال المناسب: لماذا لم يقبل الإسلام هذه الأمور حتى الآن؟ وهل العيب فيه أم في فهمنا له؟ لكنك طرحت سؤالا تعترفين فيه صراحة بأن الإسلام لا يعترف بالتعددية الدينية فما بالك بالتعددية السياسية وأنه لا يكفل حقوق المرأة ولا يحث على البحث العلمي ولا يمد يد التعاون بين الشعوب...، كل هذا وتطالبين بالرفق به ومهادنة رجاله والمؤمنين به حتى لا يغضبون علينا. وأخيرا تنتهين إلى نتيجة لا يسندها شاهد واحد:
(فما أراه على صفحات الحوار المتمدن يعكس (لو) هذه بوضوح حيث تهاجم أية محاولة اجتهادية لتخليص الإسلام من الأدران التي لحقت به على مدار القرون الماضية). انتهى
وهذا بالضبط ما يقوله الإسلاميون: الإسلام بريء، والمشكلة في (الأدران التي لحقت به على مدار القرون الماضية)، وكأن وضع العبيد والإماء والمرأة والمسيحيين واليهود والوثنيين الذين ذاقوا الأمرين من المسلمين الذين انطلقوا من جزيرتهم غازين محتلين ناهبين غاصبين، مسالة دخيلة على الإسلام والقرآن، وهو بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
أما جوابي على هذه المصادرة، فأقول إن العلمانيين يمارسون حقهم في نقد الدين ورجاله و نقد كل مستبدي هذه الأمة شانهم في ذلك شأن غيرهم ممن يدافعون عن الدين في موقع الحوار المتمدن. فما هو العيب في ذلك؟ أليس من حقي كما هو من حقك أن نمارس النقد الحر الصريح، مادمنا نتحاور بطريقة سلمية، بلا سلاح ولا عصي ولا سلطة نرهب بها بعضنا البعض؟ وهذا الحق هو ما أمارسه أنا الآن دون أن أطالب بإسكاتك كما يشي به عنوان مقالتك، لكن نقدي ينصب أساسا على محتوى مقالاتك ولا يعني مصادرة حقك في الكتابة بقدر ما يعني محاولة تعرية ما أراه مغالطات في مفهومك للعلمانية ومواقف من تعتبرينهم متعلمنين ولكيفية معالجتك للصراع الدائر في ساحتنا العربية بين العلمانيين وخصومهم.
وجوابا على سؤالك فأنا أعتقد جازما أن العلمانيين لن يضيعوا دقيقة واحدة من وقتهم في نقد الدين لو توقف هذا الدين ورجاله عن فرض حلوله القروسطية على الناس بقوة الحديد والنار، واكتفى بنفسه كممارسة شخصية تربط العبد وما يعبد، وتخلى عن تدخله واحتكاره لقضايا حاسمة رهنت ولا تزال ترهن مصير الأسرة والمدرسة والمصنع وأنظمة الحكم وتركها للناس المختصين يديرونها حسب علومهم الوضعية ومصالحهم المتغيرة دوما، ولنا أمثلة في ذلك في المجتمعات التي استقرت فيها العلمانية كنظام حياة، عاد بالخير على الجميع بما فيها رجال الدين والمتدينين، حتى من المسلمين والإسلاميين رغم عدائهم للعلمانية، الذين لم يجدوا ملاذا أفضل منها بعد أن ضاقت بهم الدنيا وسدت في وجوههم السبل في مجتمعاتهم الإسلامية بما فيها تلك التي تحتكم إلى شرع الله وتطبق شرائع الإسلام.
القراءة ستتواصل.





#مختار_ملساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيهما أكثر شقاء: المرأة أم الرجل؟
- (أين تكمن العلة؟ في الحاكم أم في المرؤوسين؟)
- غنائم الحرب ضد الاستعمار
- شامل عبد العزيز والاستعمار
- دفاعا عن عقول أبنائنا ضد تخلف المناهج التربية: مادة التربية ...
- قصة قصيرة من أزمنة الإرهاب: نهاية شيوعي
- دفاعا عن عقول أطفالنا ضد تخلف المناهج التربوية، التربية الإس ...
- قصة قصيرة من أزمنة الإرهاب: غسلا للعار
- دفاعا عن عقول أبنائنا ضد تخلف المناهج التربوية: مادة التربية ...
- المحاولات البائسة للتوفيق بين الإسلام والديمقراطية: ولاية ال ...
- قصة قصيرة من أزمنة الإرهاب: المجاهد يسترد بندقيته
- دفاعا عن عقول أطفالنا ضد تخلف المناهج الدراسية: مادة التربية ...
- دفاعا عن عقول أبنائنا ضد تخلف المناهج الدراسية: مادة التربية ...
- المحاولات البائسة للتوفيق بين الإسلام والديمقراطية: القرضاوي ...
- مقال تعقيبي على مقال السيد نادر قريط
- مآزق الإسلام السياسي أمام العقل المنطقي


المزيد.....




- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار ملساوي - قراءة في مقالات الأستاذة رشا ممتاز ممثلة العلمانية الحقيقية.